«شوادر اللحوم» أصبحت صداعا فى رأس أصحاب محال الجزارة خاصة بعد انتشار هذه الشوادر ومنافذ البيع فى مختلف أحياء القاهرة والجيزة والمحافظات والتى تبيع اللحوم المبردة بسعر 37 جنيها للكيلو كحد أقصى، الجزارون يشككون فى نوعية اللحوم التى تبيعها هذه الشوادر ويؤكدون أن الكثير منها تم خلطه باللحوم المجمدة. شعبة القصابين «الجزارة» بالغرفة التجارية لم تخفِ قلقها من تزايد الشوادر ورغم أن الجزارين رفعوا شعار حماية المستهلك عند حديثهم عن الشوادر التى تغش اللحوم ولا يلتزم الكثير منها بالمواصفات المحددة. إلا أن دور هذه الشوادر فى استيعاب جانب كبير من الطلب على اللحوم والمساهمة فى تراجع الطلب على اللحوم البلدية قد يكون الخلفية الحقيقية لموقف شعبة الجزارة من منافذ وشوادر بيع اللحوم المستوردة المبردة رغم نفى الجزارين ذلك. الشوادر لا تنافسنا «الشوادر لا تنافسنا وزبوننا مختلف عن زبونها لكن يجب أن تكون منافذ آدمية لا تغش المستهلك» هذا ما يؤكده هيثم عبدالباسط عضو شعبة الجزارة. مشيرا إلى أن هذه الشوادر تتسلم اللحوم المبردة من الشركات المستوردة بسعر تجارى يبلغ 31 جنيها «أى لحم وعظم ودهون» فكيف تبيع كيلو اللحم الصافى بسعر 37 جنيها وفقا لما تحدده المحافظة كحد أقصى للأسعار، ويفسر عبدالباسط ذلك بأن هذه الشوادر تخلط اللحوم المبردة بالمجمدة إلى جانب الدهون خاصة فى الشهور الأخيرة التى أعقبت الثورة وفى ظل عدم وجود رقابة أو حملات من جانب الدولة وغياب الشرطة. الحديث عن بدء وصول شحنات العجول السودانية الحية هدية الشعب السودانى لمصر « 5 آلاف رأس» التى تم الإعلان عنها عقب زيارة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء إلى السودان جدد مطالب شعبة الجزارة ببيع هذه اللحوم بمحال الجزارة بعد ذبحها فى المذابح الداخلية وليست الحدودية وذلك بعد تحصين هذه العجول فى بلدها واتخاذ جميع الإجراءات الرقابية والبيطرية للتأكد من سلامتها ويقول عبدالباسط ان من شان ذلك بيع هذه اللحوم التى تماثل اللحوم البلدية بأسعار مناسبة للمستهلك وتوقع أن تتراوح بين 40 و45 جنيها للكيلو. لا نريد لحوم «السخنة» «مش عايزين لحوم السخنة» يقول محمد شرف نائب رئيس الشعبة الذى يرى أن هذه اللحوم تقطع مسافة 9 ساعات للوصول للقاهرة مما يؤثر على طبيعة هذه اللحوم المبردة واقترح توزيع لحوم السخنة فى المناطق القريبة مثل محافظات القناة على أن تدخل العجول الحية إلى مزارع خاصة بالقاهرة والمحافظات تحت رقابة الطب البيطرى قبل أن تذبح بالمذابح الداخلية وتعرض بمحال الجزارة والمجمعات الاستهلاكية إلى جانب المنافذ الجيدة التى ينطبق عليها المواصفات المقررة لأماكن عرض اللحوم. الجزار التعاونى وبحسب شرف فإن الشعبة تقدمت بمذكرة لوزارة الزراعة بهذا الشان خاصة أن هذا النظام كان مطبقا فى أوائل الثمانينيات حيث ظلت أسعار اللحوم ثابتة لمدة 3 سنوات فى الفترة من 1981 حتى 1983 «حيث كنا نستورد أبقار الفرزيان». وبحسب هيثم عبدالباسط فإنه ينبغى استمرار الحملات الجوية بين مصر وجوبا فى جنوب السودان فى إطار التعاون مع دول حوض النيل وفى مقدمتها السودان وضرورة فتح جسر جوى مع السودان لاستيراد العجول الحية شديدة الخصوبة لتذبح فى مصر مما يؤدى إلى تخفيض أسعار سوق اللحوم على المدى القصير إلى جانب الإجراءات الخاصة بدعم الثروة الحيوانية المحلية على المدى المتوسط والطويل. «لماذا لا نعيد التجارب الناجحة فى سوق اللحوم والتى تم تطبيقها فى التسعينيات مثل الجزار التعاونى» يتسائل محمد شرف مشيرا إلى أن هناك الكثير من محال الجزارة المتوقفة أو التى تراجع نشاطها بشكل كبير ويمكن ان تقوم ببيع اللحوم المستوردة الطازجة او اللحوم التى توردها وزارة الزراعة وذلك إلى جانب المجمعات التعاونية لزيادة عدد المنافذ الحضارية لبيع اللحوم باسعار مناسبة للمستهلك وسوف تلتزم هذه المحال بالبيع بالأسعار المحددة من جانب الدولة، ووفقا لشرف فإن هذه المحال مجهزة لبيع اللحوم على عكس الكثير من الشوادر ومنافذ بيع اللحوم العشوائية التى تنتشر الآن فى الأحياء وتعرض اللحوم بطرق غير سليمة وفقا لما يقوله نائب رئيس شعبة الجزارة الذى يشير إلى ضبط مديرية الطب البيطرى مؤخرا نحو 2.5 طن لحوم فاسدة فى أكشاك بيع اللحوم. رغم عدم عودة الشرطة حتى الآن فى جميع القطاعات إلا أن الدكتورة سعاد الخولى مديرة مديرية الطب البيطرى بمحافظة القاهرة قررت القيام بحملات رقابية على جميع منافذ بيع اللحوم بالقاهرة بدءا من الأسبوع الحالى وفقا لما تقوله «الخولى» العائدة للمديرية بعد غياب لمدة عام عن هذا المنصب. «هناك شوادر بالفعل غير مقبولة ولا تلتزم بالمواصفات» بحسب ما تقوله الخولى مشيرة إلى أن هناك مواصفات للمنفذ منها ضرورة وجود ثلاجة «ديب فريزر» لحفظ اللحوم وأن يكون المنفذ قريب من مصدر ماء وكهرباء وأن يكون به مروحة وصاعق للذباب ومنضدة للتجهيز وأى منفذ مخالف يجب إغلاقه على الفور. وبحسب الخولى فإن الحملات لن تكون بمرافقة الشرطة وإنما ستكون ودية وأقرب للانذار منها للمحاسبة منعا «للمشاكل» وتشير إلى أن المديرية قامت خلال الأيام الاخيرة بالرقابة على الجهات الأقل خطرا مثل المستشفيات «وقد ضبطنا بالفعل لحوما مغشوشة فى مستشفى حكومى». الشركات ترحب وترحب سعاد الخولى باقتراح عودة الجزار التعاونى وقالت إنها أثارت هذا المطلب مع الشركات المستوردة للحوم وقد رحبت بعض الشركات الكبرى بالاقتراح وأبدت استعدادها لتنفيذه ونحن لا نملك أكثر من ذلك لأننا جهة رقابية ووفقا للخولى فنها سوف تعد مذكرة لوزير الزراعة حول مقترح الشعبة باستيراد العجول الحية بغرض الذبح وتسلمها من الموانئ بعد الفحص وفى ظل إجراءات بيطرية دقيقة لتدخل مزارع التجار وتذبح فى المجازر وهذا النظام كان مطبقا حتى عام 2005 ونجح فى توفير اللحوم بدون مشاكل نقل لتباع طازجة مثل اللحوم البلدية تماما. حول سبب إقصائها من مديرية الطب البيطرى بالقاهرة بعد 11 شهرا من تعيينها قالت الخولى «اعترضت على صفقة لحوم فاسدة كانت تمس شركة كبيرة.. وقد تظلمت من قرار الابعاد وأرسلت مذكرة للدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، والسيدة سوزان مبارك، حرم الرئيس السابق، وعلاء مبارك، وفوجئت أنهم حولوا المذكرة إلى أمين أباظة الذى حولها بدوره إلى حامد سماحة رئيس قطاع الخدمات البيطرية وقتها والذى كان أحد اطراف الخلاف.. ولم أعد ثانية إلا بعد أن ذهب هؤلاء جميعا.
