دخلت مقاطعة اللحوم أسبوعها الثانى وسط تصعيد من جانب مؤسسات المجتمع المدنى التى تضامن عدد جديد منها مع المقاطعة مثل نقابات الاجتماعيين والتجاريين واتحاد المهن الطبية وأصدرت المؤسسات النقابية الثلاث رسائل عبر المحمول لاعضائها تحثهم على الانضمام إلى مقاطعة اللحوم كما أعلنت غرفتا شركات السياحة والمطاعم السياحية مقاطعة اللحوم ليوم واحد «الاثنين المقبل» حيث تمتنع المطاعم والمنشآت السياحية عن تقديم أطباق اللحوم ومن جانبه قرر مجلس محلى محافظة الجيزة دعم المقاطعة لمواجهة الارتفاع غيرالمسبوق للأسعار، وأعلن محافظ الجيزة سيد عبدالعزيز أنه قاطع اللحوم على المستوى الشخصى فى الوقت الذى تدرس فيه نقابة الأطباء التى كانت فى مقدمة الداعين لمقاطعة اللحوم لمدة أسبوع مد فترة المقاطعة مع توسيع نطاقها لتشمل المحافظات وفقا للدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء، كما يبحث مجلس محلى القاهرة الانضمام بدوره إلى المقاطعة، بينما تتجه حركة مواطنون ضد الغلاء إلى مطالبة وزارة الأوقاف بدعم المقاطعة عن طريق التوجيه بأن تتضمن خطبة الجمعة فى محافظات مصر الدعوة إلى مقاطعة اللحوم وذلك بحسب محمود العسقلانى منسق الحركة. وفى حين لم تتأثر أسعار اللحوم تاثرا ظاهرا حتى الآن إلا أن المقاطعة التى اتسعت مداها على المستوى الاعلامى من خلال الفضائيات والقنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية وعلى الاخص الموقع الاجتماعى « فيس بوك» قد نجحت فى تحريك الاسعار لدى التجار والمربين حيث شهدت أسعار بيع كيلو لحم الجاموس 19جنيها قائم بالعظم، وذلك بدلا من 20 و21 جنيها وكذلك اللحم البقرى الذى انخفض إلى 20 جنيها بدلا من 21 و22 جنيها وذلك بحسب مصادر رابطة مربى الجاموس وهو ما انعكس بحسب هذه المصادر على اسعار اللحم لدى الجزارين بواقع جنيهين فى الأحياء الشعبية ونحو 5 جنيهات فى الأحياء الراقية. المبيعات انخفضت «مفيش حاجة اسمها مقاطعة.. ده مجرد كلام»، يقول محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة، وبينما ينفى «وهبة» انخفاض أسعار اللحوم يعترف بركود حركة البيع معللا ذلك بارتفاع الاسعار ورغم استبعاد رئيس الشعبة أى تأثير للمقاطعة على الجزارين إلا أنه سارع بعقد مؤتمر صحفى بالغرفة التجارية الاثنين الفائت للدفاع عن صورة الجزارين مؤكدا أنهم ليسوا السبب فى الأزمة الحالية وأنهم فى مقدمة المضارين منها إلا أن وهبة الذى انفعل على الصحفيين خلال المؤتمر لم يستطع إيجاد مبرر مقنع لبقاء اسعار اللحوم على حالها رغم تراجع الطلب وركود حركة البيع فى سوق تحكمه آليات العرض والطلب، واكتفى بالقول إن المبيعات نقصت لكن المصروفات ظلت كما هى! ورغم ان نائب رئيس الشعبة هيثم عبدالباسط قد اعترف ببوادر انخفاض فى الأسعار أرجعه إلى حاجة الجزارين إلى التخلص مما لديهم من لحوم إلا أنه أيضا نفى بشدة أن يكون ذلك بسبب المقاطعة وكأن الشعبة تخشى من أى نجاح للمقاطعة يمكن أن يشجع المستهلكين على الاستمرار لفترة جديدة أو تخشى تثبيت التهمة على الجزارين بأنهم أحد أسباب الأزمة. ثبات الأسعار إنجاز ويقول محمد وهبة: إن ثبات الاسعار يعد إنجازا فى حد ذاته بعد أن كانت فى زيادة مستمرة متوقعا ان يعقب فترة الثبات تراجع فى الاسعار تظهر آثارها بوضوح خلال الشهرين القادمين وقبل حلول شهر رمضان الكريم الذى يزيد فيه استهلاك اللحوم عادة مشيرا إلى تزايد حجم المعروض من الجاموس نتيجة تراجع الاقبال على الشراء خاصة فى الاحياء الشعبية وقال وهبة إن أسعار اللحم الكندوز تبدأ من 45 وحتى 60 جنيها وأن سعر البيع فى الزمالك حاليا 55 جنيها مشيرا إلى ان زبون الاحياء الراقية لم يتوقف عن الشراء وإن كان قد قلل مشترياته، وتوقع وهبة ان ينعكس تراجع اسعار بيع المربين على الجزارين خلال اسبوعين لأن الجزار حلقة فى سلسلة ممتدة. ويرى الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء ضرورة مد المقاطعة أسبوعا آخر مؤكدا على ضرورة الاعداد والتنسيق الجيد واشراك المحافظات لأن المقاطعة لم تكن على المستوى المطلوب وأشار إلى أن هناك أطرافا أخرى فى المجتمع المدنى طلبت التنسيق مع النقابة منها الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك. ومواطنون ضد الغلاء «مجزر البساتين يعمل بثلث طاقته حاليا»، يقول محمود العسقلانى منسق حركة مواطنون ضد الغلاء مشيرا إلى إحجام كثير من الجزارين عن الذبح خشية توقف حركة الشراء نتيجة المقاطعة التى أحدثت قلقا وربكة فى سوق اللحوم، على حد قوله، خاصة مع وصول اللحوم الإثيوبىة إلى المجمعات وبحسب العسقلانى فإن اللحوم تباع فى إمبابة وعين شمس بنحو 45 جنيها للكيلو. سعاد الديب رئيس الجمعية الاعلامية لحماية المستهلك ترى ضرورة الاستمرار فى المقاطعة مشيرة إلى انها تنسق مع المحليات والنقابات لتوسيع نطاق المقاطعة، وقالت إن الفترة القادمة يجب ان تركز على التعريف بالبدائل المختلفة للحوم بالتعاون مع كلية الاقتصاد المنزلى وتؤكد الديب ان المقاطعة قد حققت بعض النجاح والتجاوب من جانب الفئات فوق المتوسطة بعد أن فاقت الاسعار إمكانياتهم ولفتت الديب إلى ضرورة منع تصدير أو تهريب اللحوم البلدية إلى الخارج والتى تزيد من حدة الأزمة. مقاطعة المحافظات كان وضع المقاطعة مختلفا فى المحافظات حيث أكد رؤساء جمعيات حماية المستهلك على تباطؤ حركة بيع اللحوم لدى الجزارين وتكاد تكون معدومة فى بعضها بينما لم تشهد الأسعار انخفاضا ملحوظا، بحسب ما يؤكد جمال زقزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية، مشيرا إلى أن متوسط سعر الكيلو من اللحم البتلو ما زال يتراوح بين 60 70 جنيها بينما تتراوح أسعار الكندوز فى الأحياء الشعبية بين 45 إلى 50 جنيها مرجعا ذلك إلى إصرار الجزارين على البيع بنفس الأسعار متعللين بعدم تخفيض المربين اسعارهم ولفت إلى أن قرار محافظ الاسكندرية بفتح منافذ بيع متحركة بين الميادين المختلفة للحوم المستوردة المذبوحة فى مصر ساعدت فى نجاح المقاطعة بعد أن شهدت هذه المنافذ إقبالا كبيرا حيث يباع سعر الكيلو بنحو 33 جنيها وقال زقزوق إن حملة المقاطعة مستمرة حتى آخر أبريل الحالى. «أسعار اللحمة فى الشرقية زيها زى المحافظات الأخرى» تبعا لفوزى المصرى رئيس جمعية حماية المستهلك بالشرقية ووسط الدلتا مضيفا أن أسعارها ما زالت تتراوح بين 48 و50 جنيها للكيلو الكندوز وأوضح أن الجزارين ليسوا وحدهم من يقف وراء الأزمة ولكن ايضا المنتجين والموردين وقال إن منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والتى تصل أعدادها إلى 15 منفذا بمحافظة الشرقية إلى جانب شوادر المحافظة التى تبيع لحوما مستوردة تتراوح أسعارها بين 28 35 جنيه خففت حركة الشراء من الجزارين فالجزار الذى كان يذبح اربعة عجول فى الأسبوع اصبح يعرض عجلا واحدا ويرى المصرى أن حملة المقاطعة كان يمكن أن تكون اكثر فاعلية لو شهدت نوعا من التدخل الحكومى مستشهدا بقرار الرئيس السادات بتحديد ثلاثة أيام فى الأسبوع لبيع اللحوم فى مصر وقال المواطن الغلبان طبيعى مقاطع اللحمة لكن ميسورو الحال لن يجدى معهم سوى قرار حكومى بعدم ذبح الماشية لمدة شهر. توقيت غير مناسب وتشارك المصرى الرأى المهندسة نجوى الطماش رئيس جمعية حماية المستهلك بالدقهلية فى ان توقيت المقاطعة لم يكن مناسبا لأنه جاء فى اعقاب ما تردد حول عدم سلامة اللحوم الهندية مما اثار تخوفات مستهلكى الأرياف تحديدا من شراء اللحوم المجمدة بديلا للحوم البلدية وأشارت إلى أن للريف خصوصيته فى استيعاب ثقافة المقاطعة ففى حالات الوفاة على سبيل المثال لايستطيع أهالى القرى مقاطعة شراء اللحوم، وبحسب نجوى الطماش فإن المقاطعة جاءت عقب أعياد الإخوة المسيحيين مواكبة انتهاء فترة صومهم عن اللحوم مشيرة إلى أن أسعاراللحوم شهدت ارتفاعات فى مدينة المنصورة وقت الأعياد ليصل سعر الكيلو إلى 55 جنيها وأضافت سببا آخر لعد م ملائمة توقيت المقاطعة وهو انتخابات المجالس المحلية وانشغال أعضاء المجالس وكان يمكن ان يكون لهم دور فاعل فى المقاطعة. وقالت الطماش إن منافذ القوات المسلحة تشهد زحاما شديدا من المشترين قائلة « الناس بتصحى من النجمة علشان تقف فى الطابور»، حيث تبيع لحوما جيدة باسعار تتراوح بين 28 و33 جنيها. الإقبال على محال الجزارة محدود، تبعا لرفعت عبداللطيف رئيس جمعية حماية المستهلك ببنى سويف، مشيرا إلى تحقيقهم خسائر كبيرة على مدى الثلاثة اشهر الماضية وزادت مع المقاطعة وقال «يوجد بالمحافظة أكثر من 20 شادرا تابعة للمحافظة تبيع اللحوم المبردة المستوردة بسعر 34 جنيها، مشيرا إلى أن سعر الجزارة لا يزال ب45 جنيها وأوضح أن الجمعية تدعو للمقاطعة من خلال توزيع النشرات على المدارس والمصالح الحكومية وعقد الندوات بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة.