على مدار ما يقرب من 650 عاما هى تقريباً عمر خان الخليلى لم يتعرض هذا المكان لهذه الكارثة التى باتت تهدد أرزاق الكثير من التجار وأصحاب المحلات والحرفيين. تصوير: محمد لطفى فالخان الذى كان يعج بمختلف أطياف البشر من السائحين من كل مكان الآن أصبح عبارة عن مغارة على بابا، فالطرقات والممرات الداخلية فارغة تماما من المارة والزبائن والسائحين وقد قام عدد من أصحاب المحلات بإغلاق محلاتهم خوفا على البضائع الثمينة والتحف من السرقة، والآن حظر التجول فى الخان يبدأ بعد صلاة العشاء وهو الموعد الذى اتفق عليه التجار لإغلاق محلاتهم لحمايتها بعد حوادث السطو التى تعرضت لها محلات الذهب المجاورة للخان، فقد أدى تراجع معدلات السياحة فى أعقاب ثورة يناير إلى خسائر فادحة فى الخان. تجولنا فى طرقات خان الخليلى التى كانت بالأمس القريب أكثر صخباً لنرصد مأساة على طبيعتها ومن على أرض الواقع. يقول عم محمد أحمد أحد أقدم تجارالخان: خان الخليلى لم يتعرض لهذه الخسائر من قبل وإن كان هناك فترات أيام الحروب التى تعرضت لها مصر ولكن لم تستمر الحالة طويلا ورغم عودة السياحة إلى مصر إلا أن السائح لم يعد متحمساً للحضور إلى هنا لشعوره بغياب الأمان حيث أن الشرطة لم تعد متواجدة فى الخان وقبل ثورة يناير كان التواجد الأمنى هنا مكثف وكان فيه تفتيش ومراقبة وتشديدات وتعليمات خاصة بعد الحوادث الارهابية التى تعرض لها خان الخليلى فى السنوات الماضية وطبعاً السائح عنده علم بكل هذه التغيرات ولذلك يخشى الحضور إلى هنا حيث يعتبر أن الخان من المناطق الخطرة عليه ولكن مع ذلك هناك أعداد من السائحين يفدون إلى الخان ولكن عددهم قليل جداً والدليل كما ترى فالشوارع فارغة والمحلات مغلقة وإذا استمرت هذه الحالة فسوف يتعرض تجار الخان لخسائر ضخمة جدا لأننا ندفع ضرائب وفواتير مياه وكهرباء وأجور عمال وصنايعية وتأمينات هذا بخلاف أثمان البضائع المستوردة خاصة من الصين. أما محسن عمر حسن صاحب محل فضيات فيقول: لو أنت ماشى بالليل لوحدك هنا ممكن تتخطف! نحن نطالب بعودة الشرطة بكثافة للمكان مثلما كانت حتى تعود السياحة للخان، ونحن نتعرض لخسائر كبيرة لدرجة أننى أصبحت أبيع بعض تحف الفضة على أنها كسر، والفضة غالية لكن لازم نعمل كده والمشكلة أن الخان أشبه بالبورصة يعنى يتأثر بالأحداث المحيطة بسرعة ومن هنا لازم يحدث استقرار فى البلد ثم تعود السياحة ثم يعود الأمن للخان . وحول ظروف الحرفيين فى الخان يقول أحمد على، صنايعى فى محل مشغولات نحاسية: الشغل متوقف منذ شهرين وأغلب الصنايعية قاعدين فى بيوتهم لأننا نعمل باليومية وطالما مافيش بيع يبقى مافيش فلوس. وقد قام عدد من أصحاب محلات الصاغة بتفريغ محلاتهم من المشغولات الذهبية وحفظها فى الخزائن خوفاً من حوداث السطو والبلطجة التى تعرض لها عدد من المحلات جراء الانفلات الأمنى، لكن المحلات القريبة من الشارع العمومى لم تتعرض لشىء. خان الخليلى الآن انقسم لجهتين فالجهة المطلة على الحسين والتى تكثر بها المطاعم والكافهيات السياحية لا تزال تشهد نشاطا تجاريا لأنها لا ترتبط بالسياحة بشكل كبير حيث أن زبائنها أيضاً من المصريين كما أن محلات ووكالات العطارة والخردوات والملابس أيضاً عادت إليها الحياة لكن المشلكة الكبرى فى المحلات التى تعتمد على السياحة فى المقام الأول مثل محلات الارابيسك والمشغولات الفضية والنحاسية والجلدية والتحف الكلاسيكية والفرعونية المقلدة والملابس التراثية، ولذلك يستغيث تجار خان الخليلى من أجل عودة الأمان المفقود للمكان فهل تستجيب الداخلية إليهم؟!