اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية بالانتخابات المصرية، وأكدت أن المرشحين يتنافسون على صناديق اقتراع نتيجتها معروفة سلفا، وأشارت إلى فشل دعوات الولاياتالمتحدة للإصلاح فى إحداث تغيير فى مصر، ولفتت إلى حالة الإحباط التى تسيطر على المواطن المصرى من إمكانية إحداث تغيير من خلال الانتخابات. ونشرت صحيفتا واشنطن بوست ولوس أنجيلوس تايمز الأمريكيتان، تقريرا أعده مايكل سلاكمان ل«أسوشيتدبرس» قالت فيه إن «مجموعة من الغوغائيين هاجموا بالسكاكين النائب البارز عن جماعة الإخوان المسلمين سعد الكتاتنى بعد ساعات من مشاركته هو وقيادات الجماعة فى مؤتمر صحفى حول تجاوزات الأمن فى حق مرشحى «الإخوان». وأشارت الوكالة إلى أن «الجماعة» هى المنافس الأكبر للحزب الحاكم، ولفتت إلى أن الانتخابات تجرى وسط حالة استياء واسعة النطاق بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، واستمرار نظام الرئيس مبارك، المتهم بأنه نظام بوليسى. ونقلت الوكالة عن الكتاتنى قوله فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الاثنين: «إن «ما يحدث الآن هو عملية تزوير مبكرة للانتخابات»، مشيرا إلى اعتقال 1200 من أعضاء الجماعة. وقالت محطة صوت أمريكا: «رغم رفض النظام المصرى للرقابة الدولية، فإنه لا يبدو متحمسا للمراقبة المحلية، ونقلت عن حافظ أبوسعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان قوله: «طلبنا 200 بطاقة لمراقبينا..فأعطونا 20، إنها نكتة». وأضافت، فى تقرير أعدته مراسلتها فى القاهرة إليزابيت آروت تحت عنوان «مصر ترفض الرقابة الدولية.. والرقابة المحلية محبطة»، إنه «مع رفض الرقابة الدولية والتضييق على المحلية، يأمل المراقبون أن يسهم الإعلام فى إلقاء الضوء على ما يحدث فى العملية الانتخابية، ولفت التقرير إلى إغلاق الحكومة عدداً من الفضائيات، وإقالة صحفيين مستقلين، واعتقال عدد من المدونين». وفى تقرير آخر، أعده مراسلها فى القاهرة، إدوارد يرانيان، أشارت صوت أمريكا إلى «تشاؤم الناخب المصرى إزاء إمكانية أن تؤدى الانتخابات إلى التغيير»، وقالت إن «المصريين إما منشغلين بتوفير لقمة العيش فى ظروف اقتصادية صعبة، أو لديهم شكوك حول العملية السياسية، أو يرون أن هناك قمعا للمعارضة ذات المصداقية». وأضافت: «أن إحجام المصريين عن المشاركة السياسية، سيستمر إذا لم تقدم الحكومة مزيدا من الشفافية فى عملية اختيار قادتها». وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إنه «عشية الانتخابات البرلمانية زاد نظام الرئيس حسنى مبارك من سلطته على العملية الانتخابية، بينما تستعد البلاد لخوض معركة خلافة العام المقبل»، وأشارت إلى اعتقال 200 من «الإخوان»، ورفض طلبات الولاياتالمتحدة بوجود مراقبين دوليين، وقمع وسائل الإعلام. وأضافت فى تقرير لها الثلاثاء، أن «المراقبين يتوقعون أن تكون الانتخابات المقبلة أقل حرية»، ونقلت عن بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، قوله «لسوء الحظ فإن معظم المؤشرات سيئة، وسلبية ومقلقة، خاصة المعركة ضد وسائل الإعلام»، وتابعت، فى التقرير الذى أعدته مراسلتها كريستين شيك، إن «هناك مجموعة من المدونين والنشطاء قرروا مراقبة الانتخابات عبر الإنترنت والهواتف المحمولة والمواقع الاجتماعية»، مشيرة إلى موقع «يوشاهد»، الذى يمول بشكل غير مباشر من الولاياتالمتحدة، ويستهدف رصد الانتهاكات على خريطة تفاعلية، تتيح للمواطن إرسال تقريره عبر الرسائل المكتوبة أو «تويتر» أوالبريد الإلكترونى، مصحوبة بالصور والفيديو. وتحت عنوان «رغم دعوات الإصلاح الأمريكية تغير القليل فى مصر» كتب جون جونسون تقريرا فى صحيفة جلوبال بوست الأمريكية قال فيه إن «خطاب الرئيس الأمريكى فى القاهرة، والسياسة الأمريكية تجاه مصر، لم يكن لهما تأثير على القيادة التى تحكم البلاد منذ فترة طويلة». وأضاف أن «مؤشرات التفاؤل الأولية التى صاحبت خطاب مبارك فى القاهرة تحولت إلى إحباط كالمعتاد، مع ورود تقارير بشأن تدخل الحكومة المصرية فى العملية الانتخابية، مما يثير التساؤل حول قدرة الولاياتالمتحدة على إحداث تغيير فى دولة يحكمها حزب واحد منذ 30 سنة»، وتابع إن «استجابة أوباما لدعوات دعم انتخابات حرة ونزيهة فى مصر كانت ضئيلة جدا»، ونقلت عن مدير مشروع الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وعضو مجموعة «عمل مصر»، أندرو ألبرتسون إن «واشنطن لن تبقى على الهامش إلى الأبد».