زحام كبير على شوادر اللحوم بمنشأة ناصر ضربة قاضية لجشع الجزارين والتجار »فرحة وزحمة« أمام منافذ طرحها بسعر مناسب.. مبادرة أحيت الامل في التصدي لجنون اسعار »اللحوم البلدي« إنها تجربة دعم اسواق القاهرة بلحوم حمراء حية طازجة سليمة صحيا وبيطريا، تم استيرادها من اوراجواي واستراليا، وبيعها للمواطنين ب82 جنيها فقط للكيلو. شوادر تم اقامتها بمنشأة ناصر والمطرية وباب الشعرية ومستهدف ان تصل الي 03 منفذا لتغطية احتياجات جميع احياء القاهرة.. »الاخبار« تابعت تجربة الشوادر، ووقفت علي سر الاقبال الكبير عليها.. وسجلت مشهدا تؤكد ملامح الصورة فيه ان المعروض من هذه اللحوم يمثل ضربة قاضية للمتلاعبين بالاسواق والاسعار كما نقلت نداء المواطنين بضرورة الاستمرار في التجربة والتوسع فيها وتعميمها في باقي المحافظات. تجمع مئات المواطنين امام تلك الشوادر منذ الصباح الباكر، الكل يتسابق ويتزاحم للفوز ب»كيلو لحمة« رخيص في سعره يناسب امكانياتهم.. الجميع يأتون من مختلف احياء القاهرة، واحيانا يأتون من الجيزة بعد علمهم ان هناك شوادر تبيع لحوما حية ب82 جنيها للكيلو.. فهرولوا اليها هربا من جشع الجزاريين؟ وفرارا من اسعار اللحوم البلدية التي قفزت الي 06 جنيها، في مناطق واحيانا 57 جنيها في مناطق اخري.. معلنين »تمردهم« علي محلات الجزارة.. اصطف المواطنون في طابور طويل ينظرون الي »اللحمة« المعلقة في تلك الشوادر بلهفة ممزوجة بالاندهاش والتساؤل هل هذه اللحوم جيدة؟ أم انها مستوردة وغير مضمونة ولكن تجربة شوادر الجيزة التي استمرت اكثر من 6 شهور ولاقت نجاحا واقبالا كبيرا عليها. . بالاضافة الي مبالغة الجزار في رفع سعر الكيلو »اللحمة البلدي« كل ذلك طمأنهم وازال دهشتهم من ان هناك لحوما طازجة تباع ب82 جنيها للكيلو.. كما اكد الكثير انهم »جربوا« تلك اللحوم ووجدوا ان مذاقها جيد ولا تستغرق وقتا طويلا اثناء طهيها. طوق النجاة بعد ان ارتفعت اسعار اللحوم ووصلت الي مستويات يصعب علي الموظف البسيط ان يتأقلم معها، فانصرف الكثير من المستهلكين عن الجزار ولجأوا الي بدائل اللحوم من الدواجن والاسماك فكيلو البلطي وصل الي 51 جنيها والبوري ب52 جنيها. كما ان سعر كيلو الفراخ قفز الي 71 جنيها واحيانا 81 جنيها، فمن اين يأتي الموظف البسيط بميزانية شهرية لشراء اللحوم او بدائلها؟ هكذا تسأل عادل علي بخيت- مدرس موضحا انه جاء منذ الصباح الباكر امام شادر منشأة ناصر لانه الشادر الرئيسي وتأتي اليه كميات كبيرة، ولكنه وجد زحاما وتزاحم كبيرين، فالجميع جاء ليشتري »لحمة« رخيصة لتعويض ابنائهم عن فترة انقطاع اللحوم من المنزل طوال الفترة الماضية التي وصلت الاسعار فيها الي »السماء«. الجزار يتهم المربي بانه السبب في اشتعال الاسعار، والمربي يلقي بالمسئولية علي كاهل التجار والوسطاء، والجميع يتبادلون الاتهامات في ظل غياب الوقابة علي الاسواق، ومطلوب التوسع في زيادة استيراد اللحوم والاسماك والدواجن واعطاء تسهيلات للمستوردين للتصدي للجشع والاستغلال، ولتعود الاسعار الي طبيعتها، هكذا تتمني مديحة السيد موظفة باحدي الوحدات الصحية. وهذه الشوادر الموجودة الان تؤكد ان هناك بعض الاهتمام من المسئولين في محافظة القاهرة بالمواطن البسيط واصفة هذه اللحوم بانها جيدة وانها تأتي من مصر القديمة وتأخذ 5 كيلو وتضعها في الثلاجة خوفا من ان تنتهي هذه الشوادر كما حدث بشوادر الجيزة التي تم اغلاقها بعد ان كانت طوق النجاة للمستهلكين، فعندما اخذت هذه »اللحمة« رجعت الي البيت وقمت بطهي جزء منها وجدت انها جيدة ولا تستغرق وقتا طويلا اثناء الطهي، فضلا عن مذاقها الجيد، ورائحتها الجميلة؟ فلماذا لا يتم التوسع في استيراد اللحوم حية كما هي موجودة بشوادر القاهرة وتعميمها علي مختلف المحافظات الاخري. التسرب الي السوق السوداء ويتخوف المستهلكون من ان تصل هذه اللحوم الي الجزارين واصحاب المحلات والمطاعم، خاصة انه يمكن بسهولة تزويد الاختام الخاصة بها وختمها باختام اللحوم البلدية وبيعها علي اساس انها لحوم بلدية بمحلات الجزارة؟. هكذا عبر حسام نعمان موظف عن تخوفه من تسرب هذه اللحوم الي السوق السوداء موضحا ان الجشع والرغبة في تحقيق ارباح وانعدام الضمائر وغياب الرقابة والمتابعة تجعل البعض يفعلون ما يريدون؟ ويكون المواطن الذي يأتي ويقف طابور ليعود في النهاية بكليو »لحمة« لاولاده، هو الضحية لان الجزارين يهاجمون لحوم تلك الشوادر ويصفونها بانها غير جيدة وفاسدة، ولانهم تسببوا في ان تكون محلات الجزارة خالية من الزبائن ويتخوفون من غلق محلاتهم في حالة استمرار هذه الشوادر. وعن تخوف المواطنين من تسرب لحوم الشوادر الي السوق السوداء يطمئن سمير حسن مدير عام التموين بمنشأة ناصر المواطنين بآن هناك رقابة تموينية صارمة علي جميع الشوادر، كما ان هناك مفتش تموين مقيما علي مدار الساعة داخل الشادر الرئيسي بمنشأة ناصر، لضمان عدم تهريب اللحوم وبيعها باسعار مرتفعة علي انها لحوم بلدية. كما انه يقوم بالاشراف علي اللحوم الواردة من المجزر الرئيسي بالعين السخنة، ويتابع عملية توزيع اللحوم الي المنافذ الاخري. كما ان مفتشي التموين يكون من مهامهم الرقابة الصارمة لمنع خلط اللحوم المجمدة التي كون سوقها »ضعيف« بهذه اللحوم الطازجة وبيعها للمواطنين بالكمية التي تأتي الي الشوادر تتراوح ما بين 5.2 طن و5 اطنان من اللحوم حسب قوة المدبح.. ويتأكد مفتش التموين من الشهادة التي يرسلها المجزر مع كل شحنة ومراجعة الفواتير والكميات الواردة والخارجة. زيادة المنافذ ويطالب الكثير من المواطنين بضرورة تعميم هذه التجربة لتشمل جميع احياء القاهرة، وكذلك المطالبة بان تكون هناك شوادر مثلها في الجيزة والقليوبية، وفي مختلف المحافظات. وتنادي فوزية عبدالحميد ربة منزل المسئولين واصحاب الشوادر بالوقوف بجوار المستهلكين البسطاء وانقاذهم من جشع الجزارين، بالتوسع في هذه الشوادر وان يكون عملها طوال ايام الاسبوع حتي يستطيع المواطن البسيط شراء »كيلو لحمة«. ايمن جوهر مدير منافذ البيع بتلك الشوادر يؤكد ان هناك خطة لزيادة عدد الشوادر لتصل الي 03 منفذا مما يجعل منفذا لكل حي من احياء القاهرة لتخفيف الاعباء عن الاسر المصرية وانقاذهم من »التهاب« اسعار اللحوم البلدية. سألناه.. كم عدد منافذ التوزيع الموجودة الان؟. اجاب.. ثلاثة منافذ فقط يعملون حتي الان في مناطق المطرية وباب الشعرية ومنشأة ناصر، ويتم افتتاح شادرين اخرين بالسيدة زينب والقصيرين بشارع بورسعيد والضاهر وهناك خطة جاري انشاء بموجبها عدد كبير من المنافذ ليصل عدد المنافذ الي 03 منفذا لتغطية جميع احياء القاهرة. سألناه.. كم الكمية التي تأتي الي الشوادر كل يوم؟ اجاب.. يأتي كل يوم 04 عجلا يتم توزيعها علي ثلاث منافذ؟ يأخذ منفذ منشأة ناصر 02 عجلا و01 عجول لمنفذ باب الشعرية و01 اخرين لشادر المطرية. سألناه.. هل يوجد رقابة بيطرية وتموينية للتأكد من سلامة اللحوم؟ أجاب.. هناك رقابة دورية من جانب اللجان البيطرية التابعة لمديرية الطب البيطري بمحافظة القاهرة. كما ان اللحوم تأتي من مجزر العين السخنة بالسويس عبر سيارات مجهزة بها ثلاجات ومبردات لحفظ اللحوم، كما انه يوجد في كل شادر ثلاجة كبيرة للحفاظ اثناء عمليات البيع والتوزيع، بالاضافة الي وجود مفتش تموين مقيم طوال 42 ساعة لمراقبة عمليات البيع والشراء والتوزيع. سألناه.. هل يوجد اقبال من جانب المواطنين علي هذه اللحوم؟ أجاب.. الاقبال كبير جدا. فالمواطنون يأتون منذ الصباح الباكر ينتظرون اللحوم حتي تأتي من السويس، وهناك زحام كبير وتزاحم اثناء عمليات البيع. كما اننا نعمل من الساعة 01 صباحا حتي الثانية عشرة مساء لتلبية احتياجات المواطنين من اللحوم فالزبائن يأتون من كل حي في القاهرة من المعادي ومن وسط البلد ومن روض الفرج وغيرها. سألناه.. ماذا عن الاسعار؟ ومن أي الدول يتم استيرادها؟ اجاب.. نبيع الكيلو ب82 جنيها بالنسبة للاجزاء الامامية، اما الاجزاء الخلفية فنبيعها ب33 جنيها للكيلو الواحد، ويتم استيرادها من أوراجواي واستراليا. صحية وآمنة من جانبه يؤكد اللواء مصطفي عبادي رئيس حي منشأة ناصر ان تلك اللحوم صحية وآمنة، يتم استيرادها من اوراجواي واستراليا وجاءت الي مصر بعد استيفاء جميع الشروط والاجراءات البيطرية، وتم مراعاة عدم الاستيراد من مناطق موبوءة. وقد خضعت هذه الرؤوس لفحص بيطري مكثف ومتابعة مستمرة في بلد المنشأ بواسطة لجان بيطرية من الهيئة العامة للخدمات البيطرية.. كما انها تظل فترة تتراوح ما بين 4 و6 شهور بالمراعي بالعين السخنة ثم يتم ذبحها وتخضع للفحوصات المكثفة اثناء وبعد الذبح.. ويتم نقلها الي القاهرة بسيارات مجهزة ومبردة؟ كما يوجد بالشوادر ايضا دواجن مستوردة من السعودية تباع بالواحدة وزن واحد كيلو و001 جرام ب41 جنيها.. ويضيف ان هذه الشوادر تأتي نتيجة حرص محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير علي الاهتمام بمحدودي الدخل والمساهمة في تخفيف الاعباء المادية عن كاهل الاسر المصرية من خلال توفير لحوم طازجة بأسعار رخيصة، بالاحياء الاكثر احتياجا والمناطق الشعبية. وتم اعداد الشوادر ومنافذ البيع بثلاجات التبريد والحفظ لتخزين اللحوم وتوفير المراوح اللازمة للتهوية، مشيرا الي ان الاقبال علي هذه اللحوم غير مسبوق، فالجميع يتسابقون للحصول علي هذه اللحوم التي تعتبر صحية وآمنة. مطلوب: التوسع في استيراد اللحوم الحية والمجمدة للتصدي لجشع الجزارين والتجار ولانقاذ المواطن من استغلالها، ومطلوب تعميم تجربة الشوادر بمختلف المحافظات، والعمل علي استمرارها.