محافظ الغربية يتابع أعمال توريد القمح بشونة محلة أبو علي    بدء التوقيت الصيفي فى مصر 2024 .. تغيير الساعة الليلة    «بحوث الصحراء» يكشف مشروعا عملاقا في سيناء لزراعة نصف مليون فدان    نائب محافظ البحيرة: تركيب إنترلوك بمنطقة السنوسي بحوش عيسى بتكلفة 2 مليون و 400 ألف جنيه    وزارة التخطيط تشارك في المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة بأديس أبابا    مسؤول أمريكي: بيان مرتقب من واشنطن و17 دولة أخرى لإطلاق سراح المحتجزين بغزة    الرئيس الفلسطيني يؤكد لنظيره الفنلندي ضرورة الإسراع في وقف إطلاق النار بغزة    ممثلة الرئيس الأوكراني في القرم: نكافح لاستعادة أراضينا    فائز ببطولة الفروسية للناشئين على هامش «البطولة العسكرية»: منبهر ب«نادي العاصمة»    فينيسيوس يقود قائمة ريال مدريد لمواجهة سوسيداد بالدوري الإسباني    رئيس اتحاد الجودو: الدولة المصرية لا تدخر جهدًا لدعم الرياضة    انتقاما من أسرتها.. مصرع فتاة حرقا بسبب خلافات الجيرة بالفيوم    خطوات تحميل امتحانات دراسات الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني pdf.. «التعليم» توضح    ريهام عبد الغفور عن تكريم المسرح القومي لاسم والداها: سيرتك حلوة وأثرك طيب    أول تعليق من منى زكي بعد فوز فيلمها «رحلة 404» في مهرجان أسوان    لقاء عن التراث الشعبي واستمرار ورش ملتقى فتيات «أهل مصر» بمطروح    احتفالا بذكرى تحريرها.. المطرب مينا عطا يطرح كليب "سيناء"    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تاريخ موعد عيد الأضحى في مصر فلكيًا مدفوعة الأجر للموظفين 2024    "حزب الله" يستهدف جنودا إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة    مدرب الترجي: سنعمل على تعطيل القوة لدى صن داونز.. وهدفنا الوصول لنهائي إفريقيا    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن انطلاق أكبر حملة تشجير بجميع الكليات    رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا    تفاصيل الاجتماع المشترك بين "الصحفيين" و"المهن التمثيلية" ونواب بشأن أزمة تغطية جنازات المشاهير    بلغ من العمر عتياً.. مسن ينهى حياة زوجته بعصا خشبية بقرية البياضية بالمنيا    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    حسام المندوه يعقد جلسة مع جوميز في مطار القاهرة | تفاصيل    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    بشرى للسيدات.. استحداث وثيقة تأمين على الطلاق يتحمل الزوج رسومها كاملة    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع كتاب وأقلام جريدة شباب مصر الحلقة السابعة :الكاتب السياسي أ/أشرف محمد اسماعيل المحامي
نشر في شباب مصر يوم 29 - 02 - 2012

منذ ان انطلقت هذة السلسة (مع كتاب واقلام شباب مصر ) كان هدفها محاولة تحقيق ماربها الانساني في المقام الاولوالاحتفاء والاشارة الي الانجاز الثقافي لبعض الرموز الابداعية بجريدة ( شباب مصر)...
يشفع لنا في ذلك رغبتنا الصميمية.. في مهمتنا النبيلة في التنقيب والكشف عن رموز الابداع وكنوز الادب في الجريدة .. وتعريف القاريء بنفائس هذا الادب وخباياه..والتعرف عليه والوصول الى مناطقه الزاخرة بالابداع
وكما هي العادة فلقد كانت سلسلة ( مع كتاب واقلام شباب مصر ) علي شكل مقالات عن الاشخاص موضوع الحلقة ، ولكن هذا المرة رفض الاستاذ ..أشرف محمد اسماعيل واصر بان تكون الحلقة حوار وليست مقالة ، وتحت اصرارة كان اللقاء في شكل اسئلة واجابات لمدة 180 دقيقة متواصلة عبر الفيس بوك بتاريخ 10 فبراير 2012
والكاتب السياسي والمحامي بالنقض الاستاذ أشرف محمد اسماعيل ..لة
مؤلفات :-
صدر
1- كتاب ..العودة نحو الساعة
2- كتاب.. تأملات عقلية في القضايا الخلافية
والكتابان تم نشرهما بمكتبة المشكاة الالكترونية
تحت الطبع
1- كتاب.. صفات ورسل
2- كتاب.... أروقة ثورة
الي جانب اكثر من 650 مقال منوع في السياسة والموضوعات الدينية والانسانيات والموضوعات الادبية من شعر ونثر وغيرها..وهو ينشر عبر مواقع الشبكة العنكبوتية من صحف ومنتديات عديدة ..الي جانب صفحة باسمة في موقع :-..
knol.google.com
احتوي الحوار علي (14) سؤال لم يرفض او حتي طلب تغير اى سؤال مما طرحتة علية - ومن هذة الاسئلة :
س :- ..كيف كان تفاعلك ومشاركتك في احداث ثورة 25 يناير.. ؟
س :- لوكنت أنت الرئيس القادم لمصر ..فما هو برنامجك الذى ستُقدمه للشعب المصرى ؟
س :- بالعودة الي السنوات الماضية ..كيف كانت مقالاتك عن الحكم في مصر ..وكيف كدت أن تذهب الي السجن ؟
س:- هل تجد ان الكتابات السياسية تحقق التواصل المنشود بين الصفوة والمفكرين والمواطن المصرى العادى ؟
س :- اليمن ..سوريا ..ليبيا ..تونس ..ما رؤيتك للمستقبل فيهم ؟
والان اترككم مع النص الكامل للحوار من اسئلة واجابات..
صابر حجازى يحاور الكاتب والمحلل السياسي المصرى الاستاذ / أشرف محمد اسماعيل
****************************
س1:-..الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أشرف ..كيف تقدم نفسك للقارئ العربي ؟ بداية أُحييكم ويشرفني إجراء مثل هذا الحوار معكم ...
أما عن تقدُمة نفسي الى القارىء العربي فما أنا الا مُفردة عربية مهمومة بالهم العربي وتتوجع بألامه .. أميل كما يميل هو الى الدين والأخلاق وموروثه الثقافي العريق .. إنني مصري المولد سيدي والوطن .. قومي الثقافة .. عروبي الإنتماء .. إسلامي المُعتقد والفكر .
مال قلمي الي الكتابة منذ أن استحوذت عليّ القراءات المختلفه في كافة المجالات فأفرزت لدي القراءات الإسلامية كتابي الأول وبعنوان( العودة نحو الساعة ) وفيه قد قدمت بحثاً غير تقليدي عن الموت ومُقدمات الأحتضار حتي البعث والحساب ودار القرار من منظور غير نمطى .. وكذا قد شغلتني القضايا محل الإختلاف والتي كانت سبباً في إختلاف الأمة منذ صدر الإسلام وحتي عصرنا هذا فشتتها الى بضع وسبعين شعبة وكانت سبب تلك الفُرقة عدم إعمال العقل وتوقف عمل الاجتهاد عند أقدام السلف السابقين والأخذ بالمرويات المُتعارضه مع النص المحكم في كتاب الله ..
وبإعمال العقل وجدنا أن تلك الأختلافات لم تكن لتوجد لو أعملناه فى النظر بها ولم نقفل باب الإجتهاد وقد أفرزت في هذا كتاباً أعددته لتلك القضايا مُجتمعة وهو في حقيقته يتضمن ثلاثة أقسام تدور جميعها حول تناول تلك القضايا محل الإختلاف وقد عنونته (تأملات عقليه في القضايا الخلافية ) والكتابان تم نشرهما بمكتبة المشكاة الالكترونية واسعة الإنتشار متنازلا عن حقوقي المادية فيهما بينما فلي كتابٌ آخر تحت الطبع بعنوان ( صفاتٌ ورسل ) .. وأخر تحت الطبع كذلك بعنوان (أروقة ثورة ) ..
كما وقد تنوعت لدي الكتابات حسب الباعثين الواقعي والوجداني فكان هناك العديد من المقالات السياسية والتي كانت تميل لسياق المقال التحليلي والذي يُخاطب الخاصة والنخب السياسية وصولاً لفكرة ما قد أهمّت المجتمع المصري والعربي ..
كما وهناك من المقالات الساخرة الهادفة والتي قمت بنشرها كذلك يمكن للقاريء الإطّلاع عليها من واقع جريدة شباب مصر أو مدونتي المُعنونة بإسمي أو بأحد مُحركات البحث الإلكترونية بكتابة إسمي بها..
كما وهناك من مقالات الحالة وهى تلك المُخاطبة للعاطفة والوجدان أو الترجمة الذاتية ومنها :
(ولازال النيل يبكى – لاتخنقوا الدموع – تدبر الكون تأتيك الحكمة من جديد –أحياةٌ هى أم ممات-رسائل أب –توضّأوا بدمى وصلّوا من أجل الوطن –عشق وأقدار- شعوب قد قتلت العاطفة-ظلموك أيها الحب – قتلوك ياوطن-شموع ودموع- أنشودة العاشقين –نقوش على جدار الماء – يامهون هوّن )وفى مقام العشق الالاهى كتبت (ياصاحب الحضرة )..
ولا ندّعي أنّنا ثمة شيء غير أننا محض مفردة من مفردات الفكر العربي تُحلل الواقع طامحة في غد مشرق كما وتتناغم مع وجدان الانسان بطاقاته الانسانية المُتفرّدة ) ..
مسقط رأسى كفرغنام وهي من أعمال محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية وأمتهن المحاماة كمحام بالنقض والإداريه العليا ...
س2:-..ما رأيك في الأحداث الاخيرة عبر الوطن العربي من ثورات وتقلبات بعض الشعوب العربيةالتي تسعي للتغير؟
إن ثورات الربيع العربي ليست سوى نتاج جهد جهيد أمريكي أوروبي صهيوني بإمتياز قد إستغل حالة الإحتقان الشعبي من الأنظمة الفاسدة المُستبدة بإستخدام المُقوّمات العربية المؤهلة لإحداث تلك النتيجة سواء من القيادات أو النُخب من الشعوب ولا يمكن لعاقل ان ينكر هذا خاصة لو أمعن النظر في تاريخهم الإستعماري العتيد ..
إنهم يقرأوننا ياسيدي أكثر مما نقرأهم .. إننا لا نقرأ التاريخ ولو قرأناه حقاً لعلمنا الفاعل والمفعول .
إن مشروع الشرق الأوسط الكبير يا سيدي وهو بشارة كوندليزا رايس قد دخل طور التنفيذ الواقعي بقيام ثورات الربيع العربي .. فالسيناريو واحد في كل تلك البلدان الثائرة سواءاً في الهتافات ومضامينها أو الإعتداءات علي المؤسسات الأمنية والعسكرية ومحاولة تقويضها بما يُمثل إضعافاً من كيان الدولة ذاتها .. كما ومهاجمة أقسام الشرطة وتهريب المسجونين والمعتقلين وكذا تحطيم كل رموز السيادة لدي شعوب ترتبط السيادة لديها برموز تاريخية من أشخاص ومعالم ..
ولسنا بهذا نُسيء لهذا الربيع العربي لكننا نلمس تأثير فعلي لهذا المشروع علي طُهر ونقاء تلك الثورات وتلقائيتها فمنذ البداية تم الضغط علي تلك الدول العربية والفقير منها خاصة عن طريق صندوق النقد الدولي وشروطه المتعسفة والتي تعمدوا زيادة إرهاق المواطن العربي عبر فرض ضرائب متعددة عليه مما جعله في حالة خصام شديد مع الأنظمة الحاكمة إضافةًً الى بلوغ كراهية الشعوب العربية لأنظمتها من طول أمد بقائها وكثافة الفساد والفاسدين وتضييق الحُريّات وإستشراء الفقر والبطالة وتولية الأمن ظهره للشعوب وهرولته نحو تحقيق أمن الأنظمة فغاب الأمن وانتشرت الجريمة بينما قد زاد الضغط فى المُقابل بتقديم الدعم لجمعيات حقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني الأخري الضاغطة علي الأنظمة والحكومات ومع الوقت زادت الهُوّة بين الشعوب والأنظمة خاصة وسط دور إعلامي عالمي مُحرّض وقد أظهرها بثوب العمالة والخيانة من منطلق أدوار سياسية لم تقم بها طبقا للمشروع الأمريكي ولا تعليمات الغرب ولا أُخفي سرّاً حينما أقولُ أن غضب الأمريكان علي نظام مبارك أن قام بدعم إتجاه عباس بعرض القضية الفلسطينية علي الأمم المتحدة في رد فعل عنيف علي تقاعس إسرائيل عن التعاطي مع مبادرات السلام العربية وهنا كان لابد من مُعاقبة مبارك وكافة الزعماء المنتهجين لذات النهج ..
مع الوقت زادت الهُوّة بين الشعوب والأنظمة فقامت علي الفور ثورات الربيع العربي ذات السيناريو الأمريكي الأوروبي الصهيوني الصناعة والذي نفّذهُ بتلقائية وبطهر شديدين كل المصريين من وراء النُخب ذوي النكهة الثقافية الغربية والتي لازالت حتى الأن تلعب في عمق عالمنا العربي وسط جهل عربي مُطبق بأهدافها ومضامينها بإسم الوطنية والحرية والعدالة الإجتماعية .. ولن يلمس المواطن العربي أن ما حدث بعالمه العربي سوي خدمة لم تقدم له ثمة عدالة إجتماعية او تحرك منشود إلا عندما يري خريطته العربية وقد تمزّقت الى أشلاء ودويلات بنظرية تجزئة المجزء ليكون سُودانُنا شطرين فعراقُنا أربعة بينما فيمنُنا الذي لم يعد سعيداً قد انشطرت وُحدته .. كما وبلاد المُختار وقد إستحالت الى ثلاثة دويلات كما والكنانة الى أجزاء وكنتونات بينما فصرخات الثورات لازالت تهتف في الآفاق ضد جيوشنا ومُقدّراتنا ..
ولو أردتم سيدي مقالاً تحليليّاً للأهداف الأمريكية في المنطقة يشرفني أن تقرأوا لي مقالي (أمريكا رابحة الحربين تبحث عن ثالثة دموية)..
والتي كتبت في نهايته تلخيص موجز كالاتي :-
(ومن خلال هذه الرؤية الموجزة لأعظم حربين فى التاريخ نرى كيف أن الحروب تثار شرارتها المبتدأة من قبل دولة غير متريثة وغير عاقلة سياسيا يدفعها طموحها الساياسى أو الانضمام والتحالف بلا رويّة فتدفع من تاريخها واقتصادها بل وقد يصل الحد الى اجزاء من اقليمها أحيانا ومن سيادتها أحياناً أخرى ثمناً باهظاً بالمقابل
فلقد رأينا الألمان يدفعهم الاحساس بتميز جنسهم الأرى على كافة الأجناس لدخول حروب لاستعراض قواهم برغبة فى التوسع فيقعون فى الحربين موقع جياد جريحة وأسود مكلومة خاضعة لشروط الأخر المنتصر
**علمتنا الحربان أنه لا شىء للدولة يستحق النظر ووضع الأولوية الّا مصالحها الخاصة دون مصالح الدول الأخرى
**علمتنا الحربان أن الزعامات التى تقامر ببلدانها لأجل تاريخ ترصد تحققه هى خاسرة بالأساس بخسارة بلدانها تلك فقد مات هتلر منتحراً ولم يمت قديساً وقد مات موسيلينى غير قديس كذلك وانتحرت الامبراطوريات الروسية واليابانية والبريطانية وغيرها بينما الفائز الكاسب فى كل الأدوار هى أمريكا.. ذلك الكيان الذى ظل كل شاغله مصالحه العليا بالأساس فحكمت العالم وملكته سياسياً بأثره وبذكاء ملحوظ فى استثمار العلاقات الدولية بالدرجة التى نكاد نجزم أنها من وراء جميع الحروب الحديثة لتغنم فى النهاية مكاسبها ومن لم تستطع عليه من الدول بتفتيته حرباً تفتته بسلاح السياسة الغادر فتلاشى السوفيت بهذا السلاح بأن خدعت جورباتشوف روسيا بالاعلام تارة وبالاغراءات التاريخية تارة أخرى بكونه مفكر صاحب التغيير والتجديد بمؤلفيه البروستوريكا والجلانسوسايت فأجهزت على الاتحاد السوفيتى بتفكيكه من داخله وبرؤية قيادته ذاتها.. ذلك الغريم التاريخى لها على بلاد العالم بالكلية لتظهر من جديد كفارس الفرسان وأقوى الأقوياء ولتعبث فى العالم كله كيفما تشاء بأدواتها التى ليست لها نهاية فهى لا تعترف بصداقة الى جوار مصالحها العليا ..وكم من رؤساء دول قدّمُوا اليها خدمات جليلة سواء من العرب أو غيرها من البلدان العالمية تحت مُسمى صداقة الأمريكان والدعم الأمريكى لهم لبقائهم فى السلطة رغما عن شعوبهم واذا بهم يفتقدون كل هذا الدعم اذا ما أوقعتهم الشعوب مثل شاه ايران ومبارك مصر وصاحبى تونس وليبيا فالمصالح الأمريكية العليا هى الأهم بالأساس وهى تختلق لأجلها مبررات لاعمال أدواتها فى الحفاظ عليها كضربها لبرجى التجارة العالميين مقنعةً العالم بدور تنظيم القاعدة الطليعى لتخلق لنفسها مبرر تواجدها وقواعدها الحربية بجوار الأراضى السوفيتيه وبحر قزوين تحت مبرر محاربة القاعدة فى أفغانستان لتختلق الزرائع من جديد فى الخليج العربى لتجعل لها موضع قدم بقواعدها الحربية على اّبار النفط الخليجية لتؤجج الثورات من جديد فى العالم العربى تحت مسميات الحرية والعدالة الاجتماعية وقد حرضت من قبل المستبدين المثار عليهم لخنق شعوبهم وتجويعهم ليثوروا بدورهم عليهم من جديد بدعم أمريكى بمخطط الفوضى الخلّاقة ذلك المصطلح الذى ذكرته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ابّان حكم بوش الابن بسيناريو واحد فى كل هذه الدول من ازالة هيبة رمز الدولة من حكام ومؤسسات أمنية لتحطيم صورالحُكّام وتماثيلهم بالميادين العامة وكذا كل رموز السيادة وهيبة الدولة ليثور الشعب بلا توقف عند مرحلة محددة طمعاً فى مكاسب لا تنتهى تُعزّزها أمريكا وسياستها بالخصوص طمعاً فى أنظمة جديدة تحقق على يديها مصالح أمريكية جديدة كذلك
ولن يُثنيها عن هذا الدور الشيطاني الّا نمراً جديدا وقد فهم أصول اللعبة وبمرجعيته العقائدية بالأساس وتطور ثقافى شعبى كذلك ليجعل من رغبات أمريكا المحمومة مكمن انتحار لها وهنا لن نكون بحاجة لدروس أخرى وعبر كى نواجه من يتخذون من الحربين العالمتين وحياً ملهماً ذو مرجعية من الأطماع التوسعية كالولايات المتحدة الأمريكية رابحةً الحربين والباحثة عن الثالثة)
س3:-.. تشهد الثورة المصرية الكثير من الصعوبات ..فما رأيك بها ..وما رؤيتك المستقبلية للاحداث؟
الثورة المصرية سيدي تجد بلا شك صعوبات منذ سقوط مبارك والسبب المباشر لتلك الصعوبات هو عدم وجود قائد محدد لها يمكن من خلاله مخاطبة الثوار وإستجماع رؤاهم والسيطرة عليهم في صعيد واحد .. وهذا كان عين أهداف المحرضين عليها بالأساس ..
إن الآخرين سيدي لا يريدون لنا من ثورتنا عدالة ولا تحرر إنما يبتغون تحقق أهدافهم بالأساس وإن لم يكونوا هم صانعوها بالمُباشر فهم دائماً يستثمرون الواقع والمُتاح وكم هم بارعون في ذلك ..المهم فالثورة المصرية اليوم هي ثورة الشتات رغم ميلادها من رحم الشعب الواحد وبكامل أطيافه وقد كتبت مقالاً تحليلياً مُطوّلاً فى ذلك بعنوان (انه الثائر واقفاً الدكتاتور حين يجلس )..
ان الثورة سيدي نجحت فى إزاحة نظام مُستبد ولايمكن مجرد تخيل عودته ولكننا في طريقنا بسبب شتات الرؤى الى تشتيت الوطن وتمزيقه علي أيدي الوطنيين الغافلين أو العُملاء المُتغافلين ذوي الأجندات الخاصة .. إلا انني لا افقد الأمل دائما بل أراهن وبحق علي المصريين كشعب لهم خصوصية متفردة يصمتون ما شاء الرب حتي إذا ما انتفضوا يغيرون الواقع بزلزال رهيب ويختلفون ما يشاؤون حتي ماإن يمُسُ وطنهم خطر مُحدق إلا وتجمّعوا قبّالته في صعيد واحد .. ومن ثم لا يمكن للثورة المصرية وطموحاتها ان تضيع سُدى ولا يُمكن للعُملاء أو الخونة أن ينالوا من وحدة الشعب وقُوّاته المُسلحة العظيمة ..
وبالمُجمل فإنه في نظري الثورة المصرية تتطابق وإلى حد كبير مع الثورة الفرنسية علي لويس السادس عشر والتي في النهاية تناحر الثوار مع بعضهم البعض وسط الإتهامات المُتبادلة لتصير مقصلة إعدام الملك وزوجته وبطانته هي زات مقصلة إعدام الثوار بأيدي بعضهم البعض بينما البلاد فكادت تحترق بغياب الأمن ليصرخ العامة مطالبين الجنرالات بحمايته من جديد كمن يستجير من النار بالرمضاء لنجد بفرنسا يتمسكون بتلابيب الجنرال نابيلون بونابارت من بعد الثورة علي الإستبداد لذا تتوجسني المخاوف أن يستجير الشعب المصري بالعسكر من جديد .. وإن كنت أقول وبحق انه حتي لو استمرت الثورة علي هذا المشهد كذلك فلن تُضار مصر لكونها لها خصوصية مُتفرّدةً بها ..
كما وأود أن أشير الى أن المصريين لايقبلون إضعاف جيشهم حتى وسط هذا الزخم من انتقاداته لدوره السياسى وقد هاجمت وبشدة المتطاولين عليه بمقالة (تبّت أيدى العملاء وعاش جيش مصر العظيم )..
ولو أردتُم سيدي التوسع في رؤيتنا حول هذا الموضوع فيمكنكم الرجوع لمقالاتنا والتي بعنوان (مصر التحرير وفرنسا الباستيل دروس وعبر ) أو (عندما يتكلم الصامتون ) أو (إبحثوا معي عن سافونا رولا بين التحرير ومحمد محمود ومجلس الوزراء ) أو(المُناضل اللُغز والمُلهم المُفتقد ) أو ( رؤى عقلية ابّان اشتعال ثورة اللوتس وقبل تنحى الرئيس ) وغيرها من المقالات التى غطت تلك الثورة
ومن مقالة (انه الثائر واقفا ... الدكتاتور حين يجلس)..اذكر لك المقدمة فقط وهي منشورة كاملة في جريدة (الشروق) المصرية :-
نادرا مانرى ثائرا يسجل التاريخ اسمه بصحائف من نور ويكون حدا فاصلا فى تاريخ أمته ، فالثائرون كثيرون والمعترضون وفود وجماعات ولكن الثائر الحقيقى هو طامح للتغيير بلا هدف شخصى .. يجعل من نفسه فداءا للفكرة السامية فيكون فارقا فى حياة مريديه ، لذا ليس كل الثائرين جيفارا ولا كلهم غاندى ولن يكونوا جميعا نيلسون مانديلا أو مارتن لوثر كنج الذى بكى وبكى مريديه فرحا حينما حقق ما حارب من أجله فى خطابه الشهير عام 1963 أمام نصب لنكولن التذكارى والذى قال فيه : لدى حلم ..
إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم وكان أوباما نتيجة حتمية له ومكتسبا من مكتسبات ثورته
كل أولئك عاشوا للفكرة وانتصروا بالملايين لأجلها ومات منهم من مات ومنهم من لازال حيا ولم يثروا جميعا من مكتسبات ثوراتهم بل الرابح هو شعوبهم ،فلم يحقق أيا منهم غنما شخصيا على الأقل ولو تعويضا لابد وأن يقبله الشعب لما لاقاه لأجل الفكرة وتحقيقها ولكنهم جميعا لم يكتسبوا شيئا ماديا فيكفيهم أنهم باتوا محفورين فى ضمير أمتهم والكون أجمع
نعم انه الثائر الذى استوى لديه فى سبيل تحقيق حلمه وأمته الموت والحياة ولم ترهبه المشانق أو طلقات المدافع بل كان كل حلمه تحقيق هذا الحلم سواء كان دحر غاز أو طرد محتل أو اقصاء دكتاتور أو محو تفرقة عنصرية وفى المجمل نيل الحرية ..
فكان لزاما على التاريخ أن يسجل اسمه فى جبين الكون هالة ناصعة البياض زخرا لأمته ومثلا يحتزى به للأمم الأخرى ..
س4:-.. هل فعلاً هناك تضاد في أفكار المجتمع المصرى بين تأييد لعودة مبارك - وانهاء لحكم المجلس العسكرى - ومحاولات لاستمرار الثورة ..ما هو تاثير ذلك علي مسرح الاحداث في مصر ؟
الثورة المصرية حالها كحال جميع الثورات خاصة من بعد إزاحة النُظُم المُستبدّة المُثار عليها .. فنجد دائما إختلاف بين الثوار في توجههم العام وفي آليّة تنفيذ مبادئهم من بعد توحُد سابق خلف هدف واحد وهو إزاحة المستبد وهنا يحدث انشقاقات في الصف .. فما بالُك إذاً والمُضارين من الثورة في الأساس وهم أصحاب الإمتيازات من النظام المُثارُ عليه .. بلاشك سيقومون بثورات مضادة ..
إذاً وبالمنطق يتفتق المشهد عن ثورة مضادة في جانب .. وإنشقاقات بين الأشقاء الثُوّار في الجانب الأخر .. هذا هو الحادث .. فيتمسك الأخرون فيما يُسمّي بإستمرار الثورة رغم تأثر الجبهة الداخلية بهذا الإستمرار والذي يجعلهم يفتقدون ثقة الرأي العام من غياب الإستقرار والأمن .. الأمر الذي يجعل المشهد ضبابياً في العموم .. لكن هناك نقطة ضوء يتمسك بها الحُكماء ألا وهي المؤسسة الوطنية للبلاد وهي الجيش مُمثلاً عنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة حامي الثورة والبلاد والذي بات محلاً للنيل منه من أصحاب الأجندات والرؤى الخاصة ذات النكهة الغربية وأظن أننا أصبحنا خاصة بعد وجود برلمان قائم قاب قوسين أو أدني من المشهد النهائي الذي يسبق الإستقرار التام خاصة بعد فشل محاولات إختراق الجبهة المصرية من الخارج وعملائه الوطنيين مالم تتحقق مخاوفي والتي أشرتُ إليها سلفاً ..
وأصدُقُك سيدى أننى كما والغالب الأعم من أبناء الشعب لم نرى فى مبارك نفسهُ خائناً .. فقد حارب ببسالة شهد لها العالم وحافظ على تُراب البلاد فى أصعب مراحلها وأخطر المُتغيّرات الإقليمية التى قد حامت حول حدودنا ولكنه كان حاكماً مُستبدّاً طال بقاؤه فعمً فساده ونظامه وشغله أمر توريث نجله عن استحقاقات شعبه فكان لابُدّ من إزاحته بالقوة الثورية ولهذا كتبت مقالات تبرئته من العمالة والخيانة من باب انه لم يحكم مصر يوماً خائناً وقد قُمتُ بتحليل فترة حُكمه فكتبت مقالاتى (مبارك بين فاروق وعجلة التاريخ المُرتدة ) و (سياسياً لم يحكم مصر خائناً ولن يكون ) و ( المشهد الثانى فى محاكمة الرئيس السابق ) و (ميزان عدل فى قراءة مبارك ) .. وا(شعوبٌ عادلة ) وكذا (لاتلمزوهم فليسوا هم الفاسدون فحسب ) وغيرها من المقالات ..
أما عن مسألة استمرار الثورة .. فالثورة قد نجحت فى نظرى ونظر غالبية المصريين بازاحة المُستبد واقامة برلمان منتخب وأصبحت مراحل نقل السلطة مُتتالية وواضحة المعالم بفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية والقولُ باستمرار الثورة ليس الا لغواً من بعض المُتاجرين بدماء الشهداء من ذوى الأجندات الخاصة اللذين ماذالوا يُصمّمون أنه وفى ظل شرعية البرلمان تُوجد شرعيةٌ للميدان بُغية إستمرار تكدير الأمن العام وعدم استقرار البلاد بينما الشعب فيفطن لهم جيداً وليسوا هم الثوار الحقيقيين .. وفى منطقهم هذا كتبت (شرعية الميدان فيما اتفق عليه العُمى والطُرشان )..
كما وأن هناك مُناورات سياسية تكتيكية من بعض التيّارات والتى افتقدت الى التأييد العام أو من مرشحى الرئاسة أنفُسهُم اللذين إفتقدوا لذات التأييد .. فأخذوا مواقف من العملية السياسية بقصد يفطن إليه الغالبية من المصريين كحال البرادعى وكتبت فى هذا مقالى (انسحاب البرادعى هل هو انسحاب تكتيكى أم خيانة وطن
واذكر لك الجزء الاخير من مقالة :- (سياسياً لم يحكم مصر خائناً ولن يكون )..
لا تتمادوا ياسادة فى الاتهام المتبادل بالخيانة وعدم الوطنية اذ ليس من بيننا خائن ولا من بيننا عميل فكل منّا يدلو بدلوه فى معتركه السياسى بمنطق الوطنية حتى وان فشل فهتلر قد أضاع ألمانيا رغم وطنيته وحبه وعشقه لها .. فلم يكن بما فعل عميلاً للحلفاء خائناً لوطنه لكنه كان يعتقد أنه يفعل مافعل خدمة لوطنه ومصالح بلاده .. ومن ثم يجب ألا ننعت حكامنا بالخيانة حتى ولو اخطأوا فقد كانوا يظنون أنهم مبتغين مصالح الوطن وأمنه وعلينا أن ندعوا الحكم عليهم لأدوات التاريخ وأليّاته..
كما لايمكن وصف ناصر بغير الوطنية وقد ضاعت سيناء بالكليّة اثر سياسته الخالقة لعداء الاستراتيجيّات المحيطة والطامعة بلا قوة تحميه ..الّا أنه هو ناصر القومية والعروبة والفداء والأب الروحى للثورات العربية والتحررية العالمية .. انه جيفارا العرب ذو كاريزما القيادة المعجونة بتراب الوطن حبّاً وعشقاّ وفداءاً..
كما لايمكن نعت السادات بالعمالة وغير الوطنية بقبوله كامب ديفيد القابلة بالتفاوض لتواجد عسكرى مشروط بدرجات ومناطق أمنيّة ثلاث وانسحابه من المواجهة العسكريّة مع اسرائيل بما جعله لدى هذا البعض خائناً للقومية والوطنية.
اذ حافظ بالمقابل وبموجب تلك المعاهدة على التراب الوطنى فى حقب تاريخية هى الأصعب والأخطر عبر التاريخ المصرى من تغيرات اقليمية واستراتيجية دولية ..
كما لايمكن نعت مبارك بالخيانة وقد حافظ على ارث السادات السياسى بالمحافظة على التراب الوطنى وقد رفع علم مصر على طابا من بعد التحكيم الدولى مقبّلاً ايّاه فى مشهد وطنى رائع كما قد تخلى عن الحكم ابّان ثورة يناير العظيم دون أن يجر البلاد لمشهد دراماتيكى دموى متكرر كما باليمن وليبيا والبحرين وسوريا ..
ان عدونا ياسادة لايتمنى فى قادتنا المهارة السياسية لكنه يطمح فى حكام جامدين غير مرنين لايعوا فن الموازنات ولا التعامل مع المتاح والممكن .. لذا قد عزموا وبخبث شديد فى تأجيج ثوراتنا على السياسيين منهم لنأتى بأخرين لايرون من الألوان الا اثنين أحدهما أبيض ناصع والأخر أسود بهيم .. فيكونون وبلادهم موطن جذب واغراء لأطماع الأخر المترقب والعاض على أظفاره ..
دعونا ياسادة ألّا نطعن فى وطنية قادتنا لمجرد أخطاء ارتكبوها وفساد استشرى فى أواخر فترات حكمهم فلم يحكم مصر يوما خائناً ولن لن يكون ..
س5 :-.. الحالة الاقتصادية المصرية أمر مُحيّر ..أموال مبارك وعائلتة ..عجز الموازنة المصرية ..أموال بأسماء وزراء وعائلة مبارك في البنوك المصرية ..سيولة مالية بالجملة ..فلماذا لا تنعكس ذلك بالايجاب علي المواطن المصرى؟
هذا أمر سيدي غاية في الصعوبة وبالمُجمل العام فإن أموال الزُعماء العرب لدي البنوك الغربية تحميها المصالح الغربيّة بالأساس ولن يسمح الغرب بفقدان كل هذه الأموال والذي يمُرُ بأزمات إقتصادية خانقة وطاحنة عصفت ببعض بُلدانه إلّا أنه يتوراى خلف مُبررات يتمسك بها منها المُحاكمات العادلة والتي لن يُقرّ بعدالتها مهما بلغت عدالتها تلك .. حتي لايؤدي إستحقاقاته بإعداة هذه الأموال للشعوب العربية وبالمُجمل لا أجدني مُتفائلاً بخصوص إستعادة هذه الأموال خاصة وأنّ مصر ليست كباقي دُول الربيع العربي البترولية الأُخري والتي ستُعادُ فيها الأموال بفعل المواءمات السياسية والاقتصادية والتي تصبُّ في الأساس في جانب المصالح الغربية .. لذا ليتنا ننظُر الى الأمام ولا يستغرق نظرنا الى الخلف كل جهودنا ونتخذ من خساراتنا السابقة خبرات تمنعنا من الوقوع فيها مُستقبلاً .. فأنجح الخبرات دائما تلك التى تتكلف أضعاف أضعاف كلفة الخسائر وكفانا بُكاءاً علي اللبن المسكوب..
أما عن أموال كل هؤلاء والتي هي بالبنوك المصرية فتخضع لأُطر قانونية بالفحص والمُحاسبة والمُحاكمة ومضامين التقاضي إحتراماً لسيادة القانون وأهداف الثورة ذاتها لأننا بالعموم نطمح من وراء ثورتنا سيادته بالأساس والعدالة للجميع حتي ولو كانوا أعداءنا .. وإن لم يكن هذا في حساباتنا من بعد الثورة من مُنطلق إستعجال إستعادة الأموال فستخسر الثورة أهم أهدافها الا وهي إقامة قضاء عادل وانشاء عدالة ناجزة ولن تكون الثورة نقيّة بأهدافها وهذا ما لا يطمح فيه المصريون من بعد ظلم وفساد دام لقرابة خمسة عقود ..
س6 :- بالعودة الي السنوات الماضية ..كيف كانت مقالاتك عن الحكم في مصر ..وكيف كدت أن تذهب الي السجن ؟
..إنك بسؤالك هذا تُعيدني الى ذكرى مؤلمة واكبت موت حرية الرأي في مصر ابّان حُكم مبارك عامّةً وفي أواخر عقده الثالث خاصةً .. حيثُ قمتُ بكتابة مقالة ساخرة بعنوان (ثورة الحصاوية) وقد حذّرت فيها من إندلاع ثورة وشيكة علي نظام الحكم القائم بمرجعية إجتماعية وإقتصادية وقد زادت فيها الهُوّة بين الطبقات الإجتماعية بعد تآكل الطبقة المُتوسّطة والتي رأيت أن قيام الثورة بات مرهوناً بأنتفاضة الفقراء المهمّشين إن لم يستقطبهم الأغنياء برحمة منهُم وتواد .. وبسبب جملة من المقال تحديداً كدت أن أدخل السجن بعد أعتقالي لمدة يومين وكانت هي بعجز المقال
وهى ( وفي نظري أننا سنري حصاوياً شبل وقد أمتطي السيارة البرجوية والتي تقطع المسافة ما بين تُرب الغفير ومصر الجديدة في ثلاث دقائق وهنا ستكون قد آتت ثورة الحصاوية ثمارها )
وكأنني قد أشعلت النار في رأس الضابط المُحقق ساعتها ..
واليوم أشكر من عميق قلبي الثورة وثُوّارها .. تلك التى أعادت الينا أنفاسنا وحُريّاتنا المكتومة
وهذا هو نص مقالة ( ثورة الحصاوية ) :-
الزلمكة والحصحصة كلمتان متضادتان كل التضاد فما بين الزلمكة والحصحصة ياقلب لاتحزن ... ولكى نصل لجدية الفارق بينهما علينا بداية ذكر معناهما الاصطلاحى.
الزلمكة تطلق اصطلاحا للدلالة على عصر السيارات الفارهة بالقرن العشرين بماتحمل من ملامح ثراء وبزخ استفزازى بينما تطلق الحصحصة للدلالة على عصر الحمار الحصاوى والذى كان يعطى راكبه كرامة ايما كرامة وأبهة أيما أبهة واستدراكا اقول الحصحصة ولااقول الخصخصة فهذه من توابع الزلمكة.. ولافارق فى نظرى بين زلمك وحصحص فكلاهما ابن تسعة اشهر بيد ان المولى قد وهبه من الزكاء والثراء المترتب عليه فتعالى على جاره الحصحص غائبة عنه الحكمة القائلة ارحموا عزيز قوم................ كما قد غاب عنه ان هذا الحصحص كان له هو الاخر يوم يتيه فيه ويتبختر بل ويتباهى ببردعة حصاويه المزركشة ولجامه البراق... وهاهو قد دارت عليه الدائرة واصبح ينظر اليه الزلمك بتعال ناسيا الحكمة القائلة ( يوم لك ويوم عليك ولو دامت لغيرك ماوصلتك) لذا لايفوتنى فى هذا المقام ان احزر وبشدة هذا الزلمك من يوم ات لاريب فيه يعود الحصاويون ثائرون مزمجرون تحمل اياديهم رايات مكتوب عليها ( يوضع سره فى اضعف خلقه)... ولاغرو ان الزلامكة لن يسلموا بهذه السهولة طبقا لمقولة ( ان العازف عن الجلوس فى بادىء الامر متمسك بمقعده فى النهاية) وهنا سيحدث صدام رهيب بين الفئتين ...فئة الحصاوية المبتغون ذلك المقعد العالى والزلامكة المبتغون المحافظة عليه... وهذه الثورة فى تقديرى ستاتى على الاخضر واليابس اذ سيقاتل الزلامكة وبعنف خوفا من العودة الى عصر الحصاوية اذ لن تكون حصاوية القرن الحادى والعشرين بل سترجع بهم الى مصاف حصاوية ماقبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام... لكن مهما كان دفاعهم فستكون حربا ضروسا لاتبقى ولا تزر...... لاغالب فيها ولا مغلوب فكلا الطرفين له ايدلوجيته المدافع عنها يقاتل وباستماتة لاجلها... لذا لاناج فى نظرى سوى حصاوى شبل يثب الى المقام الرفيع ليجعل القلة القليلة والفلول الهاربة من دار الوغى من المتزلمكين حصاويين من الدرجة الثالثة لاحتى الثانية!!!!
هذا من جانب ومن جانب اخر لايغيب عن فطنتك قارئى العزيز ان طبقة الزلامكة هذه ليست بعيدة كل البعد عن الحصاوية... بل هم فى حكم النبتة من البزرة فقد كانوا فرقة من الحصاوية نالوا قدرا من الزكاء وعلم التسلق فامتطوا اعناق زويهم من الحصاوية فاثروا على حسابهم وغنموا مكتسباتهم مما نقلهم لمصاف الزلامكة ثم قطعوا الحبل السرى مابينهما لذا ما ان تسال اى زلمك ماذا كان شعورك وقت ان تزلمكت لقال لتوه تمنيت ان اكون انا اخر المتزلمكين... بمعنى انا ومن ورائى الطوفان... !!!
لذا لايفوتنى فى هذا المقام ان انبه الزلامكة بضرورة استقطاب الحصاوية بما لايشعر الحصاويون معه بمرارة الفارق بينهما... اللهم ان لم يحدث ذلك ستزيد الفجوة ما بين الفئتين وسيحدث ما نوهنا عنه سلفا من ثورة الحصاوية التى لن تبقى ولن تزر.....
وان كان الزلامكة قد اذدادت ثقتهم بانفسهم وعتادهم واصبحوا لايخافون شوكة الحصاوية فاننى انبههم ان الساحة ليست حصاوية فقط بل عليهم الا ينسوا ماافرزه الصراع الطبقى بينهم والحصاوية من ظهور طبقة ثالثة تسمى بالمتشبرقين... والشبرقة اصطلاح عامى يعنى الاسراف دونما احتياطى فيحاولون محاكاة الزلامكة فيسقطون فى الدرك الاسفل للحصاوية ثم يعاودون الكرة فيصعدون ثم يهبطون .. وهؤلاء هم الذين سيقع عليهم عبئ التغيير الثورى ان لم يستقطبهم الزلامكة برحمة منهم وتواد وبتنفيذ سياسة الاصلاح لذات البين ماستطاعوا.. ذلك لان الزلامكة لم ياخذوا بايديهم حين ارادوا الزلمكة فتركوهم يسقطون فى درك الحصاوية الاسفل فلاهم حصلوا ولاهم وصلوا بيد انهم يعيشون على امل الثورة وملىء اشداقهم ابتسامة عريضة تنم عن سعادة غامرة بقرب التغيير وحزن دفين لعناد الزلامكة الذين بامكانهم حتى قراءة هذا التحزير تحسين الاجواء واستقطاب فئتى الحصاوية والمتشبرقين.. وعليهم الا ينسوا ان من فات قديمه تاه والا سياتى يوم يؤكد فيه الزلامكة بانهم حصاويين بالسليقة حين يعرف الحصاويون اصول اللعية وهذه المرة لن يتسلقوا اعناق بعضهم البعض بل سيمتطوا اعناق الزلامكة انفسهم بمنطق ان الغاية تبرر الوسيلة مادامت ثورة التغيير قد بدات وهنا لاعجب لو رايت حصاويا فى عصر الفضاء وقد امتطى السيارة البرجوية والتى تقطع المسافة مابين ترب الغفير ومصر الجديدة فى ثلاث دقائق وعندئذ تكون قد اتت ثورة الحصاوية ثمارها..!!!
س7 :- نقابة المحامين في مصر ...مواقف مُتضادة ؟..أم اشخاص متضادة؟...وما الفرق بين الحال بها قبل وبعد 25 يناير ..؟
.. إن نقابة المحامين بمصر كحال بقية النقابات المصرية كان يتدخل بشأنها أمن الدولة سواء في إداراتها أو إنتخابات مجالس إداراتها .. لذا لم يكن هناك ثقة بين الجمعية العمومية لنقابتنا وتلك المجالس المُنتخبة صُوريّاً وقد أفرزت نشاطات لا تصب في معين أعضاء النقابة أو العمل النقابي في الأساس ولكن في صالح النظام بالدرجة الأولي حتي قانون المحاماة العام ذاته أو قانون الإدارات القانونية رقم 47 لسنة 1973 والذي همّش عمداً مُحامي الهيئات والمؤسسات العامة وقطاع الأعمال العام عن مُراقبة المال العام فأُهدرت المليارات من حصيلة المال العام بسبب غياب هذا الإشراف وفُقدان تلك الرقابة وتبعية هؤلاء المحامين لرؤساء مجالس إداراتهم بما قد أخرج المال العام عن دائرة الرقابة القانونية لهذا القطاع العريض .. الأمر الذي جعلنا نُطالب وبحق بوضع تشريع جديد لمحامى الإدارات القانونية بما يتواكب وأجواء الثورة ومقاصدها من مُحاربة الفساد وحماية المال العام بما يُحقق لهم الإستقلال والمسواة بنُظرائهم من أعضاء هيئة قضايا الدولة وبقيّة حُماة المال العام
ولقد تقدّمنا بمشروع يُحقّق هذا بُناءاً علي طلب النقابة العامة منّا ذلك ونحن الآن في مرحلة ما قبل إحالته للمجلس النيابي القائم والذى أظُن فيه بداية مرحلة تشريعية تضع فى مقامها الأول والأخير صالح الوطن من بعد الثورة..
وكانت نُقطة البدء هي مقال لنا بعنوان (المُشرّع نصف الموهوب بين الإنابة والوكالة القانونية) ..
س8 :- ..كيف كان تفاعلك ومشاركتك في احداث ثورة 25 يناير.. ؟
..كُلُ شعب مصر سيّدى قد شارك في هذه الثورة العظيمة كُلٌ حسب دوره الذي يراه مُناسباً وفعّالاً في تلك الثورة وبالفعل قمت بالمُشاركة الفعلية في الميدان الذي كان يُعدُّ كرنفالاً ذو عبق مصري وطني مُتفرّد وقد قمت من داخله ووسط أجوائه الثوريّة بكتابة العديد من المقالات لحظة بلحظة كانت تُواكب الأحداث في سرعتها وكان أصدقائي ومن حولي يطالبونني بقراءتها عليهم وكان وقودها تلك الحالة الوجدانية المتمازجة من لون ورائحة دم الشهداء العطرة وقد رأيت بكاء المصريين ما بين أمل ورجاء .. ومن هذه المقالات أذكر :
( أرجوك دعني أقبل قدميك ) , (قف إنك لم تمت بعد ) , (لا تنسوا أن تسألوا عن سلامتها أم حسن ) , (أنا الشهيد لا تقتلوني من جديد ) . (الطريق ممدودة واليكم لن نعود ) .(لاتقتلنى اخى فأنا مثلك مصرى ) ( توضأوا بدمى وصلّوا من أجل الوطن ) وغيرها من المقالات
وهذا نص مقالة ( دعني أقبل قدميك ) كمثال :-
انها ثورة اللوتس.. وانهم مصريون ككل المصريين .. يصبرون ماشاء الرب لهم حتى اذا ماانتفضوا انتفض الكون وراءهم.. تحقق الحلم ورقص على دماء ذكية وأجساد كفّنتها أعلام مصر.. نجحت الارادة وكسّرت القيود .. وفرّ الظالم هاربا مزعورا ... فعالم العدل لايتسع لأمثاله.. عمّ النور وانقشع الظلام وباتت الأكف مرفوعة بين أمل ورجاء بعزة وشرف وكبرياء.. وانحسرت الأيادى الممدودة بخسّة ومهانة وأُخرست الألسنة الضالة المضلة واستحال الكون الى صفحة عدل وسُطّرت أجمل الأناشيد وأروع المقالات.. فجّر الاستعباد نفسه بنفسه .. وباتت الحرية حيّة مستأسدة فلاعودة للوراء .. لافساد .. ولا استعباد.. علينا تغيير ثقافة شعب بألا يرضى لنفسه الخضوع ولا الاستسلام.. فلقد علّمنا شباب الفيس بوك أننا كنا أصفارا لانساوى شىء وهم يساوون كل شىء.. لاتخضعوا للطغاة ثانية فتحرضوهم على اقتفاء مافعله أسلافهم.. دعونا نقول للرشوة لا وألف لا.. دعونا نصادق النيابة العامة ونحج اليها للابلاغ عن مفسد محرض على الردة داع للزمن البائد ..فهى الأمينة على حقوقنا ومصائرنا فليست من اليوم هى فقط جهة اتهام.. دعونا نبلغ الجهات الامنية بلا خوف ولاترهيب عن كل من تسول له نفسه ذبح أهداف الثورة السامية من عارض أو متلقى أو وسيط للرشوة.. دعونا نثور فى وجه كل مخطىء ونجل كل من هو مثار اعجاب من قيم نبيلة سامية.. دعونا نؤمن ان المسئول يتلقى راتبه من أموالنا فنُجلّه ماأدى مسئولية منصبه وواجباته ونبلّغ عنه ان قصّر وأساء وأفسد فلا ترهيب بعد اليوم.. دعونا ننشىء وزارة خصيصة لألام الشعب وشكواه بلا ترهيب له من تقديم مظلمته .. دعونا نحب بعضنا بعضا ونحب مصرنا ..تلك الحانية المتسع صدرها لكل ابنائها.. دعونا نفشى ثقافة المساواة أمام الحقوق والواجبات العامة فكلنا سواسية وكلنا مصريين.. تعالوا نبلّغ عن كل محاول لافساد هذه الثقافة أو حتى من كان افسد من قبل فالوطن يتقاسمه الجميع دونما نظرالى عرق أو عقيدة.. تعالوا نعيد النظر فى أراضى الدولة التى وُزّعت على البعض مهما بلغت مساحاتها كبيرة أم صغيرة فهى من حق كل الشعب ..فلا تترددوا فى الابلاغ عن كل مستأثر بأية مساحة امتاز بها عن غيره من أبناء الشعب بسبب واسطة أو افساد فلا شك أنه كان خائنا .. انها ثورة تغيير وتصحيح وتطهير ستتذكرها الأجيال القادمة بكل عزّة وشرف واباء.. دعونا نهشم مبدا الواسطة فلاعنصرية فى وطننا ولا تفرقة والداعى اليهما لاريب خائن ومجرم وعميل .. دعونا نطالب بحقوقنا المسلوبة فحتما لاتسقط بالتقادم مهما بلغ الزمن فألامنا لايمكن أن تُنسى فجاة.. دعونا ألانسامح من سرق أحلامنا ونروح نجمل كغيرنا كل ذنوبه ببعض فضائله فهى حتما تضيع بسرقاته وتقتيله لأبنائنا وأمالنا.. يدى .. بيدك .. بيده.. بيدها .. بيديهما.. بأيديهم.. بأيديهن .. بأيادينا .. بكل أيادى الشرفاء الأنقياء لانغسل أثواب الدم ولانسرق أكفان الشهداء ونثأر لهم من كل غادرجبّار لنبنى جميعا مصرنا الحاضر والمستقبل.. دعونا نقول دائما ونردد أننا نربح جميعا بسالة شباب قتلهم الطغاة وارتوت قلوبنا بعظيم ثورة روتها دماؤهم.. دعونى جميعا أقولها وبكل صدق وبلا أدنى خجل ودموعى تبلل كلمات مقالى تلك الى كل شهيد من شهداء مصر الحريّة.. أرجوك دعنى أقبّل قدميك .
س9 :- ما هي صفات الرئيس المصرى المنتظر..؟ وما هي الطموحات من وجه نظرتك التي تريد ان تُحققها مصر علي يديه؟
هذا سؤال رائع فصفات الرئيس الشخصية لابد وأن تُعادل طموحات المصريين جميعهم وكذا قيمة مصر وتاريخها العربي .. نتمناه الحاكم القوي الذي يُمثّل قُوّة مصر وحضارتها .. نتمناه الحاكم العادل الذي يمسح دمعة الأرامل والأمهات الثكالى وكذا الفقراء المُهمّشين .. نتمناه ميزان عدل بين كل المصريين يتوخي في كافة مساعيه مصالح الوطن العُليا ومصالح المُواطنين .. بينما أنا تحديداً فقد تمنيته أن يُحقق مفهوم الشورى الإسلامية عُوضاً عن مفهوم الديموقراطية ذات النكهة الغربية والتى لايمكن المُقاربة بينها وشورانا الاسلامية وذلك بمقالى ( شورى اسلامية لاديموقراطية غربية ) وكذا بمقالى (الاسلام شمس بين مفردات سياسية مُعتمة ) .. تمنيته أن يُحقق عدالة قضاء بمقالى (قُضاةٌ لاعدول ).. وكذا بمقالى ( عدالةٌ نقتاتُها لاخبزٌ منشود ) ..
س10 :- بفرض لو شاء الله وكنت أنت الرئيس القادم لمصر ..فما هو برنامجك الذى ستُقدمه للشعب المصرى ؟
سيدي يرحمنى ويرحمُك الله .. أنا شخصياً لا أتخيل ذلك ولكن إن كان ولابد ومن باب طرح برنامج أتمنى أن يكون هو برنامج الرئيس القادم فإنني أضع بين أيدي القراء مقالي والذي هو بعنوان (نطالبكم رئيس مصر القادم ) لترون مطالبنا له وطموحاتنا فيه . وكذا أن تقرأوا رؤيتى لدور الدولة التثقيفى من خلال مقالى (دور الدولة التثقيفى بين الدعم والتغييب ) .. لكون تلك المطالب والطموحات لايمكن اختصارها في إجابة قصيرة ، ففي تلك المقالات في تصوري برنامجاً كاملاً لرئيس مصر القادم من خلال منظوري ورؤيتي الخاصة ..
س11:- هل تجد ان الكتابات السياسية تحقق التواصل المنشود بين الصفوة والمفكرين والمواطن المصرى العادى ؟
هذا سؤال خطير يلمس وبحق علاقة النُخب وقراءاتهم وأُطروحاتهم بالعامة تواصُلاً وتأثيراً .. وفي نظري فإن الكتابات السياسية بالأساس إنما يتم طرحها لأجل إيجاد حلول برؤى لصانعى القرار ودارسيه ومُحلليه .. ومن ثم تكون جُل هذه الكتابات تستهدف صانع القرار ذاته فى مقامها الأوّل ..
أما البعض منها فيكونُ أقل تركيزاً وعُمقاً وأبسط تحليلاً ولغةً ومفردات حتي يتفهم العامة بُغية تحقيق التواصل فيما بينهُم والنُخب.. وكذا إحاطتهم علماً بالقضايا السياسية من حولهم ..
وأعتقد أنه علي هذا الأساس يكون ذلك التواصل مُحققاً في حدوده المقبولة حالياً والتي أصبحنا نلمسها في سيطرة اللُّغة السياسية بمفرداتها في حوارات العامة فيما بينهم أنفسهم أو بينهم وبين النُخب ذاتها ..
س12 : ما رأيك في مواقف كلا من أمريكا والدول العربية من ثورة 25 يناير في مصر ؟
كنتُ أتمني أن يكون السؤال قاصراً علي موقف الأمريكان تحديدا من ثورة يناير حيث أن العرب مع الأسف يدورون في فلكهم ويأتمرون بأمرهم .. وكيف لهم من رؤى خاصةً والقواعد الأمريكية لاتزال قابعةًٌ فوق أراضيهم خانقةً استراتيجياتهم ومن ثم إنعدم القرار العربي وقد إنعدمت الرؤى العربية من ورائه كذلك ..
أما عن موقف الأمريكان تحديداً فإنه للظاهر ولدى العامّة قد فوجئوا بثورات الربيع العربي عامة والثورة المصرية خاصة بينما لدى المُحللين والمُراقبين خاصةًً فإن هذه الثورات لم تكُن محض مُفاجأة لهم .. فقد قدّم الأمريكان لها المُقدّمات ثُمّ إنتظروا مُترقّبين حدوث تلك النتائج ..
ياسيدي يكفيك أن تعلم أن وعود العرب بتقديم مساعدات لمصر قد جعلوها مرهونة علي موافقة الأمريكان وصندوق النقد الدولي ليتم شل القرار المصري وإختراق السيادة المصرية من باب الحاجة الإقتصادية من بعد الثورة وظروفها .. هذه هي مصر يا سيدي الداعمة تاريخياً لكل البُلدان العربية .. هي اليوم تخضع لإملاءات وشروط غربية أمريكية برعاية عربية تبتغي في الأساس سيادتها وتفكيك أوصالها تحت ضغوط الحاجة الأقتصادية وكأننا نُعاقب بثورتنا تلك من أشقائنا بالأساس لكن لن تخضع مصر لكل هذه الإملاءات ولا لهذا القدر من الخيانات العربية وليتهم يعوا الحكمة القائلة (أُكلتُ يوم أن أُكل الثور الأبيض )..
س13 :- اليمن ..سوريا ..ليبيا ..تونس ..ما رؤيتك للمستقبل فيهم ؟
أرى أن هناك صعوداُ للتيارات الإسلامية في كل تلك البُلدان .....وفي المستقبل القريب ستغيب السياسة بما تتصف به من مُرونة عن الخطابات السياسية فيما بينها وبين الغرب والأمريكان والدولة الصهيونية .. وهناك قاعدة تقول (إذا تركت الأستراتيجية فلن تدعك الإستراتيجية )
ومن ثم ستُحاول الدول الغربية بالتحرش بكل هذه الدول بالعموم فيما ستستغل غياب الخطاب السياسي وظهور الخطاب الدينى العقائدي المُباشر .. تلك الدولة العبرية لتكون مُحرّضةً إيّاها علي هجمة شرسة علي كل هذه الدُول .. وبالطبع ستتأثر بها شعوب كل تلك البُلدان قاطبة ..
لذا يجب في نظري أن يتّحد العرب وفي المستقبل القريب ومن بعد إستقرار الأنظمة مُباشرةً إتّحاداً إقتصادياً وعسكرياً ومهما بلغت التحديات التي تقف دون حدوث ذلك لأن في غيبته سيكون أمر أستعمارنا جميعاً في حكم المحقق الحدوث ..
س14 :- شُكراً لك ..وكلمةً أخيرةًً تُريد أن تقولها؟
أشكرك علي هذا الحوار ألذى أتحتم لنا بة الفرصة أن نُنفّس عما نشعر به كما وكل مثقف عربي مهموم بقضاياه العربية والقومية المصيرية وشأن وطنه والأخطار المُحدقة به في كل هذا الزخم من الأحداث المُتلاحقة ..
وأودُ أن أقول في النهاية أنّنا وفي زمن التّكتُلات الكبيرة لا يجب أن يتحول عالمنا العربي إلي كانتونات صغيرة .. فالمرحلة تستحقُ الإعتصام بحبل الله وليس التفرق عنه .. لذا أُناشد الأنظمة العربية وبحق للإتحاد وإعادة النظر في موضوع السوق العربية المُشتركة مُضافاً إليها الموضوع المُلح.. ألا وهو القيادة العسكرية المُوحّدة وإلّا .. فنحن في طريقنا إلى الإستعمار من جديد ..
///////////////////////////////////////////////////////////////////
نماذج من المقالات غير السياسية :-
قف انك لم تمت بعد
------------------
قف انك لم تمت بعد
لو أحاطت بك الذئاب يوما كن أسدا وانتصر
لاتخشى شيئا ..أى شىء .. فالخوف هو مقصلة النصر وسجنا للجبناء
أسقط عن كاهلك كل مايحزنك فليس فى الحياة مايستأهل الندم أو الاحساس بمرارة الخسارة
ومادمنا جميعا سنموت.. فحتما يتساوى كل شىء
اعلم أن الكل سواء .. فالحاكم ليس بحال أفضل أو أقوى منك والا فبم تفسر كل هذه الأليات المجنزرة حوله وبم تفسر تلك الأسوار التى يختبىء وراءها وكل هذه الأعداد من الحراس والمتاريس ..ألا يعنى كل هذا شعوره أنه أضعف منك ؟؟!
لاتخشى جلادك فانه مثلك يتعذب ويتملكه الخوف أن تؤرقه فى منامه
اجعل الشمس دائما بين عينيك وأعلم أنها لا تيأس ولاتعترف بالموت وان أيقنت أنها حتما ملاقيته .. فان حاول الليل قتلها أفلتت منه الى نهار جديد.. فلها روح وألف روح.. فكن مثلها ولاتكن متخاذلا .. متنازلا .. مندحرا أو انهزاميا ..
لو كبوت يوما فتذكر أن لكل جواد كبوة وربما ألف كبوة وكبوة لكنها لا تثنيه عن مواصلة المسير أو السباق
اجعل من متسلق الجبل مثلا يُحتزى .. انه لايضع بين عينيه الا هدفا واحداهو قمّته ولو نظر خلفه او تردد لحظة حتما سيهوى فى مكان سحيق
لايخيفنك السجن فانه خلوة وعبادة ومراجعة نفس وعود ووصال مع الله
لايخيفنك النفى فانه سياحة وتأمل فى عوالم الكون وجماله
ولايخيفنك الموت فانه للمؤمن خلاصا وشهادة
لاتستسلم للنهاية ..فالموت نتيجة حتمية للاستسلام وقل لنفسك أنك حتما ستنجح .. حتما ستنجح وتنتصر
ضحك أحدهم لمّا رأى روميل ثعلب الصحراء لنحالته وقصر قامته وكيف أنه كان مثار رعب لخصومه ..
ففهم روميل سخريته ثم قال له روميل ليس هنا مشيرا الى جسده ولكنه هنا وهنا مشيرا الى قلبه وعقله
اذا أتتك النهاية فقل لنفسك أنها البداية وتذكر دائما أن الشمس ستعود ثانية من بعد سويعات قليلة
ثق أن الفكرة أى فكرة لابد لها من التضحية والا ستموت
العدل فكرة .. والحرية فكرة .. حتى أن الدين نفسه والعقيدة كانتا من قبل أن يبعث الرسل فكرة والا لما سبح ابراهيم متأملا فى الكون مصمما أن للكون الاها حتى اهتدى .. ولكن متى ؟ ..
من بعد الفكرة
لاتيأس فالفكرة تستحق المجازفة ..والجسارة والحماسة وعدم الوجل أو الخوف
فلربما تكون عظيما يوما ما .. فالعظماء قد استماتوا لأجل الفكرة فنجحوا وخلّدهم التاريخ
هكذا كان غاندى .. فكرة .. وكان مانديللا .. فكرة ... وكان جيفارا ومارتن لوثر كنج .... فكرة ... وكان عمر المختار .. فكرة .. حتى أن جميلة بو حريد رغم كونها امرأة فكانت كذلك هى الأخرى فكرة..
كلهم جميعا أيقنوا أن الموت لا يكون الا مرة واحدة ولن يتكرر فعاشوا بعدما ماتوا
فكرة فى وجدان وضمائر شعوبهم
ان الشعوب لاتتذكر من بينها الا الزعماء الواقفين وتنسى حتما المستكينين النائمين
ثق أنهم لن يقتلونك.. ودع المارد الذى بداخلك يخرج من قبل أن يموت .. فالشمس لاريب ستعود بعد سويعات قليلة ولن يستمر الظلام أبد الأبدين
اجعل الأمل أمامك وقودا لك وحافزا حتى لاتوهن قواك وتخور.. وقل لنفسك.. حتما سأعيش .. حتما سأنجح .. حتما سأنال ماأبتغى .. فلست أنا أقل ممن عاشوا فحملوا مشعل الحرية والانتصار
انفض عنك غطاء الخوف ولاتحزن....
وازجر نفسك قائلا:
قف انك لم تمت بعد
////////////////////////////////////////////////////////////////////
ظلموك أيها الحب
------------------
الحب علاقه روحيّه لانعلم منها غير الفقد .. لانلمس منها غير الوجد .. لاتعرف منها غير الحرمان ..
الحب علاقة ياسادة تتجرد من مادة أوقسمات الأشياء .. الحب كياناً روحياً لايعلم أبعاداً تُحصى ولا أهواء .. الحب ثمرةً للوجد لاتعلم الحميمية ولا حتى الارتواء .. الحب غاية فى ذاته ينأى عن المقاصد والمرامى .. فان تمازج وقد أثمر مولوداُ فليس من الحب فى شىء
حب الأزواج ليس حباً لكن سمّه ان شئت تلاقياً منفّذاً لنظريات الكون الحتمية بغية استمرار الحياة.. فعلاقة الحب بين امرأة ورجل ان تنجح يفشل الحب فى معناه ومقصده .. اذ الحب لايعلم الأهداف وقد تحققت بالزواج وانجاب الصغار ..
الحب يتطور بالفقد .. بالوجد وبالحرمان ..ليصير عشقاً فتولُها ً فذوباناً ففناءاً فى المحبوب ..
لاتتوج قصص العشاق برباط مقدس كزواج مثلاً فان حدث فلسنا أمام حب بمعناه الحقيقى والّا فمامعنى ان تتزوج امراة اثر فقدان حبيبها المعشوق وما ذا يعنى أن يتزوج الرجل بعد رحيل معشوقته زوجته وحبيبته .. يتزوجان كلاهما وقد كانا هائمان يسطران أحلى قصص العشق والغرام .. أترون أن ماكان يجمعهما فى حقيقته حباً ... لا ياسادة انه تطبيقاً عملياً لنظريات الكون الحتمية ..
لو كان حباً ياسادة لاتشحت من مات زوجها بسوادها طوال عمرها والتصق الزوج العاشق بذكرى معشوقته الراحلة طوال حياته ..اذاً هو لم يكن حباً وقد عرف هدفاً قد تحقق .. انما الحب هو حب عبلة لاتعرف سواد عنترة ولادمامته .. انما الحب كحب قيس لايعرف له غاية غير جنونه ..انما الحب هو حب جميل لبثينة من غير زواج يجمعهم ...من غير هوى ..
الحب لايعرف هدفاً ولامقصد .. الحب لايعرف لون الأجساد .. الحب لايعرف وطناً ولا حدوداً لبلاد .. الحب لايعرف عمراً أو سناً أو حتى أضداد .. الحب حب لاينتهى لنتيجة سوى أن يتطور ليصير وجداً فعشقاً فذوباناً ففناءاً فى روح المحبوب .. ليباركه الرب فيتجلى على العاشق بروح العشق الالاهى .. ليتنعم الواجد بوصال الموجود ويتبدل الحب بلقاء المودود ليفنى العاشق فى فيض المعبود ..
هكذا تبدل الحب وجداً والوجد عشقاً والعشق فناءاً ليصير متعة ً وذوباناً فى حضرة الرب المعشوق ....قد أحسّ به نجباء العاشقين فقرضوه شعراً كابن الفارض بقوله :
أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي ****** خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي
الحب ياسادة يمكن لمسه فى مشاعر الأب لصغيرته والأم لصغيرها .. هو الحب الذى لايعرف النتائج ولا الثمرات .. هو الحب الذى لايخلفه هوى ولامتعة محسوسة ..لكنه حب يقنلك بالفقد .. يحرقك بالوجد .. يلتاعك بلا استئذان ..
الحب لايعرف ثمن الأشياء .. فحب ولدك لك ليس حباً انما هو وسيلة لحاجة ...بيد أن حبك له هو حب يتجرد من معنى الأهواء ..
الحب ياسادة لايعلم الملامح ولا الرسم ولا الأبعاد ..
الحب مادته الروح كما الروح تتخطى قسمات الوجوه أو الاجساد ..
لاتسألن المحب عن صفات محبوبه فهو لايعلم سبباً لحبه ولاوصفاً لمن يحب .. ان شئت العلم بحاله وسبب حبه ومأله فتخطى معه بروحك أسوار الجسد... لترى عالماً أخر هو أجمل من عالمك ...هو أصفى من عالمك ..هو أطهر من عالمك ..هو عالم لايعلم زيف المادة ولاعيوب الصور ومؤثراتها .. هو أنقى من كل ذلك .. هو أسمى من كل ذلك ويزيد ..
الحب ياسادة لايتخطى حدود الروح والّا فلن يعرف للعشق سبيلا .. ان تفقد الحب ملامح جسد المحبوب لايكون حُباً بل وسيلة لغاية يكتمها طرفاه أو يخفيها الكون لأجل ثمرة يبتغيها هو ....هى وصاله ودوامه ..
كذب الشعراء فسموك حباً وخاطبوك بشعور الصبايا وخدود الحسان وقدود العزارى وعيون الغزلان .. انما أنت فى حقيقتك لاتعرف كل هذا الوصف الزائل ..
الحب ياسادة ينتمى لعالم غير عالمنا لكنه يتواجد معنا بيننا .. يبحث عن خلاصة المحبين .. لايعرف مادة ولا جسداً ولا لمسات ولاهمسات ..
الحب دمعة وجد وأهة فقد .. الحب حرقة كبد العاشق لمعشوق غير مأمول .. الحب عطش قاتل بلا ارتواء .. الحب لايُثمر أطفالاً ولايروى ظمأ العًشّاق .. الحب لايعرف سوى الوجد والفقد والحرمان ليصير عشقاً بالتلاقى والتلذذ بلاأحضان ..
الحب لايعرف معناه غير المحبين ولايقدر على وصف مذاقه غير العاشقين ..
لاتسألنّ نفسك ان سافرت وأنت قابعاً فى مكانك انما قد سافرت روحُك .. لاتؤلمها ألاف الأميال بلا جسد يحتويها.. حتى تتلاقى وروح تنتظرها هى كذلك بلا جسد يحتويها ولاأمل يحتضنها .. هنا فقط يقطن الحب بضمير الكون ..
الحب علاقة غير مأمولة وزرع غير مُثمر وفداء بلا استشهاد .. فان تحقق قصد العاشق لم يكن حُبّاً ..فالحب ترويه اللوعة ويؤججه الحرمان ..
الحب لايعرف توبةً ولاكفّارة .. الحب لايعلم لذّةً ولا استثارة .. الحب فناءً فى فناء .. الحب وجد فى وجد .. الحب تولها فى توله وذوباناً فى ذوبان ..
الحب لايشيخ لكنه يتسامى .. لايموت لكنه يتنامى ليصير بأسمى حالاته عشقاً الاهيّاً... فيه يتجلى الرب ليحرس العاشقين ويُثيب المحبين بلا أهواء منهم فيتنعم عليهم بامتاع مابعده امتاع ولذة لاتدانيها لذة ...هى لذة عشق الرب المحبوب .. ليصير الدمع ضحكات ..ويصير التباكى بسمات .. وتصير الأحزان أفراحاً... ويصير التجافى تلاقياً ويصير التنائى وصالاً للعاشقين .. ليذوب الكل فى واحد لاينتهى ...وتتسع الحضرة لكل القلوب الهائمة فى حب المعبود ..
أهاً يامن غزوت القلب بلا أمل أو مقصد .. أهاً يامن سفكت دمى بخنجر عشقك .. أهاً يامن تلذّذت طوال العمر بأنّاتى .. أهاً يامن أجدك ولا أجدك .. ألاقيك وأفتقدك .. أهاً ياحُبى الملائكى الذى لايعرف أوطان..
ياساعات العمر الراحلة وقد تجددت خلف جدارالزمن المكسور .. ياعزابات الماضى وأنّات الحرمان .... أّذكرينى عند مليكك وأخبريه عنى أننى قد عرفته بينما هم .....................فقد ظلموك أيها الحب ..
////////////////////////////////////////////////////////////////////////
رسائل أب
----------
الرسالة الأولى
صغيرتى اسراء ..
ياقطعة الجمر الملتهبة فوق جدار القلب .. ياعزابات السنين الماضيات.. ياأمل الغد المشرق.. يارعشة خوفى أن أرحل بلا اطمئنان .. ياأعزب أهة تصرخ بها النفس .. يادمعاتى المرتدة خلف المأقى ..ياربيع العمر الماضى وقد تجدد..
أتموت الدمعة فى الأحداق.. أيموت العشق بلا عُشّاق ..فأنتى معشوقتى المشروعة بقلبى الأبوى..
ياأغلى من كل شىء ...من ضحكاتى ... وعزاباتى... ومن همس الذكريات ..
تنسينى الدنيا كفاك الصغيرتان .. تهدهدان على كتفى فى لحظة حزن لترمقنى العينان ببراءة الطفلة صباح كل يوم ان أذهب الى عملى..
تودعنى كفك الصغيرة ثانية فأرجع اليها ملهوفاً .. تسقط دمعة فتمسحها ذات الكف ..لأحتضنك بين زراعاى الأب الحانى موصول الدعوات .. ياخلجات النفس المتناثرة بين الخوف والأمل ..
ياحبيبتى .. ياابنة القمر فى ليلته البدرية .. لأ لىء فمك المتراصة خلف شفاه وردية ..يا شعرى الأسود المصفوف بعناية فوق الوجه الملائكى .. لاتغنينى قصور الدنيا وتغنينى ابتسامتك.. لايحزننى فراق الروح وتحزننى دمعاتك .. أقولها حبيبتى بمذاق الحب المتفرد من غير هوى .. ياأنقى حب وأطهر عشق .. ياعمر العمر ..
صغيرتى .. كنتى حين وُلدتى كقلبى الصغير... يكبر .. يتنامى .. لكنه بعينى لايكبر ..أخالك دائماً تحتاجين رعايتى .. حمايتى .. هدايتى وعطفى .. مهما كبر الجسد فى عيون الأخرين .. يحسبونك دائما قمراً كبيراً لكنى دوماً أراكى نجمة بأعلى جدار الكون لاتكبر .. فقط تظل صغيرة صغيرة .. وفى قلبى تدومين لوعة ولهفة وفرحة ..
تمر الأيام .. يتملكنى الخوف أن حرمتك من ثمة أشياء تودينها .. ووالله لو كان الثمن روحى لسعادتك ماترددت .. فماخلقنى الله كى احرمكى مما تودين .. لكنه خوف الأب ياعزابات السنين .. يادمعة عشق العاشقين .. يا تلبية الرب لدعاء السائلين ..
سيرى يا نبضة القلب المجروح وسط طريقك المرسوم على غلاف الزمن .. تحفكى أجنحة القدر المقدور .. لكن ترعاكى الدعوات.. ورحمات القلب المخطوف عند الأزمات..
لاتنظرين الى الوراء .. فمن ينظر خلفه لايمكنه التقدم لغده بأوراقه .. انه الغد الملهوف لابتسامتك... لنجاحاتك... وتحقيق طموحاتك .
عاهدتنى أن تكونين مهندسة .. ترسمين قبة سماوية بفرشاة ايمانك وأحبارك الورديّة..
أراكى فى حلمى ويقظتى تفردين سجّادة صلاتك راكعة تُصلين .. واقفة داعية بكفيك الصغيرتين .. ليطول سجودك فتسلمين .. كم كان هذا المشهد هائلاً عندما رأيتك .. فلاتمنعى عنى رضائى باستقامتك . اذ لاقيمة للانسان بلا باستقامة ..
ارعى أخيك فانه قطعة منى وحاميكى من بعد رحيلى .. كونى له القدوة يكن لك السند .. كونى له الرحمة يكن لك المدد ..
تنتهى الكلمات ولاتنتهى الدعوات فاحرسها اللهم من الظُلُمات .. وارحمنى بها حيّاً وان انقضت الحياة
أبيكى،،،،
الرسالة الثانية
حبيبى اسلام..
ياسند العمر القادم وأحلام الماضى المتجدد..
يابسمة أمل على قلب خيالى المجروح ..
دعوتك اسلام وهو عقيدتى .. لايكفر بها قلبى مهما حفل العمر بأحداثه ..
أنت الأمن وان أحاطتنى جسور المخاوف.. .. أنت السند رغم نحالة جسدك وكفك الصغير .. ففى ضعفك قوتى ليكون ضعفى فى غدى لك قوة ..
تهدهد كفاك على كتفى ألّا أحزن .. و يوجعنى خوفى عليك لصغرك .. فالغد الى العمالقة ينتظر .. .. تحمينى دموعك من أخطائى .. يدعمنى ضعفك بقوة ارادتى .. تشفينى ابتسامتك البريئة .. تريحنى من تعب الأيام المُثقلة ..
ياربيع العمر الفائت وقد تجدد .. يانضارة الوجه القادم من أمسى الشاحب .. تروينى تلبية ندائى عليك أن قلت .. بابا .. هى كلمة رباعية الأحرف عدد حروف الكون منذ خُلق وحتى الفناء ..
لاتنتهى الأحرف ولا الكلمات .. ولاينتهى الحب من بعد ممات .. فيا مُهجة القلب .. ياعرين الأسد البرىء وقد تلطّف فى حضرة أبيه بحبه وحفاوته ..
لن أترك لك ميراث الأشقياء لكنه ميراث حب برحم وتواصل بشقيقتك فهى رحمك لاتقطعها .. وهى قطعة من أبيك ..ان قاطعتها عققتنى حيّاً وميتاً..
ياأغلى الشرفاء .. وياأوفى الأوفياء لروحى وذكراى .. ياابن ظهرى ونبض قلبى الذى حمل السنين الماضيات ..
لاتنسانى وان رحلت لكونى ....لا ولن أنساك حتى ولو غبت أنا خلف جدار الزمن المكسور ..
أبيك،،،،
الى اسراء واسلام
-----------------
رياحُ الظلم لاتأتى بخير ///// كما والغيم ان رعدت سماها
ونوق البيد ان وردت لماء /// فلا تُروى اذا رام رماها
وغمدِ سيوفنا فى الحق ظلمُُ /// اذا ماالحرب قد دارت رحاها
وطول ِالمرء محسوب عليه /// كما لذكائه عزاً وجاه
وما لجميلةٍ فى الدهر ذكرى //// اذا مالعقل قد ولّى وتاه
وان حزبت عليك الأمر يوما /// فقل يارب ماحدّ مداها
وان قالوا بان الفرس ضلوا /// وان الروم لا تحمى حماها
نقول يميننا فيها كتاب /// اذا فطنت شعوب ُ له هداها
ومالى حيلة الا رجائى //// لعفو الله ان غشيت ضحاها
فياربى بحق الاوب منى ///// بان تحفظ لاسراء ضياها
وان تُبقى لها الاخلاق عزاً //// وان يَبقى لاسلام دعاها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.