علي مدار عقود طويلة، اكتسبت رولز رويس سمعة أسطورية تقضي بأنها الأفضل في العالم. وربما يرجع الفضل في ذلك إلي موديل سيلفر جوست الذي ظهر للمرة الأولي في عام 1907 ، ترجع أصول الاسم إلي شركة رويس المحدودة التي بدأت بتصنيع المحركات والمولدات الكهربية، ثم انتقلت إلي إنتاج محركات السيارات في مانشستر في وقت لاحق، وإلي مهندس يدعي هنري رويس تميز بنبوغه الذي ظهر عندما صمم سيارته الأولي وتولي تطويرها وكان كل ما ينقصه هو التسويق لتلك السيارة. كان تشارلز ستيوارت رولز هو هذا البائع المنفتح علي الناس الذي يحتاجه رويس لإقناع الزبائن بجودة وتميز سيارته. كان رولز من عشاق الطيران بالمناطيد كما أنه كان أول من رحب بالأخوين رايت عند وصولهما بطائرة إلي أوروبا مع بدء اختراع الطائرات. والمفارقة هي أنه لقي حتفه في حادث طائرة عام 1910 ولم يتجاوز عمره حينذاك 32 عاماً. كانت السيارات من الاهتمامات الأخري لرولز الذي شارك في عدة سباقات أوروبية للسيارات، كما كان يبيع سيارات بانهارد الفرنسية في انجلترا. وبعد إلحاح أحد أصدقائه، توجه رولز إلي مانشستر للقاء رويس وأعجب كثيراً بسيارته واقترح التعاون بين الطرفين بحيث يقوم رويس بتصنيع السيارات ويقوم رولز بتسويقها. حتي عام 1906، كانت رولز رويس قد أنتجت عدة موديلات مزودة بمحركات 4 و6 و8 سلندرات وفي عام 1907، قرر الرجلان اتباع سياسة الموديل الواحد كي يتم التركيز علي تطوير هذا الموديل بشكل أفضل بدلاً من تشتيت الجهد والموارد في عدة موديلات. وكانت النتيجة هي موديل سيلفر جوست الذي ظهر في معرض أوليمبيا للسيارات عام 1906 كموديل للعام التالي. كانت سيلفر جوست سيارة كبيرة ذات قاعدة عجلات بلغ طولها 344 سنتيمتر أما وزنها فبلغ 1672 كيلوجراماً. وجهزت السيارة بمحرك 6 سلندرات مزود بصمامات جانبية وبلغت سعة المحرك 7 لترات ولم تتعد قوته 48 حصاناً عند 1200 دورة في الدقيقة. وجاء اسم سيلفر في إشارة إلي الفضة التي استخدمت في حليات السيارة ولهيكل السيارة الذي طلي بالألومنيوم أما حوست وتعني (الشبح) فقد أشارت إلي هدوء صوت المحرك ولإبراز الجودة الهندسية للسيارة الجديدة. تم إرسال السيارة في رحلة مسافتها 3220 كيلومترا اشتملت علي قيادة السيارة من الشاطئ الجنوبي لانجلترا وحتي اسكتلندا وتولي نادي السيارات الملكي مراقبة الاختبار الذي أكملته السيارة بنجاح. وعلي الفور تم إرسال السيارة في اختبار ثانٍ مسافته أكثر من 24 ألف كيلومتر دون توقف اضطراري سوي لتغيير الإطارات. ونجحت سيلفر جوست وحطمت الرقم القياسي للجودة بالنسبة للمسافات الطويلة. وبعد الاختبار مباشرةً قام مهندسو نادي السيارات الملكي البريطاني بتفكيك الأجزاء لرصد ما أصابها من أضرار وكانت دهشتهم كبيرة عندما وجدوا أن الأجزاء الميكانيكية كالفرامل والتروس والمحرك لم يصبها التلف. وانتشرت أخبار تلك السيارة بسرعة البرق وحظيت بسمعة غير عادية أسهمت في زيادة مبيعات الموديل بشكل ملحوظ. واستمر الإنتاج حتي عام 1925، وربما المميز في هذا الموديل أن بعض نسخه تم إنتاجها في الولاياتالمتحدة حتي بدايات عام 1921 ، ومنذ اليوم الأول لإنتاج سيلفر جوست كانت منافساً حقيقياً لأسماء أخري ذات سمعة كبيرة في عالم السيارات الفارهة. أما اليوم، فتعد السيارة أحد أبرز الموديلات الكلاسيكية التي قد يصل سعر بعض نسخها النادرة إلي مئات الآلاف من الدولارات.