أحدثت اللحوم السودانية حراكا كبيرا فى سوق اللحوم المصرية خلال الاسابيع الأخيرة استعدادا لعيد الاضحى المبارك، قام القطاع الخاص باستيراد كميات كبيرة من اللحوم السودانية المبردة لحساب المحافظات والجمعيات التى طرحتها فى منافذها بالاحياء الشعبية ليباع الكيلو بنحو 37 جنيها، وبينما نجحت جمعية «مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك» فى عقد اتفاق مع إحدى الشركات المستوردة على نحو 3 آلاف طن من اللحوم السودانية لطرحها فى منافذها بالقاهرة والقليوبية اكتفت الشركة القابضة للصناعات الغذائية بالتعاقد مع شركة النصر للاستيراد والتصدير على 10 أطنان فقط على سبيل التجربة بحسب إبراهيم الدسوقى نائب رئيس الشركة ليبدأ طرحها هذا الاسبوع بالمجمعات الاستهلاكية بسعر 38 جنيها للكيلو، وكانت جمعية «مواطنون ضد الغلاء» قد شكلت وفدا شعبيا برئاسة الفنان أحمد ماهر زار السودان مؤخرا لمعاينة المراعى والمجازر السودانية واسواق المواشى ومراكز الابحاث العلمية بالسودان والتقوا خلال الزيارة وزير الثروة الحيوانية السودانى، ويقول محمود العسقلانى رئيس الجمعية انه تم الاتفاق مع الشركة المستوردة على طرح اللحوم فى المنافذ التى تتبع الجمعية والتى تدار من خلال جزارين ليباع الكيلو بنحو 37 جنيها، وكان من المقرر بحسب العسقلانى أن يباع الكيلو ب35 جنيها لولا أن الشركة الناقلة وهى مصر للطيران قامت بزيادة رسوم النقل بنحو 170 دولارا للطن لتصل اللحوم إلى مصر «بالعظم» بسعر 30 جنيها. إقبال كبير أكد العسقلانى أن هناك إقبالا كبيرا على اللحوم السودانية من جانب المواطنين لجودتها وتقارب مذاقها مع اللحوم المصرية مشيرا إلى أن دور الجمعية إشرافى على عمل المنافذ وضمان توزيع اللحوم على المواطنين. وبحسب العسقلانى فإنه سيتم إنشاء رابطة لمستوردى اللحوم السودانية لتشجيع هذا الاتجاه الذى يسهم فى استقرار سوق اللحوم فى عيد الاضحى ويخفض من أسعارها. شعبة الجزارة تنفى بينما أكد البعض أن شعبة القصابين «الجزارين» شاركت فى زيارة السودان لتحصل على نصيب من صفقة اللحوم السودانية تطرحها لدى بعض الجزارين الذين اغلقوا محالهم نتيجة اضطراب سوق اللحوم. وقد نفى هيثم محمد نائب رئيس الشعبة ذلك، مشيرا إلى أن الشعبة ليس لها أى علاقة بهذه الزيارة، قائلا: يجب أن تتولى الحكومة عملية استيراد اللحوم السودانية من خلال الشركات العامة على أن تكون عجولا حية وليست مبردة وتذبح فى المجازر المصرية وتباع من خلال المجمعات الاستهلاكية وكذلك محال الجزارة بأسعار محددة فى ضوء التكلفة. الجزار التعاونى «اللحم السودانى كتر فى السوق ومستوردون كثيرون دخلوا فيه»، وفقا لمحمد شرف وكيل شعبة الجزارة الذى يؤكد أن اللحوم السودانية تباع الآن فى الشوادر فقط «وكان يمكن أن يكون التوزيع على نطاق أوسع إذا لجأنا إلى نظام البقال التعاونى الذى كان مطبقا فى السبعينيات». ويقوم هذا النظام بحسب شرف على تحديد جزار أو اثنين فى كل حى ليبيع اللحم بالسعر المحدد من قبل وزارة الزراعة أو التموين وقتها، مشيرا إلى أن الجزار التعاونى افضل بكثير من نظام الشوادر والاكشاك التى قد لا تتمتع بامكانات مناسبة لعرض اللحوم إلى جانب وجود عدد كبير من محال الجزارة المغلقة، ويطالب شرف بدوره بضرورة استيراد اللحوم السودانية الحية التى توافق الذوق المصرى الذى يقبل على اللحوم الطازجة المذبوحة فى مصر. «اتفقنا على شراء 10 أطنان من شركة النصر بهدف اختبارها فى المجمعات» قال إبراهيم الدسوقى نائب رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية ذلك مشيرا إلى أن الشركة ترحب بهذه اللحوم «احنا فى عرض أى حد يدينى لحمة»، لكن المشكلة فى هيئة الخدمات البيطرية التى تحدد لنا مصادر الاستيراد فقد سبق أن استوردنا 8 أطنان من السودان منذ نحو 7 أشهر والهيئة رفضتها. الرقابة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة دخلت على خط اللحوم السودانية ووفقا للواء محمد أبوشادى رئيس القطاع فهناك رقابة شديدة على الشوادر والمنافذ للتأكد من سلامة وجودة اللحوم إلى جانب عدم تسربها لمحال الجزارة والمطاعم والكافتيريات، وتوقع أبوشادى أن تسهم اللحوم السودانية فى تلبية جانب من الطلب الكبير على اللحوم فى العيد. فى الإسكندرية قال جمال زقزوق رئيس جمعية حماية المستهلك إنه سيتم طرح كميات كبيرة من اللحوم من خلال 3 شوادر ستقيمها الجمعية فى مناطق غبريال بشرق الاسكندرية وباكوس والصالحية وذلك بدءا من يوم الجمعة المقبل وتضم لحوما مبردة ولحوما بلدية مذبوحة بميناء العين السخنة وخرافا حية.
