بعد أسبوعين من التوقف عن العمل وغلق المحلات خرج كل مواطن ليبحث عن رزقه منهم من قام بفتح أبواب المحل واحضار العمالة التي ظلمت كثيراً بعدما أغلقت المحلات التي يعملون بها لذلك لم يستطيعوا توفير لقمة العيش لأسرهم لأنهم يعملون اليوم بيومه في محلات الكشري والعصائر ومنهم من خرج بسيارة مشروع الخريجين التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي لبيع الفاكهة والخضروات وأنابيب البوتاجاز. وعلي الجانب الآخر فوجئنا ببعض الشباب من أصحاب عربات الحنطور يخرجون ليبحثوا عن الرزق بالشوارع الداخلية بمعظم المناطق بعيداً عن كورنيش النيل الذي يشهد اجراءات تأمين من رجال القوات المسلحة. أما عن عمال خان الخليلي فهم أكثر تضرراً من وقف حالهم لأن البازارات لم تفتح أبوابها حتي الآن لذلك خرج منهم من خرج ليبحث عن لقمة عيشه بعيداً عن منطقة الحسين. يقول محمد عبد المنعم أحمد "عامل بورش ومحلات خان الخليلي بعد ان انتهت النقود التي كانت معي لم أجد وسيلة للحصول علي نقود جديدة إلا بالبحث عن عمل لحين فتح ورش وبازارات خان الخليلي لأنها كلها مازالت أبوابها مغلقة لعدم وجود سائحين بالمنطقة ولأن الوضع بوسط البلد لا يتناسب معه العمل في مثل هذه الأعمال لذلك حاولت العمل في أي شئ حتي أقوم بتوفير قوت اليوم لأولادي. أما عادل منير الدين محمد "صاحب محل كشري" وخلف عبد القادر "صاحب محل عصير" فقالا: بعد ان طالت فترة الحظر ووصلت إلي أسبوعين لم نجد أمامنا إلا أن نفتح المحلات والعمل وسط هذه الأحداث لحين استقرارها ولأن لدينا عمالة كثيرة ليس لهم دخل ولا رزق غير العمل في محلاتنا وطوال الأسبوعين لم يحصلوا علي أي نقود لذلك فضلنا أن نعمل ليأتي لنا ولهم الرزق وان كان قليلاً لأنه مازال المواطنون يفضلون تناول الغذاء في منازلهم خوفاً من أحداث جديدة والقلة القليلة تحضر لشراء الكشري أو تناول العصير. أما سليم حسن سليم "صاحب عربة مشروع الخريجين" فقال: بعد ان زادت الأزمة ووصلت الي أسبوعين لم أجد أمامي باباً للرزق إلا أن أخرج بسيارتي لأحضر الفاكهة والخضروات بنفسي من سوق العبور والتجار وأبيعها لأنني كنت أنتظر تجار الجملة وأحصل منهم علي ما أريد ولكن عندما امتدت فترة التوقف عن العمل نزلت واشتريت وأبيع حالياً وقد وفقني الله وبعت كل ما أحضرته لأنني أبيع بسعر قليل ولا أحصل إلا علي هامش ربح بسيط لكي أقف مع أولاد بلدي ولا استغلهم في مثل هذه الظروف. حسان حسين درويش ومحمد عادل عبد الواحد: أكل عيشنا الوحيد هو العمل علي الحنطور في منطقة كورنيش النيل القريبة من محل اقامتنا ولأن الوضع كما هو معروف أصبح من المستحيل العمل الآن خاصة بعد هروب السائحين فكرنا ان نجوب الشوارع لنركب الناس "بالنفر" لتوصيلهم بجنيه واحد أو حسب ما يروق للزبائن بعد ان كنا لا نركب الزبون بأقل من خمسة جنيهات لأننا لو ظللنا بدون عمل لن نجد لقمة العيش لذلك لم نجد وسيلة للحصول علي الرزق إلا بهذه الطريقة التي كانت تستخدم في الستينيات زمان. ولأن الكل يبحث عن رزقه فقد فوجئنا ببعض سائقي سيارات النقل بمسرة يقفون بجوار سياراتهم والدموع في عيونهم علي وقف الحال الذي أصبح مميتاً لهم لأن منهم من قام بالاقتراض والاخر يبيع ما يستطيع بيعه لكي يوفر الطعام والشراب لأسرته. يقول محسن سليم واسماعيل حسين من يعوضنا عن الخسائر التي نتعرض لها فالسيارة نصف النقل هي المصدر الوحيد لرزقنا فلم يعد أحد يطلبنا بعد ان كنا نعمل ليل نهار في حمل البضائع من محلات الجملة الي محلات القطاعي وأي شئ آخر لكن بعد المظاهرات وغلق المحلات لفترات طويلة والكل عنده البضائع التي تلزمه أو منهم من لا يستطيع شراء بضائع جديدة خوفاً من الاحداث المتتالية التي يمكن أن تؤدي لوقف الحال من جديد وهذا كله بسبب توقفنا عن العمل. أما محمد حسن وصابر رادياتير: نحن أول المتضررين ومثل كثير من المهن الصغيرة مما يحدث لأن عملنا في الشارع لذلك نتمني أن تنتهي هذه الأزمة ونعود لنعمل من جديد.