شموس نيوز – خاص ارسُمْ صليبَكَ يا صديقى إنْ يكنْ لا بدَّ من رسمِ الصليبِ اليومَ فلْترسُمْ صليبًا خافتًا كلَّ الخُفوتِ.. اسمعْ لَهُ.. وتعلَّمِ التعبيرَ منْهُ حين يَنطِقُ بالسُّكوتِ! فيطمئِنُّ الطيِّبونَ لَهُ وتَبتهِجُ الأراملُ والثَّكالَى فى البيوتِ.. ارسمْ لنفْسِكَ يا صديقُ.. ولِى كأنى واحدٌ من حامِلى هذا الصليبِ الشَّاعرِ المتكلَّمِ.. الخَجِلِ.. الصَّموتِ! ارسمْ صليبًا مانعًا.. لا جامِعًا واجعلْ لهُ فى الرَّسمِ حدًّا قاطعًا من أجْلِ فصلِ القُوتِ فى الأَيْقونةِ العُظمَى- عن الياقوتِ! فَلْترسمْ لنفْسِكَ يا أخى فأنا صليبِى لا يُرَى بالعيْنِ.. ليس بذِى كِيانٍ بلْ صليبٌ كائنٌ فى لا مكانٍ! لا صليبٌ بين صُلْبانٍ! فهَيَّا ارسُمْ صليبَكَ باتساعِ جروحِ أرضِكَ كلِّها فبشرقِها وبغرْبِها.. بشَمالِها وجنوبِها صلِّبْ صليبَكَ يا صديقُ.. وإن يكنْ لا بدَّ من تَجميلهِ.. جَمِّلْهُ! ثم احمِلْهُ وحدَكَ تحتَ وهْجِ الشمسِ أو فى الرِّيحِ حالَ هُبوبِها! فإذا الرِّياحُ محَتْهُ.. فانْحَتْهُ! وبشِّرْ بالخلاصِ الناسَ واكْرُزْ تحتَ ظلِّ صليبِكَ المنحوتِ فى المَلكوتِ.. أنتَ الآنَ أَصبحْتَ الصليبَ الحقَّ يُمكِنُ أن تُسافِرَ فى الزمانِ بحيثُ تَحيا الفِصْحَ.. تَمتحِنَ النصوصَ بما جَرى حتى تَصِحَّ! الآنَ يمكنُ أن تهاجِرَ فى المكانِ كما ترى! قد تَرتقِى جَبلا لِكىْ تعِظَ الوَرَى من فوقِهِ أو تَنتقِى سَهْلا وتُسْدِى النُّصحَ! أنتَ الآنَ يمكنُ أن تَجوبَ الأرضَ: تبدأُ عَبْرَ أَدْناها وتَسعَى فى قُراها.. حيثُ تبلغُ مُنتهاها ثُم تجلِسُ تحتَ ظلِّ شُجيْرةٍ بَلُّوطةٍ.. أو نخلَةٍ ستكونُ قد أَنْهيتَ أوَّلَ خُطوةٍ فى رحلةٍ فخرجتَ من عَتَبٍ إلى عتبٍ وقدْ تَغفُو قليلا تحتَ هذا الظلِّ حتى يَستريحَ الجِسمُ من تَعبٍ وتحلُمُ بالصليبِ الطَّيفِ: أشْبَاهًا! وتَتْلُوَ ما تيسَّرَ من نصوصِ العهْدِ أَوَّاهًا.. وتدَّكِرُ الحبِيبَا فاذكُرْ صديقَكَ كلَّما استَيقظْتَ من نومٍ هناكَ.. اذكُرْ صديقَكَ.. يا صديقُ وإن يكنْ لا بدَّ من رسمِ الصليبِ فلا غَضاضةَ يا أخِى دَعْنى أنا كى أرسُمَ اليومَ الصَّليبَا! +++++++++++++++++ * من قصيدة طويلة بعنوان: (ارسم صليبا كالهلال).