طرأت خلال السنوات القليلة الماضية في محافظات الصعيد، وبالأخصر في قنا، ظاهرة "أفراح الجمعية" أو "أفراح النقوط"، حيث تجمع أسرة العروسين "النقوط" أثناء حفلة العرس، على أن يرد العريس "النقوط" مرة أخرى في حفل زفاف آخر. وقال عاطف عبد العزيز ، أحد مواطني قنا ، إ نه لا يوجد ما يسمى ب"أ فراح الجمعية" بالمعني الحقيقي الذي يتم تداوله وسط جموع المواطنين ووسائل الإ علام ، حيث أ ن حقيقة ذلك هو أنه يتم جمع أموال في الأفراح من خلال " نقوط" يدفعها المواطنو ن لدى حضورهم الأفراح عبد العزيز أوضح أن ذلك لا يحدث "سوى في أفراح تجار المخدرات والسلاح"، وتكون "النقوط" بمبالغ هائة، على أن يسجل العريس الأشخاص الذين دفعوا هذه الأموال، ولابد أن يردها مرة أخرى. بدوره، ذكر الدكتور وائل النجمي، الباحث في شؤون الصعيد، أنه لا يوجد شيء يسمى ب"زواج الجمعية" أو الزواج المتوقف على النقوط، فالاسم يوحي أن هذا الحدث المتعلق بجمع النقطة، له علاقة بإتمام الزواج أو المساعدة في تكاليفه، ولا يوجد هذا الأمر. أضاف النجمي أنه في الماضي كانت النقطة في الزواج مع الفرق الشعبية، دليل على مدى علاقات وثقل عائلة العريس والعروس، ثم خفت قليلا هذه العادة مع ظهور فرق الدي جى، واختفاء فرق المزمار والأغاني الشعبية. أشار النجمي إلى أن هذا الأمر لم يستمر طويلًا، خاصة بعد فيلم "اللمبي"، الذي أحيى فكرة النقوط من خلال الالتزامات والواجب، ودفع كل شخص ما عليه، وهي فكرة ظاهرها أن صاحب الفرح يستفيد من هذه الأموال، لكن باطنها إباحة شرب المخدرات والاحتفال بطرق غير قانونية، وبعد انتهاء الفرح يكون مقدرًا حساب "النقوط"، إن زاد شيء عن المقدر والمعقول للفرقة، يتم إعطائه للعريس الذي يكون مجبرا على رده مرة أخرى. نوه النجمي بأن الأمر ليس تكافلًا شعبيا، بل وجاهة و"منظرة"، خصوصا في بعض الأماكن التي تسمح بتعاطي المخدرات كطقس للاحتفال، ولا يوجد للأمر أي مرجع تاريخي أو عادات أو تقاليد.