نشرت مجلة "الإيكونوميست" الاقتصادية في عددها الصادر اليوم السبت، مقال الرد الذي أعده المستشار أحمد أبو زيد الناطق باسم وزارة الخارجية على العدد السابق للمجلة الذي أفرد صفحات طويلة لمقالات انتقدت فيه النظام الحاكم في مصر، وحمَّلت الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية ما أسمته "تردي الأوضاع في البلاد". وتنشر " التحرير " رد الخارجية مترجمًا عما نشرته المجلة البريطانية: مقالاتك عن مصر تجنبت أي تحليل موضوعي، وركَّزت فقط على انتقاد مصر ورئيسها، ومن المؤسف أنَّ هذه المجلة المهنية لجأت إلى استخدام مصطلحات غير موضوعية وذات دوافع سياسية لتوصيف السياسات الاقتصادية للبلد، وعلى الرغم من أنَّه يتم استقبال الانتقادات بروح بناءة واعية، إلا أنَّ الايكونوميست لم تقدِّم تحليلًا شاملًا للسياسة الاقتصادية في مصر، بل تغاضت عن الإنجازات التي تحققت في العديد من القطاعات الاقتصادية. زعْم المجلة بأنَّ الرئيس السيسي جاء إلى السلطة من خلال "انقلاب" تجاهل تمامًا إرادة الشعب المصري، الذين تظاهروا بالملايين لإسقاط جماعة الإخوان بقيادة الرئيس المعزول محمد مرسي، وصوَّت الملايين أيضًا لانتخاب الرئيس السيسي في انتصار ساحق، وحول اتهامه ب"عدم الكفاءة" في التعامل مع السياسات الاقتصادية في مصر فالرئيس السيسي لم يجهض المؤسسات المصرية ولم يخلق سياسة اقتصادية فارغة، فهو محاط بمؤسسات وخبراء استشاريين وبنك مركزي مستقل وحكومة من المهنيين الذين هم المسؤولون عن اتخاذ القرارات في هذا المجال، والحكومة مسؤولة أمام البرلمان والشعب المصري، الذين لديهم القول الفاصل حول ما يعتبرونه سياسة سليمة أو غير صالح. وحول الإدعاء بأنَّ الاقتصاد المصري كان متماسكًا فقط بسبب التدفقات النقدية من الخليج والمساعدات العسكرية من الولاياتالمتحدة، فيبدو أنَّ الإيكونومست فشلت في ملاحظة تراجع المساعدات الأمريكية لمصر في السنوات الأخيرة، فيجب أن تأخذ في عين الاعتبار الصعوبات والتحديات الهيكلية التي تواجهها مصر، فأي تحليل موثوق سيذكر أنَّ البلاد قد مرَّت بأزمة حادة منذ يناير عام 2011، والتي لا تزال تؤثر على الاقتصاد. إن خلق نموذج اقتصادي جديد يستغرق وقتًا طويلًا، والحزمة الاقتصادية التي تحققت في الآونة الأخيرة مع صندوق النقد الدولي، والتي لاقت نقدًا ساخرًا من قبل مجلة الإيكونوميست، هي في حد ذاته دليلًا على أنَّ الاقتصاد المصري يسير على الطريق الصحيح، ويمكن اعتبارها بمثابة شهادة صحية للمستقبل الاقتصادي في مصر. وكانت مجلة "الإيكونوميست" قد انتقدت - في إحدى افتتاحيتها - الرئيس السيسي وسياساته الحاكمة، وذهبت إلى القول إنَّ "الرئيس أخفق وغير كفء وتسبَّب في انهيار مصر"، مما استدعى ردًا من وزارة الخارجية، اتهمت فيه المجلة بتغييب المهنية والموضوعية في هجومها على مصر. للإطلاع على تقرير "الإيكونوميست" عن السيسي "مترجم" للإطلاع على نص تقرير الإيكونوميست