نعم.. لا أحد يستطيع أن ينكر أن الفريق السيسى هو وبلا أدنى شك رجل المرحلة, هذه الفكرة تزعج الكثيرين من أشباه المصريين والحاقدين على كل ما هو وطنى, ولكنها حقيقة قد تدفعهم إلى يغمضوا أعينهم ويصموا آذانهم عن وجوه المصريين ونبض قلوبهم الطاهرة وهم يتغنون حبا وثقة فى الفريق السيسى. لم يكن الفريق السيسى فقط هو الشخص الذى تفاعل مع الأحداث ومع حركة الشعب فى 30 يونيو , بل أخذ على عاتقه مسئولية قلما يقرر أحد أن يتخذها, وهى مسئولية صناعة الحدث وليس التفاعل معه فقط, فتحول من شخص مسئول يؤدى واجبه الوطنى تجاه الدولة, إلى زعيم, حقق للشعب حلمه وأزاح من على صدورهم هما ثقيلا كان جاثما، وصنع لهم خارطة طريق لمستقبل بلادهم كما يحلمون بها. ويذهب هؤلاء الكافرون بكل معانى الوطنية والوعى المصرى الفطرى إلى أن غياب البدائل السياسية وغياب الأسماء السياسية الرنانة هو ما يدفع الناس إلى تأليه الفريق السيسى, مخطئون, والأسوء أنهم يعلمون أنهم مخطئون ولكنهم يخشون من فكرة الإجماع الشعبى على شخص بعينه, يريدون أن تظل الساحة المصرية مهترئة ومفككة دون أن تجتمع على قلب واحد ورأى واحد, المصريون لا يعبدون الأشخاص ولا ينساقون لأوامر أحد إلا لما يأمرهم به ضميرهم الوطنى, هذا الضمير والحس الوطنى الذى تراه فى عيون البسطاء وتسمعه من ألسنة من لم يكملوا حتى تعليمهم إلى مستويات عالية تسمح لهم بالظهور على الشاشات والكتابة على صفحات الجرائد, المصريون يحبون ويثقون ويساندون من يرونه حريصا على الوطن وأمينا على حياتهم وحياة أولادهم, ليس للمصريين مرشدا إلا حسهم الوطنى, ذلك الحس الذى يشكك فيه ويصفه بنتيجة الجهل والقمع كل من هو كاره للوحدة الوطنية وخائف من يوما يجتمع فيه الشعب يدا واحدة, فيكون هو أول من تصفعه هذه اليد صفعة تلقيه خارج المشهد وتطهر أرض مصر الغالية من أمثاله من الحاقدين. لم يناد الشعب الفريق السيسى لكى يكون رئيسا نتيجه غياب البدائل كما يدعون, بل نتيجة كثرة البدائل, فما أكثر تجار الدين وتجار الدم, وما أكثر العملاء والخونة, وما أكثر أشباه السياسيين وتجار الوطنية وبائعى الكلام, أن نداء المصريين للفريق السيسى وتكليفه بأن يكون رئيسا لمصر ناجما عن وعى شعبى ورؤية واضحة لما آلت إليه أحوال البلاد نتيجة أفعال هؤلاء المراهنون على سلبية وصمت الشعب وهؤلاء الواهمون أن الشعب سيظل يصدق من يبيع لهم وهم الحرية والعدالة الاجتماعية وهم أنفسهم أبعد ما يكونون عن هذه الأفكار, فهم أسرى جماعة وعبيد للتمويلات وللشهرة الإعلامية وينشدون حقا العدالة, ولكن العدالة فى تقسيم غنيمة مصر التى اغتنموها من جراء ما اغتصبوه من مكتسبات الوطن وثورة شعبه. نعم هى ثورة مضادة, من الغباء أن نرى من يتشدقون باسم ثورة يناير يعكفون أياما وليالى ليقولوا لم تحقق الثورة أهدافها وسارت فى طريق عكس ما كانت تنادى به, ثم يعترضون أن هناك ثورة مضادة! بالطبع مضادة لما آلت إليه الأوضاع منذ يناير 2011, لتصحح مسار الثورة وتحقق ما يحلم به الشعب, ليس ما تحلمون أنتم به. أن الشعب الذى خرج فى 30 يونيو يطالب بحقه الذى سلب منه ويعبر عن صوته الذى أخرسوه من نصبوا أنفسهم ليتحدثوا باسم الشعب, خرج أيضا ليطالب الفريق السيسى أن يكمل جميله ويصبح رئيسا لهذا الشعب بكل حب وثقة وإخلاص ووعى.. وهو تكليف شاق, نأمل أن يقبله هذا الرجل الذى وضعته الأقدار ليصبح واحدا من القليلين فى تاريخ مصر الذى يستحق اللقب.. الزعيم السيسى ولا عزاء للحاقدين..