عادة التأمل في الحياة يشكل تحديا كبيرا لكنه في الوقت نفسه يعد رحلة مكللة بالنجاح لأن عبره يمكنني العودة بأفكاري إلى الوراء حتى وإن كنت في كثير من الأحيان أسلك الطرق الخوالي التي طوى النسيان بعضها والتناسي طبعا بعضها الآخر لزمن طويل ومن خلاله طبعا عادة يلح علي التساؤل عن سبب تشبث المرء في محطة محدودة من حياته يعني بمسار من دون غيره 0 كما أنه طعبا يجعلني أعود بمخيلتي إلى مفترق الطرق 0 وذلك من أجل أن أبحث عن الأسباب التي جعلتني أقرر بحدسي سلوك هذا الطريق وليس طريق آخر0 لكن اليوم طبعا بعد معرفة النتائج التي آلت إليها قرارات الأمس يمكنني الحكم في ما إذا قادت تلك القرارات إلى الأهداف المرجوة أم عكس ذلك ؟ طبعا يمكنني القول بأنه ماكان مستحيلا علي تحقيقه في حياتي السياسية قد كان سببه التهميش والنسيان 0 وحتي اليوم من المستحيل تحقيقه بسبب الضغوطات من جهة وتسارع وتيرة الأحداث من جهة ثانية 0 هذا طبعا ويبقى المسافة عادة يكون كفيل بإصفاء المزيد من الوضوع على نظرتي إلى أحداث الماضي المترابطة والمتشابكة 0 وهذا الترابط وهذا التشابك يصعب طبعا من عملية إجراء التقييم لهذه الأحداث ومجرياتها 0 كما أن هذه الحقبة من حياتي قد كتب فيه الكثير من واكبوا معي هذه الأحداث وراقبوها بحكم وظيفتهم0 أما أنا فبعد إبتعادي نصف عقد من الزمن يعني خمس سنوات كاملة عن الأحداث السياسية فإنني أقدم تفسيري الشخصي الذي يعد طبعا واحدة من المساهمات في سبيل إجراء تقييم موضوعي شمل لهذه الحقبة الزمنية0 هذا طبعا ويبقى ما يهمني في الحقبة التاريخية هو المحطات والتطورات السياسية الأساسية التي كانت طبعا تتطلب القدرة على إتخاذ القرارات والشجاعة والصلابة إضافة إلى الإرادة والقدرة على إ ظهارالمواقف ومحاولة فرضها في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الجزائر مرحلة ثمانينيات القرن الماضي 0 بعد هذا التمهيد أعود فأقول بأننا في الجزائر نمتلك المقومات والثرورات والركائز اللازمة للعزة والكرامة على الصعيدين العالمي والدولي 0 لأن للجزائريين بلدا عظيما فالجزائر بلد غني من حيث الموارد البشرية والثروات الطبيعية 0 كما أن الجزائر طبعا تتمتع بموقع جغرافي فريد من نوعه 0 فالجزائر تقع في مدخل القارة السمراء وضمن موقع جغرافي خطير جدا 0 كما أن الجزائريين قد ورثوا حضارة غنية وثقافة عريقة سواء ي عصر الإسلام أو قبله طبعا بدرجة أقل 0 كما في عصر الإسلام قد ساهم الشعب الجزائري في الإرتقاء بالثقافة الإسلامية إلى أعلى مدياتها 0 كما أن للشعب الجزائري تجربة طويلة وممارسة ناجحة في جميع العلوم الإسلامية 0 فالشعب الجزائر ي هو شعب ثاقب النظر وواع ومثقفا0 وهذا طبعا مما يجعلني اليوم أقول بأن التأكيد على مميزات الجزائر الجيوسياسية يعطي بلا شك زخما واضحا في عملية صنع القرار في السياسية الخارجية الجزائرية 0 نقول هذا طبعا حتى وإن كان طبيعة النظام السياسي في بلادنا تترك أثرها على طبيعة السياسة الخارجية وهذا طبعا مما يمكن أن يجعل عملية صنع القرار في السياسة الخارجية الجزائرية تمتاز بالتعقيد والتشابك في طبيعة فهم صنع القرار 0 وهذا مما يمكن الجزائر طبعا من إمتلاك خصوصية وتميز على مستوى الفهم العام والخاص مقارنة بالسياسة الخارجية لبقية الدول المغاربية والعربية 0 فهذه الخصوصية قد تميزت الجزائر طبعا بعد إستقلالها مباشرة 0 وكدلك ما تتمتع الجزائر من مقومات فهي تمتد على أكبر مساحة في القارة السمراء بعد إنفصال جنوب السودان عن شماله 0 وهذه المساحة تمنحها فرصا مهمة هذا وتبقى الجزائر تمثل الجسر بين المنطقة المغاربية والبحر الأبيض المتوسط 0 كما أنها تشكل القلب الجغرافي والثقل السكاني للمغرب الإسلامي 0 فمنطقة المغرب العربي تشكل كتلة سكانية متجاورة جغرفيا ومن الناحية التاريخة إنتظمت دول هذه المنطقة في علاقات مكثفة تفاوتت بين التعاون والصراع 0 كما تفاوتت قضايا التفاعل بين دول هذه المنطقة من العالم بين مرحلة تاريخية وأخرى وتبقى دائما لقضية المحورية هي من يقود وفي الإطار طبعا كان الدور القيادي للجزائر هو القضية الأكثر إلحاحا إلى جانب القضايا الناشئة عن الخلاف الحدودي وقضايا التكالب الإستعماري0 كما يمكن القول طبعا بأنه مع نيل الجزائر لإستقلالها وخروج الإستعمار الفرنسي قد حدث تحول خطير في الشعور الجماعي أو الوجدان الجمعي الجزائري رافقه تحول مشابه في موقع الجغرافية السياسية الجزائرية إذ بدأت فئات الشعب الجزائري تشعر لأول مرة في تاريخها المديد بأنها تحررت من معادلة الأسر الإستعماري الغربي 0 فالحدث الجزائري في ستنيات القرن القرن الماضي شكل في الواقع ضربة موجعة للقوة الإستعمارية الغربية وأفقدها الهيمنة المطلقة التي كانت تدعيها لنفسها0 كما أنه على مستوى السياسة الخارجية قد كان هناك شعور تاريخي قل نظيره في أي وحدة جيوبولوليتكية في العالم 0 لأن الإستعمار أو الإستدمار المستديم الذي ظل جاثما فوق صدر الجزائر لفترة زمية تقدر بقرن وأكثر من ثلاثة عقود من الزمن زال وأتاح فرصة ذهنية للجزائريين ليضطلعوا مجددا بدورهم التاريخي المميز كحلقة مركزية بين الأمم في جادة التحرير وأصبحوا مطالبين بإعادة تعبيدها بوسائل عصرية متطورة0 طبعا ومن دون الدخول في تفاصيل التفاعلات التاريخية بين الدول المغاربية يمكن القول بأن التفاعلات قد كانت في معظم الأحوال متوازنة هيكليا كما أن العلاقات بين الدول المغاربية تكون متوازنة عندما العلاقات بين هذه الدول إيجابية تعاونية في كل القضايا أو في معظمها0 حيث عندما تكون متوازنة لا تسبب طبعا توترا بل لا يصبح أمام الجميع سوى القبول بالوضع القائم والتصالح 0 أما في الحالة التي تكون فيها الأشكال غير متوازنة هيكليا فإن طبيعة العلاقات بين هذه الدول تصبح تنطوى على قوى تدفع نحو التغيير أن العلاقات بين هذه الدول تصبح صراعية 0 وهذا لصراع في الحقيقة يفتح بابا واسعا للهيمنة الإستعمارية للتدخل في الشئون الداخلية لدول هذه المنطقة 0 هذا طبعا وقد إتسعت المنطقة لمغاربية التاريخية لتشمل دول أخرى من القارة السمراء كدولة النيجر ومالي وهذا طبعا يعود للتلازم الإقتصادي والسياسيبشكل أكثر تركيزا في عالم مابعد الحرب الباردة 0 كما أنه طبعا قد يتم طرح تساؤلات كثيرة على مستوى الإهتمام الخارجي مع الدول المحورية في هذه المنطقة المحورية 0 وهذا مما يجعلنا نقول بأن السياسة الخارجية الجزائرية يمكنها اليوم توظيف القدرات الجيوسياسية للجزائر في بناء معادلة بين دول المنطقة المغاربية ودول القارة السمراء من جهة وبين العلاقات بالعالم الغربي من جهة أخرى 0 وأن مثل هذا التوازن يتيح للجزائر أن تجد متنفسا في وسط القارة السمراء0 هذا من جهة ومن جهة ثانية العمل ومن جهة ثالثة لابد للسياسية الخارجية أن تقوم بلعب دورها من دفع الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميريكية مثلا للإيجاد تسوية في منطقة الشرق الأوسط 0 لأن مثل المذهب طبعا يقرب الجزائرفي الجغرافية السياسية الإقليمية من مسألة الإطار الناظم لسياسة خارجية تتحرك في إتجاهات عدة في وقت واحد0 وهذا الحال هو الذي من المفروض أن تكون علية السياسة الخارجية للجزائر 0 لأن الناظم الذي يربط مشاغل الأمن في المنطقة المغاربية مرتبط بالدوافع الأساسية للسياسة الخارجية الجزائرية في سعيها لإقامة تحالف إقليمي في شمال القارة السمراء 0 هذا مع مواصلة بذل الجهود من أجل تطبيق مفهوم الوحدة الإقليمية في منطقة المغرب العربي 0هذا طبعا مع الحفاظ على الأمن في المنطقة المغاربية علي بنية إقليمية قوامها دول الشمالي الإفريقي وهو الأمر الذي دفع الجزائر طبعا على رفض محاولة فرنسا صوغ الأمن في هذه المنطقة من القارة السمراء بمقتضى مصالحها الإستراتيجية 0 هذا طبعا ويبقى مثل هذا لسلوك في السياسة الخارجية الجزائرية وخصصا القضايا الإقليمية التي تراها بمنظار الأهمية الجيوستراتيجية و التي تعلقها على المفاهيم الجغرافية والجيوسياسية يفرض على الجزائر طبعا العمل على إيحاد ودفع قطار الإتحاد المغاربي للتحرك من أجل رؤية النور من جديد 0 وهذا طبعا من أجل الحد من نفوذ القوى العظمى في المنطقة المغاربية كالولايات المتحدة الأميريكية والصين وأوروبا 0 وجعل المنطقة المغاربية موقعا فاعلا للسلوك الجيوسياسي للجزائر وسعيها إلى لإنشاء تكتل إقليمي في منطقة الشمال الإفريقي هذا المنطقة عرضة للإبتزاز من كثير من دول تحت مظلة ما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي 0 كما أن مثل هذه السياسة هي التي تجعل الجزائر تصبح مركزا للثقل في هذه المنطقة من العالم 0