مع أن الثورة بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير لكن مسمياتها وايضا ملحقاتها بدأت في الظهور يوم جمعة الغضب أعقبها احد الصمود والمظاهرات المليونية ، لكن اختيار المصريين ليوم الجمعة كان سبقا جعل شعوب الربيع العربي فيما بعد من اليمن إلي البحرين إلي سوريا الثورة تتخذه يوما مصيريا لانه منذ اندلاع الثورة وحتي الان يعد هذا اليوم بمثابة تحديد مصير للبلد .. ولذلك فإن المسئولين المصريين كانوا ومازالوا يقلقون منه لدرجة ان المصريين بخفة ظلهم توقعوا ان اول قرار جمهوري يصدره الرئيس القادم سيكون إلغاء يوم الجمعة ! وتقريباً من 3 أشهر وأكثر لم تلق الدعوات لمليونيات يوم الجمعة أى صدي وكان الحضور ضعيفاً ، لكن اليم ربما يمثل عودة " دولة يوم الجمعة " من جديد بسبب وجود دعوات من عدة جهات للتظاهر لأسباب مختلفة ..عموماً تعالوا في السطور القادمة نتذكر كل مشاهد " مظاهرات يوم الجمعة " منذ بداية الثورة وحتي اليوم ، بالتأكيد كانت هناك أيام رائعة وذكريات لا تنسي .. وأيضاً كانت هناك مظاهرات ندعو الله ألا تتكرر مرة أخري .. جمعة الغضب 28 يناير بدأت ثورة يناير في الاشتعال من يوم الجمعة 28 يناير والتي اطلق عليها جمعة الغضب لتتوالي بعد ذلك اسماء باقي الجمع هذا الي جانب انه من اسم اول جمعة في الثورة خرج اسم الثورة وهو ' ثورة الغضب ' في هذا اليوم البائس تساقط المصريون شهداء علي يد رجال حبيب العادلي حيث تعامل رجال الامن بهستريا مع المواطنين والصحفيين والمصورين علي وجه الخصوص لكن بطولة الشباب وعنادهم ومواجهاتهم البطولية لرجال الأمن كانت أقوي من الدولة الأمنية فيمصر التيسقطت في هذا اليوم حيث سقط فيه النظام فعليا وكان يوم إشراق الثورة المصرية , وسجلت فيه أعظم الملاحم واقوي المواجهات بالصدور العارية والأيديالخالية من أي سلاح فبالرغم من انقطاع الانترنت والاتصالات اللاسلكية لكن الملايينخرجوا بعد صلاة الجمعة وصلاة العصر من كل حدب وصوب . جمعة الرحيل 4 فبراير جمعة الرحيل التي صلي بها جموع من الشعب المصري في ميدان التحرير , في هذهالجمعة حاول الكثيرون من خطباء المساجد التحذير من الانضمام لميدان التحرير لكن الجموع في الميدان فاقت التوقعات وفي نهاية هذا اليومادرك النظام أن الشعب ماض لتحقيق ما يريد وكان الشعب مصرا علي التواجد في الميدان بعد ما حدث في الاربعاء الدامي والمعروف ب ' موقعة الجمل ' والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير . جمعة الصمود 11 فبراير بدأ اليوم بمغادرة الرئيس السابق قصر الرئاسة بعد صلاة الجمعة سرا ومع ذلك بعد الصلاة امتلأت الشوارع بالملايين حيث شارك في هذه الجمعة قرابة 5 ملايين مصري فاض بهم ميدان التحرير فامتدوا للشوارع الرئيسية بوسط البلد وقرر عدد من الثوار الزحف الي القصر الرئاسي ولكن مع مجيء وقت المغرب امتلأ الميدان ولم يعد هناك موطئ لقدم ثم عمت مصر كلها الاحتفالات والزغاريد بعد أن ألقي عمر سليمان بيان تنحي مبارك عن منصبه . جمعة النصر 18 فبراير وهي أول جمعة تمر علي المصريين بدون مبارك إذ احتشد ملايين المصريين في جميع ميادين مصر ولكن هذه الجمعة اثارت العديد من الجدل والتخوف عند الاغلبية الصامتة اذ سيطر علي الحضور في ميدان التحرير جماعة الاخوان المسلمين والتي كانت لاتزال في اذهان الشعب هي جماعة محظورة وفي هذا اليوم وقف الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالمصريين إماما في صلاة الجمعة . جمعة التطهير 25 فبراير كان البطل في هذه الجمعة هو ائتلاف شباب الثورة الذي واصل دعواته للتظاهر في محاولة لتغيير الصورة التي أقلقت الرأي العام المحلي والدولي في جمعة النصر , لكنها حملت كذلك مطلب إقالة حكومة الفريق أحمد شفيق الذي كلفه مبارك بتشكيل الحكومة حيث اعتبره الشباب جزءا من النظام السابق رغم إجرائه تعديلات علي حكومته وتطعيمها بشخصيات معارضة في كسب ثقة الجماهير . جمعة الاستمرار 4 مارس وسميت ايضا بجمعة التطهير مع العلم ان هذا الوصف ظل يطلق علي عدد كبير من الجمع التالية ولكن هذه الجمعة بالذات شهدت إقالة حكومة شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف الذي حلف اليمين في ميدان التحرير واكد انه يستمد شرعيته من هذا الميدان ليعلن ائتلاف شباب الثورة تعليق الدعوات المليونية لإتاحة الفرصة لحكومة شرف للعمل . جمعة التطهير 18 ابريل فبعد توقف المليونيات لعدد من الاسابيع دعت القوي الثورية إلي جمعة التطهير والمحاكمات , للمطالبة بسرعة محاكمات رموز النظام الفاسد وتطبيق العزل السياسي علي أعضاء الحزب الوطني المنحل وقد استجابت كل القوي السياسية لدعوة المليونية لكن الخلافات سرعان ما دبت بين عدد من التيارات عقب انتهاء المليونية حول الاعتصام في الميدان وخاصة الدعوة السلفية التي شاركت في المليونية لكنها رفضت الاستمرار في اعتصام مفتوح , وأكدت في بيان لها أنها مع محاكمة رموز الفساد لكنها ضد المطالبات بتنحي المجلس العسكري . الثورة الثانية 27 مايو وقد تمت الدعوة اليها اعتراضا علي نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والتي كانت 77.2% لمن قالوا نعم , ونسبة من قالوا لا %22.8 لذلك دعت القوي السياسية الليبرالية الي ثورة غضب ثانية في حين دعا الإسلاميون لعودة الاستقرار الأمر الذي أغضب القوي الثورية التي باتت تري أن سقوط دستور 71 لا خلاف عليه فهكذا حال جميع الثورات , في المقابل رفض عدد من القوي الإسلامية المشاركة في جمعة الثورة الثانية وأعلنت جماعة الإخوان أنها ترفض المشاركة في المليونية , وتعتبرها ثورة علي الثورة . جمعة القصاص 1 يوليو في شهر يونيو دعا عدد من القوي السياسية لتبني جمعة العمل , وفي نهاية نفس الشهر حدثت مواجهات بين عدد من شباب الثورة وقوات الأمن بعد تعرض أهالي الشهداء لاعتداء أمام مسرح البالون وقد تلت تلك الأحداث دعوة القوي الثورية لجمعة القصاص للشهداء , وذلك في أول أيام شهر يوليو وقد حددت القوي الثورية المشاركة في المليونية مطالبها في تحديد حد أدني للأجور 1200 جنيه , وحد أقصي للأجور , مع مراقبة الأسعار حتي تتوافق مع محدودي الدخل ومحاكمات علنية وسريعة لمبارك وأولاده ووزرائه وكل من أفسدوا علينا الحياة السياسية وتكريم الشهداء وأسرهم , وسرعة محاكمة قتلة الشهداء وتكريم المصابين وعلاجهم علي نفقة الدولة وتعويضهم وحرمان أعضاء الحزب الوطني المنحل من حق الممارسة السياسية لمدة 5 سنوات علي الأقل وتفعيل قانون الغدر والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين , في حين أعلن حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين مقاطعتهم بدعوي عدم فعاليات المليونيات المتعاقبة التي أصبحت موضة , وقد أرجع محللون ذلك الامتناع بسبب استعداد تلك القوي لخوض الانتخابات . جمعة المطلب الوحيد 8 أغسطس في أكبر تجمع لقوي التيار الإسلامي بمصر احتشد نحو مليوني شخص في ميدان التحرير وعدد من المدن المصرية الأخري للمشاركة فيما سمي بجمعة المطلب الوحيد وذلك اعتراضا علي المبادئ فوق الدستورية التي أعلنها المجلس العسكري ذلك في حين انسحبت حركة كفاية و 6 أبريل , وحزب التجمع , والعديد من الحركات وقد شهدت تلك الجمعة تأكيد صعود الإسلاميين وقدرتهم علي الحشد وقد تبع تلك المليونية مليونية أخري في نفس الشهر , حملت اسم الدستور أولا , لكنها سرعان ما غيرت الاسم إلي الثورة أولا بعد اعتراض الإسلاميين ورفضهم للمشاركة . جمعة تصحيح المسار 7 سبتمبر في هذه الجمعة تجمع الالاف من المتظاهرين مطالبين بوقف المحاكمات العسكرية ووضع معالم واضحة للمرحلة القادمة حيث حرص اكثر من 30 حزبا وجماعة سياسية علي ضرورة وضع جدول زمني لتسليم السلطة ولكن يلاحظ أنه في أيام جمع شهري سبتمبر وأكتوبر والتي كان يتم الدعوة إليها من قبل القوي السياسية تتحول إلي حالة احتفالية وتنتهي دائما بخلافات واتهامات متبادلة مع ظهور غير مسبوق للباعة الجائلين وغياب متكرر للقوي الإسلامية وقد أخلي الجيش اعتصام الميدان في أول أيام شهر رمضان الماضي وسيطر علي الصينية لأيام تالية وبدا أن المجلس العسكري يحاول السيطرة علي الحالة الأمنية في البلاد . جمعة قندهار 8 نوفمبر وهي تعد آخر و ابرز مليونيات 2011 حيث سميت باكثر من اسم ما بين جمعة تسليم السلطة و قندهار و المطلب الواحد ورغم ان الاخوان وحزب الوفد أعلنا رفضهما المشاركة في هذه الجمعة الا انها تلونت بصبغة سلفية جهادية الي جانب العديد من النشطاء السياسيين الذين اعترضوا علي سحل الفتيات اثناء احداث مجلس الوزراء وطالبوا بسرعة تسليم المجلس العسكري الحكم لسلطة مدنية متوافق عليها وقد شهدت هذه المليونية مفارقة جديدة من نوعها فبالرغم من أن التيار السلفي هو الداعي لهذه المليونية الا انه في نفس الوقت كان رموز التيار السلفي يشككون في صدق الصور والكليبات التي ظهر فيها سحل الفتيات . جمعة لا لوثيقة السلمي 22 نوفمبر دعت جماعة الاخوان وحزب النور السلفي الي مليونية وذلك رفضا للمباديء فوق الدستورية التي تم الاعلان عنها في وثيقة الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء آنذاك وبالفعل تواجد آلاف من السلفيين والإخوان في الميدان وأعلنوا عدم نيتهم الاعتصام ولكن خالفهم في الرأي بعض اهالي الشهداء والمصابين واعتصموا في الميدان وفي صباح اليوم التالي قامت قوات المرافق العامة ومحافظة القاهرة باخلاء الميدان بالقوة مما ادي الي اندلاع أحداث شارع محمد محمود . جمعة رد الشرف 23 ديسمبر اشترك فيها عدد كبير من النشطاء السياسيين والحقوقيين وجموع أطياف الشعب لتكون في ميدان التحرير مليونية كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المعترضين علي المشهد الدامي الذي كانت بطلته دكتورة غادة كمال التي تعرضت للسحل من أفراد القوات المسلحة , وفي أثناء الاشتباكات التي وقعت أمام مجلس الوزراء وفي مبادرة جادة من شباب التحرير قام عدد منهم بإقامة ساتر بشري أمام شارع الشيخ ريحان ومع شديد الاسف وصل عدد الشهداء علي يد المجلس العسكري الي 40 حالة و 1500 مصاب .