بوابة شموس نيوز – خاص عصابة المثقفين (أو جماعة البرصان والعرجان والحولان)! – ..هل السكوتُ علامةُ الإيقانِ بالخُسرانِ.. بعد خيانةِ الأعوانِ.. بعد نفادِ خزان الذخيرةِ؟ …………………………………. – لا.. بلِ النَّفَزانُ من نَشَزانِ موسيقا الغُواةِ.. وقد تَراقصَ حولَها الغِلْمانُ والمُجَّانُ فى حانِ الثقافةِ.. من عَبيدِ الأصفرِ الرنَّانِ.. صِبْيانِ الوزيرِ أو الوزيرةِ.. أو عُمومِ بِطانةِ السُّلطانِ.. ممَّنْ كنتُ قد أسميتُهمْ بعِصابةِ الشيطانِ! من نَفَرٍ إذا قَرأوا.. فبالعيْنِ الضَّريرةِ.. أو إذا كَتبوا.. فبالأيْدِى الأجيرةِ.. أو إذا نَطقوا.. فبالفُلقانِ! مِن فضِّ اللِّجانِ يُهرولونَ معًا إلى عَقدِ اللجانِ.. من اخْتِتامِ المِهْرجانِ إلى افتتاحِ المهرجانِ! فقلتُ: عن وجهِى اغْرُبوا يا أيها البُرْصانُ.. والعُرْجانُ.. والحُولانُ! ………………………… لكنْ لم أصدقْ ما ترى العينانِ: جاءوا بالبَغِىَّ الحَيْزبونِ.. فجَرَّدوها نظَّفوها من وَنيمِ القمْلِ والذِّبَّانِ.. حتى لم يعد فى شعرها أثر من الصئبان! ثم تعهَّدوا الرِّدْفيْنِ والخَوْرانَ بالتطهيرِ مما يشبهُ القِرْدانَ! واحتالوا على ريحِ الصُّنانِ وقد تعرى الخيزبانُ! فأحرقوا عُودَ البَخورِ ليطردَ الريحَ العُثانُ! وكلَّما خافوا من الزَّنَخانِ.. رشُّوها بشيءِ من رذاذِ الزَّعْفرانِ! وقيل: فلتأت الرواقنُ بالرِّقانِ.. فشَوَّفوها مثلما شاءوا: طَلَوْا فمَها بصِبْغِ الأُرْجُوانِ.. وألبسوها الطَّيلَسانَ! وزَركشوها بالحُلِىِّ.. بزائفِ الياقوتِ والمَرْجانِ.. فابتهجَتْ بشخْشَخةِ الخلاخلِ والأساوِرِ تلك.. والخِرْصانِ! وانتفجَتْ.. وخالجَها عظيمُ الخُنزوانِ.. وأومأتْ.. فأتى الصغارُ يهرولونَ.. من الصفيقِ المَرقعانِ.. إلى البَطينِ الجَرْدبانِ.. فكلُّ غُرنُوقٍ أتى بقميصِ سيِّدِهِ.. فلا تتشابهُ القُمْصانُ! فابتسمتْ لهم بالفمِ الصَّمغانِ.. أهلًا يا لَكاعُ.. ومرحبًا يا مَلكَعان! ………………. وهكذا اتّفقَ الرَّقيعُ مع الوضيعِ.. فأجْلساها فوق كُرسىٍّ على بوَّابةِ الحانِ.. ارْجَحنَّ بها وراحا يَهتِفانِ لها على إيقاعِ الارْجِحْنانِ! وانتدبا إليها جوْقة الجُسَّانِ.. فاكتملتْ طقوسُ الحفْلِ بالزَّفَّانِ.. والحَفَّانِ! ثم تطوَّعَ الأغَواتُ والخِصيانُ بالتصفيقِ بين الطَّبلِ والزَّمَرانِ! ……………………………. قلتُ لهم: فمنْ هذِى؟ فقالوا: تلك حسناءُ الحِسانِ! وأقسموا لِلحاضرِينَ بأغلظِ الأيْمانِ.. قالوا: إنها البِكْرُ الحَصانُ! فصحتُ فيهمْ: يا بَنِى اللَّخْناءِ حمراءِ العِجانِ! أصارَ يُشهَدُ لِلبَغايا بالبَكارةِ.. ثم لِلأيْدى التى قادتْ وعادتْ.. بالطهارةِ؟! هل تَساوَى فى الجَدارةِ فنُّ تَرويجِ البِغاءِ مع ابتغاءِ المأثُراتِ! وأين تثقيفُ العُقولِ من الدَّعارَةِ! والمُثقَّفُ ما لَهُ والقَهْرمان؟ ……………. وقلتُ أبدأُ نزْعَ أقنِعةِ الدِّهانِ عن الوجوهِ المُستعارَةِ.. فاقتحمْتُ صفوفَهمْ وأزحتُ أطْرافَ السِّتارةِ.. كى يَرى الجُمهورُ سِيماءَ الهوانِ على جبينِ البهْلوانِ.. أردتُ فذلكة الكبيرِ الثُّعلُبانِ.. فقلتُ: إن ربيعَهُ الملآنَ بالإِنعامِ والرِّضْوانِ يُنْبئُكُمْ بزيْفِ (خريفِهِ الغضْبانِ)! ثم كشفتُ عوْرةَ الامْتهانِ.. أردتُ غَشْمرَةَ الصغيرِ الكيْذُبان.. فقلت: جاء المُظْلِمونَ يُبشِّرونَ بالاسْتنارةِ.. وادَّعَى الشرفَ الرفيعَ القَلْطَبانُ! تَبجَّحَ الكشخانُ بين جُموعِكمْ.. فى حينِ أبلستُمْ جميعًا ما حفلتُمْ.. بل هتفتُمْ واحتفلتمْ بالحقارةِ! …………………… لم يكُنْ فوقَ الذى حاولتُ فى القُدْرانِ! ما بِيَدِ الكبيرِ.. إذا صغارُ القومِ صاروا فى الصَّدارةِ؟! فاستَندْتُ إلى عَصاىَ.. طويْتُ أوراقى وقلتُ عساىَ أنجو مِن مُقارَفَةِ القذارةِ! واستَدرْتُ.. جذبْتُ أطرافَ السِّتارةِ.. ======================== (*) من ديوان مخطوط بعنوان: [ما كان فى الإمكان.. كان]!