دكتور / عبد العزيز أبو مندور أستاذ / جمال سلطان المحترم 00 شكرا .. فما جاء به مقالك اليوم بعنوان ( يناير تتنتصر فى صراع الارادات ) 00 لا يخرج عما سبقنا إليه قبل 00 وبعد 00 ثورة 25 من يناير 2011م 00وما لحق بها من أحداث .. ولكن - الحق أنك نفذت إلى غور ما صرحنا به بأسلوبك المهني وعبقريتك الصحافية والحرفية وخبرتك الطويلة 00 أما بخصوص صراع الإرادات 00 فكما تعلم ليس لإرادة أية فائدة ترجى أو نفع يبتغى ما لم تدعمها القوة 00 ولا بد من وحدة الصف 00 ووضوح الغاية الأقصى بمفهوم الاستراتيجيات 00 00 والتكتيكات الضرورية 00 وامتلاك القدرة لتحقيقها 00 ومصادرها الحيوية 00 ناهيك عن مصادر التمويل 00 وما تتعارف عليه الجيوش الحديثة من أهداف لوجستية 00 ولا شك أن الإرادات 00 من هنا 00 أو هناك لو فقدت ما يدعمها من العزم والقوة لا تسوى شيئا 00 فى ميزان الواقع وإرادة تغييره 00 وإلا كنا قد انتصرنا فى معاركنا الكبرى 00 ولكان الشعب الفلسطيني حقق مطالبه فى تحرير أرضه من المحتل اليهودي الغاصب فى القدس زغزة والأقصى وفلسطين 00 وكل الأرض العربية فى سوريا ولبنان 00 وغيرها مما لا يزال النزاع غليه فائم 00 فلا أحد ينكر أن الإرادة العربية مازالت حاضرة 00 لولا فقدان مصادر القوة والدعم 00 ! أما الثورة .. فلا .. ! أقولها لكل من يريد أن يتسلطن على حساب شعب مصر الكادح .. فيظن نفسه زعيما شعبيا 00 وسياسيا 00 وهو سمسار بهائم فى سوق المواشى 00! شعب فى أغلبه لا يعطى للتطور حقه 00 فيهضم حق الشباب 00 فى الحرية 00 والاستقلال 00 والعيش الكريم 00 تحت مزاعم السن 00 ( أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ) 00 والخبرة 00 وهى لا تعدو عند أكثرهم إلى قصص وحكايات 00 العجائز 00 وأمنا الغولة 00 يريد أن يفرضها كأنها حقائق 00 ولا صبر له على سماع صوت العلم والتقدم الذى مهر فيه الشباب 00 لأسباب كلنا نعلمها 00 التسلط00 والسطوة 00 والقهر 00 والأثرة 00 والأنانية 00 والغلو 00 وتزكية النفس 00 والكبر 00 وتسفيه عقول الشباب 00 من أهم الأمراض التى أصيبت بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية 00 حتى تجد أحدهم 00حتى فى أمور العبادة 00 يريد أن يناطح العلماء 00 ويتقدم عليهم 00 ولو دعاه ذلك إلى اتهامهم بالإرهاب 00 المهم 00 الانتصار للنفس حاضر 00 بمجرد أن يدخل المسجد ويصلى لأول مرة فى حياته 00 فقد قضى معظم عمره 00 وأرذله حاجزا كرسيه على طاولة دومينو00 ! شعب فى أغلبه لا يعرف معنى حرية الرأى 00 إلا البذاءات00 والشتائم 00 يصبها على كل معارضيه 00 ومن هم ليسوا على هواه .. شعب فى أغلبه لا يعرف الاستقلال السياسي .00 فالسياسة صوت عال 00 بالحيانى 00 واللى تغلبه العبه 00 وخدوهم بالصوت ليغلبوكم 00 شعب فى أغلبه تربى فى الأسواق 00 سماسرة 00 وأرزقية 00 فلا يحترم 00 إلا قوة المال 00 وسطوة الجاه والسلطان 00 ! شعب يختار مرشحيه على مبادئ لا تمت بصلة للديموقراطية 00 ولا يعرف الحرية معنى للحرية السياسية 00 ولا بالحزبية إلا لخصومات واللعصبية من أى نوع 00 فلا يهمه ما يقدم من برامج انتخابية 00 إن فرض وكان ثمة حزب تقدم ببرنامج 00 ! شعب فى غالبه لا ينتقى من يمثلونه على أسس علمية 00 وتطلعات حضارية .. فمبدأه ( عيشنى النهاردة ) 00 و ( شوف مصلحتك يا سيد ) 00 ويمكن أن نحدد كثيرا من تلك المبادئ 00 ولكنا نكتفى منها ببعضها كما يلى : 1- الشللية والعناد والخصومات الشخصية. 2- والمصالح الخاصة . 3- والمجاملات العائلية والأسرية . 4- و الرشاوى . 5- والتزوير بكافة أشكاله . 6- وقوة المال . 7- والسوقية 00 8- والسمسرة . 9- والبلطجة. وعموما 00 مازلنا لما سبق أن قدمناه من علل وأسباب 00 ناهيك عن مقالك يا أستاذ / جمال 00 المحترم 00 فلا شك 00 يشاركنا فى كثير منها .. مازلنا نرفض فكرة الثورة من أساسها .. وهذا لا يمنعنا من أن نصدح ومازلنا نطالب 00 ولا نمل 00 بالتغيير السلمي 00 وإرساء دعائم العدالة 00 وسيادة القانون على الجميع 00 دون استثناء 00 وتفكيك تربيطات الفساد 00 ومافيا المفسدين فى ك الوزارات 00 والمجالات فى الدولة المصرية 00 وإن كان ذلك لا يكون متاحا 00 ولا طريق له00 ولا سبيل 00 إلا الديموقراطية السليمة00 والمحافظة على هويتنا المصرية العربية الإسلامية 00 وأولى خطواتها ( المصالحة الشاملة ) 00 والتعويضات الكاملة لكل من أضيروا من هنا وهناك بسبب تلك الأحداث الثورية الفاشلة 00 فلن تأتى - على حد فهمى – أى ثورة 00 أو الدعوى إليها 00 بجديد 00 وهو ما بينته فى مقالاتى السابقة 00 من قبل 00 ومن بعد 00 ثورة 25 من يناير 2011م 00 فلن تأتى تلك الثورة المتوهمة 00 أو غيرها00 إلا بمحمد مرسى آخر 00 لكي يفشله 00 آخرون .. ! وهكذا على طريقة الساقية الدوارة التى تأخذ مائها وتصبه فى نفس ماء المصدر .. فالبئر واحد .. والماء كدر 00 لا يروى ظمأ العطشى 00ولا يطفئ لهيب 00 المحرورين .. ! نقلت جريدة المصريون ما قاله "يونس مخيون" من أن رئيس حزب النور السلفي، إن " إقصاء الحزب من الحياة السياسية سيغلق الطريق السلمي أمام شباب الإسلاميين ، ويدفعهم لسلك مسالك أخرى " وقالت الصحيفة أن مخيون حذر من وجود مخطط لإفشال الرئيس عبد الفتاح السيسي كما تم إفشال الرئيس الأسبق محمد مرسي. وأنا يهمنى أولا أننى قلت منذ أحداث 30يونيو 2013م ومابعدها 00 أن حزب النور بات فى خبر كان كغيره ممن شاركوا فى تلك الأحداث 00 ناهيك عن نشطاء 25 من يناير 2011م 00 وليس معنى ذلك أن مخيون وإخوانه محسوبين على ثورة يناير . ولكن – ما أدهشنى أنه يحذر الرئيس السيسي من مصير ينتظره كمصير الرئيس السابق المعزول مرسى. وما يدهش ليس التحذير 00 ولكنه – لم يكشف عن الجهة التى تقف حجر عثرة أما الرئيس عبد الفتاح السيسي 00 فتخطط 00 وتعمل على إفشاله 00 كما أفشلت الرئيس المعزول مرسي 00 ولقد أصبح من العلوم أننى أول من قلت أن الدولة العميقة سوف تأتى برئيس منتخب 00 كما يطالب شعب 25 من يناير 2011م 00 ولكنها لن تتركه يعمل .. كان ذلك قبل أن يفكر أحد فى مجرد الترشح لمنصب رئيس الجمهورية 00 لا من الإخوان 00 ولا من غيرهم .. وحدث .. ونجح الدكتور مرسي بانتخابات نزيهة كما يريدها الثوار – إن جاز لنا وصفهم بذلك – 00 وتم تفشيله 00 أو لنقل 00 إفشاله .. ثم عزله .. ثم محاكمته هو وجماعته وقياداتها 00 فى مسلسل مازال ساريا 00 ولكن – مخيون 00 حزب النور لم يقل لنا من هم وراء ذلك المخطط ممن أفشلوا الرئيس مرسى 00 وهل هم ذات الجهة التى تخطط لإفشال الرئيس عبد الفتاح السيسي 00 ؟ ! أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مخيوم وجماعته يتوددون 00 ويتشبثون بدورهم الذين لعبوه من قبل فى خدمة النظام 00 فقط 00 إنها لا تعدو أن تكون 00 رقصة المذبوح .. ؟! أصبحت جل الأطراف تلعب لعبة التخويف من المجهول 00 ظنا منها أن ذلك المنهج الجبان يجنبها عذاب الهجر 00 والحرمان 00 ! لقد كتبت عدة مقالات كما سبق أن قلت كلها ترفض مجرد فكرة الثورة بأى معنى من المعانى السياسية والسلطوية وكان أولها كما قلت مقالة بعنوان ( أما الثورة 00 فلا 00 !) كان قبل ثورة يناير 2011م بأكثر من سنتين أغسطس 2008م 00 كان هذا المقال 00 رسالة تحذير لكل الأطراف ممن كانوا فى السلطة آنذاك 00 وهو كذلك الآن لمن هم فى السلطة 00 وأيضا تحذير لكل طلاب السلطة من المتعجلين 00 بل إنه رسالة تحذير للشعب المصري 00 صاحب المصلحة الحقيقية 00 فليحذر الجميع مخاطر الاندفاع وراء الأطماع 00 وتغافل الهدف الأعظم من وراء الثورة 00 وبناء مؤسسات الدولة . هذا ، فإن كان مخيون 00 حزب النور يستقرئ المقالات التى تتكلم عن عواصف ثورية قادمة مع ذكرى 25 من يناير 2011م كغيره من كثير من الكتاب من أبواق الإثارة 00 إن كان ذلك 00 فإننى كما سبق أن قلت وكتبت قد رفضت فكرة الثورة قبل قيام ثورة يناير وما بعدها ومنذ أغسطس 2008م أو 2009م ومازلت على موقفى من رفضى القاطع لأى دعوة 00 أو مطالبة بثورة بدعوى التغيير 00 أو القصاص ؛ 00 فمصر ينبغى أن تحيا حياة العدالة والحكمة 00 وسيادة القانون 00 فلسنا دولة بلا تشريعات .. مصر لمن لا يعرف دولة قانون 00 وإن غاب طويلا 00 بسبب الفساد السياسي 00 والإداري 00 والاقتصادي 00 والتعليمي 00 والإعلامي 00 إلا أننا لا نعدم القوانين المنظمة لحيتنا 00 والتى تحقق العدالة 00 فلا حرية من ى نوع 00 ما لم تحقق العدالة بالفعل 00 فقط الأمر يحتاج لإرادة حرة 00 عادلة 00 حكيمة 00 تشرف بنفسها على تفعيله 00 وتطبيقه على جميع المصريين 00 بلا استثناء .. ! لا بد من تحقيق المطلب الرئيسي لثورة 25 من يناير 2011م 00 ألا وهو 00 العدالة 00 والعدالة الاجتماعية 00 ولا يتحقق ذلك إلا بمجتمع صالح ؛ 00 يقوم على 00 مبدأ الكفاية 00 والعدل 00 وهو يتطلب تضافر كل القوى المصرية 00 السياسية 00 والاقتصادية 00 والعلمية 00 والإنتاجية 00 والإعلامية الرشيدة 00 بعيدا عن إعلام جوبلز 00 الكذاب . ( والله غالب على أمره ) [email protected]