رغم وعود وزير الداخلية بتخفيف القبضة الأمنية على منافذ سيناء، خلال اللقاء الذى جمعه مع شيوخ قبائل سيناء، أمس الأول، واصلت الأجهزة الأمنية تشديداتها الأمنية غير المسبوقة، فى نفق الشهيد أحمد حمدى، وجميع المنافذ الأخرى التى تربط بين ضفتى قناة السويس المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر أمنى فى معابر القناة، رفض ذكر اسمه: إن «مئات من جنود الأمن المركزى عبروا كوبرى السلام والمعديات إلى سيناء فى ساعة متأخرة من منتصف ليلة أمس الأول». ولا تزال مديرية أمن شمال سيناء «فى حالة استنفار دائم انتظارا لتعليمات قد ترد من الوزارة بخصوص الوضع الراهن فى وسط سيناء، وتسيير دوريات على مدار الساعة تجوب الطرق الرئيسية والمحيطة بمدينة العريش، مع تعزيز حراسة بعض المناطق الحيوية»، بحسب المصدر. وذكر راديو صوت إسرائيل، أمس، أن قوات الشرطة المصرية فى سيناء، عززت من وجودها عند المناطق المكشوفة من خط الغاز الدولى الممتد من العريش حتى طابا جنوبا خشية استهدافه من جانب المسلحين البدو الذين هددوا بنسفه فى حال استمرار مداهمات الشرطة لمنازلهم فى وسط سيناء». لافتا إلى أن «اشتباكات بين البدو والشرطة، عرقلت العمل فى معبر العوجة على الحدود المصرية الإسرائيلية». فى غضون ذلك، دعا أبناء القبائل إلى عقد مؤتمر صحفى اليوم الخميس على مشارف قرية المهدية جنوب مدينة رفح، يعرضون من خلاله مطالبهم أمام وسائل الإعلام المصرية والأجنبية، حسبما أفاد موسى الدلح، أحد قيادات منطقة وادى العمر فى وسط سيناء. وقال الدلح: إن اجتماع شيوخ القبائل وأعضاء مجلس الشعب مع وزير الداخلية «لم يأت بجديد، ولم يتجاوز حدود الحديث عن تاريخ سابق، علاوة على إطلاق التهديدات، دون التطرق لوضع حلول للأزمة الناشئة، وكان من الأجدى أن يعود شيوخ القبائل وفى أيديهم المعتقلون الذين لا تسرى عليهم مواد قانون الطوارئ بعد تعديله». وطالب موسى بإقرار نظام جديد «سيتم التنويه عنه خلال المؤتمر، لانتخاب شيوخ القبائل بدلا من تعيينهم، مما يحد من ولائهم لطرف واحد وهو القبائل». على الصعيد ذاته، نظم عدد من البدو مسيرة بالسيارات جابت قرى البادية فى وادى العمر والبرث والمهدية والماسورة وشبانة والجورة، شارك فيها نحو 150 شاحنة دفع رباعى، وقال مشاركون فى المسيرة إنها «تأتى اعتراضا على تصريحات محافظ شمال سيناء مراد موافى لإحدى الفضائيات، التى أكد خلالها قلة عدد المطلوبين أمنيا على خلفية أحكام غيابية، ووصفه لهم بأنهم فئة خارجة عن القانون. وأضاف المشاركون بالمسيرة أن «قضية الأحكام الغيابية والاعتقالات تهم قطاعا عريضا من أهالى سيناء، وطالت أبرياء كثيرين فى المدن والبوادى، ولابد أن ينظر إليها بعين العدالة وليس التهميش». وقال مسئول فى شركة مصر للغاز البترولية (جاسكو) إن إصلاح التلفيات والأعطال التى أصابت خط الغاز الدولى «لم تستغرق سوى 6 ساعات فقط، وشارك فى الإصلاح 24 مهندسا وفنيا من العاملين بفرع الشركة فى بورسعيد، بالتعاون مع شركة بتروجيت المنفذة للإنشاءات». وأوضح أن « خط الغاز الدولى الذى يبلغ طوله نحو 650 كيلومترا، ويمتد من منطقة الجبرة المطلة على البحر المتوسط ببورسعيد إلى العريش ومنها إلى طابا ليتفرع إلى خطين، أحدهما إلى الأردن والآخر إلى إسرائيل، ويخضع الخط لحراسة أمنية مشددة من قبل أجهزة الأمن بعد الانتهاء من عمليات الإصلاح».