قال المستشار دكتور جمال ندا، رئيس مجلس الدولة، إنَّ التباين الواضح ما بين الأنظمة القضائية في الدول العربية يجعل تنفيذ الأحكام القضائية أمرًا غير ميسور، ما يقتضي توحيد طرق تنفيذ هذه الأحكام، في تلك الدول، ومن ثم جاءت الحاجة إلى إنشاء مقر للاتحاد العربي للقضاء الإداري. وقال المستشار ندا، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر إنشاء الاتحاد العربي للقضاء الإداري، السبت، إنَّه "دعا لعقد هذا المؤتمر منذ أكثر من عامين، وقبل توليه منصب رئاسة مجلس الدولة"، معتمدًا في ذلك على "علاقاته الطيبة بعددٍ كبيرٍ من قضاة ورؤساء مجلس الدولة بالعديد من الدول العربية"، مشيرا إلى أنَّ "توقيت انعقاد هذا المؤتمر في مصر يعد أمرًا في غاية الأهمية، على كافة المستويات القضائية والسياسية والأمنية". ولفت إلى "أهمية توطيد العلاقات القضائية بين الدول العربية وبعضها البعض، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المبادئ القانونية وفي مجال القضاء الإداري، ليمثل ذلك خطوة مهمة على طريق وحدة عربية مشتركة في المجالات القضائية والقانونية". وأثنى رئيس مجلس الدولة على "ريادة القضاء المصري"، مستشهدًا على صحة ذلك ب"وجود المئات من القضاة المصريين الذين يتم الاستعانة بهم في جميع محاكم الدول العربية بمختلف الدرجات الوظيفية"، لافتًا إلى أنَّ "أهم ما يرتبه نقل مقر الاتحاد العربي للقضاء الإداري إلى القاهرة هو إنشاء مركز للدراسات القضائية يتلقى فيه جميع القضاة العرب دورات تدريبية لإجراء دراسات قانونية وقضائية مقارنة بالدول الأخرى". من جانبه، قال المستشار أحمد الزند، وزير العدل، إنَّ "مجلس الدولة أحد صروح العدالة في مصر، وإنَّه يتوقع تعاونًا قضائيًا مشرفًا بين مصر وجميع الدول العربية في مجال القضاء الإداري، في أعقاب هذا المؤتمر يكلِّل سنوات من التعاون والتوافق القضائي بين مصر وجميع أشقائها العرب". وذكر المستشار وائل شلبي، نائب رئيس مجلس الدولة، الأمين العام المساعد للمجلس، أنَّ "مجلس الدولة حريص على إرسال دعوات الحضور إلى جميع الدول العربية؛ للمشاركة في أعمال المؤتمر"، معربًا عن "ترحيبه بحضور 11 قاضيًا من رؤساء مجالس الدولة في الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والعراق، وفلسطين، والكويت، وموريتانيا، والجزائر، وتونس، ولبنان". من جانبه، استهلَّ المستشار هشام التلي، رئيس مجلس الدولة الأردني، كلمته، في بداية الجلسة، ب"طلب الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء القضاء المصري الذين قتلوا غدرًا في سيناء"، مؤكدًا "أهمية أن يتحد جميع القضاة العرب في كافة المحاكم والهيئات القضائية؛ لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد أمن معظم بلدان الوطن العربي". وأشاد ممثلو الدول العربية، الذي حضروا المؤتمر، ب"دور مصر في توطيد العلاقات الدولية في كل المجالات، وفي الصدارة منها القضاء".