طلاب جامعة حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    تفاصيل مسابقة شغل 18886 وظيفة معلم مساعد بوزارة التربية والتعليم 14 مايو المقبل    رئيس الوفد: نرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح الفلسطينية    «بحوث القوات المسلحة» توقع بروتوكولًا مع «المراكز والمعاهد والهيئات البحثية بالتعليم العالي»    وزير الري: إنفاق 10 مليارات دولار لتعزيز كفاءة المنظومة المائية خلال 5 سنوات    وزارة العمل تعلن الأحد والإثنين المقبلين عطلة رسمية بمناسبة شم النسيم وعيد العمال    عضو التصديري للحاصلات الزراعية يطالب بتبني الدولة استراتيجية للتصنيع من أجل التصنيع    وزير المالية: ندعو مجتمع الأعمال الياباني للاستفادة من الفرص الاقتصادية التنافسية فى مصر    أرخص 40 جنيها عن السوق.. صرف الرنجة على بطاقة التموين بسعر مخفض    اعتقال نتنياهو!    رئيس وزراء الأردن يحذر: أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية ستؤدي إلى تفاقم معاناة غزة    "شكري" يشارك في فعالية القادة الاقتصاديين العالميين حول تعزيز الأمن والنمو العالميين    وزير الخارجية يناقش مستجدات أحداث غزة مع ممثل الإتحاد الأوروبي    تعادل بولونيا وأودينيزي 1/1 في الدوري الإيطالي    الدوري الإنجليزي، تعادل سلبي بين مانشستر سيتي ونوتنجهام بعد 15 دقيقة    حصيلة منتخب الجودو في البطولة الأفريقية القاهرة 2024    نشوب حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر    أسباب منع عرض مسلسل الحشاشين في إيران    أغلى 5 فساتين ارتدتها فنانات على الشاشة.. إطلالة ياسمين عبد العزيز تخطت 125 ألف جنيه    بحضور محافظ مطروح.. قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات    «أبو الهول» شاهد على زواج أثرياء العالم.. 4 حفلات أسطورية في حضن الأهرامات    انعقاد المجلس التنفيذى لفرع الشرقية للتأمين الصحى    «الرعاية الصحية» تستعرض أهمية الشراكة مع القطاع الخاص وخارطة طريق الفترة المقبلة    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة    جون أنطوي يقود هجوم دريمز الغاني لمواجهة الزمالك بالكونفدرالية    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    إيقاف تشابي ألونسو مباراة واحدة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    عاجل| البيت الأبيض: إسرائيل طمأنت واشنطن بأنها لن تدخل رفح الفلسطينية حتى يتسنى لنا طرح رؤانا ومخاوفنا    لحيازتهما كمية من الهيروين.. التحقيق مع تاجري الكيف في الشروق    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    أفضل أوقات الصلاة على النبي وصيغتها لتفريج الكرب.. 10 مواطن لا تغفل عنها    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزَ التعاون بين العرب... حتى على الوباء
نشر في الشروق الجديد يوم 28 - 04 - 2020

بدايةً، كل رمضان وأنتم بخير، وعسى أن يمن الله علينا بتبدل فى الأحوال ويعيد لهذه الأمة اعتبارها لتاريخها ويفتح أمام أهلها أبواب العزة والكرامة لبناء المستقبل الأفضل الذى يستحقون.. والذى كاد يضيع منهم أو يسرق فى ظل تواطؤ البعض مع العدو الإسرائيلى.
إن الأمة ليست فى أفضل أحوالها، والعلاقات بين دولها المختلفة تتسم باللياقة مع التحفظ، وتفتقد حرارة الأخوة وصدق التعاون ووحدة الموقف.. ولو فى مواجهة جائحة كورونا التى ضربت دول العالم، شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، حتى زادت أعداد ضحاياه على المليون نسمة، لا فرق بين النساء والرجال، وإن كانت الإصابات بين الأطفال أقل، ولله الحمد.
كشف هذا الوباء التخلف السياسى ونقص الحرارة بين الأخوة، قبل أن يكشف نقص الجهوزية فى مختلف البلاد العربية عن استيعاب الصدمات الموجعة كانتشار هذا الوباء فى أربع رياح الأرض ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وبغداد الرشيد وتونس الخضراء وجزائر المليون شهيد والمغرب المطل على أمجاد الأندلس..
فى البدء كان الإنكار.. برغم أن دول العالم، من كبراها كالصين ودول أوروبا الغربية، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا وسويسرا والدانمارك والنروج، قبل أن تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بوصول الوباء إليها، وضرب أكبر مدنها وأعظمها سكانا، نيويورك، ثم يتابع انتشاره فى مختلف الولايات، شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، تمهيدا لأن ينتقل إلى أمريكا اللاتينية فيضرب فى البرازيل والأرجنتين والمكسيك.. ولا تنجو منه إلا كوبا.. (بشفاعة فيديل كاسترو ونظامه الثورى..)!
الطريف أن الرئيس الأمريكى ترامب قد اتهم الصين «بتربية» هذه الجرثومة القاتلة ثم إرسالها، إلى بلاده.. وردت الصين على ما اعتبرته «هراء» وأكملت علاج المصابين الجدد ممن ضربهم الداء الوبيل.
***
القصد من هذا العرض الإشارة إلى واقعة مؤلمة عنوانها: أن العرب يتبدون الآن وكأن كل دولة تتصرف بمنطق: يا رب رأسى!
لم تتصل دولة عربية بأخرى «شقيقة» لتطمئن إلى أحوالها مع زحف الوباء على معظم دول العالم، ولتتبادل معها الخبرات والتجارب التى أجرتها على الوباء: مصدره، طبيعة تكوينه، كيفية الوقاية منه، ثم كيف يعالج وبماذا؟
كانت كل دولة فى شغل شاغل عن الأخرى، بمنطق «اللهم نفسى..».
وحرصت معظم الدول العربية، على استعادة مواطنيها ممن يعملون أو يدرسون فى مختلف جامعات دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية.. التى حجرت على مواطنيها شهرين قبل أن تسمح بالدخول أو الخروج أو التنقل بين ولاياتها الخمسين.
***
غطى العالم وجهه بالكمامات..
صار عليك أن تتأكد أن من تخاطبه صديقك قبل أن تحادثه مغمغما من خلف الكمامة..
ساد الذعر فى أربع رياح الأرض، وصار الكل يخاف من الكل ويخاطب من يرغب فى محادثته من خلف قناعه الواقى.
سقطت أرضا «العلاقات المتميزة» بين الدول المتحالفة، وضمنها الاتحاد الأوروبى.
وغضبت دول أمريكا اللاتينية على دولة ترامب التى لم تساعدها فى تأمين الأدوية التى قد تخفف من سرعة انتشار الوباء، أو قد تسهم فى علاجه..
بالمقابل تقدمت الصين مع روسيا لتساعدها على معالجة الوباء الذى تأخر فى الانتشار فى بلاد بوتين، ثم أخذ يتوسع مع كل شمس.
***
لم يعد المواطن العربى يلح على مسئولى دوله بضرورة تحقيق حلم الوحدة، أو الاشتراكية، أو الاستقلال والبعد عن التبعية..
ولكن من حقه أن يطلب منها التعاون فى رد المصاعب والكوارث وفى مواجهة الوباء القاتل متى ضرب «الأخوة» أو «الأشقاء» أو «شركاء المصير».
لقد اشتبكت الولايات المتحدة مع الصين حين اتهمتها بأنها تكتمت فى إبلاغ الدول الأخرى بما جرى لها وفيها.. وردت بكين بأنها حاولت إبلاغ واشنطن، لكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال أنه لا يريد منها شيئا غير وقف تصدير الفيروس القاتل إليها.
أما بعض حكام العرب فلم يتكرم واحد منهم بسؤال أشقائه من الملوك والرؤساء العرب عن الأحوال عنده، وهل وصلهم الوباء. وكيف وبماذا يعالجونه، وهل، لا سمح الله، يحتاج فقيرهم إلى مساعدة من غنيهم، وإذا لم يكن لديه ما يكفى من أسباب العلاج فهو حاضر لتقديم ما يفيض على حاجته.
وقديما قالت العرب: وتعاونوا على البر والتقوى وليساعد غنيكم فقيركم فيما يحتاج إليه، والناس شركاء فى الماء والكلأ وأسباب الوقاية من الأمراض والأوبئة.
حماكم الله، من كل وباء.. ووحد صفوفكم وأعاد توحيد جمعكم وحصنكم ضد الأوبئة والأمراض جميعا..
وأعاد الله رمضان، الشهر الفضيل، وأنتم فى أتم الصحة وأحسن الحال..
والأمر لله من قبل ومن بعد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.