«حامد قلبه جامد» و«جوز ماما» وأخيرا «سمير بونديرة» جميعها أعمال يطل من خلالها الفنان طلعت زكريا على جمهور الشاشة الصغيرة، فيما اختار طلعت أن يكون حضوره خفيفا على الأسرة فى البيت من خلال حلقات لا تتجاوز مدتها 20 دقيقة، مؤكدا أن إيقاع الحياة أصبح لا يحتمل مسلسلات المط والتطويل، وأن الكوميديا قادرة على تقديم قيمة حقيقية، أما السيت كوم فمن وجهة نظرة نكتة مصطنعة لا تستحق الضحكات المسجلة فى الخلفيات، وفى حديثه معنا كسف طلعت زكريا عن مشروعاته الجديدة وآرائه فى العديد من الموضوعات المتعلقة بالفن والحياة. * تجسد أكثر من دور على الشاشة الصغيرة فكيف تتعامل مع هذه الشخصيات؟ انتهيت بالفعل من دورى فى المسلسل «حامد قلبه» وهو مسلسل كوميدى خفيف أجسد فيه شخصية حامد وهو عكس اسمه، فهى شخصية تتميز بالخوف من كل الأشياء وعنده كل أنواع الفوبيا التى أصيب بها نتيجة أنه لا يجد أحدا يقف إلى جواره فى كل مواقفه الحياتية فكل من حوله يزيدون من خوفه لرغبتهم فى الاستيلاء على المحل الذى يمتلكه، ويستمر ذلك على مدار الحلقات الأولى فيحاول أن يغير من نفسه، ويذهب إلى شيخ فينصحه بأن يتقرب من الله ليجد أن السبيل الوحيد لتقويه قلبه، مصداقا لقول الله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب». أما مسلسل «جوز ماما» فهو ما زال فى مراحله الأولى، حيث لم ينته مؤلفه عمرو سمير عاطف إلا من كتابة عشر حلقات فقط، وألعب فيه دور «حسين» أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، ونناقش من خلاله مشكلات اجتماعية ناتجة عن زواج الأم بعد أن يبلغ أبناؤها سن المراهقة، ويتعرض المسلسل إلى حالات عديدة يكون بعضها مؤيدا لهذا الزواج وبعضها معارض له، أحب أن أشير هنا إلى أن المسلسلين يدوران فى سياق حلقات كوميدية لا تتجاوز مدتها عشرين دقيقة. * لماذا تحدد زمن عرض الحلقة فى عشرين دقيقة فى المسلسلين؟ عشرون دقيقة مدة كافية لتوصيل الهدف من المسلسل بعيدا عن التطويل الذى مل الجمهور منه، وهى مدة مناسبة تتماشى مع سرعة أحداث العصر لأن الناس أصبحت لا تشاهد التليفزيون كالسابق بسبب المشكلات والهموم التى يواجهونها، فهذه بمثابة كبسولة صغيرة دسمة بها كوميديا عالية يتعاطاها الجمهور فى 30 حلقة. والواقع أننى لأول مرة أجد عملا كوميديا يقدم رسالة حقيقية، وهذا عكس الكثير من المسلسلات الكوميدية الأخرى التى تبحث عن الضحك فقط دون النظر إلى المضمون، والجميل فى مسلسل «حامد قلبه جامد» أنه يقدم موضوعا مرتبطا بالدين وحياة الناس الناس، وهذا هو ما جذبنى للعمل،خاصة أننى بعد الوعكة الصحية، التى مررت بها وبعد نجاح فيلم «طباخ الرئيس» قررت أن أبحث عن تقديم أعملا تمس الناس، وألا يكون للضحك فقط هو هدفى فى أعمالى. * أيعنى ذلك أنك تعتبر الكوميديا التى يتم تقديمها حاليا غير مناسبة؟ أزمة الورق هى التى جعلت الممثل يلجأ إلى أن يضيف بعض الجمل من عنده فيخرج عن النص الكوميدى عن محتواه وهدفه. * انتهاؤك من مسلسلين مبكرا هل يعنى أنهما سيعرضان فى رمضان؟ أتمنى عرض المسلسلين بعيدا عن شهر رمضان والسبب يرجع إلى أن ما يحدث فى رمضان يعتبر «مهرسة» للمسلسلات والفنانين، فالمسلسلات يبذل فيها مجهودات كبيرة وأعتقد أن كل قناة ستختار العمل الذى تراه مناسبا. * تعود الجمهور على ظهورك فى الأدوار الثانية فهل سيكون من السهل قبولك كبطل أول على شاشة الدراما؟ الجمهور تقبلنى فى السينما كبطل وأعتقد أنهم سيتقبلوننى أيضا كبطل لمسلسل تليفزيونى. * بعض النقاد يرى اتجاهك للعمل فى الدراما التليفزيونية من باب الاستسهال، فما ردك على هذا؟ كل نجوم السينما اتجهوا للدراما التليفزيونية بسبب عدم وجود إنتاج جيد للأفلام، حيث أصبح الإنتاج ضعيفا بسبب الأزمة المالية العالمية، التى أثرت بشكل كبير على السينما مما دفع النجوم إلى الاتجاه للعمل فى الدراما التليفزيونية حتى تنفرج أزمة السينما التى أجدها الآن بدأت تعود. * وما موقفك من مسلسلات السيت كوم؟ أعتقد أنها موضة، ونحن دائما نقبل على كل جديد، وفى البداية كان الجمهور يقبل على هذه النوعية لأن إحداثها سريعة، ولكنى أرى أن أغلبها كوميديا مصطنعه، وأنا نفسى كنت أتعجب عند مشاهدتى لبعض الحلقات التى تعرض مشاهد لا تستدعى وجود الضحك والتصفيق الذى يصاحب عرضها على الشاشة، وأحب أن أشير هنا إلى أننى تلقيت العديد من العروض للعمل فى أكثر من سيت كوم ولكنى رفضتها لأنى غير مقتنع بهذه النوعية من المسلسلات. * من نجوم الكوميديا تحب أن تجسد رحلته على الشاشة لو أتيحت لك فرصة تقديم مسلسل سيرة ذاتية؟ بالفعل تلقيت عرضا للقيام ببطولة مسلسل يتناول قصة حياة الفنان «رياض القصبجى» الشهير بالشاويش عطية، وهو فنان أراه لم يأخذ حقه، لأنه عاش حياة صعبة للغاية وظلمه كثيرا من قاموا بتأريخ السينما المصرية، وقد تم عرض ذلك المسلسل على قبل أن يتم جمع جميع الوثائق والمعلومات عنه وقبل الجلسة مع ابنه لمعرفة تفاصيل جديدة عن حياته، وتحمست بشدة له والذى أريد من خلاله إنصاف هذا الفنان العبقرى. ولكنى ما زلت أحلم بتقديم عمل عن وحش الشاشة فريد شوقى لأنه فنان كبير أعطى الفن حياته، ولابد أن تصور حياته فى مسلسل سيرة ذاتية. * تردد أنك ستقدم برنامجا تليفزيونيا باسم «سمير بونديرة» فما حكاية هذا البرنامج؟ رشحنى لهذا البرنامج المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمخرج حسين زين الذين اتفقا معى على حلقات كوميدية من خلال فكرة جديدة لم يتم تقديمها من قبل من خلال شخصية سمير بونديرة سائق التاكسى، الذى يقابل أنماطا ونماذج مختلفة من الناس أثناء عمله على التاكسى، وفى كل حلقة يتناول مشكلة معينة مع ضيوفه.