بصراحة الراجل دا كان واحشنى.. ووحشانى تصريحاته وحواراته وكمان حركاته.. فعلاقتى به تعود لزمن طويل وياما خضنا معارك معا ضد نظام مبارك لكن كلا بطريقته.. ومعرفش ليه كان عندى فضول أعرف هو بيعمل ايه حاليا غير أنه بيظهر مع كل مناسبة ويختفى تانى وكأنه مش موجود أصلا.. قررت أن أتصل به فكان سعيدا جدا باتصالى.. وطلب أن يعزمنى على فنجان قهوة فوافقت.. إنه «حمدين صباحى» المرشح الرئاسى الأسبق الذي رحب بى داخل مكتبه فكان لى معه هذا الحوار: قلت له: إيه ياعم الحاج فينك عاش من شافك! قال: تحت النظر يا سطوطة والله زمان قلت: بسمع عنك في فيس بوك ولا كأننا كنا أصدقاء يا جدع. قال: بس إنتى وقفتى مع السيسي في الانتخابات يا سطوطة وما عبرتينيش. قلت: يا عم أنت كفاية عليك الأصوات الباطلة اللى كانت حواليك ومليت بيها الصناديق.. لكن السيسي كان لوحده وعلشان كدا أنا وقفت معاه. ضاحكا قال: لسه زى ما إنتى.. تموتى في اللماضة. قلت: أنت مابقتش تظهر غير في المظاهرات ياعمنا. قال: أنا ما خرجتش غير في مظاهرت الأرض.. تيران وصنافير مصرية يا سطوطة قلت: طبعا ياخويا.. لكن الحكومة أكيد عارفة هي بتعمل إيه.. وأدينا ماشيين وراها! قال: الحكومة اللى جوعت الشعب مستنية منها إيه بقى. قلت: ماهم بيقولوا إن الإجراءات الاقتصادية كلها بتصب في مصلحة المواطن الفقير.. وأهى ماشية مشوار واحنا منتظرين النتايج! قال: الحكومة بتمشى بأحذية الشعب.. الحكومة دوبت أحذية المواطنين في مشاوير ملهاش أي تلاتين لأزمة يا هانم. قلت إزاى بقى الكلام ده. قال: أنا هحكيلك حكاية وانتى هتفهمى منها كل حاجة قلت: قول يا غالى أدينى سامعاك أهه. قال: كان فيه واحد رايح يزور صديقه.. وكان هذا الصديق بخيل جدا.. وكان يبدو على الضيف أنه هلكان من الجوع. رحب البخيل بالضيف ونادى على ابنه وقال له: يا ولد.. عندنا ضيف عزيز.. فاذهب واشترى لنا كيلو لحم من أحسن لحم فذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشتر شيئا فسأله أبوه: فين اللحمة؟! فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له: عايز أحسن لحمة عندك.. فقال لى: سأعطيك لحمة زى الزبدة.. فقلت لنفسى: إذا كان كذلك فلماذا لا أشترى الزبد بدل اللحم! فذهبت إلى البقال وقلت له: أعطنى أحسن ما عندك من الزبد.. فقال لى: سأعطيك زبدا كأنه العسل.. فقلت: إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشترى عسلا.. فذهبت إلى بائع العسل وقلت له: أعطنى أحسن ما عندك من العسل.. فقال لى: سأعطيك عسلا كأنه الماء الصافى.. فقلت لنفسى: إذا كان الأمر كذلك فنحن عندنا ماء صاف في البيت.. وهكذا عدت دون أن أشترى شيئا.. إزيك بقااااااااااا فقال الأب لأبنه: ما شاء الله عليك يا ابنى.. عملت اللى عليك وعداك العيب.. بس فاتتك حاجة مهمة.. أنت كدا دوبت حذاءك بالجرى من دكان إلى دكان فأجاب الابن: لا يا أبي.. أنا لبست حذاء الضيف هههههههههه وتوتة توتة خلصت الحدوتة يا ست سطوطة! قلت: طب وإيه علاقة الحكومة بالراجل البخيل ده هو وابنه اللى أبخل منه؟! قال: هي الحكومة بتعمل كدا بالضبط مع الشعب.. اللى بتديهولو باليمين بتاخده بالشمال.. دا غير بقى الوعود اللى هي نفس وعد الراجل لضيفه بأنه هيأكله لحمة وفى النهاية رسيت على بق ميه!