مازال حتى الآن رغم حركة تغيير المحافظين يلعن اليوم الذى عرفها فيه، واليوم الذى دخلت عليه المكتب واليوم الذى سمع فيه كلامها ومشى معها على طريق الفساد. كان محافظا يتوقع الكثيرون له ان يكون وزيرا فى الحكومة القادمة، لكنه بات من أصحاب المعاشات، ومن رواد قهوة العاطلين، بعد ان كانت المحافظة الساحلية التى كان يتولى أمرها تهتز بمجرد ان يهبط الى أحد شوارعها. إنها الملعونة التى تشرق كالشمس، وتحرق كالنار، ما أن يذكر اسمها فى أروقة الإدارات حتى يصحب ذكرها لعنات الموظفين ومصمصة شفايف الموظفات. أقنعت السيد المحافظ، انه من الممكن أن يصبح مليونيرا دون أن يمسك أحد عليه غلطة، فقط لو وضع الرشاوى فى حسابها، أو كتب الفيللا باسمها، أو كانت هى المالكة الظاهرة لشقة الكورنيش. وبالفعل حدث ما أرادت وأقنعت السيد المحافظ بأنها ملاك النعيم، وأنها شروق شمس الثراء، لكن الرقابة الادارية كانت له بالمرصاد، فلم يمر على بداية انحرافه عدة اشهر حتى تأكد إن رجال الرقابة الادارية قد اكتشفوا قصة فساده، وعلاقته بالموظفة التى كانت بعقد مؤقت. شعر بالرعب، ونقل اليها خوفه الشديد من أن يرد اسمه فى التحقيقات التى تجريها الرقابة الادارية، وفجأة نصحته بالنصيحة التى اعتقد انها ستنجيه من مصير الزنزانة ومن البدلة الزرقاء، ومن الفضيحة والجرسة. نصحته بأن تنقل أموالها إلى ابن خالتها، لفترة مؤقتة وبالتالى لن يكون هناك رابط بينه وبينها وبين الاموال التى تلقوها رشوة وفسادا، كان ابن خالتها قد عاد لتوه من الخليج بعد أن خسر تحويشة عمره بعد ان نصب عليه الكفيل. ولما فاتحت ابن خالتها وافق على الفور، فقد وجدها فرصة لتعويض ما خسره، وما أن نقلت إليه كل اموالها وحساباتها وفيللاتها وشققها الفاخرة، حتى اختفى تماما وسافر الى أوروبا، ولم تعلم عنه شيئا. ولما قررت أن تذهب إلى السيد المحافظ لتخبره بالكارثة، وجدت حالة من الفرح تملأ أرجاء الادارات، فقد خرج السيد المحافظ فى حركة المحافظين، بعد ان رفعت الرقابة الادارية تقارير فساده وفسادها إلى القيادات العليا. وما ان ذهبت إلى مكتبها حتى وجدت قرار انهاء عقدها، آخر ما وقعه السيد الوزير المحافظ، لتبدأ من جديد رحلة البحث عن ضحية جديدة، وهو ما وجدته بالفعل فى هيئة اقتصادية، وجدت فى نائب رئيسها فرصة لتكرر ما فعلته مع السيد الوزيرالمحافظ.