«قبّلت أيادى ورءوس الشهداء وكدت أقبل أرجلهم، خلال مرورى على المشرحة يوم 28 يناير» هكذا فضّل المرشح المحتمل للرئاسة، عبدالمنعم أبوالفتوح بدء حديثه مع طلاب الجامعات المصرية خلال لقائه معهم فى المجلس القومى للشباب أمس. ووسط الحضور الكبير من الطلاب الذى تجاوز عددهم الآلاف أكد أبوالفتوح أن برنامجه الانتخابى سيركز على ركنين أساسيين أولهما تعميق الحرية «لأن الشعوب المستعبدة لا تبنى نهضة، فنهضة الوطن لا يبنيها إلا الأحرار»، والركن الآخر هو استقلال القضاء، «فبدون القضاء لن نستطيع أن نحقق العدالة، أرأيتم كيف أهدرت كرامة مصر حينما لم يمارس القضاء دوره بشكل طبيعى».
وانتقد أبوالفتوح عدم وجود أى مشاريع للتنمية فى المحافظات الحدودية قائلا «إن محافظ الوادى الجديد اللواء طاهر المهدى أخبرنى أن هناك شركات وطنية تقدمت له بمشاريع للاستثمار فى مجال التعدين، ولكنه غير قادر على استصدار رخص أو تصاريح لها، مضيفا: «الأيدى مرتعشة وغير قادرة على اتخاذ قرار، مع أن فرص الاستثمار فى مصر كبيرة للمصريين والأجانب».
وفيما يتعلق بموقفه من المعونة الأمريكية قال أبوالفتوح: «المعونة محتاجة إلى إعادة النظر فيها، وأرفض تسميتها بذلك لأنها مبلغ يدفع مقابل مصالح معينة»، مضيفا «أى علاقة دولية تحقق مصالح الوطن سندعهما ونحن مع التعاون مع أى طرف ما لم يؤثر على الاستقلال الوطنى، وأى علاقة تفرض اشتراطات مجحفة تؤثر على سيادة واستقلال الوطن سنرفضها».
وبخصوص سفر المتهمين الأجانب المتورطين فى قضية التمويل الأجنبى قال أبوالفتوح: «ما قامت به الحكومة هو تمثيلية سياسية والكارثة هى أن نزج بالقضاء فيها»، مطالبا السلطة الحاكمة بتطبيق القانون فعلا، وقال: «إذا كانت السلطة تريد أن تنهى حالة السيولة هذه فلتقم بذلك بجدية لا بعبث سياسى».
وطالب أبوالفتوح المجلس العسكرى بإعلان ما يجرى فى هذه القضية بوضوح وشفافية، قائلا: «لماذا لا يخرج أحد ويحدثنا عما تم؟ وكأنهم امتداد للنظام المباركى»، مؤكدا أنه «بمجرد انتخاب رئيس الدولة سينتهى دور المجلس العسكرى الذى لن يستمر يوما واحدا بعد الرئيس، لأنه سيعود مع الجيش لدوره الوحيد وهو الحفاظ على أمن الوطن».
وقال أبوالفتوح: «نحن أعطينا المجلس العسكرى مشروعيته حينما وافقنا ضمنا على توليه شئون البلاد»، وتابع «كل من لوّثت يداه بدماء أو أموال المصريين سيحاسب، وهذا لا يملك أى طرف التسامح فيه أو تركه لأنه ليس حقه أصلا».
وفى إجابته عن عدد من الأسئلة المتعلقة بعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين وحزبها قال «منذ اليوم الأول قلت إننى سأستقيل من الجماعة عندما أبدأ فى مشروعى الوطنى القائم على نشر فكرة الإسلام الوسطى، وأنا أعتز بالإخوان كما أعتز بأى فصيل سياسى آخر، وحينما يخطئ أى فصيل سننقده ولكن بشكل موضوعى بعيد عن التشويه والتجريح».
وأكد أنه لم يشارك فى أى اجتماع مؤسسى للحرية والعدالة أو الجماعة ناقش موضع الترشح للرئاسة، ولو كنت شاركت كنت سأؤكد على الالتزام بأن يكون الرئيس مستقلا عن أى انتماء، مطمئنا الحضور «مينفعش رئيس دولة يتعامل مع أى حزب أو جماعة بشكل يميزها ويجعل لها حظوة ومكانة مميزة عنده».
وعلّق على اللقاء الأخير الذى جمع بين السيناتور جون ماكين وقادة الجماعة بقوله «انتهى عهد الكتمان والسر، واللف والدوران فيما يخص مصلحة الوطن، والذى يعمل على خدمة بلده لا يزعجه أو يحرجه أن يكون واضحا وشفافا مع الناس».
وأشار إلى أن هناك أطرافا أمريكية طلبت لقاءه ولكنه اعتذر «أنا شخص مرشح وليس لى مسئولية بعد»، لافتا إلى أنه لا يعيب أى طرف مصرى أن يلتقى بمن يشاء ولكن بشرط أن يكون اللقاء شفافا طالما كان متعلقا بمصلحة وطنية.
وفى رده على سؤال لأحد الطلاب حول ما قاله خيرت الشاطر، نائب المرشد، فى مؤتمر له فى دمنهور بأن من سيختار أبوالفتوح آثم مرتين قال «لا أعرف إن كان خيرت قال ذلك أم لا، وإن كان قال ذلك فهذا خطأ فادح منه أو من غيره، فلا يجوز بحال من الأحوال أن نقحم الإثم فى هذا الأمر».
ولفت أبوالفتوح إلى أن المرشد العام زاره بعد الحادث الذى تعرض له، وقام هو بدوره برد الزيارة له فى بيته، كما أن عددا من الإخوان والسلفيين زاروه، ورد لهم الزيارة أيضا.
وبخصوص توافق القوى السياسية على دعم مرشح واحد للرئاسة قال: «كل المسائل مطروحة وقابلة للدراسة والتفاهم بما يحقق مصلحة الوطن»، مشيرا إلى أنه فى حالة فوزه سيختار نائبا له من الشباب.