سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توابع استقالة محمد منصور: الارتباك يسود وزارة النقل.. وأحد مساعديه :"رحيله خسارة لمصر".. ورئيس "السكك الحديدية" يعلن تمسكه بالمنصب.. والوزير يغلق هاتفه ويجلس فى منزله بالمعادى قراء "اليوم السابع" وصفوا قبول استقالته ب "القرار السليم"..
سادت حالة من الارتباك والقلق داخل وزارة النقل بعد إعلان مجلس الوزراء قبول الرئيس حسنى مبارك استقالة المهندس محمد لطفى منصور، وزير النقل، على خلفية تصادم قطارين بمدينة العياط بمحافظة 6 أكتوبر مساء السبت الماضى، فى الوقت ذاته أغلق الوزير المستقيل هواتفه المحمولة بمجرد إعلانه ترك الوزارة، وهو الآن يجلس فى منزله بحى المعادى. وتوافدت جميع قيادات الوزارة ورؤساء قطاعاتها ظهر اليوم، الثلاثاء، على مقر ديوان الوزارة بمدينة نصر للتأكد من صحة أنباء استقالة الوزير، واعتبر صبحى عابدين، نائب رئيس قطاع الموارد البشرية بالوزارة، أن استقالة منصور ليست فى صالح مصر، لأن الوزير، على حد قوله، وضع خططا لتطوير قطاع النقل وبدأ مشروعات لن تُستكمل إلا بوجوده. وأشار عابدين إلى أن جميع قيادات وموظفى الوزارة فوجئوا بالقرار صباح اليوم، لدرجة أن عمر البقرى، أقرب مساعدى الوزير المستقيل، لم يعلم بالخبر إلا بعد المؤتمر الصحفى الذى عقده منصور صباح اليوم بالقرية الذكية. من جانبه أكد المهندس محمود سامى، رئيس هيئة السكك الحديدية، أن استقالة منصور لا تعنى أن يستقيل هو بالتبعية من منصبه، وقال "أرفض التعليق على رحيل المهندس منصور، لكنى من جانبى مستمر من منصبى لأنى فى مهمة مكلف بها من قِبل الدولة"، فيما رفض جميع مسئولى الوزارة التعليق على قرار مجلس الوزراء بإسناد مهمة تسيير أعمال "النقل" للدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة. وتوالت ردود الفعل بين أعضاء مجلسى الشعب والشورى حول قبول استقالة منصور، ففى الوقت الذى أكد فيه عدد من النواب ارتياحهم لقرار الإقالة أو استقالة وزير النقل.. جاء القرار صادما لعدد من النواب فى مقدمتهم النائب أحمد أبو عقرب ونائب الأغلبية عبد الرحيم الغول، واللذين حاولا الدفاع عن موقف المهندس محمد منصور خلال اجتماع لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أمس الاثنين. أكد النائب عبد الرحيم الغول فى تصريحات "لليوم السابع" أن قرار المهندس محمد منصور وزير النقل كان هو القرار الصائب، خاصة أن الوزير كان يردد دائما أنه فى حال فشله سيتقدم باستقالته. وأوضح أنه فى كلا الأحوال إذا أقيل الوزير أو استقال فلابد من توجيه التحية لرئيس الجمهورية لقبوله هذه الاستقالة، مبينا أن هذا الفعل دليل حى على استجابة الرئيس مبارك لنبض الشارع المصرى. فيما امتنع النائب عمر هريدى أمين سر لجنة الشئون الدستورية والتشريعية عن الحديث فى هذا الموضوع، وعلق الدكتور جمال الزينى عضو مجلس الشعب، قائلا، "إن هذه الاستقالة تعتبر تقديرا من القيادة السياسية ووزير النقل لحجم المسئولية السياسية التى تقع على عاتقه من جراء انتشار حوادث القطارات فى مصر، وأكد النائب جمال الزينى أن هذه الاستقالة لا تعنى الاتهام، ولكن تعنى شعور الوزير بالمسئولية تجاه الشعب". ورفض د.مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الحديث، فى الموضوع مبررا انشغاله فى اجتماع طارئ. فيما لاقت فيه استقالة وزير النقل حالة من الارتياح بين عدد من النواب فى مقدمتهم النائب الوفدى صلاح الصايغ، وعلاء عبد المنعم، وعدد من نواب كتلة الإخوان المسلمين. وأكد النائب علاء عبد المنعم أن اجتماع لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أمس كان هو المحك الحقيقى فى إبراز سلبيات هذه الحكومة .لافتا إلى مطالبة النواب لوزير النقل السابق محمد منصور تقديم استقالته جاء كرد فعل لحالة الحزن التى خيمت على الشارع المصرى من جراء هذا الحادث الأليم. وشدد النائب علاء عبد المنعم على ضرورة إصدار قانون محاكمة الوزراء لمحاسبة كل مسئول عن تقصيره تجاه هذا الشعب. أوضح النائب صلاح الصايغ أن قرار إقالة وزير النقل جاء، مريحا للشارع المصرى الذى يئن من كثرة تجاهل الحكومة لمشاكله. ومن جانبهم وصف قراء موقع "اليوم السابع" قرار الرئيس مبارك بقبول استقالة وزير النقل بأنه قرار سليم وتاريخى باعتباره الأول من نوعه فى عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف، مؤكدين، من خلال تعليقاتهم الإلكترونية، أن كارثة تصادم قطارى العياط تعد مبررا كافيا لقبول استقالة محمد منصور. غير أن قراء "اليوم السابع" اعتبروا أن محمد منصور رحل من المنصب بكرامته، مانحاً درساً فى تحمل المسئولية السياسية لأى مسئول يتمسك بمنصبه بعد وقوع كارثة داخل القطاع الذى يشرف عليه. وتباينت الآراء حول استقالة وزير النقل المهندس، محمد منصور، فبينما أرجعت مصادر برلمانية أن الاستقالة المفاجئة للوزير صباح اليوم جاءت نتيجة تعليمات صدرت من الرئيس مبارك شخصياً بعد أن شاهد شريط اجتماع لجنة النقل والمواصلات الذى عقد أمس الذى شهد ثورة عارمة من جميع نواب المعارضة ومعظم نواب الوطنى، على رأسهم الدكتور زكريا عزمى، وذكرت المصادر أن التعليمات صدرت بأن يتقدم الوزير محمد منصور باستقالته لتجميل وجه الحزب الوطنى، الذى سيعقد مؤتمره العام خلال أيام، خاصة أن عنوان المؤتمر "من أجلك أنت"، وهو لا يستقيم مع الحادث الذى أسفر عن ضحايا. وفى الوقت نفسه، لم تحدث أى محاسبة، ويدلل أصحاب هذا الرأى بأن وزير النقل أعلن خلال الاجتماع أنه لن يستقيل وأمامه تحدى، وعلى الجانب الآخر أرجعت بعض المصادر الاستقالة إلى نصائح قدمها وزير الإسكان أحمد المغربى للمهندس محمد منصور الذى تربطهما صلة قرابة، بأن يقدم استقالته حتى لا يؤثر وضعه واستمراره على المغربى الذى يتمتع بصلة وعلاقة قوية مع جمال مبارك، وبغض النظر عن سبب الاستقالة فإن أعضاء مجلس الشعب رحبوا بها وعلى رأسهم النواب الذين هاجموه بعنف خلال اجتماع لجنة النقل أمس. ورحب نائب الأغلبية المستشار محمد مجاهد قائلا، إن العياط كان يجب أن يتحمل الوزير مسئوليته، وأن الاستقالة أو الإقالة هى محاسبة من النظام لمن أخطأ. أما النائب المستقل الدكتور جمال زهران فقال إن الاستقالة هى كبش فداء للنظام أمام مؤتمر الحزب الوطنى. وقال زهران: رغم أن حادث العياط وقع نتيجة إهمال يستوجب المحاسبة، إلا أن وزير النقل المهندس محمد منصور هو أقل الوزراء فساد ومن الوزراء الذين يعملون بجده ونشاط، وأضاف: لقد تقدمت ب23 استجوابا خلال الدورة الماضية ضد وزارات مختلفة، إلا أننى لم أجد فى وزارة النقل فسادا يستوجب المساءلة. أخبار متعلقة.. وزير النقل: تقدمت بطلب إعفائى من منصبى لإحساسى بالمسئولية