صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية منذ الالاف السنين بدأت صناعة الفخار بقرية جريس بمحافظة المنوفية يتوارثها الأجداد والاباء ولم يتركها الابناء حتى من حصلوا على مؤهلات عليا لتبقى قرية جريس قلعة صناعة الفخار فى مصر على مر العصور فلا تجد شارع اوحارة اوسطح منزل إلا وعليه منتجات فخارية " القلل والأباريق والجررات والزير" . قرية "جريس" يبلغ عدد سكانها 30 الف نسمة تقريبا أكتسبت شهرتها من موقعها المتميز على فرع رشيد لنهر النيل وكانت فى عهد الفراعنة ميناء لنقل البضائع بين مدن الوجه البحرى إلا ان الحداثة افقد جريس رونقها وسارت تعانى مثل معظم قرى محافظات مصر . يقول الحاج فوزى غنيم (60 سنة) شيخ مهنة صناعة الفخار فى جريس أنه لا يعلم منذ متى بدأت صنعة الفخر فى القرية فهو ورثها عن ابيه وجده وتعلمها منذ أن كان طفل سنه 5 سنوات وأورثتها لأبنائه واشقائه وأحفاده . وأكد غنيم ان صناعة الفخار تميزت بها قرية جريس نظرا للمقومات طبيعية اهمها توافر الطينة السوداء الكثيفة التي تعد المصدر الأول لصناعة الفخار الي جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل، وأيضا مهارة الايدي التي يتوارثها أبناء جريس جيلا بعد جيل ، مشيرا إلى ان رغم حرصنا على تعليم اولادنا والحصول على مؤهلات إلا انهم جميعا يعملون فى المهنة منذ الصغر . وأوضح غنيم أن الصانع الماهر ينتج في المتوسط يوميا نحو 150 قطعة متوسطة الحجم كالقلل والأطباق، ومن 30- 50 قطعة من التحف والانتيكات وهناك شروط لإتقان مهنة الفخار، منها أن يبدأ العامل تعلم المهنة وهو طفل لأنها حرفة تعتمد على الإحساس والتناغم بين يدي الصانع والطين ولابد من معرفة أنواع الطين التى تصلح للعمل وكمية الماء والوقت الكافي لتخمر الطين ودرجة حرارة الفرن المناسبة. وأضاف عبدالمؤمن عبدالجليل الشافعي انه لا يوجد شكل معين أو مقاسات ثابتة لقطعة الفخار فالصانع يصنع الشكل الذي يخطر بباله فهي مهنة إحساس من الطراز الأول، وهناك العديد من طلاب كليات الفنون الجميلة والتطبيقية بالقاهرة والإسكندرية يحضرون إلينا ومنهم من يعد دراسات عليا عن الفخار. ويقول محمود غنيم " أعمل أنا وإخوتي في هذه المهنة مع والدنا، وهذه مهنة الآباء والأجداد منذ القدم والمنتجات التي نصنعها هي "القلل" و"طواجن الطيور" و"مبخرة " أو فواحة – أطباق للحمام و"أواديس" لأبراج الحمام وكل ما يتناسب مع متطلبات الريف من منتجات الفخار إلا ان المهنة تعانى ضعف الاقبال على المنتجات بسبب الحداثة التى يعشها المواطنيين حتى فى الارياف . وأضاف على حماد أنه يعمل منذ 20 سنة فى صناعة الفخار وهى مصدر رزقه الوحيد إلا انه حرص على تعليم ابنائه تعليم عالى وتركوا المهنة ولم يتورثنوها منه بسبب انهيار الصناعة وقلة إقبال الناس عليها . وعن مراحل إعداد الطين ليصبح فخارا، يقول فوزى غنيم "تبدأ أولا بإحضار كمية من التراب وتنقيته من الشوائب بواسطة الغربال وبعد ذلك يكون جاهزاً لعملية الإعداد فنقوم بخلطه بالماء والتقليب جيدا إلى أن يصبح عجينا في الأيدي فينقل إلى دولاب الفخار "العجلة" وهي نفس الآلة المستعملة منذ عهد الفراعنة وهي عبارة عمود حجري قائم، ارتفاعه 80 سم يدور في دائرة وينتهي أعلاه بقرص حجري أفقي صغير 22 سم وفي أسفله قرص حجري أفقي أكبر 35 سم ويتحكم الصانع بحركة القرص السفلى بقدمه وبحركة الأعلى بواسطة يديه ونضع قطعة صغيرة من الطين العجين على القرص الأفقي الأعلى ونبلل اليدين بالماء". وأضاف نحرك القرص السفلي بالقدم بسرعة وفي نفس الوقت تقوم يد الصانع بلف الطين أولا في شكل مخروطي ثم يتم تجويفه وصناعة ما نريد من الأشكال وفي فترة من دقيقة إلى اثنتين حسب مهارة الصانع ثم ينقل المنتج ليجف لمدة سبعة أيام في الهواء الطلق قبل أن يوضع في فرن بلدي نعتمد في إشعاله على أعواد الحطب الجاف. وتشارك الأسرة بأكملها فى الصناعة حيث تعمل المرأة في نقل الفخار من الدولاب إلى ركن البيت ثم إلى الفرن ثم الشارع أو سطح البيت للتخزين لحين بيع كمية الفخار المطلوبة للتجار. وأكد شيخ المهنة أن رغم الصعوبات التى تواجه صناعة الفخار وأهمها المادة الخام وتسمى "الطفلة" التي يتم التشكيل بها الاوانى الفخارية غالية الثمن ونواجه مشاكل مع وزارة البيئة فى طريقة الحرق بالحطب بالاضافة لفرض ضرائب وتأمينات اثقلت كاهل العاملين بالصناعة إلا انه لن يترك ابدا منهنة ابائه واجداده للانهيار. وطالب غنيم بدعم الدولة بإقامة معارض لمنتجاتهم لحماية الصناعات الصغيرة واليدوية القديمة من الانهيار بضرورة إنشاء معرض دائم لمنتجاتهم ومركز لجلب الطفلة والمادة الخام تشجيعا لتلك المهنة. صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية صناعة الفخار في قرية جريس بالمنوفية