يعد ما يسمى فنيًا ب«توجيه الممثلين» واحدة من أهم أدوات المخرج، و التي تشير إلى قدرة المخرج على إدارة العمل كما يرى، ويعد المخرج العالمي يوسف شاهين واحدًا ممن أثروا في كل من تعامل معه من الممثلين، فغالبًا كان الممثل يتأثر بشخصية شاهين الحقيقة، فنجده يتحدث بسرعة كشاهين، ويقطع جمله مثله، كان شخصية شاهين صارخة طاغية تكتسح من أمامها إلا من رحم ربي. وأمام كاميرا شاهين مر نجوم ونجوم بدءًا من فاتن حمامة وهند رستم وعمر الشريف وشكرى سرحان وفريد شوقي و محمود المليجي، وصولا لعمرو عبد الجليل ومحمد هنيدي و خالد صالح ومنه شلبي وهالة فاخر ويوسف الشريف، ومن بينهم من تألق أمام كاميرا شاهين كما لم يتألق من قبل، من بينهم:- شكري سرحان من مواليد 13 مارس 1925، ألتحق بأولي دفعات المعهد العالي للفنون المسرحية و بدء حياته الفنية في فيلم نادية عام 1949، هو واحد من نجوم شاهين المفضلين حيث قدم مع شاهين 5 أفلام، وهي بالترتيب أبن النيل، بين إيديك، نداء العشاق، رجل في حياتي، عودة الأبن الضال ويعد دور طلبة في عودة الأبن الضال واحد من أهم أدوار شكري سرحان في تاريخه الفني، والذي بلغ 191 فيلما ومسلسلا إذاعيًا و تلفزيونيًا. وقدم سرحان في هذا الفيلم دور طلبة الأبن الأكبر لعائلة المدبولي والمتحكم في زمام العائلة، والذي ترك الكلية الحربية للتفرغ لإدارة أمالك عائلته، والساعي للسيطرة على الجميع بدءا من والده وحتى ولده. محمود المليجي تراه كثيرًا على الشاشة فهو واحد من أساطير الشر في السينما المصرية، أما أمام كاميرا جو فهو ممثل مختلف تمام الإختلاف، قدم المليجي مع شاهين 8 أفلام وكلها علامات في تاريخ الممثل ذو الموهبة الفريدة؛ بدءها عام 1963 بفيلم الناصر صلاح الدين في دور كونراد، وهو دور شبيه بأدوار الشر الذي كان يقدمها المليجي في السينما من قبل، ولكن النقلة الحقيقية للمليجي جاءت برائعة شاهين الأرض حينما قدم دور محمد أبو سويلم الفلاح الثوري العنيد المتمسك بأرضه، في دور وتركيبة جديدة على المليجي، الذي استطاع بموهبة عبقري إحتواء الدور رغم اتساعه والسيطرة على الشخصية وتقديمها على اكمل وجه، كما قدما عام 1968 فيلم الناس والنيل. لينطلق الثنائي المليجي وشاهين ليقدما عام 1971، فيلم الاختيار وهو واحد من أفضل السيناريوهات التي قدمت على الشاشة المصرية، قدم المليجي دور مفتش المباحث فرج الذي يصطدم بأزمة فلسفية شديدة، خلال تحقيقه في جريمة قتل، فيقرر التنازل عن عليائه ليعرف أكثر عن حقيقة الأنسان. واستمرار للنجاح المشترك بينهم قدم شاهين و المليجي في عام 1972 فيلم العصفور وظهر المليجي في دور صغير نسبيا حيث قدم دور جوني العجوز السكير الذي كان يعمل في معسكرات الجيش البريطاني إبان فترة الإحتلال، ثم قدما سويا فيلم عودة الأبن الضال عام 1976 ليقدم المليجي دور " محمد المدبولي" الجد الاكبر لإبراهيم المدبولي "هشام سليم" في إشارة إلى الجيل الذي أضاع مصر إبان الحكم الملكي ليأتي جيل "طلبة" شكري سرحان ليحافظ على ما تبقى و ينميه، وفي المقابل يستبد بالجيل الذي سبقه و الجيل التالي. وكان لابد أن يشارك المليجي في أفلام السيرة الذاتية التي قدما جو فشارك المليجي في فيلم أسكندرية ليه و أدي دور والد يحيى، ثم أدي نفس الدور عام 1982 في أخر تعاون بينهما في فيلم حدوتة مصرية. محسنة توفيق هي واحدة من الفنانات المقلات للغاية في اعمالهن، ولكن كل عمل تؤديه يترك بصمته في أذهان الجمهور دخلت إلى عالم شاهين من أوسع الأبواب حينما جسدت شخصية "بهية" في فيلم العصفور عام 1972، ثم جسدت شخصية الأم في الجزء الأول من السيرة الذاتية لشاهين " اسكندرية لية" وأخر اعمالها معه كان فيلم " الوداع يا بونابرت" عام 1985. محسن محي الدين هو فتى شاهين المدلل، ناقش شاهين العلاقة المركبة بينهما، في فيلم إسكندرية كمان وكمان عام 1990، بدء محسن محي الدين علاقته الفنية بيوسف شاهين حينما اختاره الأخير لبطولة فيلم إسكندرية ليه عام 1978، ليقدم شاهين نفسه من خلاله حيث جسد محي الدين شخصية يحيى و التي تعد المعادل الموضوعي لجو. حاز الفيلم على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عام 1979، مما دفع شاهين للإستعانة بمحسن مرة أخري ليقدم نفس الدور في فيلم حدوتة مصرية عام 1982، ثم قدما فيلم الوداع يا بونابرت عام 1985، ثم كان أخر اعمالهم سويا عام 1986، في فيلم اليوم السادس، وبعدها انقطع شاهين عن السينما لمدة 4 أعوام. جدير بالذكر أن محسن محي الدين لم يحضر جنازة أو عزاء يوسف شاهين، وكان أول ظهرو له في فاعليه تخص شاهين هو اسبوع إعادة اكتشاف شاهين الذي أقامته سينما زاوية في ذكرى رحيله. أحمد محرز هو واحد من الممثلين الذين قدمهم شاهين، ولم يخرجوا خارج عالمه إلا نادرا، له في السينما 7 أفلام فقط، 4 منهم مع شاهين، هو إبن الطبيب إسماعيل محرز أحد كبار الأطباء المصريين وأحد أطباء العائلة الملكية قبل الثورة، و شقيقه الصحفي على محرز، عمل في السينما كهاوي وظل حتى وفاته مجرد هاوي للتمثيل ولم يعتبر نفسه ممثلا محترفا قط. قدمه شاهين عام 1976 في دور على المدبولي في فيلم عودة الأبن الضال،ثم قد معه فيلم إسكندرية ليه عام 1982، وفيلم حدوتة مصرية عام 1982، وفيلم سكوت هانصور عام 2001، كما عمل محرز مساعدا ليوسف شاهين في فيلمي " عودة الأبن الضال وإسكندرية ليه.