مع بدء العد التنازلي لمظاهرات 30 يونيو وقرب حلول شهر رمضان الكريم، سارع المواطنون إلى تخزين السلع الاستهلاكية، خوفا من وقوع أعمال عنف في المظاهرات التي تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قد تمتد لأيام، ويضطر التجار إلى إغلاق محالهم تحسبا لأي حالات سرقة أو أعمال نهب. وقال أحمد عبد الفتاح، عضو شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن تزامن شهر رمضان ومظاهرات 30 يونيو أدى إلى موجة شراء كبيرة من قبل المواطنين، استعدادا للشهر الكريم من جانب، وتخوفا من وقوع اضطرابات من جانب آخر.
وأضاف، "هناك مواطنون لم يلجؤوا إلى مثل هذا التخزين، واكتفوا بشراء حاجتهم الاعتيادية، وذلك لاعتيادهم على المظاهرات التي استمرت لعامين ونصف العام، أى منذ اندلاع ثورة يناير".
وأشار عبد الفتاح إلى أن معظم السلع الغذائية ارتفعت بمتوسط 50٪ مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة لتراجع الاستيراد وارتفاع أسعار الدولار، وخفض التصنيف الائتماني لمصر.
وأكد أن التجار لن يغلقوا محلاتهم إلا إذا وقعت اضطرابات أو انفلات أمنى، وسيستمرون في البيع للمواطنين، كما كانوا في أحداث ثورة 25 يناير.
من جانبه، قال محمود إسماعيل، تاجر خضروات بالجيزة، إن الأسعار زادت بصورة كبيرة، وإنه اضطر إلى تأجيل كل ارتباطاته والتزاماته في العمل التي تزامنت مع مظاهرات 30 يونيو، إلى ما بعد هذا التاريخ انتظارا إلى ما ستسفر عنه الأحداث، فيما نصح الحاج أحمد رضوان تاجر جملة بالجيزة، المواطنين بعدم اللجوء إلى تخزين السلع، مشيرا إلى أن الإقبال بكثافة على الشراء في هذه الفترة قد يحدث إرباكا في الأسواق.
من جانبه، قال محمود سلمان، صاحب سوبر ماركت بالعمرانية، إن تجار التجزئة حجبوا بعض السلع الأساسية لرفع أسعارها استغلالا بعد زيادة إقبال المواطنين، مشيرا إلى أن غياب الرقابة سيزيد من حالات الاستغلال تلك.
وفيما أشار أحمد بسيوني، صاحب سوبر ماركت بالسبتية، إلى أن من بين السلع التي أقبل عليها المواطنون بكثافة، هذه الأيام، الأرز والسكر والدقيق والزيوت والمكرونة، قال خالد رجب موظف بالجيزة، إن جيرانه بدأوا في تخزين السلع الغذائية بشكل ملحوظ، لذا اضطر أن يحذو حذوهم، بشراء السلع الأساسية واللحوم والدواجن، خوفا من يونيو.
وقال حسين منصور موظف بعابدين، إنه صرف راتبه على شراء اللحوم والدواجن والسلع الأساسية من الزيت والأرز والمكرونة والسكر، بكميات تكفيه لمدة شهر، تحسبا لأى أزمات في الفترة القادمة، وهو الأمر ذاته الذي لجأ إليه أيمن فراج، موظف بالسبتية، الذي يعتقد أن هذه الفترة ستشهد إغلاقا للمحلات والأسواق خوفا من الشغب وانتشار البلطجية والعاطلين الذين يستغلون مثل هذه الظروف للسرقة والنهب.
أما خالد محجوب، عامل بمدرسة بالعمرانية، فيؤكد أن راتبه لا يتحمل تخزين السلعة، لذا يشتري احتياجات أسرته من السلع الأساسية، لكنه زاد من كميات الدواجن والأسماك، مقاطعا اللحوم لارتفاع أسعارها.
بينما اشتكت، آمال السيد 54 سنة ربة منزل إمبابة، من انقطاع الكهرباء الدائم، ما يتسبب في إفساد اللحوم والدواجن، لهذا فإنها تخشى تخزين السلع في هذه الأيام حتى لا تتلف مثلما حدث معها من قبل.
وقال أحمد مسعود، صاحب محل لبيع الذهب في رمسيس، إنه سيضطر لغلق محله خوفا من محاولات السطو عليه، في أحداث 30 يونيو، حيث ستكون الشرطة مشغولة بتأمين المجوهرات، وأضاف، أنه لجأ إلى الاحتفاظ بالمشغولات الذهبية والمجوهرات في مكان آمن بعيدا عن المحل.
من جانبها، أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية إن السلع الغذائية التموينية آمنة حتى نهاية العام، وأن المجمعات الاستهلاكية، الخاضعة لإشراف الوزارة ستعمل بانتظام ودون توقف، عارضة السلع الغذائية بأقل من أسعار السوق الحر، بنسب تراوح بين 10 و20٪، وفقا لتصريحات ناصر الفراش المتحدث الرسمة باسم الوزارة.
وأضاف الفراش، أن رصيد كل السلع، سواء الأرز أو السكر أو الزيوت، آمن تماما، وأنه لا يوجد عجز في أي سلعة، مشيرا إلى أنه مع طرح المجمعات الاستهلاكية منتجاتها بأسعار أقل من السوق الحر، فإن الوزارة ستقيم أيضا شوادر وتخصص أماكن لبيع السلع بأسعار مخفضة في كل محافظة، تفعيلا لمبادرة "أفضل منتج لأكرم شعب" التى أطلقتها الوزارة منذ 5 شهور.