المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر دا حبيبى من أيام الجيزة.. أجريت معه العديد من الحوارات منذ أن كان وزيرا للبترول.. فوجئت به يتصل بى ويطلب لقائى بمكتبه.. كان الوقت متأخرا عن مواعيد العمل والساعة تقترب من السادسة مساء.. قلت له برضو ياراجل عايزنى أجيلك المكتب في الوقت ده.. ضحك رئيس الوزراء وقال الله يجازيكى يا سطوطة.. أنا بشتغل 24 ساعة في ال 24 ساعة قلت: ياحرام.. اسكت بقى أحسن هصدقك وأموت من العياط! قال: ماهو أنا بكلمك علشان مكتئب وقلت أجيبك ندردش سوا وأخرج من جو الشغل ده! قلت: بصراحة نتيجة الشغل بتاع معاليك واضحة على حال البلد كلها.. قال: والله يا سطوطة هانم أنا حاسس بحالة قرف فظيعة! قلت: طب تقدر تقولى معاليك قرفان من إيه؟!.. يعنى حضرتك مثلا خريج هندسة ومش لاقى شغل؟!.. ولا تكونشى خريج تجارة إنجليزى وواقف في سوق الخضار؟!.. اوعى تقولى إن معاليك خريج آداب وبتسوق تاكسى.. ولا تكنشى خريج حقوق وبتشتغل سمسار؟! قال: لا أنا خريج زراعة وجانى تعيين في الطرق والكبارى.. اتلمى يا ست انتى بقى ويلا تعالى هعزمك على فنجان قهوة وندردش شوية.. بقولك قرفان من أم المسئولية والشغل! قلت: طب أنا نفسى أعرف إنت قرفان من إيه وبعدها ممكن آجى علشان أرفه عن معاليك.. ماهو أحنا أصدقاء والصاحب له على صاحبه حاجات كتير! ضاحكا قال: ماانتى عارفة المسئولية اللى أنا فيها! قلت: مسئولية إيه بقى ياسيدى.. يعنى جمعت كل اللى تملكه مثلا وأعطيته لابنك علشان يسافر أوروبا والواد كفالله الشر غرق على شواطئ اليونان؟!.. ولا تكونشى مديون ومش عارف تسدد ديونك.. ولا انت مستنى دورك في التعيين بقالك 10 سنين ومجااااااش؟ طب تكونشى حبيبتك عايزه تتجوز ومش قادر تخطبها؟!.. ولا انت ياعينى مش لاقى شقة؟! قال: اخلصى يا سطوطة أنا فيا اللى مكفينى! قلت: ليه كفالله الشر.. واخذ قرض ومتورط في السداد؟! ولا تكونشى جتلك فاتورة كهربا وما قدرتش تسدد ففصلوا عنك التيار؟!.. اوعى تقولى إن الغلاء اللى احنا فيه مضايقك وإن موقف الحكومة ومجلس الشعب من رفع الأسعار مش عاجبك؟! قال: ياست.. بقولك عايز افرفش معاكى نهزر شوية وأخرج من مود الشغل.. قلت: طب وانت تضايق ليه أساسا يعنى؟!.. يكونش نفسك في السمك ولقيت الكيلو وصل 50 جنيه فعلشان كدا انت متضايق؟!.. ولا رحت تشترى لحمة ولقيت الكيلو ب95 جنيه فركبك 100 عفريت؟!.. أيوه أيوه.. أكيد رحت تشترى رز ولقيت الكيلو ب 9 جنيه.. أو تلاقيك يا حرام روحت تجيب التموين وقالولك ما فيش إلا جبنة دومتى.. أنا عارفه الحركات اللى تفور الدم دى! وهنا فوجئت برئيس الوزراء يقول لى: أنا أصلا غلطان إنى اتصلت بيكى.. يلا ياست إنتى مش عايز أشوف وشك.. بس ماتجيش بقى تطلبى منى حوارات يلا هه.. ثم أغلق الهاتف!
