أنور السادات أعظم من أنجبته مصر في العصر الحديث، صاحب الانتصار الوحيد على إسرائيل. حمل كفنه على يديه بإرادته وسافر إسرائيل طالبا السلام رغم أنه يعلم مدى خطورة هذا القرار على حياته. أعاد لمصر سيناء كاملة بموجب اتفاقية السلام كامب ديفيد، لكن القدر لم يمهله أن يحضر ويحتفل بيوم استلامها. لم يعرف المصريون قدره إلا بعد فقدانه، لم يستوعبوا بعد نظره وبصيرته إلا بعد اغتياله بسنوات عندما حكمهم رئيس موظف يفتقد الشجاعة في اتخاذ القرارات، يعشق الجمود ولا يحب المغامرة والحسم، فأعاد مصر إلى الوراء بفساده وفساد معاونيه. أتذكر يوم اغتيال السادات وأسأل نفسي ماذا لو عاش سنوات قليلة ونجا من الاغتيال. هل سيكون هذا هو حال مصر حاليًا. أنشأ الانفتاح الاقتصادي، لو استمر لكنا الآن أفضل من دول الخليج. أطلق دولة المؤسسات وأنشأ الأحزاب المعارضة بنفسه لتعارض حكمه. فكان رد الجميل أن تلعنه وتتشفى في موته بعد اغتياله. اعترف بخطئه في الإفراج عن الإخوان المسلمين قبل اغتياله بشهر في خطابه الشهير وتوعد الإخوان والمتطرفين بنهايتهم تكفيرًا عن خطئه، فكان حادث المنصة الذي لولاه لدفن الإخوان والمتطرفين إلى الأبد. كان المصري يشعر بكرامته في الغربة لأنهم يحبونه ويقدرونه، حتى البلاد العربية كانوا يكرهونه بسبب السلام مع إسرائيل إلا أنهم يقدرونه ويخافونه. فكان كرامة المصريين مصانة في بلادهم رغمًا عنهم. فيا لسخرية القدر رئيس منتصر يقتل بأيدي شعبه ورؤساء عرب يموتون وأراضيهم محتلة من إسرائيل فيبكي عليهم شعبهم حزنًا وكمدًا ويصفونهم بالأبطال. سيادة الرئيس أنور السادات ستبقى بطلا منتصرا حربا وسلاما في أذهان المصريين للأبد، فذا هو قدرك وهذا هو قدر شعب مصر أن يفتقدك في يوم انتصارك وسط أولادك. ستبقى في قلوبنا يا بطل الحرب والسلام.