زرت ليبيا، أول مرة، مع مطلع العام 1971، وكنت في مجلة "الصياد" نيابة عن "معلمي" آنذاك، الراحل سعيد فريحة الذي التقى في القاهرة بعض أعضاء "مجلس قيادة الثورة" بقيادة "الأخ القائد معمر القذافي".
ولقد تيسر لي أن التقي "الأخ معمر" في مزرعة للزيتون في (...)
ها نحن في الوطن العربي عموماً، وفي المشرق العربي خاصة، نستقبل بمرارة العجز والفشل في صياغة مستقبل أفضل لما بعد التخلص من هيمنة السلطان العثماني عبد الحميد وخليفته.. ذلك الذي قاد الانقلاب مع مجموعة من الضباط بقيادة "الثائر" اتاتورك الذي كف يد "جيش (...)
هى جرثومة صغيرة، تكمن داخل الداخل من الجسد البشرى فلا تُرى إلا عندما تبدأ الآلام المبرحة فى افتراس ضحيتها.. إلا إذا أنقذها الطب مشفوعا بدعاء الأهل وصلواتهم.
ولقد فتكت هذه الجرثومة القادرة على قتل الملايين فى أربع جهات الأرض، بآلاف مؤلفة من المواطنين (...)
بدايةً، كل رمضان وأنتم بخير، وعسى أن يمن الله علينا بتبدل فى الأحوال ويعيد لهذه الأمة اعتبارها لتاريخها ويفتح أمام أهلها أبواب العزة والكرامة لبناء المستقبل الأفضل الذى يستحقون.. والذى كاد يضيع منهم أو يسرق فى ظل تواطؤ البعض مع العدو الإسرائيلى.
إن (...)
تعاملت بعض الدول العربية، عموما، مع وباء «كورونا» على أنه سر حربى، لا تجوز إذاعة أخبار انتشاره، وأعداد الإصابات، والوفيات أساسا، فى كل من هذه الدول، كبراها والمتوسطة والصغيرة (ربما بغرض توقى شماتة الأشقاء وإشفاق الأصدقاء).
أما بعض الحكومات فكانت (...)
اختفت الأخبار السياسية ومعها التحليلات وتصريحات كبار المسئولين فى مختلف أنحاء العالم، وتركزت أنظار الناس واهتماماتهم وأحاديثهم على أخبار اجتياحات وباء كورونا لدنياهم، مغربا ومشرقا، جنوبا وشمالا، وصولا إلى الجزر البعيدة فى أعماق البحار.
انطوى الناس (...)
كورونا هى الخبر، وهى موضع البحث والتحليل، هى المصدر وأسباب الوقاية والعلاج، إذا ما توفر ونجح فى تحقيق الشفاء وتأمين سلامة المصاب.. وأهله.
عيون الناس، رجالا ونساء وفتية وصبايا الورد مركزة على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى تتابع بقلق (...)
العالم صغير، حتى إن جرثومة متنقلة أثبتت أنه «واحد» فى وجوده، وإن تعددت الأنظمة السياسية.
إنه أصغر من جرثومة صغيرة: مثل الكورونا..
وهى جرثومة ترفض العنصرية، والتمييز الطبقى، وتساوى بين الناس جميعا، لا فرق بين عربى وأعجمى، وبين غنى بمليارات الدولارات (...)
ولما اطمأن السلطان أردوغان إلى تفكك العرب وسيادة الفرقة بين دولهم التى معظمها مصطنع ومصنع.
.. وإلى استقطابه الدعم الروسى بالحاجة إلى أرضه للنفاذ إلى أوروبا، إضافة إلى «التحالف القديم» مع الغرب بعنوان الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاصرة الاتحاد (...)
وعى جيلى الحياة والأمة أمتنا العربية تنبض بالثورة، وتقاتل من أجل تحرير الأرض بالإرادة: صد العدوان الثلاثى على مصر عبدالناصر فى خريف 1956، ورفض حلف بغداد الذى أراد البريطانيون (ومن خلفهم الأمريكيون) إقامته لعزل المشرق العربى (سوريا ولبنان والعراق (...)
يبدو أن سنة 2020، التى نعيش نهايات شهرها الأول، ستشهد تغييرات واسعة ومؤثرة على صورة الغد الذى كنا نتمناه أفضل.. لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.
إن عددا من الدول العربية تعيش فى قلب الاضطراب، وهى تقاوم التغيير باللجوء إلى المحرمات: التحالف العلنى أو (...)
يطل العام 2020 على العرب، عموما، عبر دمائهم المهدورة، كما فى العراق واليمن، أو فى سوريا وليبيا التى اختارها «السلطان» أردوغان لتكون قاعدة لعسكره، من دون أن يهتم برأى شعبها الذى يتساقط فى حروب ظالمة لا تعنيه، وإن كانت تشغل بال «السلطان» ويريدها بأى (...)
قبل سنوات تسنى لى أن ألتقى «السلطان» أردوغان فى بيته الريفى فى بعض ضواحى أنقرة.
كان علينا أن ننتظر أردوغان دقائق طويلة قبل أن «يهل» علينا وهو لا يزال يهتم بتسريحة شعره، ويطمئن إلى «انضباط» ربطة عنقه وجوانب سترته وكأنه ذاهب إلى عرض أزياء رجالى.
سلم (...)
يمضى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى تقمص دور السلطان العثمانى غير منتبه إلى اختلاف الظروف وسقوط السلطنة وتحرر «الرعايا»، وقيام عالم القطبين وانهيار الاتحاد السوفيتى وعودة روسيا، بقيصرها الجديد بوتين، إلى محاولة النهوض ببلاده اقتصاديا وعسكريا (...)
تبدو الدول العربية، فى هذه الحقبة، متباعدة، وأحيانا إلى حد العداء، متنابذة، متكارهة، انفصل أغنى أغنيائها بالنفط والغاز عن فقرائها حتى لكأنهم لم يكونوا فى أى وقت أمة واحدة، ولن يكونوا فى غدهم أشقاء متضامنين متكافلين فى السراء والضراء.
قصد أهل النفط (...)
عاش جيلى الذى ولد قبيل منتصف القرن الماضى نكبة فلسطين التى لم يكن ممكنا تصديق وقائعها المهينة، كما قدمها الإعلام الرسمى العربى ومفادها: أن العصابات الصهيونية، بعنوان «شتيرن» و«هاجاناه» استطاعت أن تهزم «الجيوش العربية لكل من مصر وسوريا، مع مشاركة (...)
الوطن العربى ينزف أبناءه، لاسيما المؤهلين منهم وأصحاب الاختصاصات العلمية والخبرات الفنية والمعرفة بأسرار التكنولوجيا الحديثة: علماء، أطباء، مهندسون.. إلخ.
الأخطر هو اليأس من الوطن، بدولته وحكوماته المؤتلفة على اختلاف، أو المختلفة على اتفاق ضمنى على (...)
كتبوا فقرأنا عن «عصور الانحطاط» التى تردت فيها أسباب الحياة، وعم الجهل والفقر واندثرت اللغة وآدابها، شعرا ونثرا، ولولا القرآن الكريم وموقعه فى صلب الإيمان لسادت الأمية وغلبت الهجانة واغترب الناس عن تاريخهم وعن أنفسهم حتى كاد العرب أن يندثروا.
أما فى (...)
الاستعمار كل استعمار عبقرى فى تفتيت الأمم والشعوب: إنه يدرس «المكونات الأصلية»، ويفرز «الأقليات» فيزيد من شعورها بالاستضعاف ليرتهنها ويستغلها لأغراض هيمنته وفقا لقاعدة «فرق تسد» المعروفة.
وعندما جاء الاستعمار الغربى ليرث الاحتلال التركى أخذ عنه هذا (...)
يهرب العرب، فى أربع رياح أرضهم من واقعهم البائس إلى أحلامهم مستحيلة التحقق، ويطوى كبار السن منهم دفاتر ذكرياتهم على ما كانوا قد أنجزوه أو كانوا على وشك إنجازه لولا... و«لولا» هنا متعددة المعنى وإن ظلت نتائجها واحدة: الخيبة.
الهزيمة أمام العدو (...)
فجأة، ومن غير مقدمات تبرر «ترقية» المستر جاريد كوشنر من مرتبة صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مرتبة نائب الرئيس ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ورجل المهمات الخاصة التى لا يُكلف بها الرئيس غيره، متجاوزا وزير الخارجية، بل الوزارة جميعا (...)
منذ الخمسينيات، أى مباشرة بعد إقامة الكيان الصهيونى على أرض فلسطين العربية فى العام 1948، بالتأييد الدولى الكاسح الذى جمع بين المعسكرين المتصارعين، الولايات المتحدة الأمريكية (ومعسكرها الغربى بعنوان بريطانيا وفرنسا.. إلخ) والاتحاد السوفيتى (الذى كان (...)
أنظمة النفط والغاز محمية بحماة ثرواتها التى تعطيهم أكثر ما تعطى أصحابها. وبالمصادفة التاريخية والجغرافية معا فهى تقع فى أقصى جنوب شبه جزيرة العرب. وإسرائيل محمية بعلة وجودها كقوة فصل بين المشرق والمغرب العربى، فضلا عن دورها فى إنهاك الدول العربية (...)
قبل قرن من الزمان، جاء الاستعمار الغربى، ممثلا فى بريطانيا العظمى وفرنسا إلى المشرق العربى فتقاسمتا أقطاره وفق معاهدة سايكس بيكو، باعتبارهما المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى: لبنان وسوريا (التى اقتطعت منها الضفة الشرقية إمارة للأمير عبدالله ابن (...)
هل جاء زمن إعادة النظر فى خريطة الوطن العربى، بدولها الغنية المرتهنة للأجنبى، لا فرق بين أن يكون أمريكيا أو إسرائيليا، أو تابعا مطيعا لهما معا؟
إن الوطن العربى بأقطاره كافة يتعرض لاضطراب عنيف يتهدد دوله، تستوى تلك التى لها جذور فى التاريخ، مصر، (...)