أستاذة بمركز البحوث الزراعية: مفيش بطيخ مسرطن.. أنا لسة واكلة منه إمبارح وكان زي الفل    البنك الزراعى يبدأ استلام محصول القمح من المزارعين والموردين فى 190 موقعا على مستوى الجمهورية    بنك قناة السويس يدرس المساهمة فى تأسيس شركة للتمويل المتناهى الصغر    انتفاضة الطلبة لدعم غزة.. الجامعات الأوروبية والأسترالية والأمريكية تشهد مظاهرات منددة بإسرائيل    إسرائيل وحزب الله يستعدان لرقصة خطيرة.. مسؤول ل«وول ستريت»: الطريق للهدوء في الشمال هو التصعيد    زد يهزم بلدية المحلة بثلاثية في الدوري الممتاز    مصرع شابين في حادث انقلاب سيارة محمله بالأسماك في الفيوم    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    الطلاق 3 مرات وليس 11..ميار الببلاوي ترد على اتهامات شيخ أزهري    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    ختام امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية (صور)    تجديد حبس المتهمين بسرقة السيارات في العجوزة    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مجرم في كهرباء الجيزة!    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن وباء كورونا ك«سر حربى» تصاغر الدول العظمى والخوف العربى من الحقيقة
نشر في الشروق الجديد يوم 15 - 04 - 2020

اختفت الأخبار السياسية ومعها التحليلات وتصريحات كبار المسئولين فى مختلف أنحاء العالم، وتركزت أنظار الناس واهتماماتهم وأحاديثهم على أخبار اجتياحات وباء كورونا لدنياهم، مغربا ومشرقا، جنوبا وشمالا، وصولا إلى الجزر البعيدة فى أعماق البحار.
انطوى الناس رجالا ونساء فى بيوتهم وقد احتضنوا أطفالهم وفتيانهم وفتياتهم بخوف يفوق ما عرفوه فى حياتهم خلال الحروب أو انتشار الأوبئة التى باتت معروفة وأسباب علاجها، كالسل والتهاب المفاصل وحتى السرطان الذى استولد من ذاته أنواعا مختلفة تتدرج خطورة حتى القتل.
لم يكن من ملجأ إلا العلم.. وكما كانت الصين أول دولة ضربها هذا الوباء الذى لا يرحم، فإنها كانت أول دولة اجتهد علماؤها على إيجاد الدواء الشافى لهذا الوباء الخطير الذى فرض شبح الموت على الناس جميعا على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم والمناخ السائد فى البلاد المختلفة.
لم تنفع تبجحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب و«تغريداته» اليومية متعددة الأغراض والأهداف فى تمرير ادعائه أن الصين قد «ابتدعت هذا الوباء لأغراض سياسية»، إذ لم تلبث جراثيم كورونا أن انتشرت فى أربع رياح الأرض، مع «تمييز» الولايات المتحدة بعدد الإصابات فى ولاياتها المختلفة بحيث تفوقت على الصين وسائر أنحاء أوروبا المثقلة بالمرض ذاته، بأعداد المصابين فيها.
بلمحة بصر انتشر هذا الوباء فى أربع رياح الأرض، موقعا فى دول أوروبا الغربية (إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ثم السويد وسويسرا وبريطانيا) ما يزيد عن مليون إصابة وآلاف الوفيات.
وكان طبيعيا أن تصل هذه الجرثومة القاتلة إلى البلاد العربية (ولو على خفر، أو مع التجاهل الرسمى فى البدايات، ثم الاعتراف تدريجيا وبضغط من الواقع المعاش).. خصوصا أن الدول جميعا قد اعترفت بأعداد الإصابات وصار الإنكار تهمة على طريقة «كاد المريب أن يقول خذونى».
***
اعترف لبنان، بداية، وأخذت وزارة الصحة تنشر، وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، جداول يومية معززة بإحصائيات موثقة رسميا عن أعداد المصابين والمصابات بهذا الداء الوبيل، وأعداد المتوفين به (وهو قليل نسبيا إلى أعداد المصابين التى ما تزال حتى اللحظة دون الألف).
وكالعادة فى مثل هذه الحالة، تكتمت معظم الدول العربية على انتشار هذا الوباء فيها، ثم اضطرت إلى مباشرة الاعتراف على استحياء بأعداد المصابين.. وهى، إن كانت صادقة، أقل بما لا يقاس من الإصابات فى أوروبا عموما، ولا سيما فى الولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك بالصين.
يذكر فى هذا المجال أن رئيس الصين شى جين بينغ ذات المليار نسمة، قد ذهب بنفسه إلى مدينة ووهان، مع الإعلان ولأول مرة عن انتشار هذا الوباء فيها، مع التعهد بمكافحته... ولقد كان، ففى أقل من شهر تم الإعلان عن نظافة صين المليار بشرى من الوباء الذى لا يرحم.
أما فى واشنطن، فقد عمد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الإنكار، ثم فضحه انتشار الوباء بطريقة مريعة، خاصة فى نيويورك، ثم تنقل بين الولايات فضرب فيلادلفيا وفلوريدا وتكساس إلخ.. وقد تسارعت الإصابات حتى تجاوزت نصف المليون إصابة، بينما تعاظمت الوفيات حتى زادت عن 18693.
وفى محاولة عبثية وإنكار معيب ادعى ترامب أن جرثومة كورونا قد وصلت إلى الولايات المتحدة عبر «طائرة» قادمة من الصين.. (وكانت تلك نكتة سمجة)... ثم عاد هذا الرئيس المهووس بإطلاق التصريحات الهوجاء، يطلب من الصين أن تساعده فى تزويد بلاده بما توصلت إليه من أسباب العلاج، مع التأكيد على أن العلماء الأمريكيين يقتربون من الوصول إلى أسرار الشفاء.
***
بعيدا عن الأخبار المزعجة عن هذا الوباء القاتل، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات حول أداء معظم الدول العربية فى التعاطى مع هذه «الجائحة» التى لا ترحم كبيرا أو صغيرا، رجلا كان أم امرأة:
* أولى هذه الملاحظات تتصل بمدى احترام أهل النظام العربى لشعبهم. فالوباء ليس سرا حربيا، يمنع كشفه حتى لا يفيد منه الأعداء.
* ثانى هذه الملاحظات أن أكبر دول العالم وأقواها (الصين والولايات المتحدة، وروسيا، ودول أوروبا على اختلاف أنظمتها وميولها) قد انتبهت إلى حقيقة أن واجبها يفرض عليها أن تصارح شعبها بالحقيقة، التى لا هى تملكها وليس من حقها أن تحجر عليها، أقله من أجل أن ينتبه الشعب ويستعد ويعمل على توفير أسباب العلاج.
* إن أخبار الوباء قد عمت فوصلت إلى أسماع الناس فى أربع رياح الأرض، خصوصا أنها تهم وتعنى كل الناس فى القارات الخمس والتستر عليه مستحيل بداية، ثم إنه يكشف عن احتقار الحاكم لشعبه (الذى ما يزال فى نظره «رعية» له أن يبلغها بما يراه مناسبا، و«بما لا يتسبب» فى نشر الذعر فى المجتمع وكأنه يكفى أنه يعرف، أو كأنه يستطيع منع المعلومات عن شعبه)، وله أن يكتم عنه كل ما يعتبره من أسرار الدولة، ولا يجوز أن يعرف به الناس حتى لا يخافوا.. وكأن المعرفة تخيف أكثر من الجهل، بل التجهيل المقصود.
* إن بعض الدول العربية قد تكتمت فى البداية على هذا الوباء ثم اضطرت إلى الإعلان.
يقال: إن لكل عصر أوبئته وأمراضه.
ويقال: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
فاحفظوا أنفسكم، من أجل أطفالكم، من أجل من تحبون، وقبل وبعد من أجل وطنكم.
حماكم الله حيثما كنتم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.