سيطرت حالة من الهدوء الحذر على منطقة وسط سيناء. وقال أحد شيوخ قبائل وسط سيناء إن «جهة سيادية أخبرت رؤساء القبائل المشاركين في اجتماع وزير الداخلية أن الاجتماع تم بناء على توجيهات مباشرة من الرئيس مبارك، وأن الرئيس، أيضا، هو من قرر وقف عمليات وسط سيناء التي تقوم بها قوات الأمن ضد مطلوبين أمنيا». ورغم ذلك وقع تبادل لإطلاق النار مع عدد من المصفحات ومجهولين في طريق منفذ العوجة، لمدة دقائق دون وقوع إصابات. وشهد اليوم الثالث لأزمة أهالي سيناء وقوات الأمن تخفيف حدة الإجراءات الأمنية في الأكمنة بناء على تعليمات وزير الداخلية، الأمر الذي انعكس بوضوح على السيولة المرورية، كما شهد نفق الشهيد أحمد حمدي والمعديات التي تربط الضفة الشرقية لقناة السويس بالضفة الغربية انفراجة مرورية، حيث تم السماح بمرور أبناء القبائل البدوية بسيناء بشكل طبيعي دون حدوث احتكاك أو توقيف كما كان يتم خلال الأيام الماضية، وهو ما أكده مصدر أمني بالقول إن «هناك انفراجة وسيولة مرورية جيدة بنفق الشهيد أحمد حمدي، وأنه تم تسيير أمور أبناء القبائل البدوية المارين من سيناء إلى الضفة الشرقية للقناة بشكل طبيعي»، مؤكدا أن الساعات الماضية لم تسجل حالة توقيف واحدة بعكس ما كان يتم أثناء الاشتباكات التي جرت بين الأجهزة الأمنية بشمال سيناء وأبناء القبائل المطلوبين أمنيا. وفى المقابل، طبقا لشهود عيان، فإن «العديد من الآليات المصفحة التابعة لوزارة الداخلية وصلت إلى مدينة العريش فجر اليوم السبت عبر رتل كامل». ومن ناحية أخرى كثفت أجهزة الأمن بمدن الضفة الشرقية للقناة اجتماعاتها مع عدد كبير من شيوخ قبائل البدو بالضفة الشرقية لقناة السويس وتحديدا بمحافظات السويسوالإسماعيلية. وقال أحد شيوخ قبيلة الحويطات: «تم إبلاغنا بأنه ستتم إزالة أي عوائق يتعرض لها أبناء القبائل البدوية بطريق السويس- الإسماعيلية وخليج السويس، كما سيتم السماح لأصحاب أعمال المقاولات من أبناء البدو بتنفيذ مهام عملهم بشكل طبيعي، وأنه لن يتكرر ما حدث خلال الأيام الماضية من احتجاز بعضهم بأقسام الشرطة، أو توقيف سيارتهم وعمالهم»، لافتا إلى أن «القيادات الأمنية أكدت أنه سيتم التحقيق في شكاوى شيوخ القبائل بخصوص تعامل بعض ضباط الشرطة بعنف مع القبائل»، مشيرا إلى أنه تم التأكيد على أنه لن يتم التعرض مرة أخرى لأبناء القبائل البدوية سواء داخل أقسام الشرطة أو خارجها. وعلى صعيد متصل بدأ أهالي المعتقلين في الاتصال بنواب مجلس الشعب لمعرفة جدية العفو الوزاري عن مئات المعتقلين من أبناء سيناء، ولضمان إدراج أسماء أبنائهم في كشوف المعتقلين الذين سيفرج عنهم، وذلك في الوقت الذي يقوم فيه النائبان: فايز أبوحرب، نائب حال، ونصر الله الأقرع، نائب سابق، وينتميان إلى الحزب الوطني، بإعداد مبادرة بصفتهم الشخصية للتواصل مع من تسميهم أجهزة الأمن «مطلوبين أمنيا»، وذلك للخروج بحل مرضٍ لجميع الأطراف.