قد يظن البعض أن الرغبة فى رؤية أهداف، والخروج من القمة رقم 103 بفريق فائز، وراء الشعور بالفتور تجاه أداء الزمالك والأهلى. وهذا غير صحيح، لأن الصراع فى الكرة يمكن أن يكون ممتعا بدون أهداف. وفى أحيان كثيرة نتابع مباريات باستمتاع على الرغم من انتهائها بالتعادل السلبى.. لكن مشكلة مباراة الزمالك والأهلى أن الصراع بالفعل كان ناقصا.. كيف مرة أخرى كان الصراع ناقصا؟! والمباراة أيضا كشفت بالتالى عن أوجه قصور فى الفريقين، فالتحديات الكبيرة هى المقياس، وفى المسابقة المحلية لا يوجد تحد بالنسبة للفريقين أكبر وأهم من مباراتهما معا.. فماذا ينقص الزمالك والأهلى قبل بدء الموسم الجديد.. ماذا يحتاج كلاهما؟! أولا: بالنسبة للصراع الناقص، لايمكن منح دفاعات الفريقين الدرجات الكاملة ظنا بنجاحهما فى التصدى للهجمات والقضاء على خطورة المهاجمين، فالواقع أنها كانت من أسهل المباريات الدفاعية للخطين.. ففى الزمالك لم يكتمل خط الهجوم معظم فترات المباراة ومارس الفريق ضغطه على دفاع الأهلى من بعيد وعبر لاعبى الوسط، وكان سهلا إيقاف شريف أشرف وهو يخوض فى مغارة الأهلى وحده، ومع ذلك لم يوقف شريف أشرف بسهولة، وهو ما ترتب عليه نقص فى درجات المدافعين.. والأمر نفسه يسير على الأهلى، فخط هجومه لم يمارس ضغطه المعروف على دفاع المنافس، فلا جمل تكتيكية حقيقية أمام الصندوق، ولا داخل الصندوق، وغياب كامل لعنصر السرعة ممثلا فى بركات أو حسين ياسر المحمدى، كما ظل هجوم الأهلى ناقصا لا يلقى الدعم من خط الوسط، وهذا فى أغلب فترات المباراة، دون إنكار لحظات فيها استثناء لاسيما فى نهاية اللقاء بالنسبة للأهلى ولحظات فى بداية الشوط الثانى بالنسبة للزمالك! ثانيا: أهم مهارات الكرة الآن هى السرعة، فعندما يكون اللاعب أسرع من منافسه، فهو سيسبقه نحو الكرة ويسبقه نحو المرمى، ويسبقه نحو المساحة والمكان.. وحين تتسلح السرعة بالمهارة كما فى حالة حازم إمام ظهير الزمالك تكون تلك مشكلة للاعب الخصم.. والسرعات الممزوجة بالمهارات موجودة الآن فى الزمالك وتتمثل فى حازم إمام وصبرى رحيل، والميرغنى، وعبدالرءوف، وعلاء على.. ولكن السرعة أقل اليوم فى الأهلى، وتتمثل فى بركات وحسين ياسر، فقط وتغيب عن مواقع الفريق الأخرى ومراكزه، ولايمكن الاعتماد على الخبرة وحدها، وهو أمر لم يعتمد عليه الفريق طوال سنوات تفوقه، حين كان سريعا من جميع الوجوه! ثالثا: تميز الزمالك عن الأهلى فى تلك المباراة بقراءة منافسه جيدا، فعلى سبيل المثال، وقف صبرى رحيل فى مركزه كمدافع طوال الشوط الأول، لإيقاف جلبرتو مفتاح هجمات الأهلى، بينما كان دى كاستال يدرك فارق السرعة بين إمام وبين فتحى، فسمح له بالإنطلاق عبر الجبهة اليمنى.. تميز الزمالك أيضا بامتلاكه عناصر سريعة قادرة على تحقيق المفاجآت بالسبق والتفوق فى السباق الفردى والجماعى! رابعا: يحتاج الزمالك إلى دعم صفوفه فى الموسم الجديد بمهاجمين يملكون القوة والسرعة، والقدرة على أداء ألعاب الهواء، ولاحظ أن نصف أهداف الأهلى برأس فلافيو.. كما يحتاج الزمالك إلى ظهيرين فى نفس مستوى إمام ورحيل، وثلاثة مدافعين.. ويحتاج الأهلى إلى اثنين من المهاجمين على الأقل، وظهيرين وثلاثة مدافعين، وأهم شىء زيادة معدلات السرعات بالفريق لأنها منخفضة فى الوقت الراهن.. ومعنى ذلك توجيه الاختيارات إلى اللاعبين الناشئين صغار السن..! لكن فى إطار عمليات التجديد هناك ما نعتبره الشق الثانى الذى لا يقل فى أهميته عن شق الاستعانة بالناشئين أصحاب اللياقة والسرعة والحيوية وهو شق خاص بتغيير الوجوه والمواهب واللاعبين، وهو ما يمكن أن يظهر مع لاعب مثل هانى العجيزى فهو غير محفوظ فى طريقة مراوغته. بينما نرى أن لاعبى الفريق ونجومه باتوا محفوظين، فيعرف اللاعب المنافس كيف يوقف أبوتريكة الكرة وكيف يراوغ وكيف يمر وكيف يتحرك.. وهذا ما نقصده بالتجديد الشامل الذى يمضى فى الاتجاهين، الوجوه الشابة، واللاعبين الجدد.