تعتبر حرفة صناعة الفخار من أقدم الحرف اليدوية بمحافظة الأقصر، والتي وجدت متسعًا لها لتصبح عنوانًا لعمل بعض العائلات التي وهبت أبناءها بتعاقب الأجيال للعمل بتلك الحرفة. وتعد منطقة الفاخورة بنجع الشيخ عزيز بقرية الحلة بالأقصر، من أهم المناطق بل وأشهرها في صناعة الفخار إذ أن "الفخار" من الصناعات الحرفية التقليدية القديمة، ويصنع من عجينة الطين التي توضع على صينية دوارة من الحجر(دوامة) وتشكل على أيدي الحرفي، ثم ترص على الأرض حتى تجف وتنقل بعدها إلى الأفران (قمائن) المعدة للحرق، فترص فوق فتحات خاصة داخل الفرن لتوزيع الحرارة، ويتم الحرق لتخرج بعدها إلى مرحلة البيع بالعديد من الأشكال والأحجام. يقول عبد العظيم يوسف نور 61 سنة - حرفي فخار، إن عائلاته كانت أحد الأسباب في تواجد حرفة صناعة الفخار حتى الآن، نظرًا لحرص أفراد عائلته على تناقل تلك الحرفة بين الأجيال، حيث يحرص الأب على تعليم أبنائه تلك الحرفة منذ نعومة أظفارهم. وأضاف نور أنه تعلم تلك الحرفة وراثة عن أبيه وجده، كما أنه حرص على نقلها إلى ابنه يوسف عبد العظيم 25 سنة، حاصل على ليسانس دراسات إسلامية شعبة لغة عربية، وأيضًا إلى أخيه وآخرين، وذلك بهدف الحفاظ على تلك الحرفة من الاندثار. واستطرد حرفي الفخار قائلًا: "إن ربات البيوت العجائز لا يمكن لهن الطهي إلا من خلال الأواني الفخارية التي اعتادوا عليها، رافضين مستحدثات العصر من الأواني المصنوعة من المعدن، فضلًا عن ما تكسبه الأواني الفخارية من مذاق مميز للطعام، بالإضافة إلى كونها صحية للغاية فهي لا تحمل أي معادن صلبة. واسترسل نور، حديثه قائلًا "حتى أن السائحين يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية ويبدون تعجبهم أثناء مشاهدة طريقة صنعها والدقة الأحجام والحفاظ على لون الفخار حتى بعد مرور عشرات السنين". وطالب حرفي الفخار بضرورة إقامة مدرسة حرفية تشمل تعليم حرفة الفخار خوفًا من تعرض تلك المهنة للاندثار.