بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    إزالة 36 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    «مدبولي» لممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية: نهتم بتوسيع نطاق الاستثمارات بالمجالات المختلفة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الإسكان»: بدأنا تنفيذ 64 برجا سكنيا و310 فيلات في «صواري» الإسكندرية    وزير التعليم العالي: توسيع التعاون الأكاديمي وتبادل الزيارات مع المؤسسات البريطانية    ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية إلى 1700 شخصا    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    ميدو يصدم قائد الأهلي ويطالب بتسويقه    التشكيل المتوقع لمباراة روما وليفركوزن بالدوري الأوروبي    موعد مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري المصري الممتاز والقناة الناقلة    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة.. «سيولة في شارع الموسكي»    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    بعد 119 ليلة عرض: رفع فيلم الحريفة من السينمات.. تعرف على إجمالي إيراداته    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    «الوزراء»: إصدار 202 قرار بالعلاج على نفقة الدولة في أبريل الماضي    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوجة الرئيس الراحل ل«الوطن» فى حوار الذكريات والاعترافات: «صدقونى الرئيس هيعمل حاجة»
جيهان السادات: «افرح يا أنور.. ربنا جاب لنا السيسى.. اللى هيرجّع لمصر حقها»
نشر في الوطن يوم 27 - 09 - 2014

زوجى كان يعرف أنه سيتعرض ل«الاغتيال» وكلما خرج أشعر أنه لن يعود
«السيسى» يذكّرنى ب«السادات»: يمتلك «دهاء» وشخصية «مش سهلة».. ولديه طيبة وحنية وحب للبلد
«اتخضيت» من ثقة «أنور» «الجامدة» قبل أيام من حرب أكتوبر عندما وقف فجأة.. وقال لى: «بإذن الله.. أنا منتصر»
«مبارك» موظف لكنه غير «خائن».. وكان يريد الهدوء والاستقرار لمصر لدرجة وضعها فى «الثلاجة»
ذهبت لأول جندى رفع العلم المصرى على الضفة الغربية بالمستشفى و«وطيت وبوست إيده»
بكيت عندما حضر «قتلة السادات» احتفالات النصر فى 2012.. وغاب عنها قادة الجيش
لم أطلب لقب «السيدة الأولى».. والسادات لم يُصَب ب«داء العظمة والغرور»
فى حوار طويل وصريح، يمتلئ بالاعترافات والمعلومات والذكريات، قالت السيدة جيهان السادات، زوجة الزعيم الراحل أنور السادات، ل«الوطن»، إنها تلقت دعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشاركة فى احتفالات حرب أكتوبر بعد 30 عاماً من التجاهل، معتبرةً أن «حق أنور السادات رجع لما الرئيس السيسى عوّضنا عن اللى فات وادانا حقنا».
«جيهان» أكدت أنها تعترف بثورتى يناير ويونيو، وكشفت فى الذكرى ال41 لنصر أكتوبر المجيد أن الرئيس أنور السادات كان يعتزم ترك السلطة فور استرداد أرض سيناء المحتلة، مؤكدةً أنه كان يمتلك خطة لتنمية سيناء لكن القدر لم يسعفه لتنفيذها.
وأضافت أنها لم تعلم بساعة الصفر لبدء حرب التحرير فى «6 أكتوبر»، وأنها «اتخضت» من فرط ثقة زوجها فى تحقيق الانتصار على العدو، قبل انطلاق الحرب بأيام، وتذكرت ما رأته من مآسٍ فى حرب 67، وكشفت أن السادات طالب الجنود بالإفطار فى رمضان من أجل الحرب.
كما تحدثت زوجة الرئيس الراحل عن الاحتفال الوحيد الذى حضره الرئيس المعزول محمد مرسى، وكيف أنها بكت أمام التليفزيون، كما قالت رأيها بصراحة فى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى وصفته بأنه «كان موظف بس مش خاين»، وتناولت الصفات المشتركة بين الرئيسين «السيسى والسادات».
وللمرة الأولى اعترفت السيدة جيهان السادات، بأن الرئيس الراحل أخطأ بتصعيده للتيار الإسلامى، كما أخطا فى قرار اعتقالات سبتمبر عام 81... وإلى نص الحوار:
■ ما أول شىء أو صورة تتبادر إلى ذهنك فى ذكرى 6 أكتوبر؟
- الحقيقة، هذا يوم لا يُنسى فى حياتى، دائماً يوم عبور القناة والصور التى خرجت وهم يتسلقون خط بارليف ويضعون العلم على الضفة الغربية من القناة، وأنا قابلت الجندى الذى وضع العلم للمرة الأولى فوق الضفة وأنا فى المستشفى بعد الحرب، وهو كان مصاب، وقال لى «يا ماما أنا أول واحد حطيت العلم»، ف«وطيت بوست إيده»، حتى من كانوا يقفون بجانبى قالوا لى «إزاى تعملى كده؟»، قلت لهم «دا ابنى وبطل».. الحقيقة يوم لا يُنسى، وبافتكر أنور السادات نازل الصبح «قد إيه كان سعيد وفرحان»، اليوم كان بالنسبة له يوم جميل ومتفائل، حتى وهو داخل على المنصة وأنا قاعدة كان بيروح الأول على القيادة، كان بيدخل بابتسامة كبيرة، وكان سعيداً، لأن نصر أكتوبر يفتخر به كل مصرى وعربى لأنه رجعت لنا بيه كرامتنا وعزتنا وأرضنا، هذا يوم لا يُنسى.
■ هل كنتِ على علم بساعة الصفر يوم 6 أكتوبر، ومتى ستبدأ الحرب بالتحديد؟
- وأنا فى البيت، أنور السادات قال لى قبلها بيوم حضّرى لى الشنطة عشان هأبات بره البيت، دا كان يوم 5 أكتوبر، ومحصلش قبل كدا إنه يبات بره، وحسيت إن ممكن يكون فيه حرب، لأنه كان بيقول كدا، وكنت أرى القيادات تأتى للمنزل، أو يذهب الرئيس للقواعد ويقابل الضباط والجنود، كانت هناك حركة مستمرة وواضحة أمامى، ولما قال لى هأبات بره، فهمت إن الحرب ممكن تكون بكره أو بعده، لكن مسألتوش، لأنى عارفة إنه مش هيرد، لأنه سر حربى.
■ ألم يكن يعرف أحد بموعد الحرب سوى قادة الجيش الكبار؟
- طبعاً، وبات هو تانى يوم، وأنا كنت على أعصابى عايزة أسمع الراديو، وكان عندى مقابلات لغاية آخر مقابلة كانت 1:45 دقيقة ظهراً، وطلعت جرى أقول لهم أين الراديو، وكان من نوع الترانزستور الصغير، وأولادى كانوا بيقولوا لى يا ماما هو فيه حاجة؟ وبدأت الاشتباكات وكنت فرحانة جداً جداً.
■ هل تمكنتِ من التواصل مع الرئيس الراحل؟
- لا، ولم أحاول، هناك أماكن ولا أقدر «أضرب له» تليفون فيها، ولا أتصل به.
■ هل كان الرئيس فى غرفة العمليات بالقوات المسلحة وقتها؟
- نعم، كان فى غرفة العمليات فى قصر الطاهرة، كان فيه مواقف لا أحب أن أفرض نفسى فيها، وكنت أفضّل أن يتفرغ لها.
■ ومتى كانت المرة الأولى التى قابلتِه فيها منذ يوم 5 أكتوبر؟
- بعدها بيومين.
■ يوم 8 أكتوبر مثلاً؟
- نعم، قال لى تعالى عشان أبات فى قصر الطاهرة، فنقلت، وكنت طول الصبح فى المستشفيات وآخر النهار أرجع القصر مرة أخرى.
■ عندما رأيتِ الرئيس أنور السادات بعد يومين من الحرب، هل كان واثقاً من الانتصار فى الحرب؟
- كنا يوم 5 أكتوبر نتمشى فى جنينة البيت، أنا بأقول له ربنا معاك وربنا هيوفقك، وحتى فرضاً لو انهزمت فعلى الأقل إنت حاولت، وأحسن ما تبقى أرضك محتلة وإنت تستسلم وتسكت، بص لى فى ثانية ووقف، وقال لى بإذن الله أنا منتصر، وأشار بإصبعه وكان واثقاً جداً من ذلك، أنا «اتخضيت» من الثقة «الجامدة دى»، أنا اشتغلت فى 1967، فى وسط الضباط والعساكر ورأيت مآسى، وكنت متخوفة فى 1973، يعنى كل ما أشوف التحضيرات والقادة فى البيت، أقول يا رب تبقى معاهم، ولما لقيت عنده ثقة خرافية من النصر، ومش محتاج تشجيع، أنا «اتخضيت».
■ هل كان يستبعد هزيمة الجيش فى 1973؟
- نهائياً، لم يكن يخطر هذا على باله.
■ هل يرجع هذا لإيمانه بالله وبالقضية، أم لقربه من استعداد الجيش ومعرفته بالجندى المصرى؟
- طبعاً معرفته بالجندى المصرى وإنه قادر على الانتصار، والاستعداد والتدريب والخطط التى وضعت كلها كانت مدروسة، «مش بسرعة زى اللى حصل فى 1967»، لا، هذه خطط مدروسة، والجنود مدربون، وإن فى الجيش متعلمين يعرفون كيف يستخدمون السلاح، فكان عنده ثقة بأنه صاحب حق وصاحب قضية وواثق فى «ولاده» ثقة عمياء، لأنه كان بيقول «ولادى» وكان بيزورهم، فى حرب 1967، كان هناك ظباط اعتقلوا واتسجنوا نتيجة أخطاء حدثت، أولاً أفرج عنهم، ثانياً كان بيقول لهم حتى لو غلطتوا متخافوش، اعملوا أقصى ما فى وسعكم دى بلدكم، هو عايزهم ميخافوش إنهم يغلطوا.
■ هل كان يطلع على كل التفاصيل والخطط أثناء الحرب وفى غرفة عمليات قصر الطاهرة؟
- طبعاً، الغرفة كانت فى الدور الأرضى فى قصر الطاهرة ولم أرَها نهائياً.
■ هل كانت «خطاً أحمر» بالنسبة لك؟
- نعم، كانت «خطاً أحمر»، كانت للقادة فقط.
■ لكن كان الرئيس السادات يوجد فيها بشكل كبير؟
- كان موجوداً فيها طول النهار، يطلع مثلاً بعد الظهر للغداء فقط، والحقيقة كان أيامها رمضان، وقال للجنود افطروا وأنا هأفطر معاكو عشان دى حرب ولازم نكون جاهزين، كان ضعيف وأكله ضعيف، وكان مشغول جداً لأنه يحمل مسئولية وطن والأمة العربية بالكامل، والحقيقة كان ذلك عبئاً ضخماً عليه.
■ هل كان يظهر على وجهه حينما يقابلك تغيرات الحرب سواء بتحقيق نصر أو إخفاق جزئى مثلاً؟
- لا، الحقيقة لم أكن أريد أن أسمع هذا، لأنها ناحية عسكرية لا أفهم فيها، وكنت أحكى له عن وضع العساكر فى المستشفيات والروح بالنسبة للمجندين شكلها إيه، كان بعضهم رجله مبتورة ويقول عايز أرجع أحارب تانى، ترجع تحارب إزاى وانت كدا، يعنى كان قمة الحماس والشجاعة والبطولة فى الجنود بتوعنا، مثلاً جندى زرته وقال لى الحاج إزيه؟ أنا مفهمتش يقصد إيه، وبعد ثوانى فهمت إنه يقصد أنور السادات، فقلت له الرئيس بعتنى عشان أسأل عنك انت بالذات وأشوفك لو محتاج حاجة، يعنى كان فيه شعور لا يمكن أن تتخيله، حاسة إنهم ولادى وحاسة إننا أصحاب حق.
■ من كان الأقرب للسادات أثناء الحرب خلال التحضيرات والاستعداد؟
- المشير أحمد إسماعيل (الله يرحمه)، وكان دائم الوجود فى البيت، وكنت ساعات أشوفه قبل ما الرئيس ينزل، أقول له إيه الأخبار؟ يقول لى «لا، هتشوفوا إن شاء الله»، وكان عنده ثقة، لأنهم رتبوا وأعدوا للحرب جيداً.
■ وبالنسبة للفريق سعد الدين الشاذلى، هل كان قريباً أيضاً من السادات؟
- الفريق الشاذلى كان بطل بلا شك، وأسمع عنه أنه شجاع، وكانت له مواقف مهمة وبديعة فى الحرب، لكن ما حصل سوء تفاهم.
■ هل كانت الخلافات شخصية أم فى خطط ونظريات عسكرية؟
- لم أعرف أن هناك اختلافاً شخصياً، لكن أعرف أنه حدث اختلاف لأنه كان يريد انسحاباً جزئياً، والمشير أحمد إسماعيل رفض، وكان بيقول إنه شبه منفعل وفى شبه انهيار وكان خايف إن دا ينعكس على القادة، وبعد ذلك، وعرفاناً من أنور السادات ببطولته وبأنه شخصية شجاعة، أرسله سفيراً لمصر فى لندن.
■ هل ظُلم المشير أحمد إسماعيل بعد الحرب، وهل تم التعتيم على دوره؟
- طبعاً، وأنور السادات حصل معه نفس الأمر.
■ يعنى فكرة قائد الضربة الجوية هى التى كانت سارية طوال 30 سنة؟
- صحيح.
■ لا تحبين أن تتكلمى فى هذه المنطقة؟
- «عشان مجرحش حد، لكن كنت باستغرب، لأن السادات بطل الحرب والسلام، وصوروه على أنه لم يشترك فى الحرب».
■ هل ذلك كان يحز فى نفسك؟
- طبعاً كان يضايقنى كبشر، لأنه نوع من الظلم، كل واحد ياخد حقه، وبعدين الرئيس مبارك بطل من أبطال أكتوبر وفعلاً صاحب الضربة الجوية لا ينكرها عليه أحد.
■ لكن الضربة الجوية ليست الحرب كلها؟
- بالضبط.
■ يعنى السادات ظُلم لفترات طويلة؟
- صحيح.
■ لكن حدثت دعوات وزيارات للرئيس مبارك لأسرة السادات، كان من ضمنها إفطار فى رمضان؟
- صحيح.
■ هل تحدثتِ معه فى هذا الموضوع؟
- لا.
■ متى شعرتِ بأن حق الرئيس السادات بدأ يرجع؟
- لما الرئيس السيسى مسك الحكم.
■ هل لأن «السيسى» قائد جيش سابق؟
- لا، طب ما كان فيه قبله المجلس العسكرى.
■ لكن لماذا شعرت بأن حق الرئيس السادات عاد بعد تولى «السيسى» الحكم؟
- «حق أنور السادات رجع لما الرئيس السيسى رجع لنا وعوّضنا عن اللى فات وادانا حقنا، يعنى أول مرة أتعزم فى 6 أكتوبر من 30 سنة، قبلها متعزمتش مرة، لا أنا ولا أولادى، هذه أول مرة أتعزم فى 6 أكتوبر، والرئيس السيسى عزمنى».
■ هل بكيتِ أمام الشاشة فى احتفال أكتوبر عام 2012 بحضور الرئيس السابق محمد مرسى؟
- صحيح.
■ لماذا؟
- هل فى احتفال 6 أكتوبر لا يحضر إلا قتلة أنور السادات؟! لم يحضر قادة من الجيش، يوم 6 أكتوبر عيد الجيش، وعيد الشعب، الاحتفال «اتعمل بطريقة وحشة، ومكنش فيه لياقة».
■ شعرتِ وقتها بأن مصر «اتخطفت» فى ذكرى نصر أكتوبر؟
- كلنا اتخطفنا، حسيت إن مصر كلها اتخطفت.
■ هل كان لديكِ أمل أن تتحرر؟
- «كان عندى أمل بس مكنتش متصورة بهذه السرعة، لو حد قال لى فى ظرف سنة ماكنتش أصدق، فرحتى إنها كابوس وانتهى، لا تتخيلها».
■ فى تقديرك وأنت محنكة سياسياً بحكم تجربتك ودراساتك.. هل أخطأ الرئيس السادات بالفعل فى تصعيده لتيار الإسلام السياسى، والإخوان تحديداً، ثم قتلوه بعد ذلك؟
- أنور السادات بشر يخطئ، وهو ليس ملاكاً منزّهاً عن الخطأ وله أخطاء حتى فى سبتمبر الذى اعتقل فيه ناس كتير، كان خطأ من الأخطاء «لكن هناك حاجات كتيرعملها مقابل دى، وأيامها كان فيه نوع من الضغوط عليه، مفيش شك».
■ هل لم يكن يتوقع أن يغتالوه هو شخصياً؟
- «هو كان حاسس أوى إنه هيُغتال، وأنا كنت حاسة، وكان كل مرة يخرج من البيت فى الفترة الأخيرة، أحس إنه لن يرجع، وكان فيه توتر، وكان عارف إنه هيدفع ثمن اللى عمله لكن لم يجعله هذا يغير رأيه أو يتراجع أو يخاف على نفسه ويقول شعارات ويشجب الاستعمار والاحتلال، لا الحقيقة كان مؤمناً بما يفعله.
■ هل أصيب بداء العظمة والغرور بعد انتصار أكتوبر وبعد الانتصار السياسى بتوقيع اتفاقية السلام؟
- نحن بشر لكن لم أشعر بغروره، كان إنساناً هادئاً وصبوراً «ميتكلمش كتير» و«هادى» فى الشدائد، أيام 15 مايو و«الدنيا مقلوبة، أبص ألاقيه هادى يهز راسه رغم خطورة الوضع، لأن فى دماغه خطة معينة، وهو دا الزعيم».
■ هل كان داهية سياسية بالفعل؟
- بلا شك، طبعاً.
■ هل هناك صفات مشتركة بين الرئيس السادات وقراءتك لملامح شخصية الرئيس السيسى؟
- كل زعيم له صفات معينة تخصه، يعنى جمال عبدالناصر له صفاته، وأنور السادات له صفاته، وأيضاً الرئيس السيسى فيه دهاء لأنه كان ماسك المخابرات مش رجل سهل يعنى، وفى نفس الوقت فيه طيبة وحنية وحب للبلد، وهذا يذكرنى بأنور السادات، وهو بيتفانى عشان البلد والوطن.
■ هل مطلوب أن يكون رئيس الدولة يملك قدراً من الدهاء؟
- طبعاً، مش معقول زعيم هيبقى ساذج.
■ هل «كاريزمة السادات» كانت لها علاقة بتكوينه العسكرى، مثل عبدالناصر والسيسى؟
- أكيد، لكن الكاريزمة تتعلق بشخص الإنسان.
■ هل قربك الشديد من أنور السادات ومعاصرتك لفترة من عهد عبدالناصر، ثم الآن الرئيس السيسى.. هل الرئيس صاحب الخلفية العسكرية تكون ثقته أكبر بأبناء القوات المسلحة؟
- بدون شك، العسكريون لهم احترام وتقدير وحب لبعض، «أفتكر وأنا مرة فى رفح جاء زميل للسادات، وكان السادات رتبته 3 نجوم، وزميله مثله، نقيب يعنى، لقيت السادات بيعظمه أوى، قلت له دا رتبته زى رتبتك، قال لى لا دا أقدم منى، وتلاقيهم منظمين فى بيوتهم وفى حياتهم، الحياة العسكرية جميلة، وفيها أصول».
■ هل الرؤساء أصحاب الخلفية العسكرية يكونون مقربين من صناع القرار داخل الجيش؟
- «بتبقى ثقة، مثلاً فيه فى المحافظين، فيه لواءات وعملهم يتسم بالضبط والربط الشديد غير المدنى، بيبقى بردو ملتزم لكنه لا يملك الانضباط الشديد، العسكريين لديهم متابعة، وهذا تلاحظه فى الرئيس السيسى».
■ هل كان يدور بخلد السادات أن يكون مصير سيناء كما هو الآن بعد تحريرها من الاحتلال؟
- لا طبعاً، هو «مصير سيناء السنة اللى حكم فيها الإخوان فتحوها لكل اللى جاى من أفغانستان وباكستان وكل الإرهابيين والسجون اللى اتفتحت وذهب إلى سيناء العديد من الإرهابيين واستوطنوا فيها ومكانش يخطر فى بال أحد، وحزنت وكنت بأقول دا أنور السادات ضحى بحياته والجنود عشان نرجع سيناء، نقوم نعمل كدا، بالطريقة اللى كانت رايحة فيها، بس الحمد لله أنا مطمئنة دلوقتى».
■ لكن سيناء ظلت خاوية لمدة 30 عاماً وهذا ما سهّل أن تكون مرتعاً للإرهابيين، هل كان يملك السادات خطة للنهوض بها؟
- لم يسعفه الوقت، وقال أكثر من مرة لا بد من تعمير سيناء وكان «عاوز سيناء تتعمر عشان ميحصلش أى حاجة بالنسبة لأمن مصر، لما تبقى مسكونة غير لما تبقى خاوية لكل حد، السادات كان مصر على تعميرها، وإحنا أهملناها».
■ هل كان يملك خطة واضحة مفصلة لتنمية عمرانية وسكانية لسيناء تبدأ بعد استلام الأرض؟
- طبعا كان عنده.
■ فى تقديرك لماذا تجاهلها الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
- يمكن كان لديه أولويات أخرى.
■ هل تعتقدين أن هذا ربما كان استجابة لإرادة أمريكية إسرائيلية؟
- لا أتصور هذا.
■ الكثيرون يقولون إن الرئيس الأسبق مبارك أخطأ كثيراً، لكن هل تعتقدين أنه كان لديه تقاعس أو ربما خيانة للبلد؟
- لا، «مش خيانة، هو الراجل عمل اللى عليه، ومتنساش إن كان فيه أمن وأمان وفيه حاجات اتعملت وكنا مطمئنين فى بيوتنا وكان فيه إنجاز».
■ بماذا تشعرين ممن يتهم السادات بالخيانة وهو الذى حرر الأرض؟
-«بأحس أن من يقول ذلك هو اللى خاين، أنور السادات قائد منتصر رجّع أرضه، استلمها محتلة وحارب ورجعها».
■ هل تعتقدين أن من يقول هذا يقصد تصفية حسابات سياسية أم اختلاف بشأن اتفاقية السلام وذهابه للكنيست الإسرائيلى؟
- ما فعله السادات ليس خيانة للقضية، هو «وقف للعرب وقال لهم لو عندكو خطة تانية قولوا وأنا هأمشى وراكو لكنه لم يكن يملك أن ينتظر 30 سنة لغاية ما يوافقوا على المفاوضات مع إسرائيل، هو نظر لبلده وأنها مسئولية بلده، والحقيقة أنا قلت له إن العرب وإحنا أسرة واحدة، قال لى هيرجعوا يا جيهان وهيشوفوا إن الخطوة دى فى صالح الدول العربية، ولو كان الفلسطينيين وافقوا كنت أتوقع أن يحصلوا على أرضهم، النهارده مش هياخدوا نص اللى كانوا هياخدوه من أكثر من 30 سنة، لو كانوا أيامها اتفقوا مع السادات، كان زمان القضية خلصت وكنا قعدنا مرتاحين ويشعروا بالاستقرار».
■ هل تعتقدين أنه بمرور الوقت يكتشف المصريون والعرب مدى عبقرية الرئيس الراحل أنور السادات؟
- هذا صحيح، «كتير فى لقاءات ومناسبات واجتماعات، ألاقى ناس تقول لى إحنا كنا ضد السادات وضد كامب ديفيد، دلوقتى حسيت إن اللى عمله كان صح وكان سابق عصره، ولما تفكر إحنا موقفنا إيه لو أرضنا محتلة فى الوضع الحالى».
■ هل تقصدين شخصيات عربية أيضاً؟
- كثير، وفلسطينيين أيضاً، كنت أقابلهم فى أمريكا، يقولوا لى «يا ريتنا كنا معاه وسمعنا كلامه كنا خدنا جزء كبير من أرضنا مش زى اللى بيتعرض علينا دلوقتى».
■ لو تم مخطط حماس والإخوان وأمريكا بتخصيص مساحات من سيناء لأهل غزة كوطن بديل لحل المشكلة الفلسطينية.. ماذا كنتِ ستفعلين أمام قبر السادات أثناء زيارته؟
- أولاً، كنت أحزن حزناً شديداً جداً، أولاً هو ضحى بحياته وجنوده اتقتلوا والثمن الذى دفعته مصر فى كل هذه السنين، مصر تقف مع القضية الفلسطينية و«عمر ما مصر ما تخلت عنهم، لكن مش أنهم ياخدوا جزء من أرضنا، سيناء أرض مصرية 100%، الاتفاق اللى يسعوا اليه إنهم ياخذوا جزء من غزة أو الضفة، مش سيناء، هذه جريمة فى حق مصر».
■ وماذا يمكن أن تقولى وقتها للرئيس السادات؟
- «كنت هأقول له متحزنش، مش هتتاخد، وأنا مش مصدقة، كله هيرجع بإذن الله».
■ هل الرئيس السادات بالفعل كان ينوى ترك السلطة بعد استلام سيناء؟
- «آه والله، قالها لى كذا مرة، أنا عايز أرتاح، أتفرغ للكتابة، لأنه كافح فى حياته كلها واتعذب وتعب واتشرد وهرب واشتغل سواق وبات تحت العربية اللورى، متمتعش بحياته أبداً، لم يعش حياته، كان نفسه يستقر، وقالها فى مجلس الشعب، وقالوا له لا يا ريس مدى الحياة، وهو كان ينوى إنه بعد ما يخلص المدة الثانية مش هيجدد نهائى، وقالها لى أكثر من مرة، وأنا والولاد كنا فرحانين جداً».
■ من كان يراه الأصلح من بعده.. هل حسنى مبارك؟
- كان وقتها الرئيس مبارك هو نائب الرئيس.
■ لكن ترتيبات نقل السلطة بعد التخلى عن المنصب تختلف عن ترتيبات ما بعد اغتياله؟
- لا، هو الرئيس مبارك كان النائب وقتها لغاية لحظة الاغتيال.
■ هل كان يفكر فى شخص آخر؟
- «ميتهيأليش».
■ خلال 30 سنة من حكم مبارك، وأنتِ تراقبين الموقف.. هل كنت تقولين له «ليه يا سادات جبت مبارك نائب؟».
- لا، لكن «بقيت يصعب عليا منه، لأن السادات هو اللى جابه وماهتمش بينا، وأنا وأولادى مالناش طلبات، أنا فخورة بأولادى، مالناش طلبات، كنت عشمانة إنه يسأل علينا مرة ويدعينا فى البيت كل فترة».
■ هل رئيس الدولة يجب أن تكون عقليته إبداعية ولديه خيال؟
- طبعاً، «هو مش مفروض إنه عارف كل حاجة، لديه مستشارون كل منهم متخصص فى مجال، ويستعين بهذه العقول، لكن لازم يكون عنده رؤية وحلم يحققه وإحساس بالناس والمشاركة والناس اللى انتخبته».
■ مَن أكثر الرؤساء بعد ثورة يوليو 1952 كان لديه رؤية بوضوح شديد؟
- الرئيس عبدالناصر بلا شك، وكان زعيماً، والرئيس السيسى لديه رؤية أيضاً، وعنده أحلام وإحساس «إن مصر زى ما قال أد الدنيا، وإن شاء الله تتحقق كل آماله».
■ والرئيس السادات؟
- طبعاً، كان صاحب بُعد نظر خطير.. ويشهد بهذا رؤساء فى الخارج.
■ والرئيس مبارك؟
- كان عارف هو عايز الاستقرار والهدوء.
■ بصراحة يمكن كان موظف أكثر؟
- يمكن، كان عايز هدوء أكثر.
■ لم يكن يملك مغامرة أو رؤية؟
- لا، «مكانش عنده مغامرة خالص».
■ هل هو تعبير عن الشخصية الريفية الثابتة المعتادة، وهل وضع مصر فى ثلاجة فعلاً؟
- «ليس لدرجة الثلاجة، المدة اللى حكم فيها، الناس كانت تحب التغيير والتجديد، متحبش حكاية ال30 سنة، ولما ظهرت حكاية التوريث ضايقت الناس أكثر».
■ أيهما أعظم، ثورة 25 يناير أم 30 يونيو؟
- أنا معترفة بالثورتين، لكن 30 يونيو عبرت عن إحساس الشعب المصرى واختياره ورغباته، وإن الشعب المصرى ضد الإرهاب ويريد السيسى، لأننا طلبناه، هو لم يرشح نفسه، هو طلب من الشعب المصرى، وأراد أن يحكمه، 30 يونيو ثورة شعبية، الشعب كله شارك فيها، كنت أقف فى «البلكونة» أشجع الناس من كتر فرحتى وأنا ماسكة العلم، وطبعاً 25 يناير، الشعب كله قام ووقف.
■ هل كانت لحظة الوعى الشعبى أوضح فى 30 يونيو؟
- كانت أوضح وظهرت أكثر، لكن 25 يناير رغبة شعب فى التغيير.. والشعب كله خرج من أسوان للإسكندرية.
■ هل ترين أن مصر الآن فى حرب حقيقية؟
- طبعاً.
■ تقديرك وقراءتك.. هل هى حرب ضد الإرهاب أم حرب ضد أطراف أخرى؟
- أولاً، «مش أطراف، بلاد كثيرة تريد تقسيم مصر وإضعاف مصر، وهذا المخطط كان سينجح لولا الرئيس السيسى، إحنا نفتكر دى بس عشان نعرف حمى مصر إزاى، كان زماننا بقينا زى سوريا والعراق واليمن وليبيا، ودا مش لأنى امرأة ضابط، لكن أنا مؤمنة بالجيش المصرى والشرطة والقضاء، والإعلام، وكان له دور رائع أيام الثورة، وهل ننسى حينما تم حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، الإعلاميون لهم موقف بطولى، الجيش وقف موقفاً بطولياً، الشرطة بتضحى، أنا أبكى كل يوم على شهداء الشرطة».
■ هل المشهد الحالى نفسه يذكرك بمشهد أكتوبر خاصة فيما يتعلق بالتلاحم الشعبى؟
- طبعاً، القضاء وقف وقفة جبارة أيام مرسى، عندنا شعب أصيل «زى ما الرئيس السادات كان بيقول، شايفه معدن أصيل وتحسه وقت الزنقة».
■ بحكم أنك محاضرة فى الجامعات الأمريكية.. هل الولايات المتحدة ضالعة فى مخطط تقسيم المنطقة؟
- طبعاً، هى الأساس، كونداليزا رايس قالت «الفوضى الخلاقة».
■ هل أصيبت الاستراتيجية الأمريكية بثورة 30 يونيو؟
- طبعاً، كان هناك مخطط يسرى، ورأينا العراق يُقسَّم وليبيا واليمن، «مفيش بلد متقسمش، وكان الدور علينا، والشعب المصرى وقف موقفاً بطولياً الحقيقة».
■ هل حدث تحول فى استراتيجية أمريكا بعد ثورة 30 يونيو، ولم يكن فى حسبانهم الثورة على الإخوان وهل أمريكا لم تستسلم حتى الآن وهى تغير آلياتها فقط؟
- دون شك، إلا إذا أفاقت أمريكا واكتشفت أن «داعش» خطر عليهم مع أنه صنيعتهم، ومن خلق الإرهاب والقاعدة وبن لادن فى أفغانستان، أمريكا بلا شك، عمر عبدالرحمن عندهم فى السجن، واخذ «جرين كارد» منهم، وحاول أن يفجر مركز التجارة العالمى.
■ هل التحالف ضد «داعش» يراد به توريط العرب فى مواجهات أخرى؟
- أنا لا أثق فيهم، يعنى إيه 3 سنوات عشان يقضوا على «داعش»؟ الأمريكان نفسهم انتقدوا ذلك مثل رامسفيلد وكيسنجر، هذا معناه أنها تريد فلوس أو بترول، وهذا واضح مثل الشمس.
■ تقديرك وقراءتك لدور قطر فى هذه المرحلة؟
- أنا حزينة جداً، أنا أنتظر هذا من أمريكانى أو إسرائيلى، لكن من عربى من عائلتى وأسرتى، يقف ضدى وإلى هذا الحد، وبعدين يستضيف من يقتل أولادى ويتعدى علىّ بطريقة لا تُقبل، فى تصورى أن الشعب القطرى غير راضٍ عن السياسة القطرية، لكن فئة قليلة فى يد أمريكا.
■ هل قطر سمسار لأمريكا أم وكيل؟
- هم سمسار، وكيل لأمريكا كبيرة شوية.
■ لكن السمسار سينتهى دوره فى يوم من الأيام؟
«هيرجعوا وهيعرفوا إن الله حق».
■ هل رأيتِ هذا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، إن مصر الكبيرة والكل لازم يرجع؟
- طبعاً، لكن أنور السادات عندما وقع الاتفاقية وقاطعت بعض الدول العربية مصر قال لى «هيرجعوا لما يعرفوا إن اللى عملته لصالح المنطقة مش بس لمصر».
■ تقديرك لدور السعودية والإمارات بعد ثورة 30 يونيو؟
- كل مصرى ومصرية يكن كل احترام وتقدير وحب للشعب السعودى والإماراتى، الحقيقة وقفوا جنبنا مواقف عظيمة، سعود الفيصل وقف بجانب الرئيس أولاند، رئيس فرنسا، واتكلم بالنيابة عن مصر، فضلاً عن بيان ملك السعودية.
■ الصحف الفرنسية قالت فى تحليلاتها إن وزير خارجية السعودية بدا وكأنه وزير خارجية مصر؟
- «بالظبط، لا يمكن أن ننسى أولاد الشيخ زايد، ويقولوا إن أبوهم وصّاهم على مصر، هذا موقف بطولى».
■ كيف ترين أداء السيسى خلال 100 يوم؟
- «أنا متفائلة جداً وحاسة إن مصر ستأخذ حقها وسط الشعوب والدول المتقدمة لأننا شعب نبيه وقادر على تحقيق ما يتمناه، يكفى فى 100 يوم مشروع قناة السويس الجديدة، هذا مشروع ضخم جداً وسيعود على مصر بالرخاء، وبعد القناة مشروع محور القناة، هذه مشاريع تنموية بديعة يشترك فيها العالم، واشترط أن يكون حفر القناة بأيدى مصرية فقط».
■ قراءتك لمشهد شراء المصريين شهادات استثمار القناة ب64 مليار جنيه فى 8 أيام؟
- «مكنتش مصدقة، هذا يدل على أن المصرى قادر، ويريد المشاركة فى حفر القناة، ورأيت مواطنين يشترون شهادات بأسعار منخفضة، لكنهم يريدون المشاركة».
■ هل اشترى أحفادك شهادات القناة؟
- طبعاً.
■ هل الشعب قادر على تحقيق شىء مع الإدارة الحالية؟
- طبعاً، «كلنا بنحب الرئيس السيسى، و95% منه كدا، نفسى ميبقاش كلام يبقى فعل، أعمل حاجة بالنسبة للمشاريع التى يريد تنفيذها، لأن ميزانية الدولة كانت تحت الصفر، لازم الشعب كله يقف، زى ما وقف فى مشروع قناة السويس، لازم يقف فى مشروع صندوق تحيا مصر».
■ هل لكِ دور فى صندوق «تحيا مصر»؟
- إن شاء الله.
■ متى بدأ؟
- «كنت مع الرئيس السيسى وقال لى اعملى حاجة وقلت له حاضر، وبدأت منذ أيام، طلب المساعدة من أقاربى وأسرتى، وأنا أشعر بأنه ممكن أعمل حاجة، جهزت عدة مناسبات فى البيت عشان كل واحد يتبرع، وأذهب لعدة أماكن لجمع تبرعات، مش هنفضل ناخد تبرعات، عايزين المصريين يحسوا بالثقة فى المستقبل والحكومة والنظام، السيسى يحاول يرفع من مستوى الشعب ويحسن من الوضع».
■ تقديرك لزيارة السيسى لنيويورك واجتماعات الأمم المتحدة والحفاوة التى استُقبل بها، هل ستغير من طريقة التعامل مع مصر؟
- مؤكد، عندما يجلسون معه ويسمعون له فى المقابلات الثنائية وأنه منفتح وصادق وعايز يعمل حاجة لبلده، بما فى ذلك أمريكا، ستغير وضعها، سترى أن مخططها كان خاطئاً، هم بدأوا فى ذلك، مقابلة الرئيس السيسى بأوباما، ستخرج بنتائج جيدة.
■ هل ما زلتِ على اتصالات بشخصيات أمريكية؟
- على صلة بالكثيرين ومنهم كيسنجر، سياسة أمريكا «مش قائمة على شخص، لديهم مؤسسات مثل الكونجرس والبنتاجون، السياسة لا تقف على شخص الرئيس بل ينفذها، لديهم خطط موضوعة للتنفيذ وبالتأكيد مصلحتهم فى المقام الأول، أعتقد أن العالم سيغير من فهمه لما حدث فى مصر».
■ ما الأشياء التى توقفت عندها فى فترة السيسى حتى الآن وأُعجبتِ بها؟
- أشعر بالصدق فى كلامه، ولا يجامل، «كان واضح فى أن الناس اللى بتؤذى مصر لا يتعامل معهم، هو قال إن الإخوانى اللى معملش حاجة وحشة سيتعاون معه، هو يريد صالح مصر وكلنا عايزين صالح مصر، لكن لازم يبقى فيه أمانة فى التنفيذ».
■ وما القضايا التى تريدين منه أن يركز عليها؟
- اعتقادى أنه يركز على مشكلة الكهرباء لأنها مشكلة بتضايق الناس وفيه مصانع صغيرة بتخسر، طبعاً أنا عارفة إن دا عبء شديد على الحكومة لأنه مرفق استلمناه بدون صيانة ومستهكل ونريد محطات كهرباء جديدة.
■ هل لأنها من الممكن أن تؤثر على شعبيته؟
- شعبيته.. «لو تقعد فى نادى الجزيرة، يقولوا لك بنحبه ومش هنزهق، والإخوان بيستغلوا دا، نفسى إنها تبقى من الأولويات، لو فى إيده يصلحها كان عملها بس هى محتاجة تكاليف كتير أوى، بردو الطاقة الشمسية بيقولوا إن تكلفتها فى الأول مكلفة لكن هى المستقبل، خصوصاً إن عندنا شمس ممكن نصدرها».
■ هل هناك ضرورة لإصلاح جهاز الحكومة؟
- ليس فقط جهاز الحكومة، التعليم والصحة والمصانع والاهتمام بالمرأة، كل هذه أولويات، «هو مستعد يعمل كل حاجة، بس نقف معاه، هو قال كدا لوحدى مش هقدر أعمل حاجة».
■ الحمل ثقيل؟
- «تقيل أوى، ومتهيألى من أول الرئيس عبدالناصر لم يتحمل أحد قدر ما يتحمل السيسى لأن العبء متراكم كل هذه السنين، وصدقونى السيسى هيعمل حاجة، عنده إرادة ومتابعة، الحقيقة ربنا معاه».
■ هل الانفلات الأخلاقى راجع لفهم خاطئ للحرية أمام أوضاع خطأ فى الدولة؟
- «الاتنين، الحرية مش فوضى، فيه ناس فاكرة إن الحرية إنك تقول اللى انت عايزه، نعم لكن بأسلوب مهذب، عكس ذلك يسمى فوضى، بعض الشباب الصغير معندوش وعى سياسى، يقول لك يسقط الجيش والرئيس والحكومة، عايزين نبنى، ونحط إيدينا فى إيدين بعض، اللى عايز يهدم دا بره مش معانا».
■ هل تدخلين على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- «ساعات، لكن مش بأحب أضيع وقتى فيها، وأحفادى أكتر، وبيندهشوا من الألفاظ اللى بتتقال، ودا عيب».
■ ما رأيك فى طرح البعض أن يكون حول الرئيس مستشارون ومجموعات عمل، وهو أسس مجلس علماء؟
- السيسى لديه الأفكار والرؤية ويحتاج مستشارين متخصصين يستعين بهم فى الأفكار عشان المشاريع تمشى فى الخط الصح.
■ هل تعتقدين أن يفعل هذا فى القريب؟
- أكيد.
■ 41 عاماً على نصر أكتوبر.. ماذا تقولين للجندى المصرى؟
- «لو اتعمل تمثال لكل جندى فى كل ميادين مصر مش كفاية، التقدير والحب لكل جندى دافع عن مصر مش كفاية، ضحوا من أجل مصر وأن نعيش فى سلام».
■ رسالتك المختصرة للمشير أحمد إسماعيل؟
- «بطل بمعنى الكلمة وكان ذراع أنور السادات اليمين، اللى وقف جنبه فى عز الحرب وكان متفانى ومخلص ووفى».
■ والفريق سعد الدين الشاذلى؟
- «كان له حاجات كويسة، إحنا بشر نُصيب ونخطئ، والله يرحمه».
■ وللشعب المصرى؟
- «يا شعب مصر متنساش انتصار أكتوبر وجيشك عمل إيه، كسر خط بارليف وانتصر عشان يرجع لك كرامتك وعزتك».
■ وللرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- أقول له ربنا يوفقك وربنا يحميك قبل كل شىء، لأنه عارف هو عايز يعمل إيه، بس نقف كلنا معاه.
■ ول«أردوغان»؟
- «أقول له هو خدم بلده فى وقت ما، بس أقول له ابعد عننا وسيبنا فى حالنا وميدخلش فى حالنا».
■ ولأمير قطر؟
- «ربنا يهديه ويعرف يشوف الصورة على حقيقتها وميمشيش ورا كلام فارغ ويستضيف ناس قتلة».
■ ولملك السعودية؟
- كل التقدير لهم وربنا يوفقهم.
■ ولرئيس الإمارات، وأبناء زايد؟
- «أبوهم كان راجل عظيم، وكان صديق السادات، وأنا أحب الشيخة فاطمة زوجة الشيخ زايد، هما عيلة تفرح وعيلة جميلة وواقفين وقفة أخ مع أخوه».
■ وأخيراً.. رسالة ليست مختصرة إلى الرئيس أنور السادات؟
- «بأقول له يا أنور.. افرح إن ربنا جاب لنا السيسى اللى هيدى مصر حقها ويرفع من مستوى الفقير والعامل البسيط، أكيد أنور فى العالم الآخر سعيد لأنه حاسس إن مصر فى إيد أمينة، وراضى ومبسوط».
■ حاسة إنه مبسوط وفى حالة مختلفة عن فترة مرسى والإخوان؟
- طبعاً على النقيض تماماً.
■ هل ترين الرئيس السادات فى أحلامك؟
- «آه، بس أنا أحلامى نادرة يعنى نادراً ما أحلم، كل فترة، شفته أكثر من مرة، حاجات سريعة، ساعات وإحنا قلقانين يظهر إحساس بيقول متخافوش.
■ هل تقصدين العائلة أم مصر؟
- لا، مصر كلها، أنا جزء من مصر.
■ لما مصر تبقى فى محنة بيبقى باين عليه؟
- طبعاً، هو كان بيحب مصر حب لا تتخيله.
تغطية خاصة
جيهان السادات: "بدروم بيتنا" كان مركز قيادة.. وخلاف زوجي مع "الشاذلي" ليس شخصيا
جيهان السادات: الرئيس الراحل قال قبل الحرب "بإذن الله أنا منتصر".. و"خفت من ثقته"
جيهان السادات: علمت بالحرب من الراديو.. ولم أسأل الرئيس الراحل عن الموعد لأنه سر
جيهان السادات ل"لازم نفهم": قبلت يد أول جندي رفع علم مصر على الضفة بعد عبور القناة
الجلاد: حواري مع جيهان السادات يتناول الملحمة الكبرى في أكتوبر 1973
بدء برنامج "لازم نفهم" مع مجدي الجلاد وحوار خاص مع جيهان السادات
بعد قليل.. حوار خاص مع جيهان السادات في "لازم نفهم" مع مجدي الجلاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.