روسيا تفرج عن سفينة مصرية محملة ب 63 ألف طن قمح بعد احتجازها أكثر من شهر    البنك المركزي المصري يصدر قواعدا جديدة لتملك رؤوس أموال البنوك وعمليات الإندماج والاستحواذ    الاقتصاد الأمريكي يضيف 175 ألف وظيفة في أبريل ومعدل البطالة يرتفع إلى 3.9%    «المركزي للتعمير» ينفذ محور الخارجة/ سوهاج بطول 142 كم    موظفون ب ميتا ينتقدون تحيز الشركة ضد المحتوي الداعم لفلسطيني    بعد الانتصار على التعاون، ماذا يحتاج الهلال للفوز بالدوري السعودي؟    غيابات مؤثرة تضرب بايرن ميونخ قبل مباراته أمام شتوتجارت    برشلونة يوافق على انتقال مهاجمه إلى ريال بيتيس    العناية الإلهية تنقذ شابا انقلبت سيارته في ترعة يالغربية (صور)    فيلم السرب.. أحمد السقا يوجه الشكر لسائق دبابة أنقذه من الموت: كان زماني بلوبيف    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    تخصيص 8 مكاتب لتلقي شكاوى المواطنين بالمنشآت الصحية في الوادي الجديد    آصف ملحم: الهجمات السيبرانية الروسية تجاه ألمانيا مستمرة .. فيديو    الروس والأمريكان في قاعدة عسكرية واحدة .. النيجر على صفيح ساخن    أمين القبائل العربية: تأسيس الاتحاد جاء في توقيت مناسب    طليعة المهن    إعفاء 25% لطلاب دراسات عليا عين شمس ذوي الهمم من المصروفات الدراسية    علاء نبيل: لا صحة لإقامة دورات الرخصة C وهذا موعد الرخصة A    هل تتكرر قصة تشافي؟ توخيل: هذا ردي بشأن الاستمرار مع بايرن    استقبال حافل من جمهور مني الشاذلي لأبطال فريق الجودو.. فيديو    مدير مشروعات ابدأ : طرح مشكلات المستثمرين على موقع المبادرة وحلّها لإتمام أنشطتهم    ميكانيكي يشعل النار في أرض زراعية بأسوان بسبب خلافات جيرة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    تشيع جثمان عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف    بالإنفوجراف.. 8 تكليفات رئاسية ترسم خريطة مستقبل العمل في مصر    الأمين العام للأمم المتحدة: أشعر بالصدمة إزاء مقتل الصحفيين في حرب إسرائيل على غزة    إلهام شاهين تحتفي بماجدة الرومي بعد إحيائها حفلا بقصر عابدين: نورتي بلدك الثاني    باتمان يظهر في معرض أبو ظبي للكتاب .. شاهد    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    دعاء يوم الجمعة عند الغروب.. استغل اليوم من أوله لآخره في الطاعات    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    رغم تحذيرات دولية.. هل تقتحم قوات الدعم السريع الفاشر؟    حسن بخيت يكتب عن : يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .. كفوا عن مهاجمة العلماء ولا تكونوا كالذباب .. " أليس منكم رجل رشيد "    حبس 9 أشخاص على ذمة التحقيقات في مشاجرة بالمولوتوف بين عائلتين ب قنا    مُنع من الكلام.. أحمد رزق يجري عملية جراحية في "الفك"    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    الصحة: تكثيف الرقابة على أماكن تصنيع وعرض وبيع الأسماك المملحة والمدخنة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    موعد بدء امتحانات الصف الخامس الابتدائي آخر العام 2024 محافظة القليوبية    أخبار الأهلي : اتحاد الكرة يعلن عن تطور جديد في أزمة حسين الشحات ومحمد الشيبي    انتظروا الشخصية دي قريبًا.. محمد لطفي يشارك صورة من كواليس أحد أعماله    محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجانات السينما فى مصر..فعل فاضح فى الطريق العام
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 05 - 2010

حال المهرجانات السينمائية المصرية ليس ببعيد عن حال السينما نفسها فبالأمس ودعنا واحدا من أهم مهرجانات العالم السينمائية، مهرجان كان السينمائى، والحقيقة أن «كان» لم يعد حدثا فنيا فحسب، بل أصبح علامة من علامات الصناعة فى العالم كله وهو شىء يبدو تحقيقه صعب المنال فى مصر .
التى لم تبحث مهرجاناتها حتى عن شرف المحاولة فأصبحت مثل الفعل الفاضح فى الطريق العام أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع منهم والغريب أن الفاعل ليس مجهولا وأصابع الاتهام تشير إلى سوء التنظيم والإدارة وأشياء أخرى ولا يتحرك أحد.فى هذه الحلقة من الملف الذى بدأناه قبل أكثر من ستة أسابيع نستطلع هلال المهرجانات المصرية ومشكلاتها وطموحاتها.
شبه مهرجان
الدكتور عزت أبوعوف: رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يقول: عدم وعى المصريين بشكل عام، يؤثر على المهرجان سلبا، فنحن فى بلد مؤمن بأن التمثيل حرام، فكيف نقيم مهرجانا سينمائيا ناجحا فى بلد يفكر بهذا المنطق. ومثلا ونحن نتابع مهرجانا كبيرا مثل مهرجان كان تجد الناس فى هذا البلد الصغير يساهمون ويشاركون فى إنجاح المهرجان لرغبتهم فى ذلك، ورغم أنى أعرف جيدا أنه من الظلم أن يقارن أى مهرجان فى الدنيا بمهرجان «كان»، لأنه وحده فى كفة، وكل المهرجانات الأخرى فى كفة أخرى، وليس القاهرة فقط.
فالمقارنة ظالمه لأن ميزانية مهرجان «كان» 100 ضعف ميزانية مهرجان القاهرة، فليس عادلا المقارنة، ولكن هناك طموح موجود أن نكون مثله بل وأفضل منه. وأضاف أبوعوف: أننا نعانى غياب التنظيم، فى مصر كاملا وليس فقط مهرجان القاهرة، وبطبيعة الحال هذا ينعكس على الفنون والأدب وبالتالى المهرجان.
فنحن نعيش زمن الأشباه فمثلا من يهلل لانتصارات كرة القدم يعرف أننا لا نلعب الكرة وإنما نقدم شيئا شبه كرة القدم ونفس الحال مع مهرجاناتنا السينمائية فنحن نقيم شبه مهرجان.. نحن نفتقد ثقافة النظام، ولا أنكر أن هناك نسبة فى سوء التنظيم من المهرجان ولكنها لا تتخطى 30% أما ال70% الباقية فهى من المتعاملين مع المهرجان.
وعن أهم المشكلات التى تواجه المهرجان أوضح أبوعوف قائلا: الإعلام بشكل عام لا يقف معنا، ويكسر مجاديف القائمين على المهرجان، ويتصيد الأخطاء، وهذا يصيبنا بالإحباط، الذى ينتج عنه تخبط، وأخطاء كثيرة.
والإعلام جزء وليس كل لأن الأزمة الأكبر التى تواجهنا هى ضعف الميزانية، ولا نستطيع أن نطالب الحكومة بدعم المهرجان أكثر من ال6 ملايين جنيه التى تمدنا بها فى كل دورة، والحقيقة نحن فى حاجة إلى ميزانية لا أجرؤ على نطقها، على أقل تقدير 20 مليون جنيه، وفى نفس الوقت اعترف بأنه من غير المعقول أن نحصل على هذا المبلغ وأنا أرى الناس نائمين أمام مجلس الشعب لضعف أجورهم، فمؤكد أن هؤلاء أولى بالدعم من المهرجان.
وأشار أبوعوف أن تردى وضعف الإنتاج المصرى هو عائق أيضا أمام نجاح المهرجان فيقول: هناك أزمة مع المنتجين فهم يخلطون بين الفيلم الجيد والفيلم الذى يصلح للمشاركة فى المهرجان الدولى، فليس معنى عدم مشاركة أى فيلم أنه سيئ، وعلى سبيل المثال فيلم «عمر وسلمى» الذى شاركت أنا به هو فيلم جماهيرى جميل جدا إلا أنه لا يصلح للعرض فى المهرجان.
وعما إذا ما كانت لائحة المهرجان جزءا من مشاكله أكد أبوعوف أنه ليس من اختصاصه التدخل فى هذه المنطقة، لأن المهرجان يسير حسب اللائحة التى وضعتها المنظمة العالمية لاتحاد المنتجين، وكشف أبوعوف عن أنه يسعى لتغيير البند الذى ينص على أن تكون أفلام المسابقة الرسمية فى أول عرض لها وفسر ذلك بقوله: حتى أحل مشكلة المشاركة المصرية التى نواجهها كل عام، لأنهم يخشون من أن يتأثر الفيلم بالعرض فى المهرجان قبل عرضه جماهيريا وهذا حقهم.
وعن سبب تأثر القاهرة السينمائى بالمهرجانات الإقليمية الناشئة مثل «أبوظبى ودبى» حديثا أكد أبوعوف أن الفلوس تصنع كل شىء، فبدونها لن يكون هناك إبهار، ولذلك أصبحت هذه المهرجانات تجذب السينمائيين أكثر من مهرجاناتنا. وأنهى أبوعوف حديثة بأنه لن تتقدم المهرجانات المصرية إلا إذا تغيرت ثقافة البلد تجاه السينما أولا، وليس أمامنا حل إلا أن نكمل طريقنا.
بروباجندا
الناقد على أبوشادى: رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، والمهرجان القومى للسينما.. يقول:
تجربة مهرجان الإسماعيلية لاقت احتراما ونجاحا كبيرا من دول العالم المختلفة، حيث استطعنا من خلال مجهود بسيط خلق مهرجان خاص ومتميز ومختلف، يحترم جمهوره من خلال تقديم مادة جيدة يشاهدونها، فى الأوقات المحددة لها بدون تأجيل أو إلغاء، كما يتمتع بنزاهة فى لجان تحكيمه.
تفرد «الإسماعيلية» كما يقول أبوشادى لأنه عرف أن المهرجان لا يقف على حضور نجوم الممثلين، وأيقن أن نجومه الحقيقيين هم المخرجون وكتاب السيناريو، لذلك أدعى أن هذا المهرجان لا يوجد مثله فى الشرق الأوسط، ولا ينافسه إلا «الجزيرة» وهو المهرجان الذى يتم دعمه بمبالغ ضخمة.
وأضاف أبوشادى أنه يتمنى تخصيص إمكانات أكبر لمهرجان «الإسماعيلية» حتى يتوسع ويحقق نجاحات أكبر، وقال: «القروش الضئيلة التى ندعم بها تصنع مهرجانا كبيرا»، ينافس مهرجانات عالمية بالمجهود والعمل وليس ب«البروباجندا» كباقى المهرجانات المصرية التى عادة ما تكون دعايتها أكبر من طاقتها.
«تجربه محليه ولها ظروفها الخاصة» هكذا يرى أبوشادى المهرجان القومى للسينما، ويضيف: هذه التجربة تختلف شكلا ومضمونا عن «الإسماعيلية» لأن «القومى» يعتمد على مسابقة يتقدم لها البعض فيما يرفض الآخرون المشاركة فيها، ورغم ذلك ليس لى أى سلطة على ضم الأفلام رغم أنها عرضت جماهيريا بدون علم منتجيها، لأن هذه لوائح وقوانين ولا نستطيع كسرها.
وتابع: رغم أن المهرجان القومى ليس فيه فرصه اختيار أفلام مثل «الإسماعيلية» فإنه لم يظهر فيه مشكله واضحة حتى الآن، وإن اتهمه البعض بأنه فقد بريقه.ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن المنتجين والممثلين أنفسهم لا يحترمون عملهم، ولا يحرصون أن تصل للجمهور.
ويرى أبوشادى الحل فى أن يصل إلى مسامع النجوم أن المهرجانات لا تصنع من أجلهم، بدليل أن نصيبهم من الجوائز 4 فقط، والباقى يتم توزيعه على مختلف عناصر العملية السينمائية. وتابع: أعتقد أن النجوم لا يحضرون الندوات لأنهم يخجلون من مواجهه الجمهور بما يقدمون فى الأفلام.
وفيما يخص عزوفهم عن حفلى الافتتاح والختام قال: أتعجب من أنهم لا يشعرون بالمسئولية تجاه المهرجانات المصرية بما فيها «القاهرة» نفسه، وأدعى أنه لولا أن رئيسه عزت أبوعوف، وله مجموعة أصدقاء يأتون مجاملة له، لما حضره أحد، وأتعجب أكثر عندما أجد جميع الممثلين يسعون لحضور مهرجانات العالم، فهل نقيم لهم المهرجانات المصرية فى «كان» ليحضروها.
وعن رأيه فى المهرجانات المصرية بشكل عام أكد أبوشادى: أن هناك قواعد يجب تطبيقها فى كل العالم وليس فى مصر فقط، وهى بسيطة جدا تختصر فى كلمة واحده «الاحترام».. سواء فى مواعيد العرض، والمادة المقدمة، ونزاهة لجنة التحكيم، أعتقد أن مهرجاناتنا إذا استطاعت تطبيق هذه القواعد البسيطه وغير المكلفة ستحقق النجاح المرجو.
وأنهى أبوشادى حديثة قائلا: صناعة المهرجان ليست «لوغاريتم». ونجاح مهرجان مثل «كان، وفينسيا، وبرلين» يأتى لأنها استطاعت تحقيق الاحترام والثقة المتبادلة بينها وبين الجمهور وصناع السينما.
عدم وعى
النجم والمنتج محمود حميدة: أيضا له وجهة نظر فى المهرجانات المصرية والعربية أيضا، فيقول: نحن كعرب نتعامل مع المهرجانات وكأنها أفراح! بما فى ذلك المهرجانات باهظة التكلفة مثل «أبو ظبى، ودبى».
فنظرتنا للمهرجان لا تختلف أبدا عن نظرتنا للفرح، والدليل أنه إذا مات عزيز لدينا ألغينا المهرجان وكأنه ليس عمل وصناعة مستقلة بذاتها، ولا أقصد المهرجانات السينمائية فقط لأن كلمة مهرجان يندرج تحتها أى منتج سواء سينما أو موسيقى أو حتى سباق جمال.
فما يحدث نتيجة إلى غياب الوعى العام وعدم معرفة معنى كلمة مهرجان أصلا، ولا الهدف منه، فنحن جاهلون بثقافة المهرجانات تماما، لذلك فنحن نحتاج إلى من يضع أقدامنا على أول الطريق، وأدعى أننا سنكون من أنجح المهرجانات فى العالم، لأننا أفضل عمال فى العالم، وخير أجناد الأرض، وهذا ليس كلام تسويق، فهذه طبيعتنا البشرية كمصريين، ولكن طالما يسيطر علينا الجهل والمرض والفقر سنظل عاطلين، وهذا ليس بأيدينا.
فالأزمة أكبر من عدم نجاح مهرجان، لأنه كيف لإنسان لا يأكل جيدا أن يعمل وينتج شيئا.
ويرى الفنان الكبير أن معظم المهرجانات الموجودة هى مجرد هيئات تسعى لتكريم نجوم الفن لتحقق شهره ومكانة لنفسها وليس لأنها حقيقية، وأكد أنه يعف بنفسه عن حضور أى من هذه المهرجانات.
خدمة الضيف
أكد السيناريست ممدوح الليثى :رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى أن نجاح أى مهرجان يتوقف على جودة الأفلام المشاركة فى المسابقات المختلفة، وأن توجه الدعوة إلى ضيوف مختارين وليس بطريق الوساطة.
وأضاف: نحن نحرص دائما على دعوة الأسماء التى تليق بحجم المهرجان، والأهم من دعوتهم توفير أشخاص وظيفتهم العمل على راحة هذه الضيوف وخدمتهم بداية من لحظة وصولهم المطار وحتى مغادرتهم بما فى ذلك تنقلاتهم طوال فترة المهرجان. من أهم العناصر نزاهة التحكيم لأنه إذا فقد عدالته يفقد المهرجان سمعته، فلا يجب أن يكون هناك مجاملة ولا تعصب لبلدك، وتكون النتيجة سرية لا تتسرب إلا لحظة إعلانها، بذلك يضمن المهرجان احترام الجميع. ومهم جدا أن يتوفر عنصر الإبهار على الأقل فى حفلى الافتتاح والختام، وتركيز الأضواء عليهما.
واعتبر الليثى أن مهرجان الإسكندرية السينمائى محظوظ بمكانه الساحر، والذى أكد أنه أفضل وأجمل من موقع مهرجان «كان»، لأن شواطئ الإسكندرية بداية من المعمورة وحتى الساحل الشمالى أفضل من الريفيرا، ونيس، ومونت كارلوالتى يرى أنه عند تقيمهم ستجدها «بلاجات» عادية مقارنة بالإسكندرية. ويقول: الفرق بين المهرجانين ينحصر فى عملية الإبهار التى يجيدونها، والفرق شاسع فى الإمكانات فهم يلعبون بميزانية تتخطى 30 مليون يورو ومثلهم مهرجانات دبى وأبوظبى، أما نحن فنعمل بمليون وأربعمائة ألف جنيه.
ونحاول عمل المستحيل بهذه الإمكانات المحدودة. ولكن فى النهاية هذه هى ظروف البلد الاقتصادية، وليس طبيعى أن نطلب زيادة من الحكومة.ونحن نتنازل عن أمور كثيرة ترشيدا للنفقات، فمثلا نستغنى عن السجادة الحمراء لأنها مكلفة جدا، وأنا يشغلنى فى النهاية الجوهر وليس المظهر.
وأشار الليثى إلى أن تخصيص المشاركة فى المهرجان لدول حوض البحر المتوسط تحرمه من أفلام متميزة من دول أخرى، وليست هذه الأزمة لأن المشكلة تكمن فى خوف المنتجين من المشاركة بأفلام، كما أنهم يطلبون مبالغ مادية كبيرة مقابل حق عرض الأفلام المهرجان وهذه العملية تكلفنا 100 ألف جنيه تقريبا.
ونفى الليثى أن تكون المهرجانات الإقليمية ك«أبوظبى ودبى» أثرت على مهرجاناتنا، واعتبرها بكل ما فيها من عمليات إبهار «فقط منافسة»، ورفض ما يشاع بأن منتجينا يفضلونها على مهرجاناتنا قائلا: الحكاية كلها تختصر فى أنهم يقدمون جوائز للفيلم الفائز تقترب من مليون جنيه، أما نحن فنمنح الفائز شهادة تقدير.
بدون تنسيق
الأب بطرس دانيال نائب رئيس المهرجان الكاثوليكى يقول: على الرغم من طبيعة مهرجاننا الخاصة لاعتماده على معايير أخلاقية، فإنه مثل مختلف المهرجانات المصرية يعانى من مجموعة من المعوقات إذا تلاشت ستضيف له الكثير، أهمها عدم وجود تمويل للإنفاق على المهرجان، وهذا لأن رجال الأعمال المصريين لا يساندون ولا يشجعون مهرجاناتنا، الأمر الثانى هو عدم اهتمام الإعلام بتسليط الأضواء على المهرجان، الأمر الثالث والمخجل أن الفنانين أنفسهم لا يلتزمون ولا يهتمون بالمهرجانات إلا إذا تم تكريمهم، وفى الدورة الأخيرة زادت المسألة ووصلت إلى أنهم لا يحضرون الندوات المخصصة لأفلامهم.
ونحنى نحزن لأن الفنانين المصريين يذهبون إلى المهرجانات العربية التى يسافرون إليها، ولا يحضرون المهرجانات المصرية التى لا تبعد عنهم الكثير.وأكد بطرس أن ضعف مشاركة الأفلام المصرية فى مهرجاناتنا بشكل عام ليس لها أى علاقة بضعف الإنتاج، وإنما لبخل المنتجين أنفسهم ولعدم شعورهم بالمسئولية تجاه بلدهم.
وأرجع بطرس مشكلات المهرجانات المصرية إلى عدم التنسيق بينها، واقترح أن يجتمع رؤساء المهرجانات جميعهم ليتم التنسيق فيما بينهم فى مواعيد المهرجانات. وكشف بطرس دانيال أنه سيحرص أن يوجه دعوة لكل فنانين مصر قبل الدورة الجديدة بشهرين على الأقل، حتى يضع كل فنان فى أجندته أن هناك مهرجان فى هذا التاريخ ويحرص على الحضور.
سوء سمعة
المنتج والموزع هشام عبدالخالق: له رأى فى المهرجانات المصرية.. فيقول: منذ شهرين تقريبا حصلت على جائزة الأوسكار المصرية، ورغم أننى المفروض أن أفرح فإننى حزنت جدا لما وصلنا إليه من غياب كل شىء.وتابع: لدرجة أننى تعاملت مع هذا التكريم أفضل إنتاج على أنه جاء من مجموعة ناس طيبين، ولم أرفضه حتى لا أكسر بخاطرهم، أو يغضبوا منى.
وقال مستنكرا، هل هناك مهرجان فى الدنيا يمنح جائزة أحسن إنتاج إلى 6 جهات، وأحسن تمثيل إلى 6 أشخاص، إلى آخر عناصر العملية الفنية.. أدعى أنهم لا يعرفون معنى كلمة أوسكار أصلا؟
كما أن جوائز هذا المهرجان غير منطقية بالمرة، العجيب أنهم يقولون إن مجموعة من الخبراء هم من يختارون المكرمين..
فمن هم هؤلاء الخبراء؟ يجب أن نقضى على هذه الكلمة؟ لأنها خاصة بالعمل الحكومى.. ويجب أن تكون النتائج محترمة وعلى درجة كبيرة من الشفافية حتى يحترم النجوم هذه الجائزة، وهذا ليس حال هذا المهرجان فقط ولكنه حال كل المهرجانات المصرية، ولكنه مثال مصغر للكل.
وأعتقد أن سبب انهيار سمعة جوائز المهرجانات المصرية، أنها تمنح لمن يحضر وليس لمن يستحق، ولا أنكر أن النجوم المصريين لهم دور فيما يحدث، لأنهم بالفعل لا يذهبون إلى المهرجانات إلا إذا كان لهم نصيب من التكريمات التى يتم توزيعها حسب هوى الخبراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.