قد انتهت فترة التمهيد التى قام بها الدكتور / سعد الدين الهلالي فاستغرقت ما يقرب من عشرة سنوات مهد فيها لنقسه الطريق الشاذ الذى اخططه لنفسه فكانت تطمح وتطمع فيه ؛ ذلك الطريق الذى يسلكه فى فتاواه المهلكة له ولكل من يقتنع بها ممن يشاهدونه فى برامج التوك – شو التلفزيونية ، فقد فتحت له الآن أبوابها على مصراعية بمختلف القنوات بشكل لم يحدث من قبل لأحد من علماء الأزهر الموقرين فلم نشاهد مثل هذا الاحتفال بأحد إلا مع نظيره الدكتور / يوسف زيدان فقد اتفقا فى أسلوب التدليس والتلبيس على الناس دينهم ؛ فقط الفرق بينهما كانت العمامة التى خلعها الدكتور / سعد الهلالي مبكرا فكان ذلك منه أيضا من وسائل التمهيد لتلك الفتاوى الشاذة التى شغل الناس بها فى هذه الأيام تدليسا وتلبيسا. ولما كنت انتهيت من نفض أركان مزاعم الدكتور / يوسف زيدان وكشفت عن فساد فكره وفضحت محاولاته المتكررة البائسة والفاشلة فى زعزعة ثقة المسلم بثوابت الدين ومقدسات الإسلام فلم يبق له إلا أن يرجع إلى الصواب قبل أن يغرغر وذلك فى كتابى الجديد : ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) وبالطبع لست أفعل ذلك مع أستاذ الفقه المقارن فقد حذره شيخ الأزهر الدكتور / أحمد الطيب أكثر فلما لم يرتدع وتمادى فى شذوذه وغلوائه وتدليسه وبخه ، وعنته دون جدوى . أقول ذلك بمناسبة ما قاله أمس الثلاثاء 20 مارس 2018 م وأفتى به فى التلفزيون المصري بمناسبة ما يحتفل به الناس بما يسمى ( عيد الأم ) ، فقد اقترح على مجلس النواب أن يصدر تشريعا للاحتفال بعيد الشكر قال إن الأمريكان وهم فى نظرة المتحضرون يحتفلون بيوم فى السنة واسمه ( عيد الشكر ) فهم يشكرون الله فى ذلك اليوم على نعمه عليهم ، فلماذا لا يكون لنا مثل هذا العيد ويذكر الناس بمصطفى أمين الذى لم يكن يطالب الناس بالإقتداء برسولنا الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم فى كيفية الإحسان بالوالدين بل طالبهم بمتابعة المتحضرين الغربيين فى احتفالهم ب ( عيد الأم ) إلا أن الرجعيين وقطاع الطرق يعنى المشايخ وحكماء الأمة وعلمائها حاربوه فى زعم الهلالي ، ثم انتصرت فكرة ( عيد الأم ) وطبعا انتصر مصطفى أمين على الرجعية وقطاع الطرق الذين يسدون الطريق على الناس نحو الحضارة الأمريكية بخاصة كما زعم الهلالي ... ! لم يبق لى ما أقوله لهذا المدعو سعد الدين الهلالي فما أريده أن يرد عليه المسلم البسيط لأننى سائل المسلمين أسئلة محددة إجابتها اعلم أنها ستكون وبالا على سعد الدين الهلالي ونظرئه من هنا وهناك ، ومنها : 1- ألا تعد الشهادتين التى يدخل بهما المرء دين الإسلام شكرا لله ؟! 2- أليست الصلاة المفروضة وما يتبعها من سنن وتطوع شكرا لله ؟ 3- أليست الزكاة المفروضة وغيرها من الصدقات حتى الكلمة الطيبة وتبسمك فى وجه أخيك شكرا لله ؟ 4- أليس صومك يا مسلم شهر رمضان إيمانا واحتسابا شكرا لله ؟ 5- أليس حجك يا مسلم لبيت الله الحرام إن استطعت إليه سبيلا شكرا لله ؟ 6- أليست طاعتك لله ورسوله شكرا لله ؟ 7- أليست صلاتك على عبد الله وحبيبه ورسوله وخاتم أنبيائه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شكرا لله ؟ 8- أليس كل عمل صالح تؤديه طاعة لله تعالى وابتغاء مرضاته التى لا تتحقق إلا بأتباعك لسنة رسول الله شكرا لله ؟ 9- أليس ختمك للصلوات من تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل شكرا لله ؟ 10- أليس ذكرك لله تعالى خاليا وعلى أية حال شكرا لله ؟ 11- أليس صيامك لله تطوعا على سنة رسوله شكرا لله ؟ 12- أليس ذكرك لله وقراءتك لكتاب الله شكرا لله ؟ 13- أليس فى إتباعك لآداب الإسلام كما بينتها السنن والأحاديث النبوية الشريفة من أذكار الليل والنهار وغيرها من آداب المأكل والمشرب والملبس والمنكح ودخول الأماكن على اختلافها وأخلاق إبرام المواثيق والعقود والقضاء وإقامة العدل حتى مع الأعداء سلما آو حربا ؛ ألا يعد ذلك ؛ وهو كثير وسهل وميسور على المسلمين ؛ أفلا يعد شكرا لله تعالى ؟ ومن ذلك ما جاء فى ( صحيح البخاري ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من تعار من الليل ، فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا، استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته ". ألا يكفى ذلك وغيره شكرا لله ؟ أم لا بد لنا كمسلمين من أن نكمل ديننا – حاشا وكلا - بإتباع تقاليد غربية أمريكية كما يطالب د. سعد الدين الهلالي فهو يرى ضرورة الاحتفال كالأمريكان بعيد الشكر فلعله أراد أن يكون أرحم بالمصريين والمسلمين من رسولهم صلى الله عليه وسلم – حاشا وكلا – فقد أرهقهم بطاعته – حاشا وكلا – وأعنتهم من كثرة ذكر الله على كل حال ؛ فلعل د. سعد الدين الهلالي ظن انه أرحم من الله بعبادة – حاشا وكلا – آو أنه تدارك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم – حاشا وكلا – فجبر ما بها من نقص – حاشا وكلا – ذلك بمطالبة الناس بالإقتداء بالأمريكان والبريطانيين فيحتفلوا بعيد الشكر مرة فى السنة فيكون خفف الهلالي عنهم ما لم يخففه الله على عبادة – حاشا وكلا – ! والدكتور / سعد الدين الهلالي يعرفنا بثقافته الفارغة أصل هذا الاحتفال فليس منسوبا لأمتنا أو ديننا بل أصله احتفال البريطانيون بعيد لهم اسمه ( عيد الحصاد ) – مع أن – هذا العيد كما أعلم فى كل الشعوب منشور إلا أن قادة وسادة الهلالي هم الأمريكان وأجدادهم البريطانيون – فلا يكفيه ذلك بل اقترح على مجلس النواب أن يصدر تشريعا للاحتفال بعيد الشكر لأن الأمريكان وهم فى نظرة المتحضرون يحتفلون به فهم يشكرون الله فى السنة مرة فى ذلك اليوم على نعمه عليهم. أليست الزكاة المفروضة وغيرها من الصدقات حتى الكلمة الطيبة وتبسمك فى وجه أخيك شكرا لله ؟ ألا يعلم المدلسون أن المسلمين مطالبون بالاحتفال بعيد الحصاد لا على طريقة د. سعد الدين الهلالي الأمريكانية والبريطانية ؛ فقد أمروا بذلك . واقرأ قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" ( الأنعام : 141 ) انظروا معنى أداء الشكر لله فى تلك الآية وذلك فى قوله تعالى : " كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" ( الأنعام : 141 ) ( وعلى الله قصد السبيل ) دكتور / عبد العزيز أبو مندور كاتب وباحث وأديب أستاذ الفلسفة والتصوف بالجامعة الليبية بالزاوية سابقا .