تعرف على سعر الدولار اليوم الخميس 2 مايو مقابل الجنيه    وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره الإسرائيلي مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واجتياح رفح    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    عاجل.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز الغاني    رياح وشبورة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 2 مايو    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة العنف ضد المرأة عالمية سببها غياب القانون !!
نشر في شباب مصر يوم 20 - 10 - 2010

تمثل ظاهرة العنف ضد المرأة إحدى أخطر الظواهر الاجتماعية، كما تعتبر مؤشرا خطيرا لتراجع القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية في المجتمع، إذ يترتب عليها جملة من النتائج السلبية على صعيدي المجتمع والأسرة.
كما نعلم جميعاً .... النساء هن ضحايا العنف المنزلي، يتواجدن في كل مناحي الحياة الاجتماعية، فإذا كان الإدمان علي الكحول أو الفقر يعدان من ضمن العوامل المشددة لهذه الظاهرة، إلا أنها ليست هي الأسباب الجذرية لهذه الحرب المستعرة بين الأزواج والأسر، فلسنوات عديدة ظلت مختلف الحكومات والجمعيات تقاتل من أجل توفير حلول عملية وتقديم المساعدة لضحايا العنف من النساء.
في عام 2007 توفيت 166امرأة من جراء ضرب أزواجهن، وبعبارة أخرى تموت امرأة كل يوم في بلدنا بسبب العنف، والأعداد في ازدياد وفقا للمرصد الوطني للجريمة حيث صرحت 410000 زوجة بأنهن كن ضحايا للعنف الجسدي من قبل أزواجهن أو الزوج السابق، في غضون عامين.
وقد مكنت حملات الإعلام والتوعية المرأة لمعرفة حقوقها والهياكل المختلفة التي يمكن اللجوء إليها، إلا أنه للأسف ، فإن هذا لم يغير من الظاهرة نفسها.
وهذه الظاهرة ترجع جذورها في العلاقة العميقة والأكثر حميمية في الحالة النفسية للزوجين.
اليوم الدولي للقضاء على العنف والواقع الفعلي:
أعلنت الجمعية العامة يوم 25 نوفمبر هواليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام لتلك المشكلة (القرار 54/134 المؤرخ 17ديسمبر1999).
وقد درج أنصار المرأة على الاحتفال بيوم 25 نوفمبر بوصفه يوماً عالميا ضد العنف منذ عام1981، وقد استُمد ذلك التأريخ من الاغتيال الوحشي في سنة 1961 للأخوات الثلاث ميرابال اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي روفاييل تروخيليو 1936-1961.
ورغم التطورات الكُبرى التي شهدها واقع المرأة دولياً منذ ذلك التأريخ، إلاّ أنه ما زال العنف يلطخ جبين الإنسانية باعتباره وصمة عار في سجل المدنية الإنسانية.
فواقع الإنسانية يقول: إنَّ من بين كل ثلاث نسوة في العالم تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للضرب أو الإكراه على الجماع أو لصنوف أخرى من الاعتداء والإيذاء، وهناك أكثر من 60 مليون أنثى حُرمن من الحياة فأصبحن كالنساء (المفقودات) في العالم اليوم من جراء عمليات الإجهاض الانتقائية الرامية إلى التخلص من الإناث وجرائم قتل البنات في المهد، ولا يمر عام إلا وتتعرض الملايين من النسوة للاغتصاب على أيدي الأخلاء أو الأقرباء أو الأصدقاء أو الغرباء أو أرباب العمل أو الزملاء في العمل أو الجنود أو أفراد الجماعات المسلحة.
وقد شاعت أعمال العنف ضد المرأة إبان الصراعات المسلحة حتى صارت كالوباء المتفشي، وأصبح المدنيون وبالأخص النساء أهدافاً رئيسة يستهدفها المقاتلون المسلحون، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب شاع الاغتصاب الجماعي وصار يمارس بصورة منهجية ووحشية إلى حد أن الأطباء باتوا الآن يصنفون (التدمير المهبلي) باعتباره جريمة حرب.
أما العنف العائلي فقد صار هو الآخر بلاء مستوطناً في جميع أنحاء العالم والأغلبية الساحقة من ضحاياه هم من النساء والفتيات، ففي الولايات المتحدة- مثلاً- تشكّل النساء نحو 85 في المائة من ضحايا العنف المنزلي.
وتُشير آخر الدراسات أنَّ العنف ظاهرة عامة لكافة الطبقات المجتمعية والثقافية وأنه أسلوب مُعتمد في التعامل مع المرأة لدى المجتمعات النامية والمتطورة، فعلى سبيل المثال تؤكد الأرقام أنَّ:
- 47% من النساء يتعرضن للضرب في الأردن بصورة دائمة.
- 95% من ضحايا العنف في فرنسا من النساء.
- 8 نساء من عشر ضحايا العنف في الهند.
وفي استطلاع شمل 3000 رجل كرواتي اعترف 85% منهم بأنهم ضربوا نساء سواء خارج العائلة أو داخلها.
وفي مصر تتعرض امرأة واحدة من كل ثلاث نساء للضرب من قبل الزوج مرة واحدة على الأقل خلال الزواج.
كما أكّدت المنظمة الدولية للمرأة (‏يونيجم‏)‏ أنَّ أشهر صور العنف الموجه ضد النساء في أماكن مختلفة من العالم في الوقت الحالي هي عمليات الختان حيث تتعرض‏120‏ مليون فتاة سنوياً لعملية ختان.
وتُشير بيانات منظمة العفو الدولية إلى بعض أوجه العنف المُمارس ضد المرأة والذي يتخذ صوراً مختلفة، منها:‏
1- عمليات الاغتصاب، إذ تتعرض له 700‏ ألف امرأة سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية.
2- نسبة عمليات قتل النساء على أيدي أزواجهن 50%‏ من إجمالي عمليات القتل في بنغلاديش‏.‏
3- في بريطانيا يتلقى رجال الشرطة مكالمة كل دقيقة من النساء اللاتي يتعرضن للعنف داخل المنزل، يطلبن المساعدة‏.‏
4- في جنوب أفريقيا تتعرض 1411 امرأة يومياً للاغتصاب‏،‏ وهو من أعلى المعدلات في العالم‏.‏
5- والصورة الأخيرة من العنف الموجه للمرأة على مستوى العالم هو العنف في سوق العمل‏،‏ حيث تمارس النساء مهنة الخدمة في المنازل‏،‏ أكدت ذلك دراسة أعدتها جامعة كولومبو جاء فيها أنَّ سريلانكا تعد من أكثر دول العالم تصديراً للعاملات المنزليات وأنَّ 25%‏ من السريلانكيات واجهن مشاكل من خلال ممارسة هذه المهنة مثل الاعتداء عليهن أو عدم دفع أجورهن‏.‏
كما أكدت وزارة العمل السريلانكية أنَّ عدد الخادمات العائدات من الخارج بعد تعرضهن للإيذاء يبلغ يوميا ً‏50‏ خادمة ويرجعن في حالة من المعاناة والانهيار التام‏.‏
العنف المنزلي يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة :
- العنف النفسي:
ويتعلق في المقام الأول بالسب، الإيذاء بالكلمات والسباب والمضايقات والمواقف السلطوية والإذلال، والهدف هو الحط من قيمة الآخر، الابتزاز والتهديد بالحرمان من الحرية الاقتصادية.
- العنف الجسدي:
من خلال الضرب والإصابات.
أسباب العنف:
يمكن إرجاع العنف إلى الأسباب التالية:
1- النظرة القيمية الخاطئة والتي لا ترى أهلية حقيقية وكاملة للمرأة كإنسانة كاملة الإنسانية حقاً وواجباً، وهذا ما يُؤسّس لحياة تقوم على التهميش والاحتقار للمرأة.
2- التخلّف الثقافي العام وما يفرزه من جهل بمكونات الحضارة والتطوّر البشري الواجب أن ينهض على أكتاف المرأة والرجل على حدٍ سواء، ضمن معادلة التكامل بينهما لصنع الحياة الهادفة والمتقدمة.
3- التوظيف السيء للسلطة سواء كان ذلك داخل الأسرة أو الطبقة الاجتماعية أو الدولة، إذ يقوم على التعالي والسحق لحقوق الأضعف داخل هذه الأُطر المجتمعية.
4- قيمومة التقاليد والعادات الاجتماعية الخاطئة التي تحول دون تنامي دور المرأة وإبداعها لإتحاف الحياة بمقومات النهضة.
5- ضعف المرأة نفسها في المطالبة بحقوقها الإنسانية والوطنية والعمل لتفعيل وتنامي دورها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
6- الاستبداد السياسي المانع من تطور المجتمع ككل والذي يقف حجر عثرة أمام البناء العصري للدولة والسلطة.
7- انتفاء الديمقراطية بما تعنيه من حكم القانون والمؤسسات والتعددية واحترام وقبول الآخر، كثقافة وآلية تحكم المجتمع والدولة بحيث تكون قادرة على احترام مواطنيها وتنميتهم وحمايتهم.
8- ثقل الأزمات الاقتصادية الخانقة وما تفرزه من عنف عام بسبب التضخم والفقر والبطالة والحاجة، ويحتل العامل الاقتصادي 45% من حالات العنف ضد المرأة.
9- تداعيات الحروب الكارثية وما تخلقه من ثقافة للعنف وشيوع للقتل وتجاوز لحقوق الإنسان، وبما تفرزه من نتائج مدمرة للاقتصاد والأمن والتماسك والسلام الاجتماعي.
10- الآثار السلبية للتدهور التعليمي والتربوي والصحي والبيئي الذي يشل نمو وتطور المجتمع بكافة شرائحه.
العنف الزوجي في الغرب
في فرنسا، كل سنة الآلاف من النساء يقعن ضحايا العنف المنزلي الجسدي أو النفسي في كثير من الأحيان، هؤلاء النساء لا يعرفن كيفية التصرف، بل وكيفية ايجاد حل.
شهادة إحدي النساء اللاتي تعرضن للعنف الزوجي :
شهادة فلورنسا42 عاما:
تحكي فلورنسا من فرنسا - باريس وهي تروي معاناتها، والطريقة التي تصرفت بها في أحد الأيام، قائلة:
"مساء أحد الأيام، أخذ زوجي يكيل لي الصفعات، لكنني كنت اعتبرها بمثابة تعبيرعن الحب، كنت حزينة لكنني كنت متعلقة بهذا الحب، وكان ذلك يبعث بداخلي الاطمئنان ".
- لقد كنت ضحية لسوء المعاملة لسنوات عديدة من زوجتك، احك لنا، فتقول:
أنا متزوجة منذ 15عاما في البداية، كل شيء كان على ما يرام كانت لدينا علاقة عاطفية للغاية وحميمة جدا، لقد تزوجنا نحن الاثنين في سن صغير، كان لدينا 20 عاما بالكاد قمنا بدراساتنا سويا، ولكن سرعان ما نشب بيننا النزاع، أصبح زوجي غيور، اقتنائي، أناني، لقد كنت أعتمد علي هذه العلاقة العاطفية كنت أجد أن هذه الغيرة ترفع من قدري، في الواقع كنت أحب أنه يفكر في أنني مرغوبة من الجميع وكنت أشعر أنني مرغوبة أكثر بالنسبة له.
وكيف تطورت الأمور؟
تدريجيا، تدهورت هذه الأمور لم أتمكن من الذهاب إلى وظيفتي دون التعرض للاستفسارات من قبله، مثل: "من قابلتي، إلي من تحدثتي، ما قلتيه، ماذا فعل بك، هل حدثت أمور أخري مع هؤلاء الناس"، صحيح أن ذلك كان يثير ضحكي في البداية، ولكن بعد ذلك أصبح الأمر لا يطاق، كنت أجيبه دائما فقد كنت أريد أن أطمئنه، وقد صار الأمر بيننا بشكل تدريجي، كعلاقة الضحية والجلاد.
كان لدي الانطباع بأنني أبذل كل ما بوسعي لكي أجعله سعيدا ومطمئنا، كنت لينة ورقيقة معه، حاولت دائما أن أتفق معه على أن يكون جيدا معي لأنه يحبني، ثم تصاعدت الأمور في إحدي الليالي، بدأ يضربني، في البداية كانت مجرد صفعات. اعتبرت هذا أيضا، من قبيل التعبيرعن الحب كنت حزينة، ولكنني كنت أقول لنفسي أنه يفعل ذلك لأنه يحبني، وكان ذلك يطمئنني داخليا.
متي قررت الرحيل؟
بسبب الأطفال لدينا صبيان، كانت لدينا مشاهد عنف من دون توقف، وعندما كان الأطفال صغارا كنت أقول أنهم لا يدركون، ولكن في يوم من الأيام رأيت وجه ابني الأكبر تعلوه علامات الهلع.
زوجي كان يضربني وابني شاهده، ومن خلال نظرة طفلي كنت أدرك أن هذا الأمر لم يعد ممكنا، لا يمكن أن يفرض عليه هذا النوع من العنف، لم يكن الأمر من أجلي ولكن من أجل ولداي.
لقد تحدثت عن ذلك الأمر مع زوجي عندما كان يضربني، بعدها يظل حزينا وكذلك أنا، طلب مني الصفح وقال أنه يفعل ذلك لأنه يحبني جدا، وقال أنه لا يستطيع أن يتحمل فكرة أن أتخلي عنه وفي كل مرة كان يعدني بعدم التكرار، وفي كل مرة كنت أصدقه.
ولكن عندما عاد مرة أخرى بالطبع، كان يلزمني وقت طويل لأنجح في الرحيل، شعرت بأنني لن أتمكن من المغادرة وحدي ومع ذلك، كان لي عملي ولكن أشعر أنني أقترب من حافة الهاوية، وأن الرحيل يعني أنني أقفز إلي الفراغ، وأنني معرضة لخطر الموت، لكنني فعلتها وغادرت المدينة.
وهل تقبل زوجك رحيلك؟
لا أبدا طوال سنوات، ظل يهددني بشكل رهيب، وقد كان الطلاق مريعا كنت خائفة طوال الوقت، لقد ترك العمل وأصبح حطاما، بالفعل لم نعد نلتقي أبدا لسنوات طويلة، لم ير حتى أبناءه وبعد مضي القليل من الوقت كان يستقبلهم في منزله، ولكنه لا يزال يقول عني أشياء فظيعة لأطفاله.
وأنت كيف تخطيت هذه المحنة ؟
بدأت العلاج، من هنا حيث بدأت فهم ما كان خطأ، من جانبي أيضا في الحقيقة، أنا كنت أدرك أنني كنت أعاني من مركب نقص رهيب، كان شعورا سيئا بالنسبة لي، فهمت أنني قد شهدت هذا الأمر مع والداي، وفي الحقيقة إن والداي بينهما علاقة نزاع، ولهذا السبب أيضا تزوجت في سن صغيرة هذا الصراع، أعتقد انه جعلني مسؤولة في عيونهم، لم أكن جيدة مطلقا، كنت أشعر أنني قبيحة وأنني لاشيء ولا أستحق الحب أو الاحترام.
بفضل هذا العلاج، بدأت أشعر بقليل من الاتساق، لقد بدأت في ملأ فراغي، لقد تمكنت من ايجاد نفسي وشعرت أنني أتقن شيئا ما، بدأت أعمل وحققت نجاحا في عملي، وأرعي أطفالي وحدي وقد تخطيت تلك الأزمة، والآن ارتبط بشخص آخر، ليس ودودا للغاية هذا حقيقي، ليس متواجدا علي الدوام ولكنه حنون برغم ذلك، أعتقد أنني لم أخرج تماما من هذا الأمر، لكنني أشعر أن العلاج ساعدني لكي استعيد نفسي، لم أبرأ تماما بعد لا.
سلوك الضحايا:
وإن كان هناك شك في أن المسؤولية الرئيسية عن العنف تأتي من الزوج، من المهم أيضا البحث عن سلوك الضحايا، من الضروري فهم سلوكهن، والسبب في أن الكثير من النساء لا يجرؤن على التصرف، أو يتصرفن متأخرا، وبعد تردد، والهدف هو تحديد المشكلة، وعلى وجه الخصوص لإيجاد حل.
وأحيانا تجد امرأة نفسها في حالة عنف من زوجها، لديها في ذاتها تجربة نفسية سابقة هي التي حدت بها لمثل ذلك العنف، بالطبع كل شخص مختلف، ولديه "تاريخه الشخصي"، ومع ذلك في حالات العنف، غالبا ما نتمكن من تحديد ثلاثة أسباب رئيسية (أو اللمحات) النفسية، فعلاقة التبعية تدني احترام الذات، وتاريخ من الإساءة.
علاقة التبعية:
هناك علاقات زوجية أحيانا تكون كالإدمان، فالمرأة (بما أننا نتكلم عن النساء اللاتي يتعرضن للضرب، ولكن قد يتعلق الأمر بالرجل علي حد سواء) لديها الشعور بأنها وحدها لن تقوى على الخروج من هذا الأمر، الشعور بأنها لن تكون قادرة على تحمل المسؤولية وحدها، هذه هي عادة المرأة التي لديها شعور قوي بالخوف من الهجر، بسبب الخوف والهجر فإنها مستعدة لتحمل ما لا يطاق، برغم كل هذه الكلمات التي ترثي لها فالأمر سيكون أسوأ إذا وقفت وحدها.
من الممكن أنها قد عاشت في طفولتها أحداثا من الهجر أو الإهمال الحقيقي، إنها تحت تأثير صدمة الطفولة، كونت شخصيتها عند الكبر وقد يتعلق الأمر على سبيل المثال بشخصية سلبية عدوانية.
الخوف من الهجر:
وببساطة، فإن الشخص الذي لا يتخذ المبادرات أبدا أو نادرا، فهو يميل إلى الاعتماد على الآخر لاتخاذ القرارات، لكي يرضي أو لا يغضب الطرف الآخر، وبالتالي لن يتم التخلي عنه، فسوف يتفق دائما مع القرارات التي اتخذها الزوج الآخر، خوفا من الانفصال يوافق ويتفق دائما، ولكن في نهاية المطاف سوف يتصرف، دون قصد لإنهاء هذه العلاقة، لكن بعد الخروج بإحباطات نفسية وإصابات بدنية قد تستغرق زمنا ليبرأ منها.
تدني التقدير الذاتي:
دائما بطريقة نمطية، المرأة التي تتعرض لإساءة المعاملة، تعتبر في قرارة نفسها أن ذلك الأمر طبيعي ولا يستحق الالتفات إليه مرة أخرى، فإنه في مرحلة الطفولة تتكون الشخصية، وقد تكون المرأة على سبيل المثال، طفلة غيرمحبوبة من قبل الآباء الذين يقولون لها أنها ليست جميلة وأنها ليست جيدة وأنها لا تستحق حبهم، وهذا يقدم نموذجا آخر، وعلي العكس نموذج لفتاة أخري حظيت بحب أبويها، من شأن ذلك أن يجعلها أكثر كرامة وذات قيمة أكبر، وهذا النموذج هو الذي تقوم عليه الشخصية.
تقبل عدم الاحترام:
عند بلوغ سن النضوج، وتكون المرأة في علاقة زوجية، قد تنشأ ببطء حالات من عدم الاحترام، علي أمل أن تحظي بحب زوجها، فتتسامح مع بوادر عدم الاحترام.
إنها لن تكون قادرة على وضع حد لهذا السلوك حتى دون تعرضها للضرب، من الممكن أن تقبل الإهانة، الكلمات المهينة بل وحتي الضرب .
إن التطور في العلاقة يبدأ من لفتات عدم احترام بسيطة لتصل إلي سوء معاملة حقيقية، وإذا لم تشعر المرأة أنها محبوبة، فلن تكون محبوبة وعلى أمل أن تحظي بالحب، فتوافق على تجاوز حدود الاحترام حتي تصل إلي حد أعمال العنف.
تاريخ من الإساءة:
وهذا تقليد كلاسيكي في علم النفس الأسري، تكرارا للنموذج الأبوي، فتاة صغيرة تعرضت للضرب أو شهدت في طفولتها مشاهد العنف المنزلي، من الأرجح حين تصل إلى مرحلة البلوغ، فستٌكون علاقة زوجية تقوم على العنف، النموذج يتكامل بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة، هو نموذج أحد الوالدين بما أن الأب عنيف مع الأم، والأخ عنيف مع أخته، فإنه من الطبيعي أن يكون الزوج علي نفس المنوال مع الزوجة.
حتى أصبح العنف بشكل "منعكس"، ثمنا لعيش الحياة الزوجية، فهو شكل من أشكال الخضوع، وليس لشخص بل لنموذج، نموذج متكامل بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة، وبالنظر إلى هذا النمط، هناك ثلاثة أنواع من السلوك يمكن أن نتحدث عنها: التكرار، التجنب التمرد.
1- التكرار:
هذا ما قمنا بشرحه مؤخرا ويعتبر النموذج العادي فكل الرجال يتسمون بالعنف، الأب عنيف مع الأم، بالتالي للزوج "الحق" أن يكون عنيفا معها، حتى لو كانت تجربة العنف تمثل معاناة، فهذا النموذج برغم ذلك يتكرر لقد أصبح مقياسا للعلاقة.
2- التمرد:
هو عكس الاتجاه السابق، الفتاة التي عاشت سوء المعاملة أو شاهدت الاعتداء، سوف تقسم على نفسها ألا يمسها أحد مطلقا، ربما ذلك الحين خلافا لنموذج الأبوين الذي لم تتحرر منه بعد، فتصبح عدوانية بغية الدفاع عن نفسها، عن طريق الحماية الذاتية وقد تصبح هي الجلاد.
سيكون هناك أيضا نوع من التكرار، لكن في اتجاه مضاد إنه التمرد علي الانقياد، ربما عن غير قصد سوف تختار الزوج السلبي العدواني الذي تسعى لممارسة الهيمنة عليه تلك التي عانت منها، كأمر مطمئن بالنسبة لها.
3- التجنب:
خوفا من تكرار نموذج الأسرة العنيفة، حين تصبح الفتاة امرأة فهي تختار أن تبقى وحدها، وبشكل نهائي، ذلك لتجنب خطر الوقوع في نمط زوجين يمكن أن يعرضها للخطر.
نتائج العُنف:
إنَّ من أهم النتائج المُدمّرة لتبني العنف ضد المرأة، ما يأتي:
- تدمير آدمية المرأة وإنسانيتها.
- فقدان الثقة بالنفس والقدرات الذاتية للمرأة كإنسانة.
- التدهور العام في الدور والوظيفة الاجتماعية والوطنية.
- عدم الشعور بالأمان اللازم للحياة والإبداع.
- عدم القدرة على تربية الأطفال وتنشئتهم بشكل تربوي سليم.
- التدهور الصحي الذي قد يصل إلى حد الإعاقة الدائمة.
- بغض الرجل من قِبَل المرأة مما يولّد تأزماً في بناء الحياة الواجب نهوضها على تعاونهما المشترك.
- كره الزواج وفشل المؤسسة الزوحية بالتبع من خلال تفشي حالات الطلاق والتفكك الأُسري، وهذا مما ينعكس سلبياً على الأطفال من خلال:
1- التدهور الصحي للطفل.
2- الحرمان من النوم وفقدان التركيز.
3- الخوف، الغضب، عدم الثقة بالنفس، القلق.
4- عدم احترام الذات.
5- فقدان الإحساس بالطفولة.
6- الاكتئاب، الإحباط، العزلة، فقدان الأصدقاء، ضعف الاتصال الحميمي بالأسرة.
7- آثار سلوكية مدمّرة من قبيل استسهال العدوان وتبني العنف ضد الآخر، تقبّل الإساءة في المدرسة أو الشارع، بناء شخصية مهزوزة في التعامل مع الآخرين، التغيب عن المدرسة، نمو قابلية الانحراف.
العلاجات المتبعة:
من السهل القول أن المرأة حين تقع ضحية للعنف المنزلي أن يكون الانفصال هو الحل الصحيح، وهذا لا يحدث في كثير من الأحيان إلا عندما تدرك المرأة أن حياتها في خطر، وأنها توافق على الرحيل، بل والأدهي من ذلك تظهر الارقام أنه في بعض الأحيان، تبقي الكثير من النساء حتى الموت، فإذا ما ماتت امرأة كل يومين في بلدنا تحت ضربات زوجها، ذلك لأنها لم ترحل في الوقت المناسب،
التسهيلات موجودة، المساعدات متاحة، وأيضا جمعيات مساعدة ضحايا العنف من النساء.
ولكن كيف يمكن تجنب ذلك؟
بالتأكيد يجب عدم تقبل الضربة الأولي، أيضا بفهم أنه بداية من الضربة الأولي لابد أن يفرض علاجا نفسيا، العلاجات متاحة والعلاج يبدأ بأن تتم توعية الزوجين قبل فوات الأوان، ويمكن هذا العلاج أن يشمل الأسرة، علاجا للزوجين أوالعلاج الفردي، وسوف تؤدي هذه العلاجات إلي العمل على الاستقلال الذاتي، وعلى الانفصال عن نموذج الوالدين، وسوف تحدد حالات التبعية وسيتمكن الضحايا أيضا من استعادة أو اكتشاف الثقة بالنفس في النهاية.
المساعدة الخارجية:
عندما تصبح الحالة حرجة للغاية، ولايمكن تداركها أو حين تتعرض الحياة للخطر أو تكون الإصابات بالغة، فقد حان الوقت للتصرف وعلى اتخاذ خطوات معينة.
- التمكن من الكلام وكثيرا ما يكون أول خطوة للخروج من دوامة الخوف والعنف الزوجي.
- أول ما يمكن فعله هو التقدم ببلاغ ومذكرة مكتوبة بهذه الانتهاكات وللقيام بذلك يمكنك تقديم شكوى لدى الشرطة.
- في حالة الرغبة في التقدم بشكوي أم لا، يوصى بالحصول علي تقرير من طبيب يدون فيها مدي الإصابات الناتجة عن العنف الزوجي، هذا ويعد التقريرالطبي من العناصر الهامة في الإجراءات القضائية، حتى إذا ما تمت هذه الإجراءات بعد انقضاء عدة أشهر، يمكن الحصول علي هذا التقرير إما من المستشفى أو من قبل طبيب عام، يجب أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن بعد التعرض لحادث العنف.
- ومن المهم أيضا جمع الشهود لأنهم في الواقع يدعمون ما تدلين به، وربما لبدء المحاكمة، الأدلة الخطية قد تأتي من الأقارب والأصدقاء والجيران، ويجب أن تكون مؤرخة وموقعة لتقديمها كمستندات إثبات وقت اللزوم.
فلنحاول جميعاً القضاء على العنف الموجه ضد المرأة، الذي يأتي بسبب التمييز بينها وبين الرجل، إن كان من حيث الوظائف أو البعثات أو حتى الأجر. من أجل ذلك تجدنا ننادي بالحد من التمييز والعنف معاً، والاهم من ذلك إيجاد مأوى للمرأة عند إعلانها عن تعنيفها وسن القوانين التي تحميها عند تعرضها للعنف وأتمني أن يحدث هذا في مجتمعاتنا العربية بصفة خاصة والغربية بصفة عامة .
بقلم الكاتبه : زينب ابراهيم
رئيس قسم اميرة المطرقه
صحيفة المطرقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.