أفتى الشيخ الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، بأن تعليم الأقرباء والجيران والتعلم منهم واجب وطنى يرتبط بالمسئولية الاجتماعية، وفرض دينى على جميع المسلمين، حيث قال: إن التعليم والصحة واجبان على الجميع، وقال «إللى يقولك أنا حر فى ولادى.. قله لا أنت مش حر فى الاثنين دول تحديدا». وأشار المفتى إلى حديث الرسول: عن ابن أبزى عن أبيه، قال: «خطب رسول الله فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا، ثم قال: ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذى نفسى بيده، ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن، أو لأعالجنّهم بالعقوبة فى دار الدنيا»، رواه البخارى فى الوحدانيات. ووصف جمعة خلال ندوة نظمتها مكتبة مصر الجديدة قبل يومين الحديث بأنه ينبغى أن يكتب بماء الذهب لأنه أمر يتعلق بالتعليم وهو أساس المجتمع، وأكد أن حرية التعليم والتعلم ليست فردية وخاصة بكل فرد على حدة ولكنها مسئولية جماعية مرتبطة بالمجتمع، والدليل على ذلك أن الرسول عجل العقوبة على عدم التعلم والتعليم فى الدنيا. وعلق جمعة على الحديث الشريف قائلا إنه يمثل موقفا لم ير التاريخ له مثيلا فى تقديس العلم، حيث جعل التعليم والتعلم واجب اجتماعى يستحق تاركه العقوبة فى الدنيا. واستكمل الشيخ جمعة الحديث: «فقال أصحاب رسول الله من يعنى بهذا الكلام؟ قالوا: ما نعلم يعنى بهذا الكلام إلا الأشعريين فقهاء علماء، ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة، فاجتمع جماعة من الأشعريين، فدخلوا على النبى فقالوا: ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر فما بالنا؟ فقال رسول الله(ص): لتعلمن جيرانكم ولتفقهنهم ولتأمرنهم ولتنهونهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة فى دار الدنيا، فقالوا: يا رسول الله، فأما إذن فأمهلنا سنة، ففى سنة ما نعلمه ويتعلمون، فأمهلهم الرسول سنة، ولم تمض إلا وجميع الأشعريين متعلمون». الحديث السابق جاء فى سياق تأكيد المفتى أن التعليم والتعلم ومحو أمية المقربين من الأهل والجيران واجب على كل مسلم، ويعد أساسا للمساهمة فى القضاء على الأمية فى مصر والعلم الإسلامى.