دكتور / عبد العزيز أبو مندور كفى تعالما .. واغترارا .. فتلك جهالة يلوكها غرورك ويجترها هواك .. يا دكتور أحمد صبحى منصور 00 ! مازال الدكتور / أحمد صبحى منصور يضرب على هواه بإساءته الأدب واتهامه المسلمين بعامة واهل العلم بخاصة بعدم الفهم فى كتاب الله ؛ ناهيك عن جرأته الفجة ، فلا يخجل من نفسه وبخاصة عندما يتصل الأمر بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتهم الآخرين بالهوى ويسيئ الأدب مع من عظمه ربه سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمدحه ربه جل ذكره بقوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم ". أقول ذلك بسبب سوء الأدب الذى عرف عن الدكتور أحمد منصور رئيس فرقة القرآنيين المزعومة فقد تابع ما كان منه سببا وعلة فصله من جامعة الأزهر فى الماضى القريب وكشف عن سوء طويته وسوء خلقه وبخاصة بإساءته المستمرة لخاتم النبيين الذى عظمه ربه ورفع ذكره فى العالمين ؛ فلقد عقد مقارنة لا وجود لها إلا فى خياله المعصوب على عينيه .. واتهم الناس باتباع الهوى 00 وهو من وصل به هواه الى شطحات مجنونة 00 ! فالدكتور المفصول من الأزهر يعمل فى ( مركز ابن خلدون ) لصاحبه الدكتور / سعد إبراهيم وكلاهما جمعتهما صداقة الفارين بأمريكا من قبل قال لى المقربون لا ترد عليه فقد سبق أن رددت عليه خطاياه وفندت مزاعمه فلم يرجع .. ! أما وقد حدث ، فلا يمنعنى ذلك من الرد عليه إلا إذا امتنعتم أنتم عن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وقلت لهم أما وقد أكثر من الإساءة للأمة عامتها وخاصتها ؛ ناهيك عن سوء خلقه وتعمده كغيره من المسيئين من سيئ الخلق ممن أساءوا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعرفوا له حرمه ولا توقيرا .. فتعمدوا التهجم على منصب النبوة العالى وجرح مشاعر المسلمين ونفي العصمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلن أتركه إلا وقد دحضت مفترياته وفندت اكاذيبه وتدليسه ؛ فقط أذكره بأن مصيره كغيره ممن وقعوا فيما وقع فيه من نفي القداسة والعصمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمثال زميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان فبعد أن ذهبت هلوساته ادراج الرياح بصدور كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) أصبح اثرا بعد عين ؛ فقد خصصته للرد على وتصحيح ما وقع فيه من خطايا وأغاليط وتدليس وصل إلى حد إنكار ما هو معلوم من الدن بالضرورة كما صرح تقرير هيئة كبار العلماء فى شأن ما صدر منه من التشكيك فى ثوابت الأمة ونفي الحرمة والعصمة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فما كان علي إلا أن فندت كل مزاعمه ودحضت جميع تخريفاته وهذيانه وتدليساته بالحجة والدليل البين نقلا وعقلا فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا . ومن ثم ، فلن أجهد القارئ عن سر هذا المقال الضروري فهو كالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، ففى مقالته المنشورة بجريدة شباب مصر بعنوان (عن إسرائيل والأسباط في رؤية قرآنية ) 00 ! . لقد زعم الدكتور رئيس فرقة القرآنيين المزعومة أن النبي صلى الله عليه وسلم عصى ربه سبحانه وتعالى ، فيكون بهذا الزعم الكاذب قد نفى عنه العصمة ؛ ويكون كما كان مازال فى غية يضرب وعلى هواه يهوى فى غيابات ودياجير الظلام ! هكذا بوقاحة متناهية وسوء أدب بالغ يتحدث الدكتور المفصول من الأزهر بذات السبب كما بينت من قبل فى كتابى ( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) ..! وأنا لن أطيل فى بيان كذبه وافترائه على المصطفى الكريم سيد ولد آدم سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم ، فلسوف أنقل لكم من كتب التفسير ما يظهر زيف ما زعم وكذب ما لفق ، وأن مقالته منقوله من خطأ ارتكبه الزمخشري فى ( الكشاف ) فالمفصول لا ينقل للناس إلا كل ما هو شاذ وخطأ عامدا متعمدا الإساءة للأمة ؛ فقد زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عصى ربه لأنه حرم الطيبات من الرزق التى أحلها الله لعبادة ، وقارن بين تحريم الرسول للطيبات وتحريم يعقوب عليه السلام على نفسه بعضا منها . وكانت النتيجة فى زعمه أن ظهر من مقارنته تفضيله ليعقوب وإعلاء مقامه على الخاتم صلى الله عليه وسلم لأن نبي الله يعقوب عندما حرم الطيبات كان قبل أن تنزل التوراة فلم تكن هناك شريعة يتبعها . أما فى حالة نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فشريعته تحل الطيبات من الرزق وتحريمها يكون معصية . وهذا حق يراد به باطل ولا أقول أن المفصول من الأزهر غاب عنه ذلك.. بل زعم عامدا متعمدا أن النبي صلى الله عليه وسلم عصى ربه سبحانه وتعالى . وهذا لا يستغرب من حاقد موتور فهو قد وطن نفسه على التهجم على منصب النبوة العالى ونفي العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم – حاشا وكلا – 00 واتهام الأمة بأنها تعظم نبيها بما لا ينبغى وهو ما بينته من قبل فى كتابى ( الاصطفاء والاجتباء وانوار الأنبياء ) قلت : زعم مسود كتاب " الأنبياء فى القرآن الكريم دراسة تحليلية " أن المسلمين سلكوا فى مدح نبيهم مسلك اليهود و النصارى وزيفوا فى الأحاديث ما يحقق أهواءهم كما زيف أهل الكتاب فى التوراة و الأنجيل. هذا بالإضافة إلى طعن الدكتور / أحمد منصور فى عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنكاره شفاعة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام . ومقامه ودرجته بين إخوانه من الأنبياء عليهم السلام. وليس له دليل سوى التشكيك فى الأحاديث التى وردت فى ذلك . ووما زال المفصول الحاقد الموتور يطالب المسلمين بالكف عن تعظيم نبيهم صلى الله عليه وسلم ، فهو يحزنه وصف المسلمين لنبيهم باوصاف السيادة والشرف والعظمة كقولهم : سيد المرسلين " وأشرف الخلق " وسيد الأولين والآخرين و أول خلق الله وخاتم رسل الله. وغفل الموتور أو تغافل بوعى أو بدون وعى أن الذى شرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعظمه وكرمه ورفعه فوق الخلائق ليس إلا خالقه ومولاه الحق العلى المتعال سبحانه وتعالى ؛ وذلك فى مواطن كثيرة من القرآن الكريم فمنها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " وقوله " عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً " وقوله تعالى : " ولسوف يعطيك ك فترضى " وقوله جل ذكره : " ورفعنا لك ذكرك " وقوله تعالى : " لعلك ترضى " ومن ثم نقول بكل ثقة أن الرسول لم يحرم ما أحل الله للناس من الطيبات من الرزق إنما امتنع هو عن بعض ما هو حل له جبرا لخاطر زوجاته وليس فى ذلك تحريم كما زعم المخبول فساوى بين الرسول وأحبار ورهبان أهل الكتاب من الذين يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله– حاشا وكلا. والحق أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان له أن يعصى ربه سبحانه وتعالى ، فقد عصمه ربه تعالى من كل ما يسيئه وهوما بيناه فى كثير من مؤلفاتنا المتعددة. والقصة كلها يعرفها الكبير والصغير جاءت فى افتتاح ( سورة التحريم ) فمهما حاول المفصول من الأزهر رئيس فرقة القرآنيين المزعومة مهما حاول أن يلبس على الناس دينهم فلا يستطيع ولا يقدر لأنها بينة واضحة وضوح الشمس فى رائعة النهار قال عز من قائل : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (التحريم : 1 ) وأنقل لك ما قاله صاحب ( صفوة التفاسير) قال : انظر إلى قوله تعالى : " ياأيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ الله لَكَ " واعلم أن الخطاب بلفظ النبوة مشعرٌ بالتوقير والتعظيم ، والتنويه بمقامه الرفيع الشريف ، فلم يخاطبه باسمه العلم كما خاطب سائر الرسل بقوله تعالى ( يا إِبراهيم ، يا نوحٌ ، يا عيسى بن مريم ) . وإنما خاطبه بلفظ النبوة أو الرسالة ، وذلك أعظم دليلٍ وبرهانٍ على أنه صلوات الله عليه أفضل الأنبياء والمرسلين. ومعنى الآية : يا أيها الموحى إِليه من السماء ، المنبأ بواسطة الأمين جبريل عليه السلام ، لما تمنع نفسك ما أحلَّ الله لك من النساء ؟! قال المفسرون: إِن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلا بأم ولده ( مارية ) في بيت حفصة وعلمت بذلك فقال لها: اكتمي عليَّ وقد حرمت مارية على نفسي فنزلت الآية " ياأيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ الله لَكَ" وفي افتتاح العتاب من حسن التلطف ما لا يخفى، فقد عاتبه على إِتعاب نفسه والتضييق عليها من أجل مرضاة أزواجه ، كأنه يقول: لا تتعب نفسك في سبيل أزواجك ، وأزواجك يسعين في مرضاتك ، فأرح نفسك من هذا العناء " تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ" ؟ أي هل تطلب رضا أزواجك بتحريم ما أحلَّ الله لك ؟ ! يعني تحريمه للجارية ابتغاء رضا حفصة ،. وهذا يدل على أنها نزلت في تحريم الجارية . وأما تحريم العسل فلم يقصد فيه رضا أزواجه وإنما تركه لرائحته. " والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ " أي والله واسع المغفرة ، عظيم الرحمة ، حيث سامحك في امتناعك عن مارية ، وإِنما عاتبك رحمة بك ، وفي هذه إشارة إِلى أن عتابه في ذلك إِنما كان كرامةً له . وإِنما وقع العتاب لتضييقه عليه السلام على نفسه ، وامتناعه مما كان له فيه أُنسٌ ومتعة. وبئس ما قاله الزمخشري في ( الكشاف ) أن هذا كان منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زلة لأنه حرَّم ما أحل الله له الخ . وبئس ما نقله عن الكشاف المفصول الموتور عامدا التدليس. إِن هذا القول سوء خلق وقلة أدب مع مقام النبوة ، وجهل بصفات المعصوم ، فلم يكن منه صلوات الله عليه تحريمٌ للحلال كما زعم حتى تعبتر مخالفة ومعصية ، وإِنما امتنع عن بعض إِمائه تطييباً لخاطر بعض أزواجه ، فعاتبه الله تعالى عليه رفقاً به ، وتنويهاً بقدره ، وإِجلالاً لمنصبه عليه السلام أن يراعي مرضاة أزواجه بما يشق عليه ، جرياً على ما أُلف من لطف الله تعالى به . إن هذا ليس تحريما بل كان يمينا فلعله حلف صلى الله عليه وسلم ألا يقرب أمته ؛ فعاتبه ربه تعالى رحمة به فلا يضيق على نفسه وشرع له تحلة اليمين. " قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ" ويبدو لنا من جملة ما قاله المفسرون أن تلك الواقعة كانت رحمة للأمة كلها فقد شرع الله تعالى لنا تحلة أيماننا بالكفارة المعلومة أي قد شرع الله لكم يا معشر المؤمنين ما تتحللون به من أيمانكم وذلك بالكفارة " والله مَوْلاَكُمْ " جاء هذا المعنى فى تفسير النيسابوري ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان 9) ، قال : قال جمع من العلماء: لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم حلال بأن يقول : هو علي حرام ولكنه كان يمينا كقوله " والله لا أشرب العسل ولا أقرب الجارية بعد اليوم " فقيل له : لم تحرم ؟ أي لم تمتنع منه بسبب اليمين ؟ يعني أقدم على ما حلفت عليه وكفر عن يمينك والله غفور لك رحيم بك والدليل عليه ظاهر. قوله قد فرض الله لكم تحلة بمعنى التحليل كالتكرمة أيمانكم أي شرع لكم تحليلها بالكفارة. وقيل: قد شرع الله لكم الاستثناء في أيمانكم من قولك حلل فلان في يمينه إذا استثنى فيها وذلك أن يقول: إن شاء الله عقبها حتى لا يحنث. والتحلة تفعلة بمعنى التحليل كالتكرمة. وعموما ، فلا تختلف هذه القصة عن قصة إلغاء التبنى فقد حرم الله التبنى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن ثابت والقصة مشهورة . وهى لمن عقل من باب قوله صلى الله عليه وسلم " إني لا أنسى ، ولكن أنسى لأسنّ " ( موطأ مالك ، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي ) والله تعالى أعلى وأعلم . ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور كاتب وباحث وأديب محاضر فى علم الأخلاق والتصوف سابقا بالجامعة اللليبية بالزاوية [email protected]