«من سييء إلي أسوأ».. هكذا يصف مصدر وثيق الصلة بجماعة الإخوان المسلمين، زيادة علاقة قادة الجماعة، بوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لإصراره على مقاومة التوغل الإخواني في مراكز صنع القرار، ورفضه تدخل مكتب الإرشاد في عدد من الملفات الحساسة والسيادية. المصادر تؤكد أيضاً أن أزمة «السيسي» مع الجماعة، ليست وليدة الدعوة التى قدمها للقوى السياسية قبل أسبوع، لإيجاد مخرج للأزمة الحالية، وأن بوادر الخلاف ظهرت بعد توليه المهمة مباشرةً، حيث رفض الاستماع أو الإنصات لمقترحات مكتب الإرشاد، خاصةً المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، أو كما يطلق عليه داخل الجماعة «الرئيس الحقيقى». وجاءت البداية حينما رفض «السيسى» اقتراحات «الشاطر» التى أراد فرضها على مؤسسة الرئاسة، وتحديداً فكرة إنشاء منطقة حرة بسيناء، بحجة تنميتها وتخفيف الضغط على الفلسطينيين، وهو مارفضته المؤسسة العسكرية بشدة. وحول تناقض تلك المعلومات مع ما ذهب إليه البعض بأن تولي «السيسي» لوزارة الدفاع جاء بصفقة مع جماعة الإخوان، نفت المصادر تلك الأنباء، واصفةً إياها بالإشاعة، لتؤكد أن اختيار «السيسي» تم بناء على إرادة داخلية من جانب المؤسسة العسكرية، وبترشيح من قيادات المجلس العسكرى الذين تبقوا بعد الاطاحة بالمشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان. الأخطر وفقاً للمصادر، أن اختيار السيسى لم يكن يتماشى مع رغبة الرئيس مرسى، والذي أبدى رغبة في أن يتولى المسئولية قائد قوات الحرس الجمهوري. وكشفت المصادر عن أن الإعلان الدستوري الأخير، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير – بحسب المصادر – حيث طلب مرسي تدخل السيسي، حينما اندلعت المظاهرات أمام «الاتحادية»، لكن كانت المفاجأة من جانب المؤسسة العسكرية، بأن الجيش عاد الى ثكناته ولن يتدخل فى الصراع السياسي . وحينما وصل رد الجيش إلى مكتب الارشاد، قرر خيرت الشاطر الدفع بأعضاء الاخوان إلى الشارع، لفض اعتصام القوى السياسية من أمام القصر، والرد على موقف «السيسي». وأضافت المصادر، أن الرئيس عقد اجتماعاً ضم وزيري الدفاع والداخلية، وطلب منهما تأمين القصر، فوافقا مشترطين سحب أعضاء الإخوان من امام القصر، وهو ماتم بالفعل، خاصةً بعد سقوط عدد من الشهداء وعشرات المصابين. ووصلت الأمور مداها مع بيان الجيش الذي أربك مؤسسة الرئاسة ومكتب الارشاد، والخاص بدعوة السيسى للقوى السياسية للاجتماع والحوار الوطني، فبعد لحظات من انتشار الخبر كان الهاجس الذى يسيطر على قيادات الجماعة أن السيسى ووزير الداخلية، أعلنا الانقلاب على مرسي. وصباح الأربعاء – يوم الدعوة للحوار – عقد مكتب الإرشاد اجتماعاً عاجلاً بمقر المركز العام للاخوان بالمقطم، وفى الميعاد المحدد حضر جميع قيادات مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة، لدراسة الموقف، وبعد ساعات كان البيان المفاجئ من المؤسسة العسكرية بإرجاء الحوار الذي كان مقررا برعاية وزير الدفاع، إلى وقت لاحق، وذلك تنفيذاً للرغبة الإخوانية.