دكتور / عبد العزيز أبو مندور حذرنا مما قاله الكاتب د. حسام عقل فى مقالة له اليوم نشرتها جريدة المصريون اليوم 30من يناير 2018م بعنوان : (25 يناير.. يوم لامسنا السحاب !) حذرنا قبل وإثناء الثورة وفى أيامها الأولى قبل ان يفطن احد من هنا وهناك ولم يصدقنا أحد وقتها ؛ فإذا الكل الآن يردد ما سبق أن حذرنا منه من تقسيم الثوار وتفكيك جهودهم فى أكثر من مقالة. لقد استشهد الكاتب بكتاب كبار من هنا وهناك ليضفى على مقالته مصداقية التحليل مع انه ربما كان قد قرأ ما كتبته من قبل ما يحدث ما قد حدث ؛ فكان لا بد له من أن يحدث وهذا ما كتبته فى مقالة نشرتها المصريون أغسطس عام 2008م أو 2009م بعنوان ( أما الثورة .. فلا .. ! ) ، ثم أعيد نشرها مرة أخرى بعنوان ( أما الثورة .. فلا .. كلاكيت آخر مرة .. ! ) وذلك عام 2012 م وما بين التاريخين قامت الثورة ، وأثناءها كتبت عدة مقالات طالبت فيها الشباب بالتوحد تحت قيادة واحدة لما شاهدتهم فى البرامج التلفزيونية وقد استهوتهم المذيعات وظنوا أنهم زعماء كل منهم يزعم انه لا ينتمى إلى أحد وفى الغالب منهم من صدقوا . ولكن – كان عليهم ان يفهموا أنهم ينتمون لمصر وان هدفهم واحد وهو المعلن فيدافعوا عنه كرابطة وكتلة ووحدة واحدة دون تمييز إلا أن بعض الثوار الحالمين لم يفطن - كما قال د.حسام عقل كاتب مقال ( 25 يناير.. يوم لامسنا السحاب !) لم يفطن الحالمون ومن تنتابهم المراهقة السياسية كما قال : إلى أن (كثرة الائتلافات) التي انتشينا فرحًا بها، ستكون المقصلة التي تذبح حالة التوحد المتماسك، وتصدر لها _ ولنا _ دبيب التشرذم والانقسام والتطاحن من جديد! ومن خلال تخطيط شديد الدقة داخل الغرفة السوداء المغلقة _ التي رعتها "واشنطن"_ تم تفكيك الهبة الشعبية وتكسير موجاتها _ واحدة تلو الأخرى _ بمهارة استخباراتية مشهودة وبغفلة مذهلة من نخبة الثورة التي انتشت بأضواء الاستوديوهات، ونسيت دلالة النضال وكلفته وما يتعين أن يتحلى به من يقظة لا تعرف النوم، وتمت عملية التفكيك لآخر مسمار وصامولة، حتى تضمن ... مستقبلًا ألا يخرج غول الثورة من الشقوق أو مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى! هذا الذى قاله قلته منذ البداية أى منذ سبعة 7 سنوات حتى أننى اقترحت عليهم أن تختار كل مجموعة معينة أو ائتلاف عشرة 10 ليكونوا جماعة المئة 100 فتختار عشرة 10 من بينها ويختار العشرة منهم اربعة 4 يخاتار من بينهم واحد 1 يتكلم مع المجلس العسكري آو مع من ينوب عنه ويكون الثلاثة 3 مراقبين على ما اتفقوا عليه ؛ دون جدوى . لقد أكدوا لي قناعتى وما أعرفه عن المصريين ممن لا يحبون العمل الجماعي ، وإن تعلموه فذلك للتدريب فقط ، فلا يريد أن يطبقه ، فلعله يرى أنه لا يحقق له المصلحة التى يرغب فيها ؛ فذلك مشاهد فى أى جماعة تجارية تشترك فى مشروع فما يلبث أن يتفرقا فالشك والريبة دائما زعيمهم ؛ فلا بد من أن يجمعهم جامع أيا كان بسطوته ماله أو بعصا سلطانه. وتفكك الشباب وتوارت الأحزاب أو تناحرت فقضى على الثورة فى مهدها بانتخاب رئيس الجمهورية وكانت فى نظرى منذ البداية مقضى عليها مهما كان الرئيس ، وقلت ذلك قبل أن يعلن عن فتح باب الترشح وقبل ان نعرف من هم المرشحون. قلت نصا : سيأتون برئيس منتخب كما تريدون ، وبانتخابات نزيهة .. - وقد كان - .ولكن- ابقوا قابلونى لو تركوه يعمل . وهو ما حدث بالفعل .. ليس لأن جماعة الإخوان أكلت الطعم السام فقط ، بل لغبائهم السياسي هم ومن على شاكلتهم من زعامات وهمية بالجماعات الإسلامية.. وكان أن كتبت تحليلا مجملا لما حدث فى مقالة بعنوان ( ماذا تبقى من ثورة يناير .. ؟ ! ) .. نشرتها جريدة المصريون أيضا فى حينها .. ومازال الكتاب من هنا وهناك يكتشفون ما قلته فيتناسخون وكأنهم كانوا يعرفون .. ! أما أنا فما زلت أقولها : نعم للتغيير .. أما الثورة .. فلا .. ! ( وعلى الله قصد السبيل ) [email protected]