(نشر هذا المقال بتاريخ 2 أغسطس 2009) يبلغ إنتاج النفط الإيرانى نحو 4.3 مليون برميل يوميا، يستهلك منها محليا نحو 1.7 مليون برميل يوميا، ويصدر الباقى لدول لا تشارك الولاياتالمتحدة فى مقاطعة النفط الإيرانى، وأهمها اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وإيطاليا وفرنسا واليونان وجنوب أفريقيا. وقد بلغت حصيلة صادرات النفط عام 2008 نحو 89 مليار دولار تمثل 26% من الناتج المحلى الإجمالى GDP المقدر بنحو 345 مليار دولار. وهذا ما يميز إيران عن باقى دول الخليج التى تعتمد بدرجة كبيرة على إيرادات النفط. أما إنتاج الغاز الإيرانى فيقدر بنحو 170 مليار متر مكعب Bcm (حوالى 6 تريليونات قدم مكعبة سنويا) يستهلك ثلثاها محليا، ويصدر لتركيا كمية محدودة (6.8 Bcm)، ويعاد حقن الباقى فى حقول النفط لرفع الضغط فيها وتحسين معامل الاستخلاص. ويخدم الاستهلاك المحلى من النفط والغاز شبكة أنابيب من 5 خطوط، كما يوجد تحت الإنشاء خط تتسلم منه إيران نحو 100 ألف ب/ى من نفوط شركائها فى نفط بحر قزوين لتكريرها واستخدامها فى شمال إيران مقابل نفط إيرانى يصدر لحساب تلك الدول من الموانئ الإيرانية على الخليج. وهذا ما يعرف بالتبادل النفطى Oil swap، ويتحقق بمقتضاه الاقتصاد فى نفقات النقل بالنسبة لطرفى المبادلة. كذلك تمتلك إيران اكبر أسطول لناقلات النفط فى الشرق الأوسط، حيث يستخدم بعضها لتخزين النفط عندما تمتلئ صهاريج التخزين المقامة فى موانئ التصدير. وأهم تلك الموانئ جزيرة «خارج»، التى تبلغ سعة صهاريجها نحو 20 مليون برميل وقدرة الشحن نحو 5 ملايين ب/ى. ثم جزيرة «لافان» بقدرة تخزين 5 ملايين برميل وقدرة شحن 200 ألف ب/ى. وعلى خلفية وفرة الغاز الذى تمتلك إيران نحو 16% من احتياطاته العالمية، ويقدر عمره الإنتاجى بنحو 250 عاما، تعتزم إيران تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى للتوسع فى خطوط الأنابيب العملاقة، التى يضخ فيها الغاز للاستهلاك المحلى، ويضخ أيضا لموانئ التصدير. وتعرف هذه المشروعات باسم Iranian Gas Trunklines (IGAT)، كما تستخدم إيران للمرة الأولى فى إقامتها عقود (Build Operate-Transfer BOT)، التى تتيح للقطاع الخاص بناء وتشغيل الخط لحسابه ثم تسليمه للحكومة الإيرانية فى نهاية مدة العقد. وكانت إيران قد أقامت خط أنابيب غاز بطول 1200 كيلو متر وقدرة ناقلة 1.4 مليار قدم مكعبة يوميا (17 Bcm سنويا)، واستخدم الخط بالفعل لضخ الغاز الإيرانى، الذى تم التعاقد عام 2003 على بيعه لتركيا. ويتوقع أن يمتد هذا الخط لكى يحمل الغاز الإيرانى إلى أوروبا إذا لم تشارك إيران فى خط Nabucco الذى وقع أطرافه الأوروبيون ومعهم الولاياتالمتحدة اتفاقا مبدئيا فى أنقرة يوم 13/7/2009 لتزويد أوروبا بغاز منطقة بحر قزوين، ولم تدع إيران للمشاركة فيه بضغط من الولاياتالمتحدة. ويمتد الخط 3300 كيلومتر ويتكلف 8 مليار يورو، ولكنه ما زال يواجه عقبات عديدة تهدد اكتماله، كما تعارضه روسيا التى تساند مشروعا منافسا South Stream وتدعو إيران للمشاركة فيه. كذلك صرح ممثل الشركة الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط محليا NIORDC، أثناء مؤتمر عقد فى موسكو 23/6/2009، بأن الشركة سوف تطرح فى مناقصة عالمية بناء خط أنابيب بطول 1515 كيلومترا من ميناء Neka على بحر قزوين إلى ميناء Jask على الخليج لنقل نفط قزوين وتصديره من الميناء الخليجى. ويتوقع أن يبلغ ما يتم نقله بهدف التصدير، بالإضافة للكمية المتعاقد عليها فى إطار برنامج التبادل النفطى Oil swap، نحو مليون ب/ى. من ناحية أخرى، أسندت لشركة بارس للنفط والغاز POGC، وهى شركة تابعة للشركة الأم NIOC، مسئولية تنمية وإنتاج الغاز الطبيعى المسال LNG فى اطار تنمية المراحل 11-14 من حقل بارس. ويتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز المسال بإتمام المرحلة 12 من الحقل المذكور، وأن تقوم بتسويقه شركة POGC بالاشتراك مع شركة تابعة أخرى وهىNIGEC. كذلك تسعى إيران للتعاقد مع شركة غير خاضعة للنفوذ الأمريكى لكى تسهم فى تنمية هذه الصناعة الجديدة، والتى تأخرت تنميتها فى إيران عنها فى قطر، التى سارعت مع شركات عالمية باستثمار حقل الشمال (وهو امتداد لحقل جنوب بارس)، وصارت من كبار مصدرى الغاز الطبيعى المسال. كذلك تعاقدت إيران مع عمان فى إبريل 2008 لتنمية حقل غاز إيرانى فى الخليج يضم نحو 50 تريليون قدم مكعب. ويتوقع أن تستثمر عمان نحو 7 مليارات دولار لتنمية وإنتاج نحو 3 مليارات قدم مكعبة يوميا (31 Bcm سنويا) على مرحلتين، وبحيث تحتفظ إيران بثلثى الإنتاج ويصدر الباقى لعمان. وكانت المفاوضات قد بدأت لإقامة خط أنابيب بطول 2775 كيلومترا لتزويد باكستان والهند بالغاز الإيرانى فى حدود 5.4 مليار قدم مكعبة يوميا. غير أن المفاوضات توقفت بالنسبة لهذا الخط نتيجة لانسحاب الهند استجابة للابتزاز الأمريكى، بينما استمر التفاوض بين إيرانوباكستان إلى أن توصل الطرفان يوم 24/5/2009 لإبرام اتفاق مبدئى لتصدير الغاز الإيرانى إلى باكستان. ويتوقع لضخ هذا الغاز، الذى سينتج من حقل جنوب بارس، اقامة خط أنابيب قطره 56 بوصة ويمتد 1100 كيلومتر داخل إيران و1000 كيلومتر داخل باكستان. ويتكلف الخط الذى يستغرق بناؤه خمس سنوات نحو 7 مليارات دولار ليحمل شحنة أولية قدرها 8 مليارات Bcm سنويا تتزايد عبر 15 عاما لتبلغ 22 مليار Bcm. وقد أبدت روسيا رغبتها فى الانضمام لهذا الخط وإبرام صفقات أخرى لتبادل الغاز مع إيران Gas swap عبر اذربيجان وتركمنستان، وهو ما يحسن اقتصاديات نقل الغاز كما هو الحال بالنسبة للنفط.