مع بدء تراجع أسعار اللحوم البلدية متأثرة بانخفاض المبيعات بسبب ارتفاع أسعارها من جانب والمقاطعة الشعبية من جانب آخر شهدت أسعار اللحوم المستوردة زيادة كبيرة فى أسعارها تراوحت بين 6 جنيهات للكيلو بالمجمعات الاستهلاكية و10 جنيهات فى خارجها خلال الأسابيع القليلة الماضية وارتفعت الزيادة إلى نحو 13 جنيها بالمجمعات مقارنة بما كانت عليه قبل أربعة أشهر وتجاوزت هذا الرقم بكثير بالمنافذ الأخرى. وبينما أكد شفيق بغدادى وكيل اتحاد الصناعات وأحد مستوردى اللحوم المجمدة فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى أن السعر العادل للحوم المجمدة 17 جنيها بلغ الحد الأقصى لأسعار المجمعات 28 جنيها للحم البرازيلى والهندى بينما بلغ السعر فى السوبرماركت ولدى التجار 38 جنيها. ويبرر الدكتور أحمد الركايبى رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية الزيادة بارتفاع أسعار الموردين من القطاع الخاص الذى تحصل الشركة على احتياجاتها منهم مشيرا إلى تراجع المعروض من هذه اللحوم فى السوق نتيجة وجود رسائل لحوم هندية تقدر بنحو 14 ألف طن محتجزة فى عرض البحر فى انتظار دخول البلاد . وقد جاء هذا التأخير بعد ما أثير عن إصابة لحوم هندية بالساركوسيست وقال الركايبى إن الشركة تشترى من المورد بسعر 25 جنيها ونبيع ب26 و27 جنيها ويؤكد الركايبى أن الفترة المقبلة سوف تشهد زيادة فى المعروض من اللحوم المجمدة والمبردة حيث سيتم الإفراج عن 3 آلاف رأس ماشية مستوردة من إثيوبيا خلال أيام ليتم ذبحها فى سفاجا «كما نستعد لاستقبال اللحوم المبردة السودانية والتى تعاقدت عليها شركة النصر للاستيراد والتصدير وتصل بواقع حمولة طائرة أسبوعيا». وبينما يشير مركز معلومات مجلس الوزراء فى أحدث دراسة له حول استهلاك اللحوم فى مصر إلى أن نسبة مستهلكى اللحوم المجمدة لا يزيد على 2% من المستهلكين وفقا لاستطلاع رأى قام به المركز وهو ما يتعارض مع زيادة الطلب عليها يؤكد إبراهيم الدسوقى نائب رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أن نسبة مستهلكى اللحوم المجمدة لا تقل عن 30% بعد أن اتجهت شرائح عريضة من المستهلكين إليها نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم البلدية بمعدلات غير مسبوقة لتصبح أعلى من القدرة الشرائية للكثيرين وبحسب الدسوقى أيضا فإن عددا كبيرا من رسائل اللحوم بالمنافذ الجمركية لم يفرج عنها بعد وفى انتظار الفحص. ويؤكد السوقى أن المجمعات كانت تبيع اللحوم المجمدة قبل نحو أربعة شهور بسعر 15.5 جنيه للكيلو ولكن الأمور اختلفت والموردون رفعوا أسعارهم بشكل كبير بعد انخفاض المعروض مقارنة بالطلب وأصبح أمام الشركة خياران: إما أن نشترى بالأسعار الموجودة بالسوق وإما ألا نبيع اللحوم المجمدة علما بأنها تباع خارج المجمعات بنحو 38 جنيها فى حين يصل أعلى سعر فى المجمعات إلى 28 جنيها. «ضعاف النفوس» «ثمة أسباب أخرى لارتفاع أسعار اللحوم المجمدة يضيفها اللواء محمد أبوشادى رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة وهى أن البعض من «ضعاف النفوس» من المستوردين استغلوا أزمة اللحوم الهندية من جانب وارتفاع أسعار اللحوم البلدية وإقبال المستهلكين على اللحوم المجمدة من جانب آخر ليرفعوا الأسعار أسوة بالجزارين هذا إلى جانب التأخر فى الإفراج عن الرسائل المستوردة وقال إنه بانتهاء الإجراءات على هذه الرسائل سوف يزيد المعروض من اللحوم وبالتالى تتراجع الأسعار. أشار أبوشادى إلى أن القطاع يتابع السوق ومدى توافر اللحوم المعروضة فى المجمعات ويقوم بالاتصال بوزارة الاستثمار إذا كان هناك أى نقص فى المعروض ولفت إلى أن المحليات والاتحاد التعاونى لعبوا دورا كبيرا فى توفير اللحوم فى السوق من خلال شوادر المحليات ومنافذ الاتحاد وتوقع أبوشادى حدوث انفراجة قريبة فى سوق اللحوم المجمدة بعد أن حدث بعض التحسن فى سوق اللحوم البلدية. سيطرة مطلقة وكانت دراسة لحركة مواطنون ضد الغلاء أشارت إلى أن سوق اللحوم المجمدة يسيطر عليه نحو 15 مستوردا يسيطرون على نحو 90% من سوق اللحوم المجمدة المستوردة ومنهم أسماء عريقة فى هذا المجال تعمل به على مدار أكثر من 25 سنة وأسماء لمعت فى السنوات الأخيرة وقدرت الدراسة حجم هذه التجارة بنحو 10 مليارت جنيه ولفتت الدراسة إلى أن دولتى البرازيل والهند تحتلان عرش استيراد اللحوم المجمدة فى مصر حيث تحتكران وحدهما قرابة 90% من حجم الاستيراد للسوق المصرية وهذا يوضح مدى الصراع الدائر فى هذه السوق بينهم من جهة ومستوردى اللحوم الحية من الدول الأفريقية من جهة أخرى. وتستخدم اللحوم المجمدة بحسب الدراسة بشكل أساسى فى مصنعات اللحوم مثل اللانشون والبسطرمة والبلوبيف والمفروم بعد إضافه التوابل وأحيانا فول الصويا إليها بنسب تصل إلى 25% على الأقل كما تستخدمها أشهر مطاعم الوجبات السريعه والسندوتشات الشهيرة والعديد من المطاعم، هذا بخلاف المستهلك العادى الذى لا يقبل عليها كثيرا لاعتياده على اللحم الطازج البلدى أو الطازج المستورد (المبرد).