أطلقت مؤسسة منف للتنمية السياحية والثقافية، حملة لمناهضة الزواج «السياحى»، وقال وائل كرم، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، خلال ندوة «الزواج السياحى فى مصر وأطر التوعية بمخاطره» التى عقدتها المؤسسة أمس الأول، إن آخر الإحصاءات التى أوضحت زواج أكثر من 40 ألف فتاة بالأثرياء العرب تعد مؤشرا خطيرا على نمو هذه الظاهرة وخطورتها على المجتمع. وأوضح أن المؤسسة ستعمل على الحد من هذه الظاهرة من خلال حملة تهدف لنشر الوعى بين المواطنين بخطورة هذا النوع من الزواج المؤقت المرتبط بالمواسم السياحية الصيفية للعرب. بالإضافة إلى العمل على توفير الدعم النفسى والاجتماعى والقانونى للفتيات ضحايا هذا النوع من الزواج. وأكد كرم أهمية إصدار تشريع قانونى يعمل على تجريم هذا النوع من الزواج. وطالب مجدى عفيفى، عضو مجلس الشورى، بإجراء تعديل تشريعى على قانون الطفل يمنع زواج الفتيات القاصرات هذا النوع من الزيجات، ويعاقب الأب الذى يبيع ابنته لشخص مقابل المال عقابا قاسيا، ويجرم الزواج الصيفى الذى وصفه ب«زواج حق الانتفاع»، وقال «هذا الزواج مثل الشخص الذى يدفع مقابل للانتفاع بشىء معين»، وأضاف أن العامل الاقتصادى ليس السبب الوحيد للجوء عدد من الأسر لهذه «التجارة»، وقال: «لا يوجد سبب فى العالم يجعل الأب يبيع ابنته بهذه الطريقة». وقال عفيفى: إن هذه «التجارة» يعمل على ترويجها عدد من السماسرة والمحامين المعروفين، وأضاف «يجب محاسبة هؤلاء لأن جريمتهم لا تقل شيئا عن جريمة الاغتصاب، فهم يمارسون الفساد والرذيلة مقابل المال». وفسرت الدكتورة ملكة زرار أستاذ الشريعة والقانون، رواج هذا الزواج بجهل المواطنين بمفهوم الزواج، وإقحام مفاهيم متعددة عليه، وقالت: «إن أصابع الاتهام موجهة للعلماء الذين قصروا عقد الزواج على أنه استمتاع بجسد المرأة». ووصفت ملكة الزواج «السياحى» بالتجارة الرابحة التى يستفيد منها عدد من المحامين. وتطرقت ملكة إلى المفاهيم الواردة مع الأثرياء العرب الذين يقبلون على الزواج بالفتيات القاصرات زواجا مؤقتا، وقالت: «هم قادمون من ثقافة تؤمن بزواج المتعة الذى لا يترتب عليه انتساب الطفل لأمه». أما الأب الذى يقدم على تزويج ابنته، فقالت: «إنه يتصور أنه يملك بحق الولاية إجبار ابنته على هذه الزيجة وهذا غير شرعى». ودعت ملكة لمحو الأمية الدينية، وقالت: «رغم كل القنوات الفضائية لكن لاتزال الأمية الدينية موجودة»، وأضافت «كل اللى بيعملوه إنهم يجيبوا شخصين بوجهات نظر مختلفة يتشاجروا مع بعض». من جهتها، أكدت الكاتبة الصحفية أمينة شفيق عضو المجلس القومى للمرأة، أهمية معيار التكافؤ التعليمى والثقافى والاجتماعى فى الزواج، وقالت إن أى علاقة أخرى لا تتوافر بها هذه المعايير يشوبها الشك. مضيفة أن الزواج «ليس مصايف أو مشاتٍِ ولكنه تكوين أسرة وبناء مجتمع». وقالت إن الزواج الحقيقى هو الذى يحفظ كرامة وحقوق الطرفين، وليس علاقة وهمية ينتج عنها أطفال.