بادئ ذى بدء ما دفعنى إلى المشاركة احتدام الحوار وهو شئ مرغب فيه من جهتى أنا على الأقل .. وبخاصة إذا كان من جملة أمثال المشاركين ممن أعرف وممن لا أعرف .. فرأيهم محترم ... ----------------------------------------------------- هذا .. والعجب من موقف أخينا د. حمدين فهو يدافع عن التاريخ وكأنه علم .. بل الأعجب أنه للرد على تعليقات البعض يكون منفعلا حتى أنه ل يستخدم عبارات مثل ( ما لكم كيف تحكمون ) .. وبخاصة انه سبق أن خاطبنى بها ذات مرة .. وبغيرها عرضا .. ودون قصد .. وهى كذلك إن شاء الله .. فلا داعى لها لأننى قرأتها فى ردود أخونا الفاضل على البعض .. فأرجوا ألا أواجه بها فى التعقيب .. وعموما أعرف أن معناها ليس مقصودا .......................................... ولندخل فى موضوع كتابة التاريخ والمؤرخون فنقول : --------------------------------------- 1- أولا التاريخ ليس علما : .. فالعلم كما تعرفون حقائق يمكن البرهنة عليها .. أما كتابة التاريخ فهى تتبع الهوى فى معظم الأحيان .. ولعل كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) يؤكد هذه النقطة ويوضحها بجلاء .. فقد تعمد تزوير ما هو ثابت من الدين بالضرورة بالنسبة لقصة الإسراء ومدينة القدس والمسجد الحرام .. ناهيك عن تتطاوله على رموز تاريخية لها فى تاريخ أمتنا بصمات لا تنكر .. محفورة من نور ... وإلا فليقل لنا من يظن أن التاريخ علما وحقائق .. ليقل لنا ما حقيقة ما حدث منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان والفتنة مروا بمقتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب .. وما حدث من أهوال لأهل البيت عليهم السلام فلا نعرف حقيقتها على وجه الصواب حتى اليوم ... فلا شئ إلا كتاب تاريخ مدفوعين بأغراضهم الشخصية أو تباعا لنظمة حاكمة رهبة أو رغبة .. يعنى إما بالمال والمنصب والجاه وإما بالقهر وسطوة السلطان .. فلا أحد من العقلاء يعرف الحقيقة إلا من وجهة نظر كتاب التاريخ .... ظنا فى غالب صفحاته .. فلا داعى لتضخيم كاتب تاريخ على حساب آخر .. فعقلاؤنا يحمدون الله أنهم لم يشاركوا فى تلك الفترة .... وحتى اليوم مازالوا يرددون قول عمر بن عبد العزيز عن الفتنة الكبرى ..-------------------------------- قال : تلك دماء طهر الله أيدينا منها فلا نخضب ألسنتنا بالخوض فيها..............------------------------------------------------------------------- ومن ثم ، يذكرنا بقول ربنا سبحانه : " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ( البقرة : 134 ) 2- ثانيا : تشويه التاريخ أسلوب قديم مارسه الفراعنة كما مارسه غيرهم من حكام الأنظمة الدكتاتورية .. !----------------------------- ولعل كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) يؤكد هذه النقطة ويوضحها بجلاء .. فقد تعمد تزوير ما هو ثابت من الدين بالضرورة بالنسبة لقصة الإسراء ومدينة القدس والمسجد الحرام .. ناهيك عن تتطاوله على رموز تاريخية لها فى تاريخ أمتنا بصمات لا تنكر .. محفورة من نور...- فقد تابع د. كيدار اليهودي الغاصب فى فلسطين القذة بالقذة ... و عموما أصابع اليهود وتشويههم وأعمالهم على تزوير تاريخ الأمم بل والأنبياء معروف ومشهور .. فلا حقائق .. إلا ما قدمها القرآن الكريم .. وما ورد نصا بالسنة المطخرة والأحاديث الصحيحة .------------------------------------------------- التاريخ ليس علما .. فالعلم كما تعرفون حقائق يمكن البرهنة عليها .. أما كتابة التاريخ فهى تتبع الهوى فى معظم الأحيان .. ولكم أن تتأكدوا من ذلك بسهولة بالنظر فى حالة وتجربة عشناها جميعا .. فقد شوه وجه النظام الملكي فى مصر برمته .. دون ذكر أية شئ من حسناته .. كان ذلك بسبب ثورة 23 يوليو 1952م .. وبعد هزيمة عبد الناصر الزعيم المفدى القائد الخالد وزعيم الأمة العربية .. كثرت سكاكين البقرة .. ثم أنور السادات .. وأنتم تعرفون القصة .. ومازال الضرب تحت الحزام لتشويه تاريخ الرجل بسبب ما جرته معاهدة كامب ديفيد .. وحسنى مبارك قائد الضربة الجوية الأولى فى حرب العاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973م أصبح فى خبر كان .. بخاصة بعد 25 من يناير ثورة 2011م ..------- أما د. محمد مرسى فقد شوهوه وحوكم وحكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة .. فلا يذكرونه .. ولا يرتبونه كرئيس كأنه كان زكام فى يوم شديد البرودة بخرته حرارة شمس ونار أحداث 30 يونيو 2013م الفاجعة .. ----------------------أما الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ... فلم يسلم من المعارضة و مازالت وبخاصة فى الخارج يتربصون به وبكل ما يقول .. ترى.. .. فرضا .. إذا قيض للإخوان المسلمون .. كتابة تاريخ مصر فى هذه الفترة وبخاصة منذ 25 يناير 2011م وحتى الآن ماذا سيقولون ا؟! ----------------- ومن ثم نستطيع أن نقول أن التاريخ مثل الفنون والآداب والإعلام .. من يكتب سيناريوهاته .. الأنظمة .. والحكام .. وأذنابهم المعاصرون والتابعون ... إما بالجزرة .. أو بالعصا .. ! يعنى : 1- إما بإغراء بالمال والمنصب والجاه . 2- أو بالقهر والسلطان . ( والله غالب على أمره ) دكتور / عبد العزيز أبو مندور