يبدو ان "فوبيا" تخزين السلع الغذائية تلاحق المصريين كلما جاءت مناسبة أو أجواء ثورات سياسية، إذ يسيطر القلق والخوف من اختفاء السلع وليس أمام المواطن سوى الإسراع بالبحث عن الأمان الحياتي بشتى الطرق. ناهد رضوان موظفة بإحدي شركات القطاع العام, والتي أنفقت راتبها الشهر الماضي بالكامل تقريبا علي شراء بعض السلع الغذائية المهمة كالسكر والزيت والأرز والمكرونة وغيرها من مستلزمات الأسرة التي لا غني عنها تحسبا لأي تطورات تحدث يوم03 يونيو تحول دون ايجاد تلك المستلزمات. وفي نفس السياق قالت دعاء عبدالفتاح ربة منزل انها قامت هي وشقيقتها منذ أيام بشراء كثير من السلع الأساسية بكميات كبيرة لتخزينها خوفا من إختفائها عقب تظاهرات 30 يونيو القادم, وأشارت إلي أنه برغم تأثر ميزانية الشهر بهذا القرار, خاصة وأن زوجها لا يستطيع الصمود طويلا إلا أن ذلك بالنسبة لها أفضل من أن تجد نفسها أمام أزمة حقيقية إذا اختفت ابسط السلع من الأسواق.. أما مني أيوب موظفة بإحدي الوزارات فكانت أول اهتماماتها شراء كميات كبيرة من الحفاضات لطفلتها التي تبلغ من العمر عاما ونصف العام, وقد فوجئت أن سعرها زاد 15 جنيها للعبوة الواحدة. بينما يحكي سامي صيدلي انه تشاجر مع زوجته داخل أحد المجمعات الإستهلاكية بعد أن فوجئ بما إنفقته في شراء كميات كبيرة من اللحوم والاسماك المجمدة لخوفها من إرتفاع أسعارها نهاية هذا الشهر. وأشار حامد عثمان موظف أمن بإحدي الشركات الخاصة إلي أن الأزمة ليست فقط في شراء بعض السلع المهمة بكميات لتخزينها, بل أيضا في إقتراب شهر رمضان بما يتطلبه من مستلزمات كالياميش والذي إرتفع سعره هذا العام إلي الضعف تقريبا مقارنة بالعام الماضي, وأيضا اللحوم والدواجن والبيض وغيرها من السلع والتي تعصف براوتب البسطاء. وقالت أم محمود ربة منزل أول ما فعلته فور صرفها لمعاش زوجها المعاق هو شراء كميات كبيرة من أدوية السكر والضغط والتي لا تستطيع الاستغناء عنها, تحسبا لإختفائها أو إرتفاع أسعارها, أو حتي غلق الصيدليات إذا تطورت الأحداث في الشارع بعد يوم.03 يواجه رمضان أسعد صاحب مكتبة معاناة كبيرة, فهو علي حد قوله مش ملاحق علي فواتير الكهرباء ومدارس العيال ومستلزمات البيت التي لا تنتهي في الأيام العادية, حتي يجد نفسه محاصرا بأعباء أخري كتخزين السلع أو شراء الياميش, في الوقت الذي يكفي راتبه بالكاد تلبية احتياجات أسرته البسيطة, ومع ذلك إضطر لشراء كميات إضافية من بعض السلع الضرورية كالسكر والزيت والأرز إستعدادا لشهر رمضان من ناحية ولمواجهة إرتفاع الأسعار المتوقع من ناحية أخري. وأبدت سعاد مصطفي موظفة بالمعاش خوفها من ارتفاع اسعار السلع الاساسية خاصة في الاسبوع الاخير من هذا الشهر, بسبب التكالب الشديد علي المجمعات الإستهلاكية, وفوبيا تخزين السلع الذي أصاب الأسر المصرية بعد أحداث ثورة52 يناير, وما ترتب عليها من إختفاء متعمد لبعض السلع من قبل التجار لرفع أسعارها مما دفع الناس هذه المرة لشراء مستلزمات بكميات كبيرة خوفا من تكرار هذا السيناريو مرة أخري. وفي سياق آخر أكدت رشا الفيومي مهندسة أنها لا تخشي من عدم توافر السلع, لأن هذه الهوجة حدثت من قبل خلال احداث 25 يناير, ورغم إنها اخذت إحتيطاتها وقامت بتخزين كميات كبيرة من المستلزمات الضرورية الا أنها وجدتها متوافرة بالاسواق ولا يوجد بها أي نقص. ومن ناحية أخري وفي الوقت الذي قال فيه مصدر بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية أن الشركة قامت بتخزين كميات كبيرة من السلع الأساسية كاللحوم والزيت والسكر وذلك إستعدادا لتظاهرات يوم 30 يونيو من الشهر الجاري حرصا من الشركة علي توفير السلع في أي ظروف قد تحدث وتؤثر علي حركة الأسواق التجارية.. أكد سليمان عبد الماضي صاحب سوبر ماركت أن تجار التجزئة بدأوا بالفعل في حجب بعض السلع والمنتجات التي لها مدد صلاحية كبيرة للإستفادة من الإرتفاعات المتوقعة في الاسعار, وأشار إلي أن بعض شركات تعبئة الأرز والسكر والدقيق تقوم بالتلاعب في أوزان العبوات وتخفيفها للإستفادة من فروق الاسعار المتوقعة, كما أشار إلي أنه في ظل عدم الرقابة علي الأسواق فسوف يحدث أكثر من ذلك بكثير. بينما قال فتحي درويش بائع بأحد الاسواق التجارية الشهيرة أن هناك بالفعل إقبالا علي الشراء وبكميات كبيرة من قبل الطبقات الغنية والمتوسطة, في الوقت الذي تعاني فيه الطبقات الفقيرة حالة من التخوف لعدم القدرة علي الشراء في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار, وأن ذلك يتضح له من خلال حركة البيع والشراء أمامه طوال اليوم.