إن مظاهر الفرح بميلاد المسيح تمثلت في صور كثيرة، وإن كانت تبدو متباعدة في أشخاصها إنما هي متقاربة بل هي واحدة في جوهرها وأساسها السلام. تمثلت في فرح الملائكة وتسبيحهم "المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". وتمثلت في فرح الرعاة ببشارة الملاك لهم أنهم يفرحون حيث ولد الذبيح الحقيقى الذي يخلص شعبه من خطاياهم ولم يعد هناك احتياج لتعبهم في تربية الذبائح الحيوانية حسب نظام العهد القديم. تمثلت فى زيارة المجوس وسجودهم أمام السيد المسيح وليد المذود وتقديم الهدايا "ذهبًا لأنه هو الملك.. ولبانًا لأنه هو رئيس الكهنة الأعظم.. ومرًا لما سيعانيه من آلام على عود الصليب لفداء البشرية.. تمثلت في ظهور النجم العجيب الذي حمل صفات لا تحملها النجوم العادية ومنها أنه ظهر في وضح النهار مغطيًا على ضوء الشمس، ظهر منخفضًا قريبًا من الأرض حتى أن المجوس رأوه وتابعوه ورافقهم. ظهر وأنه يسير أمامهم وهذه الصفة لا يمكن أن تتحقق في النجوم العادية حيث هي مرتفعة جدًا عن الأرض ولا يمكنك أن تحدد موقعها أو هي تحدد لك موقعًا كما فعل النجم مع المجوس إذ حدد لهم مكان ميلاد المسيح في مذود البقر في بيت لحم. يتمثل هذا الفرح إذ يسبق عيد الميلاد المجيد صوم مدته ثلاثة وأربعون يومًا في داخله شهر كيهك الذي تستعد فيه الكنيسة لاستقبال عيد الميلاد بالتسابيح الروحية والتمجيد لسر التجسد الإلهى والتطويب للسيدة العذراء مريم. كما يحتفل بالعيد بالألحان الكنسية المفرحة بنغماته القبطية الجميلة.. يحتفل به الأطفال في ما يقدمه لهم "بابا نويل" من الهدايا.. يعبر عن هذا الفرح بالأنوار وشجرة الميلاد "الكريسماس" والموسيقى المعبرة عن الفرح بميلاده العجيب.. والكنيسة في صلواتها تعبر عن ذلك بقوله "كل الخليقة تهللت بمجيئك" وكل عام وأنتم بخير.