تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    "كاليفورنيا" بعد "هارفارد" .. جامعات نخبة العالم تناهض الإبادة الجماعية في غزة    قيادي في حماس: السنوار ليس معزولا في الأنفاق ويمارس نشاطه ميدانيا    شوبير يعلق على تكريم الأهلي لنجم الزمالك السابق    عاجل.. فرج عامر يتحدث عن صفقات سموحة الصيفية وضم كوكا من الأهلي    عاجل.. تعديل موعد مباراة يد الزمالك وشبيبة أمل الجزائري في بطولة إفريقيا    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    إصابة 5 سائحين في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي بأسوان    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    القيادة المركزية الأمريكية: تصدينا لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الهلال الأحمر: مصر وفرت خدمات عملية إجلاء المصابين الفلسطينيين في وقت قياسي    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسن قلم تتهاوى وتتحطم أصنام المزيفين
نشر في شباب مصر يوم 24 - 04 - 2017


دكتور / عبد العزيز أبو مندور
اليوم ونحن نحتل بذكرى الإسراء والمعراج هناك البعض من أبناء جلدتنا يحتفلون بإصدارات كتب لهم ليس فقط للتشكيك فى حقيقة الرحلة بل تشكك أيضا فيمن أسري به فى تلك الليلة والمقصود بقوله تعالى: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الإسراء : 1)
صرحت الأية الكريمة بالذى أسرى وهو الله سبحانه وتعالى ، فهو الذى أسرى بعبده ، فهو وحده القادر بقدرة مطلقة لا تحد على أن ينقل عبده - ومن يشاء - من مكان إلى مكان بوسيلة أو بدون وسيلة ، فالله سبحانه وتعالى خالق الوسائل والسنن والأسباب والمسببات سواء كانت مباشرة ، أو غير مباشرة ، معلومة أو غير معلومة ، مادية حسية ، أو معنوية عقلية ، فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
و ذكرت الآية الكريمة المسرى به وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تذكره بالاسم الذى يعرف به بين قومه ، فلم تذكره باسمه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو غيره مما يعرفه به الناس ، فقد كان معروفا عند قومه بالصادق الأمين ، بل ذكرته باسمه عند ربه سبحانه وتعالى " بعبده " ، فهو عبد الله ، وهو أشرف أسمائه صلى الله عليه وسلم ، فالعبودية لله سبحانه وتعالى هي المقصودة والغاية من خلق العالم كله من أعلى من العرش إلى الفرش وما تحت الثرى ، فكان هو صلى الله عليه وسلم بذلك الفهم العبد الكلي الذى خلقه ربه سبحانه وتعالى على الكمال الخلقي والخلقي صلى الله عليه وسلم عبدا وإنسانا كاملا فى الزمان والمكان ، فلا يسبق ، وهو ما كشفنا عن بعضه فى كتاباتنا فى الحقيقة المحمدية مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء ولاجتباء وأنوار الأنبياء) و ( الكون كله خريطة محمدية ) ، وما نحن فى سبيله الآن ولاحقا إن شاء الله تعالى.
لقد ذكرت الآية الكريمة طبيعة الرحلة ، وأنها كانت إسراء ، كما ذكرت وقت الرحلة ، فقد كان الوقت ليلا ، مع أن العرب يفهمون أن الإسراء هو السير ليلا ، ولا يكون إلا كذلك ، فذكرت الوقت مطلقا ، ولم تحدد زمن الرحلة ومدتها ، فلعل ذلك كان معلوما لأهل مكة ، فهم يعرفون المسافة ، فقد كانت لهم رحلتين ، رحلة إلى الشمال فى الصيف إلى بلاد الشام وبيت المقدس بفلسطين ، ورحلة إلى الجنوب فى الشتاء إلى بلاد عدن واليمن السعيدة .
ولما كان من المعروف أن كل رحلة لا بد لها من طرفين ، هما بدايتها ونهايتها ؛ سواء رحلة أرضية أو رحلة فضائية أو سماوية ، فقد صرحت الآية بأن الإسراء رحلة أرضية ، فقد علم المكان المسرى منه ، والمسرى إليه بكل دقة ، فقد تحددت بداية الرحلة ونهايتها تحديدا شديدا لا لبس فيه ولا غموض ، فطرف البداية المسجد الحرام بمكة المكرمة ، وطرف النهاية المسجد الأقصى بالقدس الشريف.
واللطيف أن الآية الكريمة لم تحدد لنا وسيلة الرحلة ، أو نوع الراحلة التى حملته صلى الله عليه وسلم ، كما لم تكشف لنا من هو دليل الرحلة فى الرحلة ، فاكتفت بقوله تعالى" سبحان الذى أسرى " ، فعلم العقلاء أن الله سبحانه وتعالى هو الذى أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا يستساغ أن يسأل أحد بعد ذلك عن الوسيلة أو الكيفية ، فلو شاء أن ينقله من مكان إلى مكان بقوله تعالى " كن " لفعل ، فهو القادر المقتدر ، القوي المتين ، فما كانت الوسائل التى شرعها الله تعالى إلا لنعلم أن الحياة الأرضية والمشي فى مناكبها لا يتحقق جديا إلا باتخاذ الأسباب ، فقد خلقها الله تعالى وسخرها لنا كغيرها من المسخرات ، فلا يقبل شرعا أن يهملها عقلاء البشر، وهو ما أشرنا إليه فى كتابة القادم إن شاء الله باسم ( الريحانة )
قال صلى الله عليه وسلم " أسري بى الليلة "
جاء ذلك فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا الحديث بالذات مثله مثل الآية الكريمة لم يحدد كيفية الإسراء ، ولا وسيلته ، وإن كان قد حدد محطة النهاية وهو بيت المقدس ، فبداية الإسراء معلومة ضمنا .
ولكن - الأعجب من ذلك أن عدو الله أبو جهل ( اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي ) كان هو أول من مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى الحرم بعدما عاد من رحلته مباشرة ، فبدأه بسؤال عادي ، كذلك الذى يسأله الواحد منا لمن يلقاه من معارفه : ( إيه الأخبار 00 ؟ )
قال له : هل من شيء ؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : نعم .
قال : ما هو ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : أسري بي الليلة .
فسأله : إلى أين ؟
قال : إلى بيت المقدس .
قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
وهنا يظهر دهاء عدو الله ومكره " ومكر أولئك هو يبور " ، فإنه لم يكذبه ، ولم يظهر منه بالطبع أنه يصدقه ، فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ، بل قال له على سبيل الاستدراج - وعدو الله هو المستدرج به لو علم - : أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم بما حدثتنى ؟
قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
وكأن عدو الله وقع على صيد ثمين - خاب وخسر - فراح ينادى على قبائل قريش ، حتى اجتمع الناس ، فقال له : حدث قومك بما حدثتنى .
قام عدو الله بالمهمة التى سخر لها - دون أن يدرى - كأحسن ما يؤدى العامل عمله ، فقد سخره الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليقوم بمهمة جمع الناس وقبائل قريش ، لا لشيء إلا ليشهدهم على النبي صلى الله عليه وسلم كما قام من قبله فرعون بجمع السحرة حتى يثبتوا ويبرهن على أن ما جاء به ليس إلا سحرا فانقلب السحر على الساحر وآمن السحرة كلهم أجمعون ؛ لقد ظن عدو الله أبو جهل أنهم بذلك الفعل لا بد مكذبوه ، فالرحلة بهذا الشكل مستحيلة الحدوث ، فهم أهل تجارة وسفر ، فيعرفون بعد المسافة بين مكة المكرمة والقدس ( إيلياء ) ، فهي تحتاج على ظهور الإبل السريعة شهرا ذهابا وشهرا إيابا ، فكيف يقطعها هو صلى الله عليه وسلم فى بضع ليلة ؟! إن هذا في العقل عجيب !
وإن كان البعض من أبناء جلتنا قد عجز عقله عن قبول فكرة أن يكون افسراء يقظة وبالروح والجسد جميعا وراح يتعالم على الناس أن ذلك كان مناما ؛ فيكون موقفه أدنى من موقف مشركى مكة فهم لم يفهموا من القصة أنها كانت مناما ، ولو فهموا ذلك ما تعجبوا وما استصعبوها فالناس ترى فى النوم ما لا يمكن تصوره عقلا من سباحة تحت الماء وسفر فى الهواء وغير ذلك .
ولو عقل أمثال هؤلاء المبطلون لبحثوا عن من يقدم لهم الحقائق كما يتفهمها العقلاء .
أما عن حقيقة المسرى به فهو كما قلنا ليس إلا عبد الله وحبيبه ومصطفاه من بين خيرة خلقه نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما كشفنا عنه فى كتابى القادم عن شاء الله ( الريحانة – القدس والأقصى وغاية الإسرا ) ومؤلفاتنا السابقة وبخاصة كتاب ( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) فمن تبين لنا بما لا ريب فيه أن وصف العبودية وإن كان وصفا لجميع الصالحين وبخاصة انبياء الله جميعا عليهم الصلاة والسلام إلا أنه وصف لسيدنا محمد بالأصالة والملك ظاهرا وباطنا شريعة وحقيقة فهو المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم .
ودليلنا بالنص من القرآن الكريم ؛ فقد ذكر نصا اسم ( عبده ) عدد سبع ( 7 ) مرات كلها فى حق محمد صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة فى حق زكريا عليه السلام ، فيقول عز من قائل " سبحان الذى أسرى بعبده ليلا " ( الإسراء : 1 )
وقال تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا " (الكهف : 1 )
وقال عز من قائل " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً " (الفرقان : 1 )
وقال تباركت أسماؤه "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " (الزمر : 36 )
وقال سبحانه وتعالى " فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى "(النجم : 10 )
وقال جل ذكره " هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (الحديد : 9 )
وقال تعالى فى حق زكريا نبيه ورسوله : " ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا " (مريم : 2 )
أى اذكر يا عبدى وحبيبى يا محمد ما انتن الله به على نبي الله ورسوله زكريا بسبب دعائه وإظاهره الخضوع لله سبحانه وتعالى !
ومن ثم ليس من حق أحد مهما كان أن يشكك فى أن وصف العبودية الذى جاء فى أول ( سورة الإسراء ) فينسبه لأحد آخر من الأنبياء كما لقد زعم زورا وبهتانا زميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان افتراء على الله ورسوله ففى زعم فى كتابه الجديد ( شجون تراثية ) أن آية الإسراء أن المقصود بقوله تعالى " عبده " والذى من أسري به هذه الليلة هو موسى عليه السلام .
ولست أجد للمدلسين سندا .
لقد ذكر اسم موسى عليه السلام صريحا فى غير الغرض الذى تحملة آية الإسراء وكذلك ذكر نوح عليه السلام.
قال عز من قائل: " وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً " (الإسراء : 2 )
أما نوح عليه السلام فقد جاء ذكره لبيان الأصل فى التشريع وذلك فى قوله تعالى: " ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً "
(الإسراء : 3 )
وعموما ، فلا تنتظر من كذاب مدلس أن يقدم دليلا أو حجة وإلا كانت حجج الدجالين والمجادلين بغير حق قد صحت وصدقت ؛ فأنى تكون لمثل هؤلاء المدلسون حجة صادقة ؟!
ومازالت جهة نظر زيدان المتهافتة يرددها طى كتاباته الزائفة والضحلة عن الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى فليس له عليها حجة ولا دليل إلا مزاعمه السبهللة بأن ما يتناوله مدعوم بالمصادر التاريخية المعتمدة مع أنه لا يملك من التاريخ معرفة إلا اسمه فكان أن كذب على ( الواقدى ) صاحب كتاب ( المغازى ) وهو ما تحققنا من كذبه عليه بما سبق أن بيناه فى مقال لنا بعنوان ( صاحب المغازى وهذيان الدكتور يوسف زيدان) ؛ ناهيك عن كتاابنا الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان )
لقد كشفت عن زيف تلك المزاعم والأكاذيب البالية فى كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان) وبخاصة بعد أن اتصلت به تليفونيا حتى يرجع عن تلك التشكيكات والعهلوسات التى لن يجنى من ورائها إلا الأشواك وحطام زائل وبعدما تأكدت من موقفه العاند للحق والحقيقة والمخالف للأمة وحكمائها وعلمائها من العارفين بالله تعالى مع أنها لا تجتمع على ضلالة ؛ فقد اطلعت على كتابه وبخاصة الصفحات الأولى منه ؛ فما وجدت فيه إلا كما قيل : تمخض الجبل وولد فأرا ، ناهيك عما زاد فيه مما لم أسمعه منه من قبل من أن الإسراء كان بموسى عليه السلام .
( إنا لله وإنا إليه راجعون )
ومن ثم ، فمازال على موقفه ؛ فقد تصورت للحظة واحدة أن فى استطاعتني أن أثنيه عن موقفه الشاذ فى تطاوله على العلم والعلماء بلا جدوى.
لعل من أبغض مضحكات وسفاهات ناحت الأصنام زعمه بأن المسجد الحرام لم يكن له وجود ليلة الإسراء وكذلك مزاعمه عن المسجد الأقصى بلا دليل أو بينة !
ولا أدرى ما أقول ، فهل استدرك الدكتور / يوسف زيدان هو وأمثاله على القرآن الكريم والسنة المطهرة وشراح الحديث وأئمة التفسير ، فيكون قد وضع نفسه فى كفة والأمة كلها فى كفة.
أليس كان ينبغى عليه وهو من دارسى المنطق والفلسفة أن يعلم أن ما لا وزن له لا يقاس بمن له وزن ، فقد وضع نفسه فى ( كفة الباطل ) فى مقابل الأمة التى هى بالقطع فى ( كفة الحق ) ؛ فلا تجتمع على ضلالة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي لا تجتمع على ضلالة ، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم ".
( والحديث رواه ابن ماجة فى سننه )
وقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أورده أبو داود فى سننه عن أبي مالك يعني الأشعري : " إن الله أجاركم من ثلاث خلال : أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا ، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق ، وأن لا تجتمعوا على ضلالة ".
وجاء ذلك المعنى فى رواية الترمذي فى ( جامع السنن ) عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا يجمع أمتي - أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم - على ضلالة، ويد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ إلى النار ".
لقد تبين لنا كذب وتدليس صاحب كتاب ( شجون تراثية ) ومقالاته الساقطة ولقاءاته التلفزيونية السبهللة وبخاصة إنكاره وجود المسجد الحرام وكذلك مزاعمه بأنه لا وجود للمسجد الأقصى تلك الليلة فتبين لنا كذبه وافتراءاته على الله ورسوله وذلك من عدة وجوه أجملتها فى كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان) الذى جمغت فيه معظم وأخطر مزاعمه وافتراءاته حول المسجد الحرام ؛ ناهيك عن تجاهله لحرمة الكعبة المشرفة وقدسية المسجد الأقصى وإساءاته المتكررة لمقدساتنا العربية والإسلامية ؛ فلا يتسع المجال فى تناولها فى مقال فالكتاب صدر فى ( 244 ) صفحة عن ( المكتب العربي للمعارف ) هذا العام هذا العام 2017م .
والعجيب أن بعض خطباء المساجد من هنا وهناك ربما تأثروا بفرية وكذب زيدان وزعمه ومزاعمه وإنكاره لوجود المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج .
وقد تساءلت عن علة وسبب تلك اللوثة التى أصيب بها الفكر العربي بعامة والمصري بخاصة فيتأثر بالفكر الشاذ والهابط وسوء الأخلاق وفساد العقول ولا يفتح لقلبه بابا إلى العلم الصحيح والبحث والتدقيق .
هل لأنهم لم يطلعوا على كتابى الجديد فى تفنيد مزاعمه ؟
أم أنه لا يقرأون ؟
أم لعجر ظاهر فى تلك العقول ؟
أم بسبب تقاعس الناشر ؟ فلم يعط الكتاب حقه من العناية وما يستحقه من الإهتام فهو يستحق الكثير والمزيد من كل الناشرين وومن المكتبات وبائعى الكتب والقراء والمثقفين المحترمين فهو دفاع قوي وواع يزود به مؤلفه عن الحق والعدل والسلام ، فلا يبتغى به إلا وجه الله تعالى .
( والله غالب على أمره )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.